December 24, 2024

من الجنوب إلى جبل لبنان.. بالاعترافات والتفاصيل

خاص – موقع الملفات مسرح جرائمهم مُتنقّل غير ثابت، من قضاء إلى آخر ومواقع جغرافية متنوعة عمدًا، بُغية طمس الوقائع وعدم إثارة الشبهات، أما طريقة التنفيذ من الألف إلى الياء تُخفي في طياتها عملاً منظماً لشبكة عنكبوتية يُتقن كل فرد من أفرادها دوره بحرفية تامة.  البداية كانت، مع ازدياد السرقات وتحديداً سرقة الدراجات النارية من سائر المناطق اللبنانية. تُضبط شبكة تنبُت أخرى، وهكذا دواليك، إلّا أن هذه العصابة تختلف عن سابقاتها، عملها السرقة صحيح، إلا أن هدفها من المبالغ المالية المستحصلة مختلف تمامًا. فنحن هنا لسنا أمام شبّان ارتطموا بقعر الانهيار وتحت وطأة الجوع والعوز، إنما أمام جيّاع على استعداد للقيام بأي شيء، مهما كان الثمن فقط لتأمين جرعة قاتلةٍ ولو كان ثمنها أن يتعفّنوا في جحيم السجون. في التحقيقات السابقة، نشرنا عمليات ابتدعها المجرمون، واليوم يكشف موقع “الملفات” النقاب عن تفاصيل الإيقاع بإحدى الشبكات التي اختارت قضاء النبطية وبلداتها مرتعًا لجرائمها، ونسلط الضوء على ما كشفته التحقيقات مع أفرادها الذين بلغ عددهم 11 شخصًا.   خيوط جرائمهم، بدأت تتكشّف بفعل ثلاثة عناصر، العنصر الأول تمثل بيافطة عُلّقت من قبل أهالي بلدة تول وحاروف في الجنوب، تكشف هوية اثنين من اللصوص فضلاً عن مجموعة صور تعود لهما وزعت على كافة أبناء المنطقة بغية تسهيل عمل الأمنيين في تحديد هويتهما وتوقيفهما قبل أن يرتفع رصيد سرقاتهما. اللّصّان هما بحسب المعلومات، “ح.ف” و”م.ن”، من أصحاب السوابق ومن مدرسة خرّيجي “الحبوسة والزعرنات”، يخرجان من السّجن ويعودان إليه في كل مرة.العنصر الثاني، كان فيديو مصوّر، انتشر في عربصاليم في النبطية، يُظهر 3 شبان يسرقون دراجة نارية، وقد تم التعرّف على أحدهم وهو نفسه مرتكب السرقة الأولى “ح.ف”، أما الثاني فهو “ح.ع”، فيما الثالث هويته كانت مجهولة آنذاك. أما العنصر الثالث، تولين وهي إحدى القرى اللبنانية في قضاء مرجعيون – محافظة النبطية. تحدّها من الشرق قبريخا، أحد أبنائها سُرقت دراجته النارية منذ مدة، إلا أن القدر شاء أن يصادف دراجته وعلى متنها السارق وذلك أثناء توجهه إلى العمل في منطقة عربصاليم، لم يستطع الأخير أن يضبط أعصابه فلحق بالسارق وتمكن من إيقافه، فسلّمه الأخير الدراجة وفرّ مسرعًا.  لم يمرّ هذا الموضوع مرور الكرام في حسابات الأمنيين، وتحديدًا مديريّة النبطيّة الإقليميّة في أمن الدولة التي كانت شبه متأكدة بوجود علاقة بين السرقات، وبعد تكثيف التحريات والاستقصاءات اللازمة حول ما يجري في القضاء وتقاطع المعلومات مع أكثر من جهة ومسح ميداني أجرته المديريّة، الشكوك باتت مؤكّدة ومحسومة. عمليات الرصد والمراقبة بدأت واستمرت لأيام طويلة، المسح الميداني بأسلوب متخفّي ومتقن كان سيد المشهد لأكثر من خمسة عشر يومًا، فهؤلاء لديهم الخبرة في اخذ الحيطة والحذر، إلا أن القرار اتخذ للإطاحة بهم كون المعنيين على علم ودراية بأن توقيف هؤلاء سيكشف النقاب عن