في تطور سريع ولافت ومفاجئ، نشر المتحدث الرسمي لرئاسة جمهورية مصر العربية، المستشار أحمد فهمي، بيانا مشتركاً لقادة مصر والولايات المتحدة وقطر يُعلن فيه التوصّل لإطار اتفاق لإنهاء الحرب على غزة، مؤكداً ضرورة وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني والإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار، ودعا لاستئناف المناقشات في ١٥ آب في الدوحة أو القاهرة. بدوره، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي أن “إسرائيل قدمت بالفعل اقتراحاً واضحاً، وأرسلت وفداً تفاوضياً إلى القاهرة يوم السبت الماضي”.
في المقابل، اتهمت حركة حماس، إسرائيل بوضع شروط تعجيزية لإفشال التوصل إلى اتفاق وطلبت من الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار تقديم خطة لتنفيذ المقترح الذي تم طرحه مطلع تموز الماضي، والذي وافقت عليه حماس آنذاك. كما اقترحت حماس في بيانها الذهاب لرؤية الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام إسرائيل بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مقترحات جديدة، مُعتبرةً أنها قد “توفّر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت لإطالة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في حال الدخول في اقتراح جديد من المفاوضات”. فهل ستنجح هذه المفاوضات ويتم وقف إطلاق النار؟ أم سنكون أمام مواجهة جديدة؟
في هذا السياق، ورداً على تلك التساؤلات، يكشف الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض، في حديث لـ “الملفات” عن أن “جميع المعطيات تدل على أن الأجواء غير إيجابية، وليس هناك حتى الآن أي مؤشرات تفيد بأن الاجتماع نهار الخميس سيؤدي إلى هدنة أو وقف للحرب ولو لفترة مؤقتة”، معتبراً أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وضع شروطاً جديدة بقصد تطيير المفاوضات وهو مصمم على الاستمرار بهذه الحرب حتى تحقيق أهدافه وغاياته”.
ولفت هنا إلى أن رسالة كتائب القسام وحماس إلى الوسطاء تشير في ما تحمله من دلائل إلى أن “الأمور ليست على ما يرام وليس هناك تطوراً إيجابياً لجهة فرض هدنة وإنهاء وقف إطلاق النار”.
وأشار عوض إلى أن “نتنياهو لا يرغب بوقف إطلاق النار، وهو محكوم بتحالفاته اليمينية، ومن الواضح أن وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والكتل اليمينية لإسرائيل هي المُهيمنة والتي تضبط مواقف وحركات نتنياهو”.
وأضاف، “ما شهدناه بالأمس من استفزازات مباشرة وواضحة وكسر لقواعد التعامل مع المسجد الأقصى، بالإضافة إلى تعنّت نتنياهو وأوهامه بإمكانية تحقيق نصر نهائي كما يفترض، ستجعله معطلاً لأي إمكانية لوقف إطلاق النار”.
وتعقيباً على ما تقدّم، رأى عوض أن “طلب حماس العودة إلى مقترح بايدن يُعتبر تكتيكاً ذكياً، حتى لا تظهر وكأنها ترفض مبدأ التفاوض، فتُحمّل مسؤولية استمرار الحرب وارتكاب المجازر من جهة، وفي الوقت نفسه لتُحرج بايدن والوسطاء والتأكيد على أن الكرة في ملعب نتنياهو، وأن لا جديّة لتلك الدعوة، وليس هناك أي جديد في هذا الطرح، سوى أنهم يحاولون تأخير الردّ الإيراني ورد حزب الله والتأثير على مستوى هذا الرد”.
ووصف عوض بيان حماس ورسالتها بالعمل الدبلوماسي المتقن، لأنها تملّصت فيه من المسؤولية ورمتها على نتنياهو والوسطاء العاجزين حتى الآن عن إلزامه بأي خطوات جادّة تُفيد بإمكانية أن تذهب الأمور إلى وقف لإطلاق النار”.