في تطور لافت على صعيد مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، كشف مصدر لبناني مطلع على المفاوضات، أن الاتفاق بات شبه مكتمل، مع بقاء بعض النقاط العالقة التي من المنتظر أن تتضح عقب اجتماع “الكابينيت” الإسرائيلي المقرر غداً. وأوضح المصدر أن الخلاف الأساسي داخل الحكومة الإسرائيلية ينبع من معارضة وزيرَي المال والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لوقف إطلاق النار.
من جانبها، صرحت مصادر رسمية لبنانية أن الإعلان عن وقف إطلاق النار قد يتم خلال اليومين المقبلين إذا ما سارت الأمور بشكل إيجابي داخل إسرائيل. وفي هذا السياق، أفادت تقارير اعلامية بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين تواصل مع المسؤولين اللبنانيين وناقش معهم التفاصيل النهائية، مؤكدًا أن الاتفاق بات شبه مكتمل.
مواقف متباينة
في لبنان، أعلن النائب قاسم هاشم مساء الإثنين أن السلطات اللبنانية أُبلغت رسميًا بإمكانية الإعلان عن الاتفاق خلال ساعات قليلة، ما يعكس حالة من التفاؤل في الأوساط الرسمية. كذلك، أشار زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أجواء إيجابية تسود عين التينة، مع توقعات بأن يتم وقف إطلاق النار خلال الـ36 ساعة المقبلة.
في المقابل، شهد الجانب الإسرائيلي تبايناً في الآراء. إذ صرّح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش برفضه للاتفاق قائلاً: “لن تكون هناك أي اتفاقية ذات قيمة مع لبنان”. في الوقت ذاته، أشارت تقارير إعلامية عربية إلى أن التقديرات داخل إسرائيل ترجح تصويت “الكابينيت” لصالح تمرير التسوية مع لبنان.
على الصعيد الدولي، أعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) أن النقاشات حول وقف إطلاق النار أحرزت تقدماً كبيراً. ومع ذلك، أكدت الإدارة الأميركية عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر أن الاتفاق لم ينجز بالكامل بعد، مشددةً على أنها تضغط بأقصى ما يمكن للتوصل إلى تسوية. بدوره، أوضح البيت الأبيض أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أجرى نقاشات بناءة في جولته الأخيرة، مع الإشارة إلى عدم وجود إعلان وشيك من الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون.
ولكن على الرغم من هذه الإيجابيات، برزت معارضة شديدة داخل إسرائيل، حيث دعا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى تأجيل أي اتفاق حتى يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه، معتبرًا أن الاتفاق الحالي قد يكون غير مناسب من وجهة نظره.
ادًاـ بينما يبدو أن المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تسير في الاتجاه الصحيح، تبقى بعض العوائق التي قد تؤخر الإعلان الرسمي. ويظل الموقف الإسرائيلي الداخلي والدعم الدولي عاملين حاسمين في تحديد مصير هذا الاتفاق المنتظر، مع ترقب الساعات المقبلة لتحديد ملامح المرحلة المقبلة.