December 23, 2024

“وصايا” بارولين: عن المسيحيين وأزمة الرئاسة والحرب مع اسرائيل 

خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش  قبل زيارته الى لبنان أمين سرّ الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين نصائح من مقربين منه بأن لا يدخل في الشق السياسي اللبناني لأن الأزمة الرئاسية مستعصية وحلها غير متعلق فقط باللبنانيين، ولكن الرجل الذي يُعرف عنه قلقه الدائم على لبنان والمسيحيين فيه أصر على أن يكون للزيارة أبعاداً سياسية تؤدي الى وضوح صورة الملف اللبناني في الفاتيكان. لن نقف طويلاً عند لقاء بكركي وتغيب رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبناني سامي الجميل عنه، فاللقاء كما عبّر جعجع كان “فولوكلوريا وبروتوكوليا”، ولم يكن له أهداف على المستوى السياسي، فرئيس حزب القوات كان أكثر من واضح عندما أكد أن لقاء بارولين لساعة أو ساعتين أو ثلاثة لن يغير من مواقف القوى السياسية المسيحية المتصارعة، ولكن يجب التوقف عند أبرز الرسائل التي تركها بارولين في لبنان، ولو كانت رسائل مبطّنة. بحسب معلومات “الملفات” يمكن اختصار أبرز ما تركه بارولين في لبنان بثلاث نقاط أساسية، النقطة الأولى تتعلق بوضع المسيحيين بشكل خاص، إذ كان الرجل منزعجاً من حجم الخلاف بين القوى المسيحية، وغياب أي إدارة لهذه الخلافات، إذ عبّر أمام القادة المسيحيين الذين التقاهم عن مخاوفه وقلقه من أن استمرار التباعد المسيحي سيكون له تداعيات كبيرة على وضع المسيحيين في لبنانن وهو الوضع الاهم في منطقة الشرق الأوسط، مذكراً بالمرحلة التي سبقت اتفاق الطائف، حيث كان الصراع المسيحي يومها على أشده، ورفض المشاركة بالحلول التي انطلقت خارج لبنان كانت نتيجته استبعاد المسيحيين عن “المشاركة بالدولة”.  النقطقة الثانية كانت رئاسية، حيث كان لافتاً اقتناع بارولين بأن مشكلة الرئاسة في لبنان مركبة، فجزء منها يتعلق بالوضع المسيحي وجزء آخر يتعلق بالوضع الوطني، وجزء بالعلاقات مع الخارج، وكان على قناعة بأن حل الأزمة يتطلب عملاً جدياً ضمن الأجزاء الثلاثة، وبحسب المعلومات فإن بارولين يعتبر أن حل الجزء الأول عبر اتفاق مسيحي، قد يُتيح تشكيل الضغط اللازم لحل العراقيل الاخرى، إذ لا بد من حوار مسيحي ينطلق نحو حوار وطني، ومن هنا كانت إشارته الى فكرة المرشح الثالث، وإن لم يكن الأمر ممكناً فالعودة الى خيار “القادة الأربعة”، أي جبران باسيل، سمير جعجع، سامي الجميل وسليمان فرنجية، والاتفاق على أحدهم. لم يدع بارولين صراحة الى تلبية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار، وما قاله من عين التينة حول انطلاق الحل من هذا المقر فُهم بطريقتين من قبل المعارضين للحوار والداعين له، فالمعارضين اعتبروا أن بارولين يقصد أن قرار فتح أبواب المجلس النيابي هو بيد بري، والمطالبين بالحوار اعتبروا كلامه إشارة الى ضرورة تلبية دعوة رئيس المجلس للحوار، ولكن بالتأكيد فإن “التباعد” ليس ما يدعو إليه بارولين. اما النقطة الثالثة فكانت تتعلق بالوضع في الجنوب والحرب مع اسرائيل، حيث كان بارولين قلقاً من أن الحرب الإسرائيلية مع حزب الله لن تؤثر على الحزب وبيئته فقط، بل على كل اللبنانيين بشكل عام، والمسيحيين بشكل خاص.   المصدر : خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش

