September 24, 2024
\

بعد طرد عون واستقالة أبي رميا: 4 خيارات أمام كنعان وباسيل ماضٍ بمشروعه

بعد طرد النائب آلان عون من التيار الوطني الحر، تجرأ النائب سيمون أبي رميا على تقديم الإستقالة في خطوة يمكن وصفها بالذكية، فالرجل كان يعلم أنه التالي على لائحة رئيس التيار جبران باسيل، ففضل الخروج “بكرامته” على أن يتم إخراجه بقرار الطرد، ولكن “المعارك” داخل التيار لن تنتهي هنا.

كان في التيار الوطني الحر صقور يلتفّون حول المؤسس ميشال عون، وهؤلاء يمكن تقسيمهم الى قسمين، القسم الاول هو القسم الذي خرج أو تم اخراجه من التيار منذ سنوات، ولم يعد لديهم أي تأثير اليوم، لأن خروجهم بحسب مصادر سياسية مطلعة لـ “الملفات” كان على زمن ميشال عون، وفي ذلك الزمن كان يمكن احتواء أي خروج لأي قيادي، فكان التيار قوياً يشكل مظلة لمن يقف تحتها، بينما اليوم قد اختلف الحال.

أما القسم الثاني من الصقور استمروا طيلة المرحلة الماضية، رغم اعتراضهم على “تسليم” التيار من قبل ميشال عون الى جبران باسيل، ولكنهم مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون قرروا التحرك، فكانت البداية من خلال الاعتراض على قرارات التيار التي يتم التحكم بها من قبل باسيل، فظهرت الخلافات على العلن بعد أن كانت مخفية طيلة أشهر، تُشير المصادر عبر “الملفات” الى أن باسيل أدرك بعد انتهاء ولاية عون مباشرة أن تحكمه بالتيار لن يكون كاملاً ما لم يتخلص من هؤلاء الصقور، الذي من بينهم من هو مرشح لرئاسة الجمهورية، ومن هو مرشح لرئاسة التيار.

مباشرة بدأ باسيل محاولته من خلال مشروعين، المشروع الأول بحسب المصادر هو السيطرة على الصقور بشكل كامل، والمشروع الثاني إخراجهم بحال لم ينجح المشروع الأول وهو ما حصل، فأخرج الياس بو صعب ومن ثم آلان عون، واستقال سيمون أبي رميا، فماذا عن البقية؟

بحسب المصادر فإن التالي على لائحة باسيل هو رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، واليوم يقوم كنعان بتقييم الوضع، وتكشف المصادر عبر ” الملفات” أن الخيارات امام كنعان أربعة، إما اللحاق بصديقه أسعد درغام والبحث عن طريقة لاسترضاء باسيل، وإما الاستقالة بنفسه كما فعل سيمون أبي رميا الذي نفذ ما كان وعد به آلان عون وابراهيم كنعان، وإما الاعتراض والاعتكاف، وإما انتظار ما يقرره باسيل بخصوص مصيره.

تؤكد المصادر أن باسيل سيمضي في مشروعه حتى النهاية، فبالنسبة إليه يجب الانتهاء من مرحلة الصقور والتفرغ لإعادة بناء التيار وفق رؤيته الكاملة، وهو بدأ هذا الاعداد من خلال بعد المواقف السياسية التي تتعلق برؤيته للتيار للمرحلة المقبلة، فالرجل الذي خسر شعبية واسعة خلال المرحلة الماضية، أيقن أن التيار لا يمكنه أن يغلب القوات في لعبة التجييش الطائفي، ولكنه يمكنه أن يغلبها في لعبة بناء علاقات سياسية على كامل مساحة الوطن.

لا شكّ ان مشروع باسيل فيه مخاطرة كبيرة، فمن يخرج اليوم من التيار هم شخصيات وازنة داخله، ويمكن أن يؤثروا في المستقبل القريب على خروج قيادات اخرى من التيار، تعمل في اللجان أو المناطق، ويعلم أن هؤلاء يمكن أن يشكلوا في المستقبل حالة سياسية معينة، ولكن بحسابات الخسارة والربح يعتبر باسيل انه لم يكن أمامه خيار سوى هذا الخيار، لان الخيار الآخر قد يعني خسارة التيار، أو نشوء تيارات داخل التيار الذي يرأسه.

المصدر : خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش