قالت مصادر دبلوماسية ما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليطلب هذه المحادثات الفرنسية اللبنانية لو لم يكن على علم بما تعد له تل ابيب وبأنها جادة واكثر، في مخطط مهاجمة حزب الله على نطاق واسع في لبنان.. وقد عقد هذا اللقاء بعد اتصالات فرنسية اميركية اجراها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والاميركي اموس هوكشتاين، تقاطعت فيها معطيات الدولتين على ان لا بد من ايجاد تسوية سريعة لاعادة الهدوء الى الجنوب اللبناني، بالدبلوماسية، قبل ان يتولى الإسرائيلي القيام بذلك بنفسه، بالاداة العسكرية.
لكن يبدو حتى الساعة ان هذه المساعي لم تحقق الهدف، بدليل كلام غانتس العالي السقف من جهة، وسلوك حزب الله في الميدان من جهة ثانية..
فالاخير، من خلال فتحه الباب من جديد للقسام، للتحرك عبر الجنوب، وذلك بعد فترة انقطعت فيها عن ذلك، انما يريد إفهام تل ابيب بأنه لن يكون وحيدا في الحرب اذا قررت شنها، بل ستنخرط فيها أذرعٌ ممانعة اخرى، بمعنى ان إسرائيل لن تواجه الحزب فقط، بل الحزب وحلفاءه.
هذه المؤشرات الإسرائيلية و”الحزب الهية” غير مطمئنة بل تدل على انه وفي السباق بين الجهود الدبلوماسية للتهدئة من جهة والاستعدادات للحرب من جهة ثانية، لا تزال الغلبة للخيار الثاني.
وحدها زيارة محتملة لهوكشتاين الى بيروت، في الساعات المقبلة، يمكن ان تشكل دليلا على ان ثمة خرقا ما، في المشهد الساخن، تمكّنت الكولسة الدبلوماسية من تحقيقه. فهل يحط الموفد الاميركي في المنطقة كما تردد اليوم ام يعدل مجددا عن ذلك؟