April 19, 2025

تفاؤل لبناني حذر

ان يبدد ارتفاع منسوب المواجهة العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل من الآمال المعقودة على الوسيط الأميركي آموس هوكستين للجم الأخيرة، ومنعها من توسعة الحرب، وإلزامها بأن الهدنة في غزة، في حال جرى التوصل إليها، ستنسحب على جنوب لبنان. وهذا ما يكمن وراء تأكيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «الحكومة مستمرة في اتصالاتها الدبلوماسية، دولياً وعربياً، لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن نتائجها تبدو حتى اللحظة إيجابية، من دون إغفال مسألة أساسية وهي أنه لا يمكن الرهان على أي موقف إيجابي أو ضمانة تقدّمها إسرائيل». تفاؤل ميقاتيفالرئيس ميقاتي، كما تقول مصادر وزارية بارزة  لم يكن مضطراً للتفاؤل، ولو بحذر، ما لم يدعم تفاؤله بما لديه من معطيات، خصوصاً أنه على تواصل مع هوكستين، الذي أخذ يتصرف على أن إمكانية اندلاع الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل أخذت تتراجع. وكشفت المصادر الوزارية أن ميقاتي يستمد موقفه من التقاطع القائم بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران برفضهما توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، وتعاطي الحزب بواقعية ومسؤولية في ضبطه إيقاعه في مساندته حركة «حماس» في حربها ضد إسرائيل، خصوصاً أنه مضى على اجتياحها قطاع غزة أكثر من 170 يوماً من دون أن يبادر الحزب إلى تعديل جذري في مساندته يفتح الباب أمام توسعة الحرب. معادلة الجولان ـ بعلبكولفتت المصادر إلى أن مساندة الحزب لـ«حماس»، وإن كانت تستهدف، من حين لآخر، مناطق تقع في العمق الإسرائيلي، فإنها تبقى في إطار الرد على تجاوز إسرائيل للخطوط الحمر، وقالت إن الطرفين يخرقان قواعد الاشتباك، وصولاً إلى تثبيت معادلة تقوم على استهداف الحزب الجولان المحتل، في مقابل قصف إسرائيل لمدينة بعلبك البقاعية. وقالت المصادر نفسها إن الحزب لم يكن مضطراً للانتظار أكثر من 170 يوماً على اجتياح إسرائيل غزة ليتخذ قراره بتوسعة الحرب. ورأت أنه يضبط مساندته على إيقاع السقف العسكري الذي توافقت عليه واشنطن مع طهران في مفاوضاتها غير المباشرة التي لم تتوقف في سلطنة عمان. وتتعامل المصادر الوزارية مع مواصلة إسرائيل التهويل بتوسعة الحرب من زاوية الضغط على لبنان لجره، اليوم قبل الغد، للتوصل إلى اتفاق يسمح بعودة سكان المستوطنات الواقعة في شمال لبنان إلى أماكن سكنهم، وهذا ما يسعى لأجله الوسيط الأميركي، الذي يرى أن عودة الهدوء إلى الجبهة الشمالية مرتبطة بتطبيق القرار 1701 الذي لا يزال تنفيذه عالقاً منذ صدوره عن مجلس الأمن الدولي، وكان وراء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006. تدمير ممنهج للقرى الحدوديةوإذ استبعدت المصادر اجتياح إسرائيل جنوب لبنان، على غرار ما حدث في حرب تموز، وطبقاً لاجتياحها غزة، فقد رأت في المقابل أنها عازمة على تدمير ممنهج للمنازل في البلدات الجنوبية الواقعة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وتحويل معظمها إلى مناطق غير مأهولة، في حال تعذّر على الحكومة توفير المساعدات التي تسمح بإعادة إعمارها، خصوصاً أنها حتى الساعة، ووفق الإحصاءات الرسمية الأولية، بحاجة إلى نحو 700 مليون دولار. وأكدت المصادر نفسها أن الحكومة تكثف اتصالاتها الدولية على أمل أن تتوصل إلى تدعيم تحركها بشبكة أمان واسعة لكبح جماح إسرائيل، ومنعها من توسعة الحرب لتصفية حسابها مع «حزب الله»، بذريعة أن هناك ضرورة للتخلص من مخزونه من الصواريخ بعيدة المدى وضرب بنيته العسكرية لئلا يجرؤ لاحقاً على اجتياح منطقة الجليل الأعلى، على غرار اجتياح «حماس» للمستوطنات الواقعة في غلاف غزة. وقالت إنها تراهن على تدقيق «حزب الله» حساباته الميدانية من جهة، لقطع الطريق على استدراجه من قبل إسرائيل بتوفير الذرائع لتبرير توسعتها للحرب، وأكدت أن الرئيس ميقاتي على تواصل مع قيادة الحزب، إضافة إلى تواصله، الذي يكاد يكون يومياً، برئيس المجلس النيابي نبيه بري، لما له من دور ونفوذ لدى الحزب وهو موضع ثقته التي تتيح له أن يكون شريكاً في المفاوضات التي يتولاها الوسيط الأميركي الذي أعد خريطة الطريق لتطبيق القرار 1701، وهو ينتظر حالياً الظروف السياسية المواتية لمعاودة تحركه ما بين بيروت وتل أبيب. «حزب الله» يستجيب للنصائحوفي هذا السياق، تردد أن الحزب يستجيب للنصائح، سواء تلك التي أُسديت له مباشرة من قبل سفير فرنسا لدى لبنان هرفيه ماغرو، أو بالواسطة، بالإنابة من الوسيط الأميركي بعدم توفير الذرائع لإسرائيل لتوسعة الحرب، وتدقيق حساباته الميدانية لمنع خروج مواجهته مع إسرائيل عن السيطرة، بما يؤدي إلى تفلُّت الوضع على نحو يصعب ضبطه، بخلاف ما كان يخطط له الحزب عندما قرر الانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل على طريق مساندته «حماس». لذلك، فإن استبعاد الحرب، وإن كان يبقى قائماً، لا يسمح بالركون على بياض للضغوط الأميركية والفرنسية والأوروبية، ما لم يتجاوب «حزب الله» معها، ويتناغم ميدانياً مع كل ما يدعم تحرك الحكومة، ويحصّن موقفها بالتفاهم مع بري في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوسيط الأميركي، لتطبيق القرار 1701، كونه الناظم الوحيد لترسيم الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، شرط أن يقرر الحزب التموضع تحت عباءة الدولة، والتحسب لرد فعل إسرائيل في حال لم يحسن تدقيق حساباته التي يُفترض أن تبقى تحت سقف الموقف الإيراني، الذي ينأى بنفسه، حتى إشعار آخر، عن التفريط بفائض القوة الذي يتمتع به، وصرفه في غير مكانه. المصدر : محمد شقير- الشرق الأوسط

الملاحة الجوية والبحرية اللبنانية مهدّدة

اضطر مهندس طبوغرافي كان يمسح عقاراً صغيراً في بلدة شقرا بجنوب لبنان، للاستغناء عن معداته الحديثة التي يستخدمها منذ 4 سنوات، بسبب التشويش الإسرائيلي على الأجهزة العاملة بنظام «جي بي إس». يقول المهندس: «منذ بدأت الحرب، لم يعد هذا الجهاز صالحاً، ويفشل في تحديد النقاط الطبوغرافية بدقة»، وذلك وسط شكاوى كبيرة في الجنوب من تشويش إسرائيلي على المعدات الإلكترونية وأجهزة الاتصال. وعادة ما تلجأ إسرائيل إلى التشويش على نظام التموضع العالمي المعروف بـ«جي بي إس» خلال الحروب، وهي أمور بدأ اللبنانيون يختبرونها بكثرة في الحرب