العصابة بكاملها وأكثر من ذلك. عملية التوقيف لهؤلاء الثلاث تمت وبنجاح من دون أي أضرار أو إصابات في الأرواح، فالمعنييون استخدموا لهذه العملية الأسلوب المدني وكذلك الأمر بالنسبة للسيارات، وذلك منعًا لأي اشتباكات في المنطقة أو مع أبنائها في حال قرر أحدهم مساعدة المجرمين أو تسهيل فراراهم. وهكذا كرّت سبحة التوقيفات، والاعترافات كانت كفيلة لكشف باقي المتورطين، حيث وصل عدد الموقوفين إلى 11 شخصاً، اعترفوا جميعًا بقيامهم بسرقة درّاجات ناريّة 21 منها تمّ ضبطها وبتعاطي المخدّرات أيضاً، كما تبيّن وجود مذكّرات توقيف غيابيّة صادرة بحقهم، من قبل الجهات القضائيّة المختصّة، فأُجريَ المقتضى القانونيّ في حقّهم. وكما ذكرنا أعلاه هذه العصابة تختلف غاياتها كليًأ عن سابقاتها، وهذا الأمر مثبت باعترافاتهم، بحيث أن كلّ السرقات التي تمّت، لا علاقة لها بالتهريب للخارج أو التحضير لأعمال مخلة بالأمن بل أتت بهدف الحصول على المال لشراء المخدّرات فقط لا غير، ففي كل مرة يريدون شراء السموم والمواد المخدّرة ولا يملكون المال يخططون لسرقة دراجة وبيعها مقابل شراء حاجاتهم. اعترافات هؤلاء أكدت للأمنيين صحة شكوكهم، فالموقوفون وهم في العشرينات من العمر، تبين أنهم يشكلون عصابة لبنانية أو بالأحرى شبكة عنكبوتية كل فرد فيها لديه مهامه الخاصة، يتعاونون لإتمام عملياتهم بنجاح، فهناك من يتولى مهمة التخطيط وآخر الرصد والمراقبة، وهناك من يسرق ومن يسوق ومن يبيع. أما اللافت، فهو ما سنأتي على ذكره حاليًا، معظم السرقات كانت تتم في ضوء النهار غير آبهين بأحد، يختار هؤلاء الفريسة إما بعد مراقبة ورصد دامت لأيام لصاحبها ومكان إقامته، فضلاً عن المكان الذي يترك فيه دراجته لساعات وحتى للحظات، أو يقع الاختيار عليها بالصدفة أثناء مرورهم من المنطقة، والتأكد أن عمليتهم ستتم من دون أن يتمكن أحد من توقيفهم أو اللحاق بهم. الدراجة تُسرق من منطقة وتُباع لمنطقة أخرى، أي تُسرق من بلدات النبطية وتباع في بنت جبيل وبيروت وحتى جبل لبنان، والعكس صحيح تمامًا، فالدراجات التي تُسرق من بيروت وجبل لبنان تباع في النبطية. جميع هذه الدراجات من دون أوراق ثبوتية، تُباع بأسعار متدنية جدًا مقارنة بسعرها الحقيقي، اذ يصل سعر الدراجة المسروقة إلى 200 و300 دولار وأحيانًا أقل، إذا كان البائع “محروق” ، حيث أن عملية البيع تتم مباشرة بعد السرقة، وبالتالي الاستفادة من السرقات هي الثلث تقريبًا فيما الخسائر الكبيرة هي من حصة أصحاب الدراجات. على سبيل المثال، من كل 10 آلاف دولار يستفيد هؤلاء بـ 3 آلاف دولار.  وبالانتقال إلى الشاري فهو متورط وشريك رئيسي بالجريمة “مش واحد منضحك عليه”، كيف؟ الحديث هنا ليس عن مواطن عادي إنما عن شريك في العصابة يشتري كميات من الدراجات المسروقة ويعمد إلى بيعها في النطاقات المذكورة أعلاه.  وبعد التقصّي، تبيّن أن سارق تولين يُدعى “ح.ع”، تم توقيفه فورًا، والمفارقة هنا أن الموقوف ليس مجرد سارق، إنما تربطه صلة قربى بالرأس المدبّر لشبكة تولين، وهو “ع.د”، إذ إن اعترافات “ح.