September 24, 2024

حطّم زجاج سيارة المدير

أقدم الطالب في المعهد الفني الرسمي في بلدة سير ـ الضنية م. ش. على تحطيم الزجاج الخلفي لسيارة مدير المعهد م. ق. قبل أن يلوذ بالفرار.

خلاف تاريخي يهزّ الشمال.. قتيلان من بشرّي

في جريمة مروعة هزّت قضاء بشري شمال لبنان، سقط الشاب هيثم جميل طوق (38 عامًا) قتيلًا في ظروف غامضة في محيط القرنة السوداء قبل ظهر السبت، ثم قتل شاب آخر من آل طوق أيضًا بعد الظهر في المنطقة عينها، وهو مالك طوق في الخمسينات من عمره، أثناء توجه مجموعة مسلحة من بشري إلى مكان مقتل هيثم طوق استنكارًا للجريمة، حيث كان الجيش ينتشر هناك. وفي حديث، يصف الإعلامي والناشط السياسي رياض طوق الذي يتابع ميدانيًا ملابسات الجريمة في بشري، الوضع على الأرض بالمتشنج للغاية، وثمة حالة غضب عارمة في القضاء جراء مقتل شابين اثنين من العائلة نفسها. ويقول: “كل سنة، يتجدد نزاع على الأرض والمياه بين أهالي بشري والضنية، من دون أن يستجيب الجيش لمطلب وضع نقطة عسكرية. وبعد مقتل هيثم طوق، توجهت مجموعة مسلحة من بشري إلى مكان وقوع الجريمة، حيث كان ينتشر الجيش، وهناك أيضًا قتل مالك طوق، ونحن نطالب ببيان توضيحي من الجيش حول ظروف مقتله”. وتشير معلومات أولية إلى أن هيثم طوق حين قتل كان وحده، وسقط على إثر رصاصة قنص في ظهره. من جانبه، يقول رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف: “نحن نعمل على تهدئة النفوس إلى حين انتظار التحقيقات ونحن نؤمن بمسار التحقيقات في القضاء والجيش، وسنصد أي محاولات فتنة ومشاكل مع أهلنا في الضنية”. بيان تصعيدي للبلدية وفي بيان استنكاري وتصعيدي، قالت بلدية بشري: “إذا ظن أهل المكر والجبن أن جريمة اغتيال ابن بشري قد تمرّ وترهب أهل المكارم والشرف المقدمين والشجعان فقد خابوا لأننا وإن كنا قد ارتضينا الشرائع والقوانين والدولة مرجعا لتكريس حقنا بالأرض، فلن يتمكّن من اختار شريعة الغاب أن يرهبنا، ولا يظنّ أنّه حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق”. وأضافت البلدية في بيانها: “الواقعة وقعت ونفّذ شذاذ الأرض وعصابات القتل تهديداتهم عن سابق تصور وتصميم بإقدامهم بكل دم بارد على اغتيال ابن بشري الشهيد هيثم طوق برصاص القنص الجبان في منطقة القرنة السوداء، أرض بشري ونطاقها الجغرافي والتاريخي المكرس قانونًا”. كما طالبت “السلطات الأمنية والقضائية التي تخاذلت عن احقاق الحق وماطلت وسوفت عن تحديد الحدود وتكريس النطاق الجغرافي المعروف أنه لبلدة بشري في القرنة السوداء أن تبادر إلى توقيف المجرمين وسَوقهم الى العدالة”. بيان الجيش وليلًا، أصدرت قيادة الجيش ــ مديرية التوجيه البيان الآتي:”بتاريخ 1 / 7 / 2023، تعرض أحد المواطنين لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء مما أدى إلى مقتله، كما قتل لاحقا مواطن آخر في المنطقة عينها. ونفذ الجيش انتشارا في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عددا من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر”. وأضاف: “لما كانت قيادة الجيش حذرت في بيان سابق بتاريخ 2023/6/12 المواطنين من الاقتراب من منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء، تعيد التشديد على عدم اقتراب المواطنين كافة من هذه المنطقة تحت طائلة المسؤولية وحفاظا على سلامتهم ومنعا لوقوع حوادث مماثلة”. خلاف تاريخي الخلاف تاريخي بين قضائيّ بشري والضنيّة، حول “ترسيم” الحدود بينهما في منطقة القرنة السوداء، ويتخذ بُعدًا طائفيًا (إسلاميًا – مسيحيًا). وفي سنة 1998، أصدرت وزارة البيئة قرارًا رسميًا، بتوقيع من الوزير أكرم شهيب، يصنف جبل المكمل – القرنة السوداء، من