تصعيد غير مسبوق..وتحذيرات بإخلاء المنازل فورًا!
منذ ساعات الصباح الأولى، تصاعد التوتر بشكلٍ غيرِ مسبوقٍ في لبنان، مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن شنّ 300 غارةٍ جويةٍ استهدفت عدة مناطق في الجنوب اللبناني ومناطق أخرى في البلاد حتى الساعة.هذه الغارات جاءت عقب سلسلةٍ من التهديدات المباشرة التي وجهتها إسرائيل إلى اللبنانيين، مطالبة إياهم بإخلاء منازلهم القريبة من مخازن أسلحة حزب الله فورًا لأنّ الضربات الإسرائيلية ستكون خلال وقت قصير. في هذا السياق، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو على منصة “إكس”، حذَّر فيه قائلاً: “إخلوا بيوتكم فورًا، الغارات ستبدأ قريبًا. حزب الله يخبئ أسلحته بينكم ويضحي بكم”. وأرفق الفيديو بتعليق جاء فيه:”سكان القرى اللبنانية: الغارات ستبدأ على المدى الزمني الوشيك – اخلوا البيوت التي خبأ فيها حزب الله الأسلحة فورًا! حزب الله يكذب عليكم ويضحي فيكم. حزب الله يقول إنكم بيئته وأنكم جمهوره لكن يبدو أن صواريخه ومسيراته أغلى وأهم بالنسبة له منكم”. الغارات الإسرائيلية لم تقتصر على المناطق المعتادة، بل للمرة الأولى استهدفت بلدة حبوش بهجماتٍ جويةٍ مكثفة، كما تعرضت منطقة الورديات بين أهمج وعلمات في قضاء جبيل للاستهداف. أما في مدينة صور ومناطق متعددةٍ، تسببت الغارات بدمارٍ هائلٍ، فيما استهدفت الغارات أيضًا مبنيين سكنيين في بلدتي البابلية والصرفند، حيث أفادت التقارير الأولية بوقوع إصاباتٍ بين المدنيين. هذا وقد واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها لمناطق الجنوب لعدة دقائق دون توقف. التصعيد لم يكن مقتصرًا على الضربات العسكرية فقط، إذ تلقى مكتب وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، محمد وسام المرتضى، اتصالًا من شخص يتحدث العربية الفصحى بلكنة غريبة، يحذّر فيه من استهداف المكتب وضرورة إخلائه فورًا. وفي تطورٍ لافت، طلبت قوات “اليونيفيل” من موظفيها المدنيين مغادرة جنوب لبنان مع عائلاتهم تحسبًا لتفاقم الأوضاع، لا سيما أن الغارات لم تتوقف عند الجنوب فقط، بل شملت أيضا وادي فعرة في البقاع، الواقع على بُعد أكثر من 130 كلم عن الحدود اللبنانية الجنوبية، ما يشير إلى اتساع نطاقِ التصعيد. ونتيجةً لهذا التصعيد غير المسبوق والغارات العنيفة التي شنتها إسرائيل، شهد جنوب لبنان موجة نزوح قويةٍ باتجاه العاصمة بيروت والمناطق الشمالية. عشرات العائلات غادرت قراها ومدنها خوفًا من استمرار الضربات الجوية التي تستهدف المناطق السكنية، ما خلق حالةً من الذعر والتوتر في صفوف المواطنين. وبحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، فان غارات العدو الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 492 شخصا وإصابة أكثر من 1645 جريحا، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون. اذاً الجيش الإسرائيلي بررَ هذه الهجمات التي تستهدف مناطق مأهولةً بالسكان، متهمًا حزب الله بتخزين أسلحته داخل الأحياء السكنية، ما يعرّض حياة المدنيين للخطرِ بشكلٍ مباشر. ولكن كيف سيكون ردُّ حزب الله على هذه الذريعة؟ حزب الله معروف بعدم صمته أمام مثل هذه الهجمات وقد يلجأ إلى تصعيدٍ مضادّ، ما يُشعل فتيل مواجهةٍ أكبر. الأنظار متجهة نحوَ الخطوات التي قد يتخذُها الحزب في الساعات القادمة، لا سيما أن المنطقة في حالة ترقبٍ وحذرٍ. التصعيد بين الطرفين قد يؤدي إلى حربٍ أوسع، في ظلّ التهديدات المتبادلة وتوسيع نطاق الغارات الإسرائيلية. كما أن دور القوى الإقليمية والدولية سيكون حاسمًا في تحديد مستقبل هذه المواجهة. المصدر : خاص – موقع “الملفات”