وحوش بشرية تغتصب أطفالنا.. التفاصيل كاملة
موقع الملفات – خاص
سموها ما شئتم، انتهاك جنسيّ، عُنف، سِفاح قربى، تحرّش، اعتداء أو اغتصاب.. التسمية ليست مهمة، المهم أن المأساة واحدة، مأساة البراءة المنتهكة من وحشٍ بشري يُقال عنه: أب، عمّ، خال أو حتى جد وربما شقيق أو جار!
نعم، حقيقة مخزية ومخيفة في الوقت عينه، لكن لا بد من تقبلها والاعتراف بها، حتى فضحها.. نعم فضحها، نتوسلكم ونرجوكم.
وأسفاه.. حين يكون جلاّدك من لحمِك ودمِك، فيُجبرك مجتمع يتلطّى خلف إصبعهِ على الكتمان وعدم إحداث بلبلة. وإن حدث وخرجت الضحيّة عن صمتها تجلدها الأفواه باللوم بدلاً من احتضاتها واحتوائها ومحاسبة المجرم “البيدوفيل” بالعِقاب الذي يستحقه من دون رأفة أو رحمة، فإن لم يكن عقاب أشباه البشر رادعًا، لا فائدة منه.
مسميات مرضية
حُبّ، ولع، انجذاب، توجه جنسيّ، مرض، اضطراب، تحت هذه المسميات المرضية تُرتكب جرائم سفاح الأطفال. في هذه الجرائم والتي تعدّ من الأخطر في لبنان، يستخدم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و7 سنوات – أكثر المتضررين بشدة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات – لإشباع وإرضاء رغبات جنسية لبالغ أو مراهق يستغل ثقة الضحية أو حبه ويغريه للانخراط في ممارسات لا يعرف حقيقتها وينخدع بها في البداية، تبدأ بلمس الأماكن الحساسة أو الملاطفة، وصولاً إلى الاتصال الجنسي الكامل باستخدام القوة أو النفوذ، وهذا ما يعني الاعتداء الجنسيّ أو الاغتصاب.
المضحك.. المبكي، أن التحدّث في هذا الموضوع لا يزال من المحرّمات بنظر البعض، والحديث عنه “تابو” و”فضيحة” لا بد من التستّر عليها خوفًا من ثقافة العار، إلا أن الحاجة تبدو أكثر من ملحة لوضع الإصبع على الجرح، خاصة مع تفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا في الآونة الأخيرة وبشكلٍ مرعب. فيكاد لا يمر يوم لا نسمع فيه عن اعتداء جنسيّ طال أحد الأطفال في أماكن يُفترض أن تكون آمنة، لا الأكثر خطراً على الإطلاق.
خلل جنسيّ خطير
في بادئ الأمر، ولمن يجهل ويفتقر إلى التعريف الدقيق لهذا الاستغلال الجنسيّ الذي كان موجودًا منذ وجود البشرية، نقدم لكم تعريفًا شاملًا لـ “البيدوفيليا” أو ما يعرف أيضًا بـ”الغلمانية”، بغية توضيح المفاهيم والمعلومات الأساسية حوله، والمساعدة في نشر الوعي والفهم الصحيح، علّ البعض يستطيع أن يميز إن كان ما يمارسه الآخرون تجاه أطفالهم محبةً أم تحرّش جنسيّ مهين وغير مرغوب واعتداء منحطّ.
“البيدوفيليا” ليس بالضبط مرضًا، وإنما هو توجّه جنسي غير طبيعي يتميّز بالشهوة الجنسيّة أو الجذب الجنسيّ تجاه الأطفال الصغار، الذكور والإناث الذين لم يبلغوا سن البلوغ. ويعود تاريخه إلى زمن بعيد، إذ وجدت العديد من الرسوم والنقوش في الآثار الإغريقية والفرعونية والرومانية والفارسية والصينية القديمة تدل دلالة قاطعة على وجود هذا النوع من الممارسات.
يُعتبر “البيدوفيليا” اضطرابًا جنسيًا غير شرعي، ومع ذلك، يعتبره العديد من الخبراء والمجتمعات الطبية والقانونية خللاً جنسيًا خطيرًا يتضمن الرغبة في التفاعل الجنسي مع الأطفال، والتصوير الجنسي، والممارسات الجنسية الأخرى غير المشروعة والتي تصل إلى حد الاغتصاب والقتل، وبالتالي نحن أمام انتهاك صارخ لحقوق الأطفال وجريمة شنيعة لا يتقبّلها العقل.
