December 25, 2024

اللحظات الأولى للكابوس الأسود: نظريات وفوضى وإجراءات سريعة 

 كالكابوس المخيف بدأت القصة، على الجسر الذي يربط طريق المطار بالحازمية، ويمر فوق شوارع الضاحية وأحيائها، بدأت عبر تسجيل صوتي أرسله أحد الأصدقاء يتحدث فيه عن حدث غريب على أوتوستراد السيد هادي نصر الله، “كل 20 – 30 متر هناك شخص مرميّ بالأرض مضرجاً بدمائه”، كان المشهد مخيفاً وخيال المواطنين يحاول فهمه. قناص ومسيرة وإشكال حزبيّبالتزامن مع التسجيل الصوتي الأول، إتصال هاتفي من الجنوب وفيه وقوع إصابات في بلدتي، مترافقاً مع زحمة سير أقفلت الطريق على الجسر، وسيارة تقف على جانب الطريق، بابها مفتوح، محاطة بمواطنين، وسائق تسيل منه الدماء، ومشهد على أوتوستراد هادي نصر الله، من أعلى الجسر، كفيلة بتبيان حصول حدث جلل.  مجموعات كثيرة تحوم فوق جريح، هنا وهناك، صراخ وأبواق سيارات، وحتى تلك اللحظة لا أحد يعلم بما حصل فعلاً، والكل يسأل، فكانت النظرية الأولى بوجود “قناصين على أسطح الأبنية يصتادون الشباب”، قال أحدهم، ولكن سقطت النظرية مباشرة بعدما وصلت أخبار الإصابات في الجنوب والبقاع، ومن ثم كانت نظرية أخرى تقول أن “الموساد” موجود داخل الضاحية وينفذ عمليات اغتيال لأشخاص محددين وبالتزامن، وبعدها رواية أخرى تقول أن المسيرات الإسرائيلية تطلق الرصاص على المواطنين، أما الرواية الأفضل فكانت من نصيب رجل أكد أن ما يجري سببه إشكال بين حزب الله وحركة أمل. لم يكن تحليل النظريات متوافقاً مع ما نراه على أرض الواقع، ولكن لم يكن من الوارد تخيل السبب الرئيسي، فهذه الأجهزة تُستعمل بسبب خطورة الأجهزة الإلكترونية الأخرى. بعد دقائق بدأت حقيقة الكابوس تتظهّر، “أجهزة “البايجر” تتفجّر بأيدي الشباب”.  فوضى هلع ونقل جرحىبدأ حجم الكارثة يظهر بوضوح مع التنقل بين شوارع الضاحية، وكثرة الأخبار التي تتحدث عن إصابات من بيروت الى البقاع والجنوب وصولاً الى سوريا، وعلت أصوات أبواق السيارات المحمّلة بالجرحى وأليات الإسعاف، والناس في ذهول.  توالت الإتصالات وكثُرت، فالكل يُريد الإطمئنان على ناسه وأهله، رغم الدعوات لعدم استعمال الهواتف المراقبة من قبل العدو الإسرائيلي حتماً، ولكن المشاعر تخطّت الحذر الأمني، فما حصل للآلاف خلال التفجيرات أصاب عشرات الآلاف من الأهل والعوائل والأصدقاء والزملاء. إجراءات اللحظات الأولى بعد 10 دقائق من بدء الكارثة، تحركت آليات الجيش اللبناني وعناصره في شوارع الضاحية، وفرض أمن حزب الله طوقاً أمنياً حول بعض مراكزه، وقرب المستشفيات، وسُيّرت المواكب الأمنية السيّارة التي استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء الأسود.  كما اتّخذت قيادة حزب الله، بحسب مصادر متابعة، سلسلة إجراءات فورية، أولها بطبيعة الحال التخلي عن أجهزة البايجر، حتى تلك البعيدة، والتخلي أيضاً عن أجهزة إلكترونية أخرى تُستعمل في كشف المسيرات من أجل التأكد منها بعد الكارثة، وتُشير المصادر عبر موقع “الملفات” الى أن من بين الإجراءات إرسال سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية إلى الحدود اللبنانية السورية لنقل الإصابات من سوريا الى مستشفيات