ع” كانت كفيلة بكشف المستور. “ع.د” اشترى حوالي الـ20 دراجة من العصابة المذكورة أعلاه وعمل على بيعها في منطقة تولين بقضاء مرجعيون، أما الدراجة المسروقة والتي تسببت بتوقيف حسيب، تبين أن عباس قد اشتراها من أفراد شبكة حاروف وتول، فهؤلاء يعملون على سرقة الدراجات وبيعها لعباس، وبالتالي جميع هذه المعطيات تؤكد أن الموقوفين يشكّلون عصابة موزّعة على المناطق والأقضية. إذا حصيلة هذه العملية 9 موقوفين من النبطية و2 من مرجعيون، ووفقًا للتهم الموجهة إليهم لا تقل مدة السجن عن ثلاث سنوات، على الأمل أن يخرجوا من بعدها تائبين. أما القضية فلم تنتهِ هنا أو عند هؤلاء، فهناك عصابتين قيد المراقبة والملاحقة والعمل جارٍ لتوقيفها. المصدر : خاص – موقع الملفات 

حراك قطري جدي ومخيمات النازحين تحولت إلى مستودعات

موجز لأهم الأخبار والأحداث السياسية في لبنان ليوم الثلاثاء ٢٦/٩/٢٠٢٣ مبادرة الرئيس نبيه بري سقطت، والأمر لا يختلف بالنسبة للمبادرة الفرنسية التي ارتكزت على مدى تسعة اشهر تقريبا على ترشيح سليمانفرنجية، اما اليوم ها هو موفدها لودريان يدعوا المسؤولين اللبنانيين إلى ايجاد حل وسط عبر خيار ثالث لازمة الرئاسة. موقف لودريان لافت ليس في مضمونه فحسب، بل في توقيته ايضا. فهو يأتي قبل زيارته الرابعة المفترضة الى لبنان، كذلك مع بدء الحراكالقطري الجدي لانتاج رئيس، المدعوم من مجموعة الدول الخمس، اذ تسخر قطر كل امكاناتها واتصالاتها لاحداث خرق في الملف الرئاسيالمعلق منذ  احد عشر شهرا تقريبا. أما على صعيد قضية النازحين، تعزز المخاوف يوما بعد يوم بعد تحول مخيمات النازحين  في البقاع  إلى مستودع لمضبوطات غير عاديةمنها طائرات مسيرة . المصدر : موجز الملفات

خيار ثالث للرئاسة.. وإلا

موجز لأهم الأخبار والأحداث السياسية في لبنان ليوم الأربعاء  ٢٧/٠٩/٢٠٢٣ يبدو أن الأيام السبعة المقبلة ستشهد نشاطًا مكثفًا للموفد القطري أبو فهد جاسم آل تاني، الذي سيكثف تحركاته ولقاءاته مع الأفرقاءالسياسيين، لاسيما مع ما يُحكى عن عقوبات قد تفرض على لبنان باسم المجموعة الخماسية على رأسها وقف التمويل في حال الاستمراربالمراوغة وافشال كل المبادرات وتبديد كل الفرص المتاحة لانقاذ البلاد من دوامة الفراغ. بالتوازي، قال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان كلمته، ودعا إلى التوجه نحو خيار ثالث للانتخاب الرئاسي ناصحا الأفرقاءاللبنانيين بهذا الخيار . وها هو الملف الرئاسي حاضرًا في الرياض في اجتماع بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا ولودريان ويشارك فيه سفيرالمملكة في لبنان وليد بخاري الذي غادر بيروت اليوم. بالعودة إلى الداخل، أحداث وتطورات الساعات الماضية كانت محط الانظار، لاسيما في ضوء السجال الحاصل والردود المتبادلة بين القواتاللبنانية وزعيم التقدمي وليد جنبلاط، خصوصا بعد ان اعتبر الأخير ان الشروط المستحيلة للقوات والتيار الوطني الحر عطلت مبادرة الرئيس بري وأجهضت فرصة الحوار. لترد بدورها الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية وتعلق على تصريحات جنبلاط فسألته: من الذي أحبط كل المبادرات بما فيها مبادرة وليدبيك؟ أما عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون كرر التمسك أمس واليوم وغدا برئيس المردة سليمان فرنجية مرشحا رئاسيا. المصدر : موجز الملفات

قضية اغتصاب الفتاة القاصر.. بالتفاصيل

ورد إلى مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في وحدة الشرطة القضائية شكوى مقدمة من إحدى المواطنات ضد مجهولين بجرم الضرب وتعنيف والاعتداء الجنسي على ابنتها القاصر، بعد أن قام المعتدون بنشر مقاطع فيديو تُظهِر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي العائدة للضحية. باستماع إفادة القاصر (تولّد 2010، فلسطينية)، صرّحت أنه بتاريخ 30-08-2023، دعتها فتاة تُدعى (م.) إلى منزلها-والتي هي على معرفة بها منذ حوالى الشهرين-، ثم قامت باصطحابها إلى المنزل. ولدى وصولهما، عمدت الأخيرة بمساعدة شابَّيْن على سحبها إلى الداخل بالقوة، وقاموا بضربها بخرطوم مياه وبشطب رجلها اليسرى ويدها اليمنى، وأنهم احتجزوا حريّتها لمدة 3 أسابيع، إلى أن استطاعت الهرب. علمًا أنهم قاموا بتصوير عمليات الاعتداء الجسدي والجنسي ونشرها عبر صفحتها الخاصة على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي. بتاريخ 25-09-2023 وفي أماكن مختلفة، تم توقيف كل من: ج. ع. (من مواليد عام 2004، فلسطيني) أوقف من قبل فصيلة بئر حسن. ه. ك. (من مواليد عام 1983، فلسطيني) أوقف من قبل مخابرات الجيش. م. ز. (من مواليد عام 2005، سورية) أوقفت من قبل مخابرات الجيش. بالتحقيق معهم، اعترف الأول بضرب الفتاة وشطب رجلها كما وقام بتصوير الثالثة أثناء ضربها لها، كما وبتصوير الثاني أثناء الاعتداء عليها جنسيًا وأرسل الفيديوهات لـ(ه. ك.).  اعترفت (م. ز.) بأنها ضربتها وشطبت يدها اليُمنى لتنتقم من الضحية كونها كانت تطلق الشائعات وتشهّر بها في محيط سكنها.  واعترف (ه. ك.) بالاعتداء عليها جنسيًا.    أحيل الموقوفون إلى القضاء المختص بناءً لإشارته. المصدر : المديريّة العـامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة

دماء “سهيلة” السائلة في غدراس.. جريمة قتل أم حادث؟

خاص – موقع الملفات ثلاثة أسابيع مرّت ومشهد دماء “سهيلة” السائلة في أرض غدراس لم تمسح من مخيلة أبنائها ومحبيها حتى الساعة. سهيلة رحلت، إلا أن عائلتها المفجوعة، لم تقتصر مأساتها على فقدان “ست البيت” فحسب، بل وصلت إلى مواجهة الرأي العام عمومًا وأبناء بلدتها خصوصًا. إذ سرعان ما وجّهت أصابع الاتهام نحو ذويها، وأُرجع سبب وفاتها قبل حادث الصدم إلى عملية تعنيف مورست بحقها نتيجة مرورها بمشاكل عدّة، منها زوجية، حتى أن البعض ذهبت مُخيلته أبعد من ذلك، مُحملّاً زوجها مسؤولية قتلها، وهنا الكارثة الأكبر، فهل هناك من يحاول بشكل أو بآخر تبرئة الفاعل الحقيقي ولصق التهمة بغيره؟ وفي ظل تكاثر الأقاويل والشائعات، متابعون للقضية رووا لموقع “الملفات” روايتين لطرفين، الطرف الأول روايته تتحدث عن فرضية قتل، فيما الطرف الآخر يتحدّث عن حادث سير تسبّب بالوفاة، وفي الحالتين الموقع لا يتبنّى صحة أي رواية من عدمها. قتل بآلة حادّة قبل الصدم؟ الرواية الأولية التي تناقلها البعض تُشير إلى أن حادث غدراس يخفي فرضية قتل تعرّضت لها الفقيدة سهيلة الحدشيتي، لكن المفاجأة هنا تكمن في توجيه أصابع الاتهام إلى ذوي الضحية، وتحديدًا إلى زوجها. الراوي هنا، يشير إلى أن حادث الصدم وقع أمام متجر زوج سهيلة وبطريقة مستغربة، إذ إن المكان مكشوف أمام المشاة والسيارات من مسافة لا تقل عن ٣٠٠ متر، متسائلاً: “كيف لم ترى الفقيدة أن السيارة تسير باتجاهها، وفرضًا أن السائق الذي كان يقود بسرعة لا تتعدى ٣٠كلم لم يرها، لا بل تفاجأ بضربة على جانبه لجهة الشمال من السيارة وكأن شيئًا وقع عليه، إذ إن الصدمة كانت على أسفل الزجاج الأمامي من جهة الشمال وكأن الفقيدة وقعت على السيارة واصطدم رأسها بأسفل الزجاج”، وفقًا لروايته التي ننقلها كما ذكرها حرفيًّا. ويتابع تساؤلاته :”أما الكسور، فبحسب الأطباء، كسر في الجمجة وكسر في الرقبة، فهل سرعة سيارة بيكانتو ٣٠ كلم يمكنها أن تسبب كل هذه الكسور؟”. ويكشف الراوي عن تفاصيل خطيرة لا نتبنى بالطبع أيًّا منها، كعنف جسدي ولفظي كانت تتعرّض له سهيلة قبل وفاتها، وبحسب أقواله، “بعد خبر وفاتها، انتشرت في كل القرية أخبار المرحومة المعنّفة من زوجها وسلفها تعنيفاً جسديًا ولفظيًا إلى أقصى حدود، إذ إن الأخير كان يضربها أمام أعين زوجها وحماتها وهم يتفرّجون ويضحكون”، لافتًا إلى أن “الجميع تستّر على وجعها في حياتها وتنكّروا عند وفاتها لدى سؤالهم عن الحقيقة، وذلك بسبب الحسابات الانتخابية القريبة البعيدة”. ويلمّح في روايته إلى جريمة قتل حصلت قبل الصدم بواسطة آلة حادة، ويقول: “لربما هذا الحادث الغريب يخفي القتل العمد قبل الصدم والأحاديث المتناقلة بين الأهالي تشير إلى احتمال أن تكون المرحومة قد تعرضت للضرب بآلة حادة على رأسها من أحد المعنفين جعلتها تفقد تركيزها وتقع هاوية على السيارة”، عازيًا ذلك إلى أن “نقط الدم الموجودة في مكان الصدم موجودة أيضاً أمام متجر زوجها أي على بعد ما يقارب ١٠ أمتار من مكان وقوعها، فهل هذه الدماء قبل أم بعد الصدم؟”. ولم تقف الرواية عند هذا الحد، إذ يكشف الراوي عن تقاضي الزوج “20000 $ نقداّ، 7500$ من الصادم و12500$ من شركة التأمين”، سائلاً: هل هي “بدلاً عن روحها أم بدلاً عن تعنيفها”؟، واضعاً هذه الرواية “بعهدة الأجهزة الأمنية والقضائية علّها تتحرّك لتعاقب المرتكبين أم تبرئهم أمام كل القرية التي تعلم ما ارتكبوا”. الضّربة قاضية.. ومستعدّون لتحقيق كامل أما الرواية الثانية المستقاة من ذوي الضحية، فأتت على الشكل التالي والتي ننقلها أيضًا بكل موضوعية بغية نقل رواية الطرفين وإيضاح الحقيقة للرأي العام. “عند حوالي الساعة السابعة والربع من ليل الاثنين الواقع فيه ٤ أيلول ٢٠٢٣، كانت سهيلة، زوجة ساسين حنا يونس تتوجّه نحو منزلها في قرية غدراس، قضاء كسروان بعدما أوصلها أحد سكان القرية بسيارته من ساحة القرية، حيث كانت تقوم بزيارة إحدى صديقاتها. ترجّلت من السيارة على الناحية المواجهة لمحل السمانة العائد لها ولزوجها. كان الليل قد حلّ، وكانت تهمّ لقطع الطريق للوصول إلى منزلها – تحت المحل -، وما إن غدت في منتصف الطريق، وكان نظرها متّجهاً نحو المحال، أي مُعاكس للطريق المتجه من قرية النمورة إلى ساحة قرية غدراس، وقع الحادث بعدما اصطدمت بها سيارة مسرعة من الخلف، والسائق هو أحد أبناء القرية نفسها. يُمكن التّأكّد من صحّة هذه المعلومات بالرجوع إلى المقتطفات التي سُجّلت عن طريق كاميرات البيت المجاور، بحسب أقوال ذويها”. وبحسب المعلومات التي أفيدت في التحقيقات، “لم ينتبه السائق للمأسوف عليها إلّا عند حصول الاصطدام، حيث سارع لإيقاف السيارة للتحقّق من الوضع، وتفاجأ برؤية امرأة مرمية في منتصف الطريق”. العائلة تكمل روايتها شارحة تفاصيل ما حصل آنذاك “جرّاء الحادث، سارع الزوج “ساسين يونس” الذي كان في محله عند وقوع المصيبة لتفقّد ما حدث في الخارج. والجدير ذكره، أن الزوج والمسؤول عن الحادث لم يتعرفا على الضحية. عند رؤية الحالة الهستيرية للسائق، وامرأة مرمية في منتصف الطريق، صرخ الزوج “ساسين يونس” مستنجِدًا بابنه البكر، الذي كان في المنزل عند وقوع الحادث. ثم سارع الابن إلى مسرح الحادث وكان أوّل من يتعرّف على هوية الضحية على أنها أمه سهيلة. اتصل بالدفاع المدني الذي حضر ونقل المرحومة من موقع الحادث إلى مستشفى الـ KMC حيث تلقّت الإسعافات الأوّليّة. وبسبب عدم توفر آلة تصوير شعاعية في المستشفى، اضطرت العائلة إلى نقل “سهيلة” إلى مستشفى سيدة مارتين، جبيل”. وبحسب معلومات الموقع تبين أن الطبيب الشرعي قام بفحص الضحية في مستشفى الKMC، وأقرّ أن الضّربة كانت قاضية، إذ إنها أدّت إلى كسرٍ في الجمجمة ونزيفٍ حادٍّ في الرأس، فيما أكّد الطبيب المسؤول عن الطوارئ في مستشفى سيدة مارتين على أقوال الطبيب الشرعي، وقام بوضع الضحية في العناية المُشدّدة حيث فارقت الحياة في صباح الثلاثاء الواقع فيه ٥ أيلول ٢٠٢٣. وردًا على ما يُشاع عن تعنيف كانت تتعرّض له الضحية، نفت العائلة نفيًا قاطعاً كل ما أشيع، وتؤكد:”أن كل بيت زوجي عرضة لمشاكل بين الطرفين لأسباب عديدة أهمها الاختلافات بالآراء، ولكن الوضع العائلي للأسرة كان عاديًّا وكل ما يشاع لا يمت للحقيقة بصلة”. وفي محاولة للاستيضاح عن المبالغ المالية التي تقاضتها العائلة، تشير الأخيرة إلى أن شركة التّأمين تكفّلت بمبلغ مادي وقدره ١٦٥٠٠ دولار أميركي، فيما تكفلت عائلة السائق بمبلغ ٣٥٠٠ دولار للحصول على مجموع كامل ٢٠٠٠٠ دولار أميركي فقط لا غير. من هنا، وردًا على الرواية الأولى، وما تضمنته من تفاصيل، تؤكد العائلة التالي: “نحن، أبناء المرحومة “سهيلة يوسف حدشيتي” بالتوافق مع أبينا “ساسين حنا يونس” ليس لدينا أي مشكلة في فتح تحقيقٍ كامل، لتأكيد كيفيّة وقوع الحادث، ومن هي الجهة المسؤولة والعواقب المتوجّب على المسؤول تحمّلها”. وعليه، يبدو أن القضية مُعقّدة بعض الشيء نظراً للالتباسات الموجودة، لكن الرهان الأكبر على مَناقبية القضاء وجدارة الأجهزة الأمنية المعنية