الأخيرة. وإذا كانت إسرائيل تسعى للتأثير على أنظمة يُعتقد أن «حزب الله» يستخدمها لقيادة مسيّراته وتوجيه صواريخه، فإن قطاعات لبنانية مدنية واسعة تأثرت بهذا التشويش، تبدأ من الملاحة الجوية والملاحة البحرية، ولا تنتهي بالاستخدامات اليومية لتطبيقات تعتمد على «جي بي إس». ويعد «جي بي إس» نظام ملاحة قائماً على الأقمار الاصطناعيّة، حيث يساعد في تحديد الموقع الجغرافي الدقيق للأجهزة (والأشخاص الذين يستخدمونها) أينما كانت على هذا الكوكب. وأثارت وسائل الإعلام الإسرائيلية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي القضية، بحديثها عن أساليب التأثير الإلكتروني التي يتّبعها الجيش، وقالت إنها تطال الإشارات في سائر الأراضي الفلسطينية والدول المجاورة. وتحدثت تقارير عن التشويش الذي يطال منطقة شرق المتوسط بأكملها، ومن بينها تقرير أصدرته «الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران EASA». وأثار وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية قضية التشويش خلال جلسة الحكومة يوم الثلاثاء، وقال بعد انتهاء الجلسة: «تقرر في مجلس الوزراء الطلب إلى وزارة الخارجية والمغتربين، بعد التنسيق مع وزارة الأشغال العامة والنقل والجهات المعنية، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي، على خلفية التشويش الذي يتم في أجواء المطار، وذلك نظراً لخطورته على جميع شركات النقل الجوي المحلية والدولية، ولأنه يشكل انتهاكاً واضحاً لسيادتنا الوطنية».وينسحب التشويش على الملاحة البحرية في موانئ لبنان. وقال مصدر لبناني مواكب للحركة البحرية لـ«الشرق الأوسط» إن التشويش عرقل دخول باخرة كبيرة إلى مرفأ بيروت في الشهر الماضي، حيث لاحظ القبطان تشويشاً كبيراً على نظام الملاحة. وعندها، «رفض القبطان الدخول ليلاً إلى رصيف السفن، وفضّل انتظار الصباح حتى يدخل المرفأ بالعين المجردة لضمان عدم التعرض لأي حادث». وتوسّعت استخدامات «جي بي إس» المدنية في السنوات الأخيرة، من قطاعات النقل والملاحة، إلى استخدامات واسعة بالهندسة والحواسيب ورسم الخرائط، وغيرها من الاستخدامات. لكنّ مهندسي المساحة تعرضوا لانتكاسة جراء التشويش. وقال المهندس يوسف ف. من الجنوب، إن أجهزة المساحة بدأت تتعرض لتشويش منذ بدء الحرب، و«بتنا نعاني جراء هذا التشويش»، فيما قال مهندس آخر يعمل في محيط مدينة بنت جبيل إنه اضطر لإعادة إخراج المعدات القديمة المعروفة بـ«المنظار»، وذلك لإنجاز مهمته، كون التشويش منع الأجهزة الحديثة من تقديم نقاط دقيقة. تلاعب بنظام التموضع العالمي ويقول الخبير في السلامة الرقمية عبد الغني قطايا، إن تكرار الشكاوى في الآونة الأخيرة منذ بدء حرب غزة، يشير إلى أن إسرائيل تستخدم تقنيّات التشويش والانتحال للتشويش على إشارات نظام التموضع العالمي (GPS) والاتّصالات، بوصف ذلك جزءا من استراتيجيّتها الحربيّة. ويشرح قطايا، أن الجوالات الذكيّة وأنظمة الملاحة تحتوي على أجهزة استقبال لنظام «جي بي إس» تلتقط الإشارات من أقمارٍ اصطناعيّة متعدّدة لهذا النظام، ويمكن أن يستخدم لأغراض مدنية وعسكرية. ويحتسب جهاز استقبال نظام التموضع العالمي المسافة إلى كلّ قمرٍ اصطناعيّ بناءً على الوقت الذي تستغرقه الإشارات للوصول إلى الأجهزة. ويشير إلى أن المنتحل الإسرائيلي «يستطيع أن يحجز مكاناً بين الجهاز وقمر (جي بي إس)، ما يتيح له تضليل الجهاز على الأرض». ورصدت منظمات لبنانية زيادة في مستوى التشويش على أنظمة الملاحة وسائر المعدات التي تستخدم «جي بي إس»، في أوقات التطورات الأمنية مع إسرائيل، ومع أن هذا الأمر جرى الإبلاغ عنه أخيراً خلال حرب غزة، لكن تم رصده في أبريل (نيسان) 2023 إثر الحملة الإسرائيلية على غزة التي تمت مؤازرتها بصواريخ من جنوب لبنان، كما رصدت في شهر مايو (أيار) 2021، خلال التصعيد العسكري في غزة أيضاً وإطلاق صواريخ في لبنان. ويمكن أن ينطلق التشويش الإسرائيلي من محطات على الأرض، أو قواعد عسكرية أو مراكز تجسس تقني، كما يمكن أن تكون محمولة جواً في مسيرات أو مناطيد، وعادة ما تكون ملاصقة لأنظمة الدفاع الجوي. ولا ينفي قطايا أنّ حركة الملاحة المدنيّة الدولية، البحرية والجويّة، قد تتأثّر بشكلٍ خطيرٍ بتدخّل القوّات الإسرائيليّة، ويقول إن نظام «جي بي إس» «يسهل اختراقه بفعل التطور التقني الموجود لدى إسرائيل»، وتالياً، فإن التلاعب بنظام التموضع العالمي على الأجهزة والتطبيقات كافّة يصبح متاحاً، ويبدأ من حركة الملاحة الجوية للطيران المدني، ولا ينتهي عند الألعاب الإلكترونية وقيادة الطائرات المسيرة الصغيرة التي تُستخدم لأغراض مدنية، فضلاً عن الملاحة البحرية وغيرها. المصدر : نذير رضا – الشرق الاوسط

 تجسّس واغتيالات وأكثر

يواجه حزب الله معركة غير تقليدية للمرة الأولى في مواجهته مع إسرائيل، الامر الذي اعترف به الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، منبّهاً من خطر الهواتف على القيادات الحزبية، وكذلك من كاميرات المراقبة المنتشرة أمام المنازل والمحال التجارية في البلدات الجنوبية. ما يجعل “الحزب” أمام مخاطر كبيرة تجعله عرضةً لعمليات تجسّس دقيقة وأكثر. هذا الانكشاف التكنولوجي الأمني لا يتحمّل مسؤوليته “الحزب” وحده، إنما للدولة اللبنانية حصّة أيضاً. ويوضح الخبير العسكري أكرم سريوي، أن “إسرائيل استخدمت التكنولوجيا بشكل واسع للتجسس على حزب الله، واستفادت خلال الفترة الماضية من عدة ثغرات، في جهاز أمن المعلومات، لدى الحزب والدولة اللبنانية، التي ارتكبت أخطاء عندما قامت بجمع المعلومات عن اللبنانيين، وسمحت لأكثر من جهة خارجية بالوصول اليها”.وأضاف: “الخطأ الأول كان السماح بتسرّب داتا الاتصالات، عبر توقيع عقد مع شركة “اكيويتف”، وهي شركة أميركية للأمن المدار، مقرها في نيوجرسي. وتوفر “اكيويتف” المراقبة الخارجية، وإدارة الأجهزة والأنظمة الأمنية، من جدار الحماية المُدار، واكتشاف التسلل، والشبكة الخاصة الافتراضية، إلى فحص الثغرات الأمنية، والخدمات المضادة للفيروسات. وهي بذلك تملك حق الوصول إلى كافة الداتا والمعلومات، ولديها كافة المفاتيح الالكترونية، وكودات التشفير، وكلمات السر، في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بشركتي الاتصالات في لبنان”. واعتبر سريوي أن “توقيع العقد مع الشركة يعني ببساطة أن كافة المعلومات التي تحصل عليها، وتقوم بمعالجتها، باتت موجودة لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية، وحكماً كل ما هو موجود لدى أميركا يصل إلى إسرائيل”.