نازح مشتبه به بالعمالة و”صحافية” تعمل في مراكز النزوح بعد منتصف الليل!
وصل الشاب الثلاثيني الى لبنان منذ سنوات نازحاً من سوريا التي تتعرض الى حرب كبيرة منذ العام 2011 لم تترك بشراً ولا حجراً إلا ونقشت في عقله وقلبه جروحاً لا تندمل، وعمل في لبنان الى أن بدأ العدوان الإسرائيلي في أيلول الماضي، فنزح الى أحد مراكز النزوح في قلب العاصمة برفقة عائلته ومكث فيه. بعد أيام قليلة، وبدء استقرار العائلات في المركز، وولادة علاقات جديدة بين جيران النزوح، بدت تصرفات الشاب مثيرة للقلق، أسئلة غريبة، نظرات مخيفة، وتواجد دائم ضمن أي مجموعة تجتمع في المركز، فأبلغ نازحون القيمين على المركز وبدأت رحلة مراقبته. لم يكن بالإمكان اتخاذ أي إجراء ضده لغياب أي دليل، فالريبة لا تكفي أحياناً، لكن بعد أيام ارتكب الشاب خطأه الأول بعد أن أخرج عائلته من المركز وغادر لمدة ساعات ثم عاد لوحده، وتمركز في محيط المبنى وداخله، يكرر الأسئلة التي جعلت من المسؤولين عن أمن المكان يتحركون لإلقاء القبض عليه واستجوابه. منذ اللحظة الأولى لتوقيفه ارتبك الشاب وتعرّق، وكانت إجاباته غير مقنعة، فتم بحسب ما تروي مصادر متابعة لـ”الملفات”، الاتصال بمخابرات الجيش اللبناني التي تعمل بجدّ وبشكل يومي في مراكز النزوح في بيروت، وتعمل على متابعة وحل كل الإشكالات التي تحصل والتي بغالبيتها مشاكل فردية، فحضرت الى المكان وأجرت تحقيقها الأولي في المركز فتبين أن الشاب يملك بطاقتي هوية، ومبالغ مالية بعملات أجنبية لم يتمكن من تبرير وجودها، فتم توقيفه كمشتبه به بالتعاون والتجسس لصالح العدو الإسرائيلي، حيث كان مكلفاً بمراقبة مراكز نزوح لمعرفة من فيها وما فيها، ومراقبة تحركات النازحين ومعرفة ما اذا كان من بينهم من هم على لوائح الاستهداف الإسرائيلية. بعدها بأيام قليلة، في وقت متأخر من الليل، ورد اتصال من أحد المعنيين بأمن مركز إيواء في بيروت قريب على المركز التي تحدثنا عنه أعلاه، أبلغ بموجبه المسؤول عن المركز بوجود “امرأة” أجنبية موقوفة بانتظار وصول مخابرات الجيش اللبناني الى المكان. وفي التفاصيل، بحسب المصادر، دخلت امرأة مبنى النزوح ليلاً، وجالت على الطوابق توجه أسئلة إلى النساء عن حياتهم، أماكن سكنهم وكيفية تركهم لمناطقهم، وهي تتحدث باللغة الإنكليزية، وتمتلك جواز سفر أوكراني، فعرفت عن نفسها بأنها صحافية، ولكن بالنسبة لمسؤولي أمن المركز فإن آلية عمل الصحافيين في المراكز معروفة والمرأة لم تخضع لها، كما أن عملها منتصف الليل كان غريباً، والغريب أكثر بحسب المصادر هو أن جواز سفرها لا يحمل ختم الدخول الى لبنان، ما يعني احتمال وجود جواز سفر آخر لديها. تكشف المصادر لـ”الملفات” أن مخابرات الجيش بعد وصولها إلى المكان اقتادت المرأة للتحقيق معها، مشيرة الى أن هذه الحوادث تكشف حجم القلق الذي يعيشه القيمون على مراكز النزوح، فإلى جانب الشق الإنساني المعني بالاهتمام النازحين، هناك شق أمني لا يقل خطورة خصوصا بظل التواجد الكثيف للعملاء. أما عن أسباب وجود هذا الكم من العملاء، وكيفية استدراجهم وتجنيدهم وماهية مهامهم، فنتركه للمقبل من الأيام والتقارير. المصدر: خاص موقع “الملفات” – محمد علوش