عظة الراعي تقوّي موقف فرنجية الرئاسي: ما المقصود بالأعمال الإرهابية؟

خاص موقع “الملفات” – محمد علوش  بعد أن حطّ أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في لبنان، للمشاركة في “لقاء ديني وطني” موسّع في بكركي، دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” الشيخ علي الخطيب، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور، كان للبطريرك الماروني مواقف سياسية تصعيدية عالية اللهجة، تصعّب، بحسب مصادر سياسية متابعة، عملية انتخاب الرئيس، لا تسهله. قال الراعي في عظة الأحد: “إنّنا نفهم معنى عدم وجود رئيس للجمهوريّة: إنّه رئيس يفاوض بملء الصلاحيّات الدستوريّة، ويطالب مجلس الأمن تطبيق قراراته ولا سيما القرار 1559 المختصّ بنزع السلاح، والقرار 1680 الخاص بترسيم الحدود مع سوريا، والقرار 1701 الذي يعني تحييد الجنوب. وبعد ذلك يُعنى هذا الرئيس بألّا يعود لبنان منطلقًا لأعمال إرهابيّة تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، وبالتالي بدخول لبنان نظام الحياد”. اللقاء الديني بحسب معلومات “الملفات” سيكون عمومياً وما سيصدر عنه لن يتطرق الى النقاط الخلافية الكثيرة بين اللبنانيين، ولكن ما قبل حديث البطريرك سيكون غير كما بعده، رغم أن مصادر مطلعة على مواقف بكركي تؤكد عبر “الملفات” أن البطريرك الماروني لم يقصد بكلامه عن “الاعمال الارهابية” عمليات حزب الله، بل كان يقصد كل العمليات العسكرية التي تنفذها جهات فلسطينية أو غير لبنانية انطلاقاً من لبنان، مشددة على أن البطريرك لا يعتبر حزب الله إرهابياً ولطالما كان هذا موقفه. رغم توضيحات المصادر في بكركي الا أن كلام البطريرك بالنسبة للمستهدفين فيه كان واضحاً، وحديثه عن القرارات الدولية كان موجهاً الى حزب الله، وبالتالي ترى المصادر أن تصعيد البطريرك لا يمكن أن يساهم بحل الأزمة الرئاسية إن كان هذا هدفه من ذلك، بل سيساهم بالتشدد أكثر، حيث أن الثنائي الذي لا يزال متمسكاً بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، سيتمسك به أكثر فأكثر، حيث يعتبر أن النيات بدأت تتكشف وما يُريدونه من الرئيس المقبل هو ببساطة مواجهة المقاومة.من هذا المنطلق كان الثنائي حريصاً على دعم فرنجية والقول أنه لن يقبل برئيس للجمهورية يطعن المقاومة بظهرها، وتُشير مصادر مطلعة على موقف الثنائي أن كلام البطريرك لم يكن مفاجئاً بقدر ما كان المفاجىء اعتباره أن “هذا الرئيس الذي يتحدث عنه” قد يصل الى بعبدا، لافتة الى أن كلام الراعي هو نفسه كلام القوى الرافضة لفرنجية، لأنها تُريد افتعال مشكلة لا إيجاد الحلول، وبالتالي فإن هذا المستجد يبعد الرئاسة أكثر، علماً أنها في الوقت الراهن وُضعت في ثلاجة الانتظار، حيث كان لافتاً خلال زيارة المبعوث الاميركية آموس هوكستين الاخيرة الى لبنان عدم تطرقه بالمطلق الى الملف الرئاسي.رغم أن أحداً لم يربط الملف الرئاسي بالحرب على غزة ومصير الحرب على لبنان، إلا أن الجميع يربط الملفات بشكل أو بآخر، فبينما يسعى الثنائي لأن تكون التسوية لصالح مرشحه بعد الحرب، يعول خصوم فرنجية والثنائي على الحرب لضرب حزب الله، وبالتالي فإن الرئاسة مؤجلة الى أجل غير مسمّى. المصدر : خاص موقع “الملفات” – محمد علوش 