وكشف أن “العامل الثاني الذي تستغله إسرائيل هو أجهزة التجسّس المتعددة، بدءاً من برنامج “بيغاسوس” القادر على اختراق مختلف أجهزة الهواتف، التي تعمل بنظام اندرويد أو نظام IOS. وكذلك أجهزة التجسس والمراقبة التي قامت إسرائيل بوضعها على الحدود مع لبنان، إضافة إلى المسيّرات المزودة بأجهزة وكاميرات مراقبة دقيقة، وهي قادرة على مراقبة الأراضي اللبنانية على مدار الساعة”. وفي هذا السياق، ماذا عن خطر الوثائق البيومترية، كجواز السفر ورخصة القيادة وغيرها؟ يقول سريوي: “يتميز جواز السفر البيومتري بأنه يحتوي على شريحة دقيقة (رقاقة RFID) مميزة، تحمل بيانات صاحبه البيومترية (الحيوية)، مثل الخريطة الرقمية للوجه، أو بصمات الأصابع، أو مسح القزحية (بصمة العين). لكن هذه الشريحة لا يوجد فيها بطارية، بل يوجد ملف صغير يعمل على توليد تيار كهربائي صغير، عند تعريضه لحقل مغناطيسي، فتتم عندها قراءة البيانات عبر أجهزة خاصة بذلك. لكن هذه العملية لا تعمل سوى على مسافة سنتيمترات قليلة (حتى 10 سم)، وبالتالي ما يُحكى عن إمكانية المسيّرات الإسرائيلية ملاحقة حامل هذه الوثائق هو غير صحيح. لكن يمكن لإسرائيل، اكتشاف حركة مرور حامل هذه الوثائق على المعابر التي يتم فيها فحص الوثائق البيومترية، كالمطار والمعابر الحدودية. كما يمكن أن تعمل هذه الشرائح، في حال المرور أمام أنظمة الأمان والإنذار المغناطيسية التي يتم وضعها على مداخل المحال والمراكز التجارية. كما يمكن لإسرائيل أن تضع بعض هذه الأجهزة في أماكن هامة، وعلى بعض الطرق، بواسطة بعض العملاء، وتتمكن من خلالها من مراقبة حركة مرور أشخاص، تُحدد هويتهم مسبقاً”. وأشار إلى أن “أخطر وسائل التكنولوجيا على عناصر المقاومة، هي كاميرات المراقبة المنتشرة بكثافة على الطرقات وأمام المحال. فكافة هذه الكاميرات الموصولة على الانترنت والهواتف الذكية، يمكن لإسرائيل اختراقها. وبالتالي هذا يسمح لها بمراقبة معظم المناطق اللبنانية، ويمكن لاجهزة المراقبة هذه أن تحدد هوية ما يزيد عن مليوني شخص يتم وضعهم على داتا الجهاز، ويُرسل الجهاز إنذاراً فورياً إلى غرفة المراقبة، فور مرور الشخص المطلوب أمام إحدى هذه الكاميرات”. وعن قدرة حزب الله على مواجهة هذه الأخطار، يقول سريوي: “هناك عدة حلول يمكن للمقاومة اتخاذها:أولاً: التخلي عن التحدث عبر شبكة الهواتف المحمولة، أو حتى شبكة أوجيرو.ثانياً: يجب اعتماد شبكة اتصالات أرضية خاصة، وتبقى الوسائل البدائية، كساعي الارتباط، هي الوسيلة الأكثر أماناً.ثالثاً: يجب الابتعاد عن الأماكن والطرق المراقبة بالكاميرات، وكذلك عدم اصطحاب الوثائق البيومترية، عند الدخول إلى المحال، التي يوجد على مداخلها أجهزة مراقبة وأنذار، لأنها ترسل حقلاً مغناطيسياً، يجعل الشريحة البيومترية تعمل، مما يسمح باكتشاف مكان صاحبها”. ويختم قائلاً “الطريقة الأفضل للأمان، هي عدم ربط كاميرات المراقبة بشبكة الانترنت، وحتى إزالتها بالكامل   المصدر : نادر حجاز – ام .تي.في

رفح وبيروت تنتظران “لحظات حرجة”!

ما بين أروقة الأمم المتحدة وقطر اكثر من جديد متوقع، وابرزه يقود الى مشروع لوقف النار في غزة يفضي إليه حراك تتقاسمه العاصمتان الأممية والقطرية. فإن قدّمت واشنطن مشروعها لوقف نار فوري في غزة للتصويت امام مجلس الامن، فذلك يعني انّ مفاوضات الدوحة بين مسؤولي المخابرات الاميركية والاسرائيلية قد أنتجت خطوة طال انتظارها في رفح وبيروت. ولذا لم يعد هناك من حاجة سوى البحث عن التفاصيل. وعليه ما الذي يقود الى هذه المعادلة؟ في انتظار وصول الوفد الاسرائيلي المفاوض الذي يقوده رئيس الموساد الاسرائيلي دافيد برنياع الى الدوحة متسلحاً بالصلاحيات الواسعة التي نالها لتبدأ المفاوضات بنسختها الجديدة مع نظيره مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليم بيرنز في ضيافة وزارة الخارجية القطرية لن يكون ممكناً تقديم اي عرض واضح يشير الى النتائج المترتبة على هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، وخصوصاً لجهة مصير المساعي المبذولة لترتيب وقف للنار والبت بالصيغة التي ستُعتمد لإجراء عمليات تبادل جديدة للرهائن والأسرى لدى «حماس» ونظيراتها مقابل المعتقلين في السجون الاسرائيلية، كما بالنسبة الى التصنيف الذي سيعتمد ولمن ستكون الاولوية في التبادل بين ما تبقّى من مدنيين وعسكريين، وما بين الأحياء والقتلى وعدد السجناء الذين يمكن الإفراج عنهم مقابل اي رهينة. مما لا شك فيه انّه لا يمكن الركون الى النتائج المتوقعة في ظل معاناة الأطراف المجتمعين من حجم الخلافات التي تعيشها حكوماتهم ومجتمعاتهم، والمواقف المتناقضة التي لا يُستثنى منها سوى الوفد الاميركي الذي ينطلق من تعليمات واضحة للتخفيف من حدّة التوتر وخفض التصعيد على كل الساحات، بما يتناسب وحاجة الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يخوض مواجهة رئاسية قاسية جداً مع مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب إن بقي هو المرشح الذي سيخوضها أم أنّ ربع الساعة الاخير المقدّر في تموز المقبل قد يأتي بمرشح جمهوري آخر. على هذه الخلفيات، وإن طُلب الى المصادر الديبلوماسية التوسع في قراءة المشهد الداخلي لأطراف النزاع لا يمكن تجاهل المعطيات الآتية: – على المستوى الاسرائيلي، تفاقمت حدّة الأزمة التي تعصف بحكومة الحرب في ظل النقاش الدائر حول جدوى هذه المفاوضات قبل القضاء على حركة «حماس» في رفح والسيطرة التامة على القطاع، ليكون الحديث عن مستقبله وشكل الإدارة الجديدة التي ستكّلف ادارته مطروحاً بجدّية. ففي مقابل قول وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن «لا داعي لإرسال رئيس الموساد الى المفاوضات لاستجداء عواصم العالم من أجل عملية التبادل». وانّه لا بدّ من «ان يأمر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الجيش لدخول رفح وزيادة الضغط لإعادة الأسرى»، مؤكّداً ومعه آخرون أنّ البلاد «في حالة حرب وكان متوقعًا اشتعال إسرائيل، لكن سياسة اليد القوية تقودنا الى الهدوء». وقد ارتفعت نسبة التحذيرات من مثل هذه العملية من أكثر من مصدر وخصوصاً على مستوى المعارضة التي يقودها بيني غانتس ومعه أهالي الأسرى والرهائن الذين زادوا من ضغوطهم على الحكومة من دون الوصول الى مرحلة تغيير الخيارات الكبرى. – أما على الجانب الفلسطيني، فقد تعدّدت التقارير التي تحدثت عن صعوبة التواصل بين قيادتي «حماس» في الداخل والخارج، وهو ما يعوق التوصل الى تفاهمات يمكن ان تطبّقها الوحدات القتالية في القطاع، ولعلّ الخلاف الذي أعقب تكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستشاره الاقتصادي لتشكيل الحكومة الجديدة، تنكر «حماس» لمضمون اتفاق تمّ التوصل إليه أخيراً، دليلاً على وجود رأيين متناقضين بين القيادتين قد يؤدي إلى تعطيل الهدف من تشكيل حكومة التكنوقراط الجديدة في رام الله لتكون مؤهّلة لإدارة الضفة والقطاع معاً بدعم دولي وعربي وخليجي يسهّل التفاهم على مستقبل قطاع «خالٍ من حماس». والى هاتين النظريتين لا يمكن الاستخفاف او التقليل من اهمية الفشل الذي مُنيت به الوساطات الدولية الساعية الى حل النزاع، التي تقودها واشنطن ومعها الرباعية المخابراتية واللجنة الوزارية العربية ـ الخليجية التي شكّلها مؤتمر القمة العربية ـ الاسلامية الاستثنائية في الرياض، في رسم اي خريطة طريق تؤدي الى التفاهم على اليوم الذي يلي «اليوم التالي» لانتهاء الحرب التي يعيشها القطاع. فكل ما يجري من تفاهمات ومفاوضات ان تمّ التوصل إليها لن تدوم ما لم تكن قابلة للتنفيذ. فلا يمكن استمرارها الى ما لا نهاية، ما لم يتمّ «تحصينها» بـ «تفاهم سياسي» يحدّد المسؤوليات ويرسم مستقبل القطاع كما بالنسبة الى «مشروع الدولتين». فالجميع يدرك انّ مثل هذه المشاريع هي التي يسعى اليها الوسطاء، ذلك انّ معظم الجهود العربية والدولية تسعى الى ما يسمّى «الحل العادل والشامل» الذي يمكن ان يجعل ما يجري اليوم آخر الحروب بين اسرائيل والفلسطينيين ان لم تكن الحرب الاخيرة ايضاً مع العرب. وهي مرحلة لا يمكن الحديث عنها ما لم يتمّ التوصل الى تفاهم على اظهار حدود لبنان الدولية للعام 1923، فتنتهي معه كل المناوشات الحدودية مع «سلاح المقاومة» لمجرد سقوط الحجة بوجهها اللبناني بعيداً من شعارات اخرى واولها وآخرها الوصول الى القدس. فالواقع يقول انّ لبنان وحده ما زال في المواجهة، وأي تهدئة دائمة تعني اقفالاً لآخر الجبهات العسكرية مع اسرائيل في ظل الهدوء المزمن على جبهة الجولان، وما انتهت إليه الاتفاقات الإبراهيمية التي عطلت مشاريع المواجهة مع عدد من الدول العربية. وان تمّ التوصل إلى «مشروع الدولتين» ستنتهي أحداث اليمن ويهدأ الضجيج في البحر الأحمر وتُستكمل عملية التطبيع مع المملكة العربية السعودية وربما مع دول اخرى تنتظر على حافة النهر. على هذه الخلفيات عُقد الرهان على المفاوضات الجديدة في الدوحة سعياً الى استشراف ما يمكن ان تكون لها من انعكاسات على ما يجري في الأمم المتحدة. فالمشروع الاميركي لوقف النار الذي خضع للتعديلات في مراحل خمس لم يتأهل بعد ليُطرح على مجلس الأمن للتصويت. ذلك انّ الحديث عن وقف نار دائم وشامل ينبئ باحتمال التوصل الى التفاهم السياسي الذي ينهي كل أشكال الحروب في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأراضي السلطة، على أمل ان تنعكس على لبنان الذي ينتظر مثل هذه الخطوة التي إن تحققت ترقى إلى مرتبة «الحلم». وعليه، يبقى انّ دون هذه النتائج «السوريالية» عقبات كبرى لا يمكن تجاوزها دفعة واحدة في وقت قياسي. ذلك انّ هناك أطرافاً كثراً ممن يديرون هذه الحروب من «الخلف» يراهنون على «حرب طويلة» على مسارح عدة تمّت تهيئتها لتُستخدم من أجل قضايا كبرى ومختلفة تمتد من زوايا الخليج ما بين باب المندب ومضيق هرمز وربما شملت ملفات اخرى عالقة، وقد جُمعت على لائحة طويلة تضمّ الملف النووي الإيراني وازمة اوكرانيا وربما امتدت الى بحر الصين والخطوط البحرية والبرية التي رسمتها تفاهمات الهند الاخيرة، وما بين طهران وبكين وانقرة، من دون ان ننسى ما يمكن ان يفضي إليه «تفاهم بكين» ما بين طهران والرياض من تفاهمات كبرى تظلّل الفرعية والصغرى منها. وإلى تلك المرحلة يخلق الله ما لا تعلمون. المصدر :جورج شاهين – الجمهورية

وثائق ومستندات تثبت لبنانية مزارع شبعا 

أكد مدير عام الأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم أن “لبنان لديه كل الوثائق والمستندات التي تثبت لبنانية مزارع شبعا وان المطلوب هو انسحاب إسرائيل منها ومن بقية الأراضي المحتلة في تلال كفرشوبا والغجر والنخيلة وكل النقاط والمواقع الأخرى التي سبق وتم التحفظ عليها خلال الإنسحاب الاسرائيلي عام ٢٠٠٠”.وكان ابراهيم قد التقى مع وفد من قيادة “هيئة أبناء العرقوب” برئاسة رئيس الهيئة محمد حمدان. المصدر : الوكالة الوطنية للاعلام