لبنان، مشددة على أن اللحظات الأولى للكارثة شهدت أيضاً قراراً بالتوقف عن استعمال أي نوع من أنواع الإتصالات المعروفة داخل الحزب. كان الاهتمام خلال اللحظات الأولى منصباً على أمرين، تقول المصادر، الأول هو ما يتعلق بالجبهة، علماً أن حاملي “البايجر” من المقاتلين على الجبهة أعدادهم قليلة جداً، فهذه الأجهزة تُمنح عادة للعاملين في القطاع التنفيذي بالحزب، داخل المكاتب بشكل أساسي، حيث كان القرار بالتحضر لأي عمل عسكري إسرائيلي، قد يكون ضمن خطة الهجوم التي بدأت بتفجير الأجهزة، وتم التواصل والتنسيق أيضاً مع حركات المقاومة في الجنوب لنفس الغاية، والأمر الثاني يتعلق بتقديم الدعم اللامحدود للقطاع الطبي، وإطلاق حملات التبرع بالدم، من أجل العناية بالجرحى. على المستوى القيادي كانت اللحظات الأولى صعبة للغاية، وبعد فهم طبيعة ما حصل بدأ البحث بما بعدها، والقرار الأول بحسب المصادر كان أيضاً متعلقاً بالجبهة، مشيرة الى أن القيادة عممت على المسؤولين في الحزب عدم الدخول في تفاصيل العدوان وعدم إعطاء أي موقف. بطاريات مفخخة عندما ظنّ الجميع أن الأمور انتهت، دوت أصوات انفجارات في الضاحية وغير مناطق بعد ظهر الأربعاء، فكان الخبر الأولي أن البايجرات القديمة تتفجر، ليتبين بعدها أن أجهزة لاسلكية من نوع أيكوم هي التي تنفجر، وآثار انفجارها كانت أقوى من انفجارات البايجر، وبحسب معلومات “الملفات” فإن الأجهزة بحد ذاتها لا مشكلة فيها، إنما المشكلة كانت ببطاريات الأجهزة حيث كان الحزب قد استقدم شحنة بطاريات ليثيوم منذ أشهر من أجل ضمان استمرار الأجهزة لفترات أطول، وكانت تلك البطاريات مفخخة، وقد أدت الانفجارات لاستشهاد ما يزيد عن 20 وجرح حوالي الـ 500 آخرين.  المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش

يوم ثانٍ من الرعب: لبنان يهتز مجددًا بموجة انفجارات وسقوط مئات الجرحى

شهد لبنان لليوم الثاني سلسلة من التفجيرات التي طالت هذه المرة أجهزة الاتصال اللاسلكية، مما خلف أضراراً جسيمة وإصابات واسعة النطاق في عدد من المناطق الجنوبية، البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ففي مشهد غير مسبوق، تجددت الانفجارات بعد يوم واحد فقط من تفجير أجهزة البيجر، مما أدى إلى موجة من الهلع والقلق بين المواطنين. ما زاد من خطورة الوضع هو أن بعض التفجيرات وقعت داخل منازل تعود لعناصر من حزب الله، مما رفع منسوب التوتر. الهجمات استهدفت أجهزة لاسلكية من نوع “ICOM V82” التي تم توزيعها على عناصر الحزب قبل حوالي خمسة أشهر. وبينما كان الأهالي يتعاملون مع صدمة اليوم الأول، وقعت كارثة جديدة أثناء تشييع أحد الضحايا في الضاحية الجنوبية، حيث انفجرت أجهزة لاسلكية بين المشيعين، مما أدى إلى إصابات جديدة بين الحشود. ووفقاً للتقارير الأولية، فإن إسرائيل تقف وراء هذه التفجيرات المتتالية، حيث فجرت آلاف الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان. وإذا صحت هذه التقارير، فإننا نشهد تصعيداً غير مسبوق في الحرب الخفية بين إسرائيل وحزب الله، مما يفتح الباب أمام مواجهة محتملة في الأيام القادمة. بعض المصادر تشير إلى أن الانفجارات تمت نتيجة اختراق