فرنجية أسقط “حجج” الخصوم: بين الأقوى مسيحياً والأقوى وطنياً

خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش تتكاثر المبادرات الرئاسية الداخلية ويستمر الصراع حول الحوار والتشاور ومن يرأسه، والنتيجة استمرار الفراغ الرئاسي الى حين وصول موعد تسوية يقول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أنها باتت قريبة، لذلك تحرك الرجل بمبادرة تهدف بالدرجة الى الاولى الى إسقاط حجج القوى المسيحية التي ترفض انتخابه. في الوقت الذي عاد فيه رئيس التيار الوطني الحر لمحاولة لعب دور صانع الرؤساء، كان لفرنجية مبادرة جديدة من شقين، الشق الأول موجه الى الأقطاب المسيحيين الأربعة الذي أنتجتهم لقاءات بكركي قبل انتخاب ميشال عون، هو شخصيا، رئيس التيار جبران باسيل، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والشق الثاني موجه الى جعجع وباسيل بشكل خاص. في الشق الأول، طلب فرنجية من الأقطاب اعلان ترشحهم للرئاسة والتوجه الى المجلس النيابي لانتخاب أحدهم، وفي هذا السياق تكشف مصادر سياسية متابعة لموقع “الملفات” أن فرنجية أراد من خلال هذه المبادرة كشف زيف ادعاءات التمثيل، فرئيس الجمهورية المسيحي يحتاج الى قوة وطنية توصله الى بعبدا، ولا يكفي قوته المسيحية، فعندما كان ميشال عون الأقوى مسيحياً احتاج الى حلف شيعي وحليف سني لكي يُنتخب رئيساً، وهكذا الواقع اليوم، ففي حال نزل الأربعة الى المجلس النيابي كمرشحين للرئاسة سيحصل فرنجية على العدد الأكبر من الأصوات، وبالتالي من ضمن الموارنة الأربعة الكبار سيكون فرنجية الأول وطنياً، ولو أنه مسيحياً يكون ثالثاً أو حتى رابعاً. كذلك ترى المصادر عبر “الملفات” ان طرح فرنجية أسقط حجة التمثيل، وكشف ضعف مدّعي القوة والتمثيل، إذ لم يتجاوب مع طرحه احد من الموارنة الثلاثة الآخرين الذين يعتبرون انفسهم أقطاباً، فسامي الجميل على سبيل المثال اختار الهروب من المواجهة من خلال الدعوة لانسحاب الأربعة، واختيار الوسطي، وبحسب المصادر فإن الوسطي هنا يعني الضعيف وبالتالي فإن الجميل يفضل الضعيف في الرئاسة التي تمثل الموقع الماروني الاول في البلاد. في الشق الثاني دغدغ فرنجية مشاعر جعجع من حيث تصنيفه الأقوى مسيحياً اليوم، وعليه أن يكون رئيساً بحسب منطق التيار الوطني الحر الذي حمل عبارة الأقوى مسيحياً طوال عامين من الفراغ بعد نهاية ولاية ميشال سليمان، وبالتالي يقول فرنجية لباسيل، بحال لم ترغب بانتخابي رئيساً فلتعمل وفق معادلتك وانتخب سمير جعجع رئيساً. في الحالتين فإن فرنجية بحسب المصادر تمكن من إظهار ضعف حجج خصومه، ففي حال ترشح الأربعة الموارنة الأساسيين سيكون الأول، وبحال تم التوجه لانتخاب الرئيس من الشعب سيكون الأول، وبالتالي لماذا يُطلب منه الانسحاب، ولماذا يُطلق عليه مرشح حزب الله؟ هذه الرسالة التي وجهها فرنجية موجهة للداخل كما الخارج، تحديداً الفرنسيين الذين طلبوا منه بحسب معلومات “الملفات” الانسحاب بطريقة غير مباشرة، وبالتالي فإن الرجل اليوم هو الأوفر حظاً من حيث التأييد، وأي تراجع من قبله سيجعله شريكاً أساسياً في اختيار الرئيس. المصدر : خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش

مرتا مرتا… جعجع لبري: المطلوب واحد!

كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: “مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك، وهذه الاقتراحات كلها لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي، مرتا مرتا، تطرحين أمورا كثيرة، ولكن المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية”. كما تابع: “مرتا مرتا، إذا كنت تصرّين على الحوار جديا، مع انه ليس معروفا عن العديد من حلفائك انهم جماعة حوار، إذا كنت تصرّين، فبيوتنا جميعا مفتوحة، وممثلونا يلتقون ممثليكم كل يوم وكل لحظة، ونحن جاهزون لأي تشاور كما يجب ان يكون التشاور قبل أي جلسة انتخابية”.

نقطتان بارزتان بزيارة لودريان: الخيار الثالث لن يكون بصالح المعارضة

خاص” الملفات” – محمد علوش كما كان متوقعاً لم يأت المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بجديد الى لبنان، فبعد مرور عام تقريباً على زيارته الأخيرة الى بيروت، عاد الرجل للاستماع فقط دون وجود أي مبادرة جدية وفعلية لإنجاح انتخاب رئيس للجمهورية، ورغم ذلك يمكن الإضاءة على نقطتين أساسيتين حملهما لودريان معه الى بيروت. النقطة الأولى بحسب مصادر سياسية بارزة كانت تحديد سقف زمني لانتخاب الرئيس هو آخر تموز، بعده لن يتمكن لبنان من تسيير هذا الاستحقاق الى ما بعد الانخابات الأميركية الرئاسية التي قد تنجح إدارة جديدة تحتاج ثلاثة أشهر على الأقل لكي تبدأ العمل، أي نكون قد دخلنا في العام 2025 بظل الفراغ الرئاسي، وترى المصادر عبر “الملفات” أن تحديد هذه المهلة من قبل لودريان لم يكن فرنسياً بل أميركياً لأنه بات معلوماً ان الولايات المتحدة الاميركية تدخل في زمن الانتخابات منتصف شهر آب. أما النقطة الثانية البارزة كانت توجه لودريان نحو فكرة الخيار الثالث، وهنا للتوضيح فإن الخيارين الأولين هما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والمرشح جهاد ازعور، وبالتالي فإن الدفع باتجاه المرشح الثالث قد يعني بحسب الفرنسيين قائد الجيش جوزاف عون أو أي إسم آخر قد يأتي بتوافق لبناني، إنما بحسب المصادر فإن ما لم يتحدث بشأنه لودريان هو كيفية الوصول الى فكرة الخيار الثالث، وكيف يمكن تحقيق توافق بين اللبنانيين دون وجود تسوية كبرى. تُشير المصادر عبر “الملفات” الى ان الثنائي الشيعي الداعم لترشيح رئيس تيار المردة لم يستسغ فكرة الخيار الثالث، كونها لم تأت ضمن “ديل” يمكن مناقشته، بل كان كل ما يقوله لودريان يؤدي الى أن الثنائي عليه التنازل عن مرشحه دون تصور واضح وجدي للمرحلة المقبلة، وهذا ما لن يحصل بطبيعة الحال. تؤكد المصادر أن انتخابات الرئاسة لم تكن معلقة طيلة المرحلة الماضية بسبب خلاف حول الإسم فقط، بل هناك ملفات أساسية حول طبيعة النظام والحكم والسلطة والحكومة والوضع الاقتصادي تشكل أساساً في أي تسوية رئاسية، وبالتالي طالما لم تُطرح هذه المسائل على الطاولة فلن يكون هناك رئاسة. وبالنسبة الى المهل، فالرئاسة لا تُحل بهذه الطريقة السطحية، فالكل مستعد لإجراء الانتخابات وفق تسوية واضحة المعالم وبالتالي ترى المصادر أن الثنائي الشيعي لا يقبل التعاطي وفق منطق الفرض على الإطلاق، وبحال كان مؤيداً للعمل الفرنسي بداية بسبب مبادرته الشهيرة القائمة على فرنجية مقابل نواف سلام، فإنه اليوم لا يجد بالتوجه الجديد سبيلا للنجاة. يرى الثنائي أن مرشحه هو الأقوى حالياً، ولا يقبل بشرط التخلي عن مرشح لأجل الدخول في حوار أو تشاور، لذلك كان الموقف موحداً في حارة حريك وعين التينة وبنشعي، وتكشف المصادر أن مجرد فكرة التوجه نحو خيار ثالث لا يعني التوافق بين الجميع حول مرشح، بل سيكون لفرنجية وحلفائه أفضلية التوصل الى اتفاق على مرشح ثالث يتم إيصاله الى بعبدا، وعندها ستكون المعارضة خارج اتفاق من هذا النوع. حتى الساعة تمسك فرنجية بترشيحه وتمسك داعموه بإيصاله الى بعبدا، ومن حيث المبدأ لن يكون هناك رئاسة قبل انتهاء الحرب في المنطقة، إلا بحال تمكن المعنيون من التوصل الى صيغة تسوية رئاسية في لبنان بمعزل عما يجري على الحدود، وهذا ما سيكون صعباً. المصدر : خاص “الملفات”- محمد علوش