المواقع الطبيعية الخاضعة لحماية وزارة البيئة، ويحظر فيه جميع أنواع الحفر التي تهدف لاستغلال مياه الأمطار والثلوج على ارتفاع أكثر من 2400 متر. وفي ظل الصراع على كميات المياه في هذه المنطقة المتنازع عليها، يصرّ كل من أهالي بشري والضنية على ملكيته للأراضي المتنازع عليها في القرنة السوداء، وكلّ طرف يؤكد حجته استنادًا لوثائقه، من دون أن يُحسم هذا الخلاف التاريخي بعد. شجب واستنكار  وفيما توجهت قوة كبيرة من الجيش إلى المنطقة، استنكرت بلدية بقاعصفرين الحادث، طالبة “عدم زجّ اسم منطقة الضنية عمومًا وبقاعصفرين خصوصًا به، لما له من تداعيات خطيرة”. وأضافت في بيان: “نضع ثقتنا الكاملة بالأجهزة الأمنيّة والجيش اللبناني والقضاء المتخصّص من أجل العمل على تطبيق القانون وجلاء الحقيقة ووأد الفتنة”. من جانبها، أكدت النائبة ستريدا جعجع أنّ “الجريمة النكراء وقعت في وضح النهار، ولا يمكن أن يكون الحلّ إلّا بإحقاق الحق وسوق المجرمين إلى العدالة”، داعية أهالي بشري إلى “التحلي بالصبر والهدوء بانتظار انتهاء التحقيقات وجلاء الحقيقة”. كما تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تفاصيل الجريمة، فاتصل بقائد الجيش جوزيف عون وبالمراجع الأمنية والقضائية المختصة، وقال بأن “هذه الحادثة مدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم”. وشدد في اتصال مع النائبة جعجع على “ضرورة تحلّي الجميع بالحكمة وعدم الانجرار إلى ردود فعل، في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه”. ودعا النائب فيصل كرامي إلى “تحكيم العقل والضمير في هذه المسألة وفي كل ما يتصل بالأمن والاستقرار الاجتماعيين”. من جانبه، قال النائب ويليام طوق إن “هذه الجريمة الشنيعة لم يُنَفذها مسلّحون مجهولون، بل قناصون غادرون يتربصون في نطاق أرضنا في “قمة الشهداء” بقصد الاستيلاء عليها”. وأضاف: “أمام قدسية دماء شهيدنا البطل الذي سقط عن طريق الغدر الجبان ندعو كافة أهل بشري والجبة وشبابها إلى وجوب ضبط النفس وعدم الانزلاق إلى فخ القتال ونحن لن نرضى بأقل من التوقيف الفوري لكافة المسلحين المتربصين في أرضنا وإنزال اشد العقوبات بهم ومن يقف وراءهم”. واتصل النائب أشرف ريفي برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وقال في بيان: “أكدنا على مسؤولية أجهزة الدولة في توقيف القاتل ومحاكمته، وعلى معالجة تداعيات الجريمة بحكمة. وأكدنا أن الأولوية لتحقيق العدالة، وكلنا ثقة بأن الهدف من الجريمة حصول فتنة بين منطقتي بشري والضنية”. وغرد النائب طوني فرنجية عبر حسابه على “تويتر”: “عزاؤنا لأهلنا في بشري ولعائلتي طوق وسكر اللتين خسرتا شبابا من خيرة شبابهما. بلوغ النزاع مستوى دمويا كان من الممكن تفاديه لولا الاهمال والمماطلة. المطلوب تحقيق العدالة بقوة القانون والأجهزة الأمنية المدعوة للضرب بيد من حديد كحل أخير لتفادي المزيد من تدهور الأوضاع. الرحمة للشهداء”. ودعا النائب جورج عطاالله في بيان “الأجهزة الأمنية والقضائية من القيام بكل واجباتها بسرعة وحزم، منعا للفتنة وإحقاقا للحق لكي تهدأ النفوس ومنعا للانزلاق الى ما لا تحمد عقباه”. وفيما توالت سلسلة من المواقف المستنكرة، انتقلت قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار، إلى مستشفى بشري الحكومي حيث جثة القتيل الأول هيثم، لمتابعة التحقيقات على أن تنتقل لاحقا الى مستشفى السيدة في زغرتا حيث نُقلت جثة القتيل الثاني مالك، مع الإشارة إلى أن النائبة العامة الاستئنافية في الشمال القاضية ماتيلدا توما كانت باشرت باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة فور شيوع خبر جريمة القتل قنصًا. المصدر : المدن