November 1, 2024
\

“كمين العديسة” من الرصد إلى التحضير والتنفيذ.. التفاصيل الكاملة!

خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش

بدأ الجيش الإسرائيلي تحضيراته للعمل البري جنوب لبنان منذ أيام دون أن يُعلن ذلك، فهو منذ أسبوع تقريباً كثّف ضرباته الصاروخية والمدفعية على طول الشريط الحدودي، وتحديداً القرى التي ينوي الدخول منها، تمهيداً لتنظيفها من جيوب المقاومين، والمحاولة الجدية الأولى كانت بداية الأسبوع الجاري.

قبل الدخول في هذه المحاولة تجدر الإشارة الى أن العملية العسكرية البرية تنقسم الى ثلاث مراحل، مرحلة أولى تتضمن الاستطلاع والتخطيط والتقييم والتمشيط المدفعي والرشاش، والتسلل لتثبيت أجهزة تنصت وأجهزة تحسس وتفخيخ بعض المناطق والمنازل، لتسهيل المرحلة الثانية التي تتضمن شق الطرق بالجرافات الضخمة المصفحة والدخول البري، قبل أن تكون المرحلة الثالثة هي مرحلة تثبيت النقاط العسكرية المسيطر عليها. 

دون تحديد اليوم بشكل مباشر، في وقت قريب من العصر، دخلت مجموعة من الجنود الإسرائيليين الى منطقة العديسة، وعددهم بحسب مصادر متابعة لم يتخط الـ 12 جندياً، تقدموا عشرات الأمتار من أجل تنفيذ مهمة محددة ضمن المرحلة الأولى من العمليات العسكرية البرية، فكان معهم أجهزة لزرعها ومتفجرات لوضعها، فتم رصدهم من مجموعة مقاومين لا يزيد عددهم عن الخمسة، وتُشير المصادر عبر “الملفات” الى أن المقاومين أبلغوا مسؤولهم برصد القوة وانتظروا الأمر لمعرفة كيفية التصرف.

كانت يد المقاومين على الزناد، “فينا نقضي على 5 أو 6 جنود بجولة اشتباكات سريعة”، قال أحد عناصر المجموعة لمسؤوله، فكان القرار بأن يستمروا بالرصد دون الإتيان بأي حركة حربية تجاههم، ونقل ما يجري للقيادة وهكذا حصل. 

وتضيف المصادر: “تم اتخاذ القرار بترك المجموعة الإسرائيلية تعمل ورصدها وتركها تخرج، لأن الاشتباك معها قد يوقع قتلى بصفوفها لكنه سيعرض المقاومين للخطر، ولأن ما يُحضر لهم من مفاجأة ستكون أكبر فيما لم أتموا مهمتهم وخرجوا وهو ما حصل”، مشيرة الى أن رصد المقاومة لتلك النقطة استمر بعد خروج الإسرائيليين وبعد تم إعداد الكمين المحكم.

في ساعات ليل الثلاثاء – الأربعاء الأخيرة قرر الإسرائيلي الدخول من تلك النقطة الجغرافية فكانت المقاومة بانتظاره، مقاومة من أكثر من تنظيم، نسقت وتحضرت ونفذت، وكانت الضربة الشديدة صاروخية أوقعت القوة المهاجمة بين قتيل وجريح، فاعترف الإسرائيلي بإجلاء 8 قتلى وأكثر من 35 جريحاً، واستمرت الاشتباكات لوقت قليل قبل أن تنسحب القوة الاسرائيلية.

أول ما يخطر على بال القارىء السؤال عن كيفية استمرار تواجد المقاومة على الحدود رغم كل القصف المنفذ خلال الساعات الماضية، وخلال 12 شهراً، والجواب على هذا السؤال بحسب المصادر “هو ما سيفاجىء العدو الذي لن يُدرك كيف وأين ومتى يُضرب، فالأرض في الجنوب تقاتل مع أبنائها ضد الغزاة”. 

المصدر : خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش