September 24, 2024

هجوم ناري بين القوات والتيار

صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” البيان الآتي: تُظهر حركة النائب جبران باسيل ومواقفه أنّه يعيش حالة من التخبُّط السياسي والمأزوميّة الناتجة عن سلوكه الذي انكشف أمام الرأي العام، وبدلا من أن يعيد حساباته ويبدِّل في أدائه يواصل الدوران في حلقة الفشل نفسها، وهذا شأنه طبعًا، ولكن أن يواصل ضخّ الأكاذيب بحقّ “القوات اللبنانية” لا يمكن التغاضي عنه على رغم أنّ أحدًا لم يعد يتوقّف عنده، لأنّ الانتقاد السياسي شيء، والتحامل شيء مختلف تمامًا، وهذا ما يدفعنا إلى تسجيل الملاحظات التالية: قال النائب باسيل “لا نفهم كيف أنّ هناك في لبنان مَن يرفض الكلام مع الآخر… هناك مَن لا يريد الكلام مع المسيحي ولا المسلم ولا يريد حوارًا وطنيًّا ولا حوارًا مسيحيًّا- إسلاميًّا ولا حوارًا مسيحيًّا- مسيحيًّا… فهل سيعيش وحيدًا”؟ لا نفهم لماذا يعتمد النائب باسيل أسلوب التورية والغمز واللّمز ولا يسمي “القوات اللبنانية” التي خصّص خطابه كلّه للتّحامل عليها؟ولا نفهم لماذا لم يتعلّم بعد أنّ تحوير الوقائع لم يعد ينطلي على الناس؟ فـ”القوات اللبنانية” موجودة في صميم تحالف معارض يضمّ مسيحيّين ومسلمين، وتتحاور مع معظم الكتل النيابيّة، وأيّدت مبادرة كتلة الاعتدال الرئاسيّة، وساهمت في إنضاج التمديد العسكري، وتجري مشاورات على أوسع نطاق إلى درجة التقاطع مع باسيل نفسه رئاسيًّا، ولكنّها رفضت وترفض تعميق التشاور معه بسبب التجربة المرّة التي أظهرت أنّ هذا الفريق لا يتغيّر وأنّه من العقم مواصلة المحاولات التي لا تؤدّي إلا إلى نتائج سلبيّة. وقد ظنّ النائب باسيل أنّ بإمكانه الاستقواء بالعهد لقطع أوصال البلد وشرايينه من خلال جولاته الفتنويّة على المناطق والتي دخل فيها في تناقض مع الأطراف كلّها أدّت إلى عزله نفسه بنفسه وهو ساهم في إيصال البلد إلى الانهيار.وقد ظنّ النائب باسيل أنّ بإمكانه إعادة إنتاج نفسه ودوره، ولكن مَن مشروعه قائم على المصلحة الخاصّة على حساب مصلحة الوطن يستحيل أن يعيد ترميم صورته لدى الرأي العام الذي اكتشفه، ولو بعد وقت، على حقيقته. وقد ظنّ النائب باسيل أنّه بالكذب تحيا السياسة، ولكن الكذب “حبله قصير”، والسياسة لا تحيا سوى على قاعدة المشاريع التي تختزن المبادئ والثوابت والمسلَّمات. وأكثر ما يضحك ويبكي قول النائب باسيل “لم يكن السوريّون ليدخلوا إلى لبنان بهذا الشكل منذ عام 2011 لولا مشاركة لبنانيين في السلطة بالموضوع من أعلى الهرم إلى بعض الأجهزة الصامتة إمّا بالتواطؤ السياسي أو بتقاضي بعضهم العملة مقابلة إدخالهم”. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل مقتنع حقًّا النائب باسيل بما يقوله؟ وإذا كان مقتنعًا ولا يكذب على نفسه وعلى الناس، هل يظنّ أنّ أقواليه تنطلي على الرأي العام الذي لم ينسَ بعد هذه المرحلة التي دخل فيها النازحون إلى لبنان في ظلّ حكومة اللون الواحد التي كان لباسيل فيها 11 وزيرًا وفي الحكومة التي تلتها قبل أن يتسلّم رئاسة الجمهوريّة مع أكثريّة وزاريّة ونيابيّة ويضع يده على بعض الأجهزة. فإذا أراد النائب باسيل أن يفيد الوضع العام، فما عليه سوى أن يصمت طويلا أو أن يقل في كلامه قليلا، وبخاصّة إنّ أوضاع البلد مأساويّة وأوضاع الناس كارثيّة ولبنان بحاجة لمن يحمل مشاريع سياديّة وإصلاحيّة واضحة وليس كلام يتراوح بين النفاق والتزوير، وبين كلام يتناقض جذريًّا بين قبل الظهر وبعده. وعلى اثر بيان القوات، أصدرت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار الوطني الحر البيان التالي : من الواضح لجميع اللبنانيين أن التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، يشكِّلان الهاجس اليومي لرئيس القوات سمير جعجع، الذي يبدو قلِقاً ومهجوساً مما لا يمتلكه ولا يستطيع القيام به لجهة السياسة والديناميكية التي يقوم بها التيار ورئيسه.إن من استفاق متأخراً، كالعادة، بعد ثلاثة عشر عاماً على مخاطر النزوح السوري، وأراد استلحاق نفسه أمام الرأي العام، ومن هاجم الأجهزة الأمنية لمحاولة تطبيقها القانون على النازحين، ومن استهدف التيار الوطني الحر لأنه رأس حربة في مواجهة معضلة النزوح، هو من يجب أن يصمت، وطويلاً جداً، رأفة بناسه ومجتمعه    المصدر :رصد الملفات

“القوّات” تردّ على باسيل: حوارات عقيمة

أكّدت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، أنّ “الحوار قيمة مطلقة وهو سبيل من سبل التفاهم للخروج من الأزمات، ولكن حرص “القوات” على الحوار يجعلها تتشدّد في إجراءات انعقاده كي لا يفقد قيمته ومعناه وجدواه، وتفقد معه الناس الأمل من النتائج المتوخاة منه، وبخاصّة أنّ التجارب منذ العام 2006 مريرة إلى درجة تحول معها الحوار محط تهكُّم من ان الهدف منه الصورة من دون أي مضمون”. واعتبرت في بيان أن “ما ينطبق على الحوار الوطني ينسحب على الحوار المسيحي، وفي الحالتين لم يعد الرأي العام اللبناني، بعد الانهيار المالي والسياسي والشغور والحرب وانسداد الأفق، في وارد التساهل مع خطوات تفاقم غضبه كونه لا يريد رؤية حوارات عقيمة ومصافحات لا تؤدي إلى نتيجة، ولا بل تعود الأمور معها إلى أسوأ مما كانت عليه”. وأضافت: “مع إصرار النائب جبران باسيل على الحوار ودعوته غبطة البطريرك إلى جمع القيادات المسيحية، نؤكد على ما يلي ⁃ أولا، خطوط التواصل بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” قائمة وقد ساهمت في الوصول إلى التقاطع على مرشح رئاسي. ⁃ ثانيًا، التنسيق بين المعارضة السيادية و”التيار الوطني الحرّ” قائم بدوره وأفضى إلى تقاطع رئاسي، وهذا أمر جيِّد.⁃ ثالثًا، المأساة التي وصلت إليها البلاد لم تعد تحتمل لا لقاءات للصورة ولا مناورات سياسية ولا محاولات لاستخدام هذه اللقاءات تحسينًا لشروط مع الحليف الذي ما زال يقتصر الخلاف معه على الجانب السلطوي فقط لا غير.⁃ رابعًا، يجب بالتأكيد وضع “خط أحمر عريض تحت الوجود والشراكة المتناصفة”، ولكن يجب بالقدر نفسه وضع خط أحمر عريض تحت بند السيادة، وقد أظهرت تجربة العقود الماضية ان إسقاط السيادة هدّد الوجود وضرب الشراكة، والمدخل للحفاظ على الوجود والشراكة يبدأ بالسيادة. ⁃ خامسًا، يكرِّر النائب باسيل في كل مواقفه وقوفه خلف ما يسميه مقاومة لحماية لبنان، وهذا ما يشكل نقطة خلاف جوهرية والسبب الرئيس للأزمة اللبنانية منذ خروج الجيش السوري من لبنان، وما لم يعلن النائب باسيل وجوب ان يسلِّم “حزب الله” سلاحه للدولة لا نرى اي موجب للتلاقي في سياق مشهدية واحدة، لأن أي مشهدية يجب ان تعبِّر بصدق عن رغبة اللبنانيين بقيام الدولة الفعلية التي يحول دونها سلاح “حزب الله” ودوره. ⁃ سادسًا، يجب عدم التقليل من أزمة الثقة التي ولدتها التراجعات عن تفاهمات والانقلاب على اتفاقات، وبالتالي بناء الثقة بحاجة إلى وقت ومسار ومواقف وخطوات عملية وليس صور ومشهديات. ⁃ سابعًا، نرى أنّ التواصل القائم حاليًّا بين “القوات” والتيار، والمعارضة والتيار، جيد ويجب الحفاظ عليه، ولكن تطوير اي تقاطع بحاجة لتفاهمات وطنية تبدأ من الرؤية السيادية، الأمر غير المتوافر حاليًّا”.