شبكة اتصالات حزب الله، حيث بثت موجات ذات تردد مرتفع أدت إلى تفجير الأجهزة عن بعد. حتى اللحظة، لم يتم إحصاء العدد النهائي للضحايا، لكن التقارير الأولية تتحدث عن أكثر من 300 جريحاً، و9 شهداء. سيارات الإسعاف تواصل التحرك في شوارع الضاحية الجنوبية، بينما تعمل فرق الصليب الأحمر على الاستجابة للطوارئ في مناطق مختلفة، بما في ذلك الجنوب والبقاع، وسط مخاوف من وقوع المزيد من الانفجارات. لم تتوقف الانفجارات عند الأجهزة اللاسلكية فحسب، بل طالت، بحسب المعلومات المتداولة والتي لم يتم التأكد من صحتها بعد، معدات تقنية أخرى لا علاقة لها بالاتصالات المباشرة، مثل الهواتف، وأجهزة البصمة، وحتى الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم. ووفقاً للرواية الأولية، زادت هذه الهجمات من تعقيد الموقف، حيث بات من الصعب التنبؤ بما قد يحدث في الساعات أو الأيام المقبلة. وفي تصعيد إضافي، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على بلدة كفركلا وأطراف بلدة حلتا، مما يزيد من حالة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. هذه الغارات تأتي في ظل موجة التفجيرات التي تضرب الداخل اللبناني، مما يشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على حزب الله لا يقتصر على عمليات تفجير الأجهزة اللاسلكية فحسب، بل يتسع ليشمل ضربات عسكرية مباشرة. ما يحدث في لبنان ليس مجرد سلسلة من التفجيرات العشوائية، بل هو جزء من عملية استخباراتية معقدة تهدف إلى إضعاف بنية حزب الله الأمنية. فمع تزايد الهجمات والغارات الجوية، يخشى كثيرون أن يكون لبنان قد دخل مرحلة جديدة من التصعيد الأمني قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على البلاد والمنطقة. المصدر : خاص – موقع “الملفات “

حدث أمني كبير .. 4000 جريح بصفوف حزب الله

في مشهد متفجر وغير مسبوق، شهد لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت تحديدا تصاعدًا مفاجئًا في التوترات الأمنية بعد سلسلة من الانفجارات الغامضة التي طالت أجهزة اتصالات لاسلكية تابعة لعناصر من حزب الله. ووفقًا للتقارير الأولية، فإن الجيش الإسرائيلي، استخدم تقنيات متطورة لاختراق وتفجير هذه الأجهزة، والتي تُعرف باسم “pager” أو “beeper”، فيما لم يعرف عدد الأجهزة المتفجرة حتى الآن. والجدير بالذكر أن اسرائيل لم تصدر أي موقف رسمي حتى  هذه اللحظة لتتبنى فيه هذه العملية. مصادر أمنية ترجح أن الانفجارات قد تكون ناجمة عن بطاريات الليثيوم الجديدة داخل هذه الأجهزة، حيث تفيد المعلومات أن النسخ الأحدث من هذه الأجهزة تحتوي على هذا النوع من البطاريات، بينما النسخ القديمة لا تحتوي عليها. وتشير التقارير إلى أن عملية الاختراق يرجح أنها تمت عبر عدة مراحل منها إرسال ترددات عالية أدت إلى ارتفاع حرارة البطاريات وانفجارها تلقائيًا. المصادر الأمنية وشهود العيان تحدثوا عن وقوع إصابات بالجملة، حيث تشير التقارير إلى إصابة مئات من عناصر حزب الله جراء هذه الانفجارات. وعلى إثر الفوضى، أُطلق النار في الضاحية لتفريق الحشود وتسهيل نقل الجرحى إلى المستشفيات، فيما تستمر سيارات الإسعاف في نقل المصابين