انتخابات جبل لبنان والإشكالات الميدانية

في مشهد انتخابي يواكب استحقاقًا دستوريًا طال انتظاره، وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مقر وزارة الداخلية، حيث أجرى جولة برفقة وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في أروقة الوزارة، قبيل دقائق من فتح صناديق الاقتراع في محافظة جبل لبنان، إيذانًا ببدء الانتخابات البلدية والاختيارية.

وفي كلمة ألقاها من وزارة الداخلية عند الساعة السابعة صباحًا، شدّد الرئيس عون على أن “دور البلديات أساسي وغالبيتها منحلّة، وهذا استحقاق أساسي لا يمكن تجاهله”، مؤكدًا أن “لا دور للسلطة السياسية في العملية الانتخابية سوى تأمين حُسن سيرها أمنيًّا”. وأضاف: “نواكبكم طوال النهار، وما يجري اليوم في جبل لبنان سيشكّل حافزًا لباقي المحافظات، فالهدف هو إنعاش البلديات تمهيدًا لإنعاش الوطن بأكمله”.

في موازاة ذلك، أكّد الوزير الحجار من جهته أن “الوزارة ستواكب المخالفات وستتخذ الإجراءات اللازمة وفق القانون”، معتبرًا أن الانتخابات الحالية تمثّل انطلاقة جديدة للبنان، فيما دعا الموظفين والمشرفين إلى الحياد التام. وفي تصريح من الغبيري، قال الحجار إن “ضمانة الناس هي الدولة، ومن واجبها احتضانهم”.

رئيس الجمهورية انتقل لاحقًا إلى سراي بعبدا لتفقّد غرفة العمليات الخاصة بالانتخابات، ثم توجّه إلى وزارة الدفاع للاطلاع على الإجراءات الأمنية، حيث عبّر عن “ملء ثقته بنجاح هذا الاستحقاق الدستوري”، في وقتٍ وُصفت العملية الانتخابية بأنها “تجري بسلاسة” بحسب الحجار.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية تسجيل 9321 مرشحًا للانتخابات في جبل لبنان، من بينهم 8142 ذكورًا و1179 إناثًا، فيما فازت 68 بلدية بالتزكية.

لكن العملية الانتخابية لم تخلُ من الإشكالات. ففي قرطبا، تأخر وصول رئيس قلم مخصص للسيدات، ما أخّر انطلاق الاقتراع. كما شهد مركز في حارة حريك اعتداء ناخب على رئيس القلم بعد منعه من التصويت لعدم حيازته المستندات اللازمة، ما استدعى تدخل القوى الأمنية. وفي الغينة – كسروان، أدى تدافع داخل أحد الأقلام إلى إصابة طفيفة، فيما استمر الاقتراع وسط تعزيزات للجيش. وسُجّل إشكال آخر في حمانا إثر اعتداء رئيس إحدى اللوائح على أحد المندوبين. أما في مركز صربا فوقع اشكال وتدافع عملت القوى الأمنية على فضه. 

إلى ذلك، سُجّل اعتراض من جان أبو جودة، رئيس اللائحة المدعومة من “التيار الوطني الحر”، على تواجد مندوب تابع لحزب “القوات اللبنانية” أمام مركز الاقتراع في الجديدة، ما أضاف توتّرًا على المشهد الانتخابي في المنطقة.

كما أفيد بحصول اشكال على خلفية حضور رئيس بلدية جونية الحالي جوان حبيش للدخول الى مركز الاقتراع في غدير، حيث تم منعه من قبل القوى الامنية كون سجل قيده ينتمي إلى ساحل علما .

 

من جهة أخرى، عاين الرئيس عون تغطية الانتخابات الإعلامية من مبنى تلفزيون لبنان في تلة الخياط، يرافقه وزيرا الإعلام والعدل، مشيدًا بـ”العمل الفعّال لتلفزيون لبنان رغم محدودية الإمكانات”، واصفًا المؤسسة بأنها “تلفزيون الوطن”.

أما وزير العدل القاضي عادل نصّار، فأكّد من جهته أن “لا تأجيل لانتخابات بيروت”، مشددًا على أن “الاستحقاقات الانتخابية ترسّخ الديمقراطية وتعزّز ركائز الجمهورية”.

حتى ساعة إعداد هذا التقرير، بلغت نسب الاقتراع الأولية في بعض أقضية جبل لبنان : 44.59%.

ومع تسجيل 481 شكوى في مختلف الأقضية حتى الساعة، تبقى الأنظار موجّهة إلى استكمال هذا الاستحقاق، وسط آمال بأن يعيد تفعيل العمل البلدي والاختياري، ويؤسس لمرحلة جديدة من الحوكمة المحلية في لبنان.

 

المصدر : الملفات