Slider > اسرائيل تستهدف مدينة تاريخية.. وموجة نزوح جماعي!
أكتوبر 23, 2024
اسرائيل تستهدف مدينة تاريخية.. وموجة نزوح جماعي!
في ظل تصاعد التوترات الأمنية بين إسرائيل ولبنان، شهدت مدينة صور، إحدى أقدم المدن الساحلية في العالم، عمليات إخلاء جماعية وتحركات مكثفة من قبل الدفاع المدني، استجابة لتهديدات مباشرة من الجيش الإسرائيلي باستهداف مواقع حيوية داخل المدينة. وتزايدت المخاوف بين السكان مع بدء الغارات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن إصابات وأضرار جسيمة. تأتي هذه التطورات في وقت تُعتبر فيه صور ليس فقط مدينة مأهولة، بل معلمًا تاريخيًا مدرجًا ضمن مواقع التراث العالمي، مما يضيف بُعدًا إضافيًا للتداعيات المدمرة لهذا النزاع.
مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، كثّف الدفاع المدني جهوده في صور، حيث جاب الشوارع بمكبرات الصوت، مطالبًا السكان بالإخلاء الفوري. جاءت هذه التحركات تزامنًا مع إغلاق جمعية الرسالة للإسعاف الصحي والدفاع المدني لمداخل المدينة، لمنع الدخول إليها، وبدأت بإجلاء العائلات إلى مراكز آمنة وسط حالة من الذعر تعم المدينة. وأفيد بأن العديد من الأسر التي كانت مترددة في المغادرة بدأت بالابتعاد عن المناطق المستهدفة.
في وقت لاحق، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على صور، أسفرت عن إصابة 16 شخصًا بجروح، وفقًا لمركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة. وأظهرت الصور الملتقطة تصاعد سحب كثيفة من الدخان فوق المدينة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، نتيجة الغارات العنيفة.
وأفادت مصادر أن الغارات دمرت 7 مبانٍ بالكامل، مع تعرض أكثر من 400 شقة لأضرار كبيرة، وأدت الأنقاض إلى إغلاق 4 شوارع رئيسية، ما عرقل عمليات الإنقاذ.
وفي الوقت نفسه، نشرت فرق “كشافة الرسالة” التابعة لحركة أمل سيارات إسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات، بينما تعمل البلديات على توفير مساكن بديلة للنازحين.
يأتي هذا التصعيد بعد إنذار وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، حيث حذر السكان في مناطق معينة من ضرورة الإخلاء الفوري والابتعاد عن مواقع مرتبطة بحزب الله بحسب مزاعمه. وادعى أن الجيش الإسرائيلي مضطر للتحرك بقوة ضد هذه الأهداف، دون أن يكون الهدف استهداف المدنيين.
صور، التي تُعد من أبرز المدن الساحلية وتعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، تحتضن مواقع أثرية تعود إلى الحقبة الرومانية، مثل قوس النصر والمدرجات والملعب ومئات النواويس. وأكدت منظمة اليونسكو أنها تراقب تأثير النزاع على مواقع التراث العالمي في المدينة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية لاسيما، ان إحدى الغارات وقعت على بعد 50 مترًا فقط من موقع أثري مهم، ويجري حاليًا تقييم الأضرار المحتملة التي قد تكون لحقت بهذه المعالم التاريخية.