وسط استغاثات عاجلة للتبرع بالدم. الانفجارات لم تقتصر على الضاحية الجنوبية فقط، بل امتدت إلى مناطق أخرى مثل النبطية، ما يعزز فرضية وجود عملية واسعة النطاق تستهدف شبكة اتصالات حزب الله في مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك بيروت، جبل لبنان، الجنوب، والبقاع. ومع استمرار توافد المصابين إلى مستشفيات العاصمة، التي باتت عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة، يبدو أن الوضع يتجه نحو تصعيد أكبر.  كما أكدت مصادر مطلعة استشهاد نجل النائب علي عمار، بالإضافة إلى إصابة السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني جراء انفجار جهاز بيجر. كما أُصيب اثنان من أبناء رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، وأيضًا نجل النائب حسن فضل الله. بدورها، كشفت وزارة الصحة اللبنانية عن 9 شهداء حتى الآن، فيما بلغ عدد المصابين نحو 3000، بينهم 200 حالة حرجة. اذا المعلومات تتكشف ببطء شديد، وسط حالة من الهلع الشعبي والترقب لمعرفة أبعاد هذا الاختراق الإسرائيلي الخطير وحجم الأضرار الناجمة عنه، لا سيما أنه يُعد الأكبر من نوعه في لبنان ويشكل تهديدًا مباشرًا لشبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله..  المصدر : خاص – الملفات 

مسيّرات إسرائيلية “نائمة” في الجنوب فاحذروها! 

لمسيرات “الدرون” الإسرائيلية قصص كثيرة في الجنوب اللبناني، فبعد كشفنا قصة تجوّل المسيرة على نوافذ أحد المنازل التي كان بداخلها شباب من المقاتلين في مقال بعنوان: “مسيّرة إسرائيلية تفاجىء “مقاتلاً” بحزب الله: رأيتها خارج نافذة المنزل”، نستكمل اليوم الكشف عن روايات أخرى لكيفية عمل المسيرات الإسرائيلية في قرى الجنوب التي تشهد حرباً منذ 11 شهراً. من محاسن صدف عملية طوفان الأقصى، أو من حسناتها الكثيرة، نقطة إيجابية لم يتم الإضاءة عليها بشكل واف، يقول المقاتل في المقاومة، مشيراً الى أن العملية وما تلاها سمح للمقاومة بأن تكتشف ما أعدّه العدو طيلة السنوات الماضية التي تلت حرب تموز 2006 من تطور تكنولوجي ومعلوماتي كبير جداً، خصوصاً بما يتعلق بسلاح المسيرات الذي شهد تطوراً غير مسبوق في السنوات الماضية. ويُشير المقاتل في حديثه لـ”الملفات” الى أن سلاح المسيرات كان يمكن أن يشكل علامة فارقة في الحرب الكبرى لو حصلت في تشرين الأول الماضي، عندما لم تكن قيادة المقاومة قد تعرفت على ما حضّره الجيش الاسرائيلي في هذا الإطار، إذ يجهد العدو في استخدام هذا السلاح بطرق مختلفة، علماً أن انواع المسيرات التي نتحدث عنها هنا متنوعة، من المسيرات الكبيرة مثل هيرمز و”الدرونات” الصغيرة القادرة على القيام بأعمال هجومية باتجاه أشخاص والتصوير الدقيق والتجسس وتحديد المواقع بدقة بغية استهدفها من الطائرات الحربية او المسيرات الكبيرة الهجومية. “مسيرات نائمة”، بهذه العبارة بدأ المقاتل حديثه عن روايتين حديثتين حصلتا في الجنوب، في بلدة طير حرفا، وفي بلدة بيت ليف، ففي الأولى كان هناك مناسبة تشييع لامرأة من البلدة، منذ أيام قليلة، وكما جرت العادة تم التنسيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل لتوجه وفد