September 24, 2024

كارثة العام التربوي المقبل.. أقساط خياليّة وثورة أبوية 

خاص – موقع “الملفات”    يُشكّل موضوع الزيادة على الأقساط المدرسية عبئًا كبيرًا يُثقل كاهل الأهالي، الذين يعملون ليلاً نهاراً لتأمين احتياجات أولادهم وتعليمهم. إلّا أن تلك الزيادة المرتفعة، دفعت بعضهم إلى عدم انتظار الاتفاق بين وزارة التربية ولجان الأهل في لبنان ونقابة المعلمين حولها، وبدأت صرخة الأهل تعلو بوجه النظام التربوي، لاسيما وأن المدارس الخاصة في لبنان تشهد ارتفاعاً مستمراً في الأقساط، إذ تتمتع هذه المدارس بحرية في تحديد الأقساط والرسوم بشكل مستقل وعشوائي، ما يُؤدي إلى زيادة الضغط المالي على الأهالي، علماً أن وزير التربية عباس الحلبي كان قد وجّه كتاباً إلى المدارس الخاصة غير المجانية، يتعلّق بهذه المسألة، داعياً إلى الالتزام بالقوانين المرعية الإجراء.   أمّا المدارس، فواصلت إبلاغ الأهالي بالأقساط الجديدة الصادمة، من دون أن يرفّ لها جفن واحد أو حتى من دون مراعاة وضع بعض العائلات التي تعاني من الأزمة الاقتصادية، وقد وصل الأمر ببعض المدارس إلى مقايضة الأهل بين تسديد ما تبقّى من القسط وبين إعطاء علامات نهاية العام لأولادهم.  المشكلة لا تقف هنا، إنما في الزيادة غير المقبولة والتي وصلت إلى ما يقارب الـ 70 في المئة لكل طالب، علماً أن هذه المدارس لا تُعتبر كما يقال “على اللبناني: غالية”، إنما تُعدّ عادية حيث أن المستوى الاجتماعي والمالي لأهل الطلاب فيها وسطي أو أقل. وحين حاول الأهل مراجعة إدارة إحدى مدارس جونية، ردت بعدم إمكانيتها إجراء أي تعديل لأن القرار رسمي صادرة عن المدرسة.  بالمقابل، لا يمكن غض النظر عن وجود أهالي لا يلتزمون بدفع أقساط أولادهم على الوقت، مع الإشارة إلى أنهم يستطيعون ذلك، لكونهم مقتدرين مادياً. ومن جهة أخرى، هناك عائلات بحاجة لإعادة النظر بوضعها المادي ومساعدتها.   وفي هذا السياق، تم التواصل مع أحد الأهالي للاستفسار أكثر عمّا يحدث في مدرسة جونية الـAppotre وفي المدارس الأخرى الموجودة في المنطقة، حيث أكدت والدة أحد طلاب هذه المدرسة، في حديث لـ “الملفات”، أن ” وزير التربية قد أعلن أنه يحق للمدارس أن تزيد على الأقساط في هذه السنة زيادة تقريبية وضمن المعقول، بمعنى ما يقارب الـ 30 أو 35 % فقط، لكن ما تقوم به المدارس وتحديداً الكاثولكية عكس ذلك، إذ إن الزيادة جاءت 100% على كل طالب، وهذا الأمر مرفوض وغير مقبول، لاسيما وأن كل المدارس في جونية اتّبعت هذه الطريقة غير المنطقية ومن دون سابق إنذار”.    وأضافت: “هناك أهالي يصرخون من “وجع” الأقساط، لكنهم يخافون التحدّث أمام الإعلام حرصاً على استمرار تعليم أولادهم وعدم تعريضهم للخطر”، معتبرةً أنّه “من الممكن أن لا يتمكن أحد من تغيير هذا الواقع وعدم إيجاد حلول لهذا الفلتان، إلّا أن التحرّك ضروري لإيصال الصوت والضغط نحو لجم هذه القرارات العشوائية التي تتّخذها المدارس”.    وقالت: “تنحيّنا عن الطعام والشرب واللهو ولكن لم ولن نتنحّى عن العلم.. يا بكون عنّا وزير تربية ويتابع التربية الحقيقية أو ليفتح كل واحد على حسابه في هذا البلد.. وإذا كانت المدارس الكاثوليكية تعمل فقط لكسب المال، فلتغيّر التسمية من مدرسة كاثوليكية تربوية إلى مؤسسة خاصة تبتغي الربح”.    ورداً على كل ما تقدّم، تواصل موقع “الملفات” مع لجنة الأهل في مدرسة الـAppotre ، وأكدت أن “الموضوع قيد الدرس والمناقشة، وفي حال أي جديد سيتم التواصل مع الموقع لتوضيح ما يتمّ الحديث عنه”. إذاً باختصار، هذه عيّنة عن حال الأهل في المدارس الخاصة التي لا ترحم بقيمة أقساطها وسط غياب دور المدرسة الرسمية وفعاليتها، فمن ينصفهم؟   المصدر : خاص – موقع “الملفات”