ومن المهم معرفته أن “البيدوفيليا” ليست مجرد تفضيل جنسي غير عادي نشأ نتيجة تجارب سلبية في الطفولة للبيدوفيل أو صعوبات عاطفية واجتماعية، إنما هناك احتمال أن يكون الانجذاب الجنسي إلى الأطفال مقابل البالغين ليس سببه الاختلاف في أي منطقة من مناطق الدماغ، ولكن في الطريقة التي تعمل بها مناطق متعددة معاً. ويعتقد علماء الأعصاب على الرغم من الجدل في الوسط العلمي أنها “متلازمة الانفصال الجزئي”، كما يُعتقد أيضًا أن هذه النتيجة تمثّل دليلاً آخر على أن حالة الميل الجنسي للأطفال قد تكون ناتجة عن حساسية بيولوجية تبدأ قبل الولادة لتصبح لاحقًا توجّها جنسيًا ومن غير المرجح أن يتغير.
علامات وأعراض لا تتجاهلها
يتّسم هذا الاضطراب برغبات جنسية، وتخيّلات، وأنماط سلوكيّة جنسيّة متكرّرة تتعلّق بالأطفال الصغار لفترة لا تقلّ عن ستة أشهر لدى الشخص المصاب الذي قد تجاوز سن البلوغ بمراحل ولا يعاني فقط من الاهتمام الجنسي بالأطفال، بل يشعر أيضًا بالحاجة الملحة للممارسة الجنسية معهم. وتؤدي هذه الرغبات والتصرفات في النهاية لأزمة مرضية أو خلل أدائي فضلاً عن ضعف أداء الشخص لمهامه أو القيام بمسؤوليات اجتماعية، مهنية أو غيرها من جوانب الحياة.
والانجذاب الجنسي للأطفال هنا يرتبط بالعديد من الأعراض التي يجب تحديدها قبل أن يُقرر الأطباء تشخيص أي فرد بإصابته بهذا الاضطراب أم لا، وما إذا كانت دوافعه الجنسية تقتصر على الأطفال من الأقارب أم لا، ومنها: ممارسات جنسية، استخدام مكثّف للمواد الإباحية للأطفال، مؤشر تشخيصي مفيد، كما يمكن قياس الاستثارة الجنسية التناسلية في بيئة مختبرية من خلال المحفزات الجنسية التي تستند إلى التغيير النسبي في استجابة القضيب عند الذكور.
ولا بد من الإشارة إلى أن عوارض “البيدوفيليا” قد تختلف من شخص إلى آخر، وقد يكون من الصعب تحديد عوارضها بدقة. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجودها، إليكم بعض العوارض المحتملة:
قد يكون لدى الشخص المصاب بـ”البيدوفيليا” اهتمام غير عادي أو مفرط بالأطفال، وقد يكون لديه ميل قوي للتفكير فيهم أو مراقبتهم بشكل مستمر، كما قد يعاني مريض “البيدوفيليا” من انخفاض الرغبة الجنسية تجاه البالغين ويفضل التركيز على الأطفال كمصدر للشهوة الجنسية.
قد يكون للشخص المصاب بـ”البيدوفيليا” تفكير مستمر في الأفكار والمخيلة الجنسية المتعلقة بالأطفال، وقد يشعر بشهوة مرضية تجاههم، وعادةً ما يفضل البقاء في بيئات تجمع الأطفال مثل المدارس أو النوادي الرياضية لتلبية رغباته الجنسية.
ولكن رغم وجود هذه المعايير فهناك صعوبات عدة في تشخيص الولع الجنسي بالأطفال قبل وقوع الكارثة.
هنا نأتي للأهم، فإذا كان الأهل ببحثون عن معلومات حول كيفية التعرّف على العلامات المحتملة للاعتداء الجنسي على الأطفال، فهذه أبرزها:
قد يلاحظ الأهل تغيرات كبيرة في سلوك الطفل أو مزاجه وقد يصبح أكثر انطوائية أو قد يظهر توترًا غير مبرر، خوفًا أو قلقًا شديدًا، وفي حال لاحظوا تراجعًا حادًا في الأداء الدراسي للطفل من دون سبب واضح، فقد يكون هناك سبب جنسي وراء ذلك.
أما إذا كان الطفل يظهر معرفة غير عادية بالمفاهيم الجنسية أو يستخدم لغة غير مناسبة لعمره، يشارك في سلوك جنسي غير مناسب أو يحاول تطبيق سلوك جنسي على أطفال آخرين، فقد يكون تعرّض للاعتداء الجنسي.
وفي حالة ملاحظة ذويه لإصابات جسدية بشكل متكرر وغير مبرر، أو لأي من هذه العلامات المحتملة المذكورة أعلاه، لابد أن تتخذ الإجراءات المناسبة، والتعامل مع هذه القضية بشكل جدّي.
علاج لا شفاء
“البيدوفيل”، غالباً ما يكون في حالة إنكار لوجود مشكلة ما لديه، وبالتالي يتطلّب ذلك الاهتمام الطبي والعلاج المناسب. ومن أولى خطوات العلاج هي أن يُدرك الشخص أن هنالك مشكلة وهو يحتاج لمساعدة ما كي يستطيع السيطرة على دوافعه ورغباته الجنسية ويعيش حياته بأقل تقديرات خطرة.
ووتبعاً للمجلة الطبية الأميركية المتخصصة (Psychology Today) تتضمن طرق العلاج عدة جوانب، منها:
استخدام الأدوية
يجب أن يقترن العلاج الدوائي مع العلاج النفسي والسلوكي حتى تكون النتائج فعالة ومن هذه الأدوية استخدام مضادات الأندروجين (Anti-androgen)، وذلك لخفض الدوافع الجنسية كما تستخدم هرمونات مثل (Medroxyprogesterone) التي تؤدي لخفض نسبة هرمون التستوستيرون، وتقلل من تكرار الانتصاب والتخيلات الجنسية والشروع في السلوك الجنسي كالعادة السرية أو الجماع، كما نجحت بعض مضادات الاكتئاب مثل (fluoxetine) في خفض الرغبة الجنسية ولكن تبقى الأوهام الجنسية صعبة العلاج دوائياً.
العلاج السلوكي المعرفي
هناك الكثير من النماذج السلوكية المعرفية الفعّالة في علاج الأشخاص المصابين بـ”البيدوفيليا”، لا سيما تلك التي تعمل على التشوهات المعرفية الموجودة لديهم لمواجهتها والتعاطف مع الأطفال من خلال تدريبات خاصة تجعلهم يدركون العواقب السلبية التي تلحق بالأطفال. كما أنه من المهم تدريبهم على تقدير الذات وكيفية التفاعل مع الآخرين بطرق إيجابية من خلال مهارات تواصل وإدارة عدة، كذلك يجب منع انتكاس الحالة من خلال تحديد المواقف عالية الخطورة وكيفية تعطيل السوابق السلوكية ولعل الأهم هو نظم مراقبة الحالة ومتابعتها من خلال الشركاء وهم عائلة الشخص والمقربون منه وتقييم الخط الباني للحالة دورياً.
العلاج الكهربائي
علاج نفسي يتم عن طريق جلسات الكهرباء، بعد تنشيط الذاكرة وتوصيل المريض إلى اللذة ليظل أثر الكهرباء وألمها مرتبطًا بالتفكير في السلوك.
لكن تبقى هذه العلاجات في إطار تخفيف الرغبات الجنسية، باعتبار أنه حتى الآن لا يوجد علاج للشفاء منه نهائياً.
في الخلاصة، هذا الاضطراب لا يبرّر أي نوع من أنواع الاعتداء الجنسي على الأبرياء، وبالتالي يجب التعامل بجدية وصرامة معه، ويجب أن تظل سلامة الأطفال أولوية قصوى، منعًا لتعرضهم لأي أذى جسدي أو أو نفسي أو عاطفي أو جنسي.
وإن كان الحلّ الوحيد لإنقاذ البراءة من براثن السفّاحين هو الإخصاء والبتر، فليُشرّع ويطبّق، نعم يطبّق، علّ حلٍ كهذا على الرغم من بشاعته، يكون عبرة لكل من تسوّل له نفسُه الدّنيئة ارتكاب مثل هذه الأفعال. أما الإنسانية، فسلامٌ عليها أمام وحوش تفتك بأطفالنا وتُنكّل بهم.
وللضحايا وذويهم، نقول: آن الآوان لكسر حاجز الصمت والمحرّمات.. “بكفي”!
المصدر : موقع الملفات – خاص