من اهالي البلدة للقيام بإجراءات الدفن ثم المغادرة، وعندما وصل الوفد الى البلدة ترجّل أحد المواطنين من سيارته قرب الجامع للدخول، ودخل، علماً أن محيط الجامع كان تعرض اكثر من مرة للاستهداف الإسرائيلي، وعندما وصل الرجل الى منتصف الجامع وجد “درون” اسرائيلية تجلس على حافة نافذة الجامع، تصور وتتابع، وتمارس عملها التجسسي، وبحسب المقاتل فإن هذه المسيرة جلست قبل ساعات من وصول موكب المعزّين الى البلدة. من طير حرفا ينتقل الى بيت ليف، فهناك أمضت المسيرة ليلها على خزان متواجد على سطح أحد المنازل، وكان لها دور كبير بتنفيذ عملية أمنية، يقول المقاتل، مشيراً الى أن هذه المسيرة تطفىء مراوحها فلا تصدر صوتاً، وتراقب المكان الذي هبطت فيه بدقة، وتنقل وترصد التحركات، خصوصاً، أن المقاتلين يحاولون استطلاع السماء قبل تحركهم لمعرفة ما اذا كان هناك مسيرات اسرائيلية، ويتحركون عندما لا يسمعون شيئاً، وهذا ما حصل يومها، فكانت المسيرة تصور وتعطي الإحداثيات لغرفة عمليات جيش العدو الإسرائيلي. بحسب معلومات “الملفات” فإن عشرات لا بل مئات من المسيرات النائمة متواجدة في القرى الجنوبية، وبعضها تم ضبطه وتعطيله أو إسقاطه، إلا أن هذه القصص تقدّم لمحة عن صعوبة الحرب التكنولوجية، والتطور الذي لحق بطبيعة المعركة منذ الحرب في تموز 2006 الى اليوم، لذلك على كل الجنوبيين، خصوصاً أبناء القرى القريبة من الحدود، التنبه لوجود هكذا مسيرات نائمة، والحذر منها. المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش

الرواية الكاملة لتوقيف محمد شعيتو: عميل وسارق أيضاً

كثيرة هي التفاصيل التي عُرضت عن التحقيقات التي أجريت مع العميل الإسرائيلي الموقوف، واسمه المركب الكامل بحسب معلومات “الملفات” محمد قاسم عبد الخالق شعيتو، مواليد بلدة الطيري وسكان بلدة الخرايب وسجله 88، ولكن للقصة جوانب أخرى أيضاً تتعلق بتوقيفه، فالشاب لم يتم توقيفه من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية. الاشتباه بالعمالة منتصف شهر شباط الماضي، وبعد أن أوهم شعيتو بعض أهالي الخرايب أنه يعمل في مجال تصليح أجهزة الهواتف الخلوية، حصل على جهاز هاتف لأحد الأشخاص بحجة إصلاحه، لكنه لم يُعيده إلى صاحبه، وتهرّب من كشف مصير الهاتف رغم سؤاله عنه عدة مرات، إلى أن بات الأمر غريباً، خصوصاً عندما ضُمّت عملية إخفاء الهاتف إلى مجموعة تساؤلات تُحيط بالشاب، الأمر الذي دفع أمن حركة أمل في بلدة الخرايب للتحرك، بحسب ما تكشف مصادر معنية عبر “الملفات”. يوم الإثنين، في 19 شباط 2024، قررت مجموعة من أمن “أمل” دخول منزل الشاب الذي كان يعمل حتى بداية العام 2016 في مستشفى الرسول الاعظم، وبحسب المصادر فإن الشباب لاحظوا عند مداهمتهم المنزل أمتلاك شعيتو أكثر من هاتف، كما يمتلك أجهزة ألكترونية عديدة، وعند فتح الهواتف تبين ان الشاب قام بمسح محتواها، لذلك كان هناك حاجة لاسترجاع ما مسحه، كاشفة أن استرجاع بعض “داتا” أجهزة الهواتف العائدة له، أظهرت امتلاكه صوراً وفيديوهات، وأرقام هواتف، تجعله تحت شبهة أمنية وأخلاقية، وتفتح الباب واسعاً امام احتمالية أن يكون متعاملاً مع العدو الإسرائيلي، فتم تسليمه إلى فرع المعلومات في الجنوب. سلوك أمني واخلاقي مُريبتكشف المصادر أن شعيتو كان يظهر تصرفات اخلاقية مريبة ومعيبة من خلال تعامله مع النساء، وكان يحاول السطو على هواتف أبناء المنطقة لكشف ما بداخلها من معطيات ومعلومات تُفيده بعمله، مشيرة الى أنه “من ضمن المواد المحذوفة في هواتفه، صور لعدة نقاط حساسة داخل بلدة الخرايب وخارجها، ولكن مسألة الهواتف هذه لم تكن الخطأ الأمني الوحيد الذي ارتكبه شعيتو. من أهم وأبرز وصايا المشغل للعملاء هي التحذير من التسبب بأي مشكلة قد تؤدي بهم إلى التحقيق أو التوقيف، ولكن شعيتو لم يكن يلتزم بهذه الوصايا، إذ تكشف المصادر عبر “الملفات” أن شعيتو إلى جانب عمالته، متهم بسرقة بضائع لادوات كهربائية من فيلا قيد الإنشاء في منطقة قدموس في الجنوب، فعندما كان موقوفاً، تم توقيف مجموعة من الشبان وعددهم 4 بسبب شكوى تقدمت بها الشركة مالكة البضائع، بعدما حاول أحدهم عرض البضاعة عليها للبيع. وبالتفاصيل: “بين عامي 2020 و2021، أي قبل تورطه بالعمالة، سرق شعيتو البضاعة من الورشة وخبأها وقبل توقيفه بشباط، وبعد بدء عمالته، طلب من صديق له بيع البضائع، وهو لم يكن يعلم أن شعيتو سرقها، وعندما تم ضبطه مع رفاقه الذين حاولوا تصريف البضاعة معه اعترفوا أنهم أحضروها من شعيتو، فسئل عن هذا الاتهام خلال التحقيقات واعترف بقيامه بالسرقة أيضاً. شعور العميل وواجب البيئة تكشف مصادر أمنية متابعة عبر “الملفات” أن حجم ما كان يُطلب من شعيتو من معلومات حساسة ومهمة لا تتوافق مع حجم ما كان يتقاضاه، إذ أنه إلى جانب ملف الحزب والمقاومة كان يُطلب منه معلومات حول قوى الأمن الداخلي وحواجزهم ووسائل التحقيق المعتمدة لديهم، مشيرة إلى أن توقيف محمد قاسم يُفترض أن يشكل درساً لكل من يعمل أو يفكر بالعمل مع الاسرائيليين. وتضيف المصادر: “هذا العميل باع والده وعرضه للخطر، وضرب سمعة عائلته، لأجل مبالغ قليلة دفعها على أسنانه، وذلك لأن كل العملاء الذين سبق وحققنا معهم يتحدثون عن شعور دائم لديهم بأنه لا يمكن كشفهم، وبالنهاية يقعون جميعاً”، مشيرة إلى أن العمالة تضيع حياة العميل وآخرته حتى، ولا شيء يعوض الضرر الذي ينتج عن العمالة مع العدو. كذلك ترى المصادر أن هذه الحادثة دليل على أهمية وعي البيئة المجتمعية، والجيران، وهم الأقدر على التنبه لتبدلات في تصرفات الشخص أو حجم إنفاقه، أو تساؤلاته وأسئلته وكلامه، فكل مواطن هو خفير لكشف التجسس، مشيرة إلى أن العمالة تنطلق أولاً من شخص نسي تربيته وأخلاقه، لذلك يجب تعميم ثقافة التوعية من العمل مع العدو، واستعادة منظومة القيم الاخلاقية وهذه مسؤولية الأهل والمدارس ورجال الدين والاعلام. وأخيراً هذه الحادثة رسالة إلى القضاء العسكري لأن دوره أساسي بردع العملاء من خلال التشدد بالأحكام القضائية. من خلال التحقيقات تبين أن العدو كان يأمل أن يكون شعيتو عيناً له داخل مجموعات عسكرية على الأرض خلال الحرب القائمة اليوم، ولكن الوعي المجتمعي والتنبه، ومن ثم التدخل الأمني السريع أفشلا المشروع الإسرائيلي، وهذه أهمية اليقظة داخل القرى الجنوبية في هذه المرحلة. المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش