كانت لافتة الزيارة التي قام بها وفدٌ من القوات اللبنانية الى بكركي، حيث سلّم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خطة سياسية للمرحلة المقبلة، أو ورقة عمل كما فضّل أن يصفها الوزير السابق ريشار قيومجيان .
أوضح قيومجيان أنّ الورقة تتضمّن طروحات حول جوهر الأزمة التي يعيشها البلد، من رئاسة الجمهورية الى الحرب القائمة في الجنوب وغيرها من التحديات الكبيرة التي تواجه المسيحيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام، إضافة الى المواضيع ذات الطابع الاستراتيجي التي أبدينا وجهة نظرنا حولها. وقال: “نأمل أن يلتقي الجميع على هذه الورقة وأن يتوحّد جميع المسيحيين حولها، بعدما يطلّع عليها غبطة البطريرك، وهي تبدأ بانتخابات الرئاسة الى الملف السيادي والوضع العام في البلد ووضعية المسيحيين فيه وفي الشرق”.
وعمّا اذا كانت الورقة موجّهة الى القيادات المسيحيّة فقط، قال قيومجيان: “كخطوة أولى يطّلع عليها البطريرك على أن نتابع وفق ما يرتئيه. ولكن طبعاً الساحة المسيحية أساسية في مواجهة التحديات”. وأوضح ان “ما نقوم به ليس مبادرة بقدر ما هي ورقة عمل للاتفاق على العناوين الرئيسة كمسيحيين”.
وعمّا اذا كانت تتضمّن الورقة أي خطوات عملية، قال قيومجيان: “طبعاً هناك خطوات عملية، كالرؤية الواحدة لملف السيادة وانتخابات الرئاسة، من خلال الالتقاء على موقف واحد والتصرّف على أساسه”. ورداً على سؤال عمّا اذا ما كانت الورقة تمهّد للقاء بين القوى المسيحية، يجيب: “ليس بالضرورة، وهذه الخطوة قد تأتي في مرحلة لاحقة، وما نقوم به الآن هو وضع رؤية واضحة. فلبنان يعيش تحديات كبيرة ومن الطبيعي أن نتحرّك كقوى وكنيسة ببركة سيدنا”. واضاف “هذه رؤيتنا للأمور، وإذا كان ممكناً الالتقاء مع آخرين والتحرك حول العناوين الأساسية يكون أمراً جيداً”.
وأوضح أن سبب تعطيل الاستحقاق الرئاسي ليس مسيحياً، كما يفعل أحياناً الرئيس نبيه بري حين يضع المشكلة عند المسيحيين، مؤكداً أن هذا الأمر غير صحيح، مستطرداً “طبعاً المسيحيون مختلفون حول بعض المواضيع، كالسلاح مثلاً، رغم الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله حول الحرب في الجنوب، لكنه لم يتخذ موقفاً حازماً من السلاح ومن الملف السيادي بشموليته. لكن المسيحيين تقاطعوا رئاسياً على مرشح ونذكر كيف قاموا بتعطيل النصاب وكيف يقوم بري بتعطيل الانتخاب وإقفال مجلس النواب”.
وأمام هذا الاستعصاء، هل يمكن ان تذهب القوات مع القوى المسيحية وبكركي لطرح الخيار الثالث الرئاسي؟ يجيب قيومجيان: “نحن كقوات قلناها، اذا كان الفريق الثاني اقترب الى منتصف الطريق قد نتلاقى على مرشح ثالث، أي كمعارضة وفريق حزب الله. ومن المبكر القول اننا كمسيحيين سنذهب الى الخيار الثالث، فنحن لدينا خيارنا الحالي وهو جهاد ازعور وعلى رئيس المجلس ان يفتح البرلمان لننتخب الرئيس. واذا كانوا لا يريدون الانتخابات وفق الدستور والمسار الانتخابي ويريدون الخيار الآخر عبر التوافق فعليهم الاقتراب الى منتصف الطريق”.