عدوان جديد على الضاحية.. استهداف مباشر وتصعيد خطير

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الأحد، غارة عنيفة استهدفت “الهنغار” المهدد في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة دون تسجيل خسائر بشرية.
هيئة البث الإسرائيلية أعلنت أن سلاح الجو الإسرائيلي دمّر بنية تحتية لحزب الله داخل الضاحية. بدوره، زعم مسؤول إسرائيلي أن المبنى المستهدف كان يحتوي على أسلحة تعود للحزب. وقد تزامن القصف مع ثلاث ضربات تحذيرية أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه الضاحية، تصاعدت إثرها أعمدة الدخان في سماء المنطقة.
وفي موازاة التصعيد، سُمع إطلاق نار كثيف في الضاحية الجنوبية لتحذير السكان من البقاء في محيط المواقع المهددة، عقب إنذار مباشر أصدره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”، دعا فيه المدنيين إلى إخلاء المباني المحددة على الخارطة المرفقة بمسافة لا تقل عن 300 متر، محذرًا من تواجدهم بالقرب من “منشآت تابعة لحزب الله”، بحسب زعمه.
غير أن المعلومات أوضحت لاحقاً أن الهدف المهدد لم يكن سوى “خيمة مجالس عاشورائية” تقع وسط منطقة سكنية مكتظة، لا منشأة عسكرية كما زعمت إسرائيل. وكانت “القناة 12 الإسرائيلية” قد سبقت الغارة بالحديث عن نية الجيش الإسرائيلي قصف مبنى قالت إنه يُستخدم لتخزين الأسلحة.
المواقف اللبنانية الرسمية: تنديد واسع وتحرك دبلوماسي
طالب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما ضامنين لاتفاق وقف الأعمال العدائية، بتحمل مسؤولياتهما وإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها فوراً، محذراً من أن استمرار هذا التصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية.
كما دان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بشدة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وترويع المدنيين، مطالبًا الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية بالتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات. وأكد سلام التزام لبنان الكامل بالقرار 1701، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني يواصل توسيع انتشاره لبسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها وحدها.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الاعتداء على منطقة مكتظة بالسكان، محذرة من أن هذه الخروقات المتكررة تقوّض السلم والأمن الإقليميين. وشددت الوزارة على استمرار اتصالاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لحثّ إسرائيل على الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة والالتزام بالقرارات الدولية.
بدورها، اعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية أثارت حالة من الذعر والخوف بين السكان، داعية جميع الأطراف إلى احترام تفاهم وقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار 1701.
وفي السياق عينه، أعلن النائب ابراهيم الموسوي من موقع الاستهداف في الضاحية، مساء اليوم الأحد، أنهم “يزعمون أنّ هناك صواريخ لكن الموضوع هو انتهاك للسيادة الوطنية واستباحة للبنان”.
وأضاف: “على اللبنانيين التحرّك وإدانة العدوان وإذا كانت الدول تدّعي أنّها صديقة للبنان فلتزوّد الجيش اللبنانيّ سلاحًا دفاعيًا مناسبًا”.
من جهتها، اعتبرت السفارة الايرانية في بيروت، أن العدوان الذي طال الضاحية الجنوبية، “انعكاسًا لطبيعة الكيان الإسرائيلي القائمة على العدوان والإجرام”، مؤكدةً إن “مثل هذه الجرائم العدوانية لن تثني الشعب اللبناني الحر والشريف عن التمسك بحقوقه ومقاومة الظلم”.
الرواية الإسرائيلية
وفي تبريره للهجوم، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”: “قبل قليل، هاجمت طائرات حربية في منطقة ضاحية بيروت الجنوبية ودمرت بنية تحتية كانت تُستخدم لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لحزب الله الإرهابي”. وزعم في حديثه أن : “تخزين صواريخ وسط المناطق المدنية يشكل خرقًا فاضحًا للتفاهمات ويهدد أمن دولة إسرائيل ومواطنيها”.
وأشار أدرعي إلى أن “الجيش الإسرائيلي اتخذ خطوات لتجنب إصابة المدنيين، شملت توجيه إنذار مسبق للسكان واستخدام ذخيرة دقيقة”، مؤكدًا أن “العمليات ستتواصل لإزالة أي تهديد يستهدف إسرائيل”.
المصدر : الملفات