December 23, 2024

اغتيال في قلب الضاحية.. قيادي بارز جدًا وعشرات الجرحى

بعد يومين فقط من الانفجارات التي ضربت لبنان، مستهدفةً بنية الاتصالات لحزب الله وأسفرت عن سقوط آلاف الجرحى وعددٍ لا يُستهان به من الشهداء، تحرك المشهد الأمني في اتجاه أكثر تصعيدًا، حيث كانت الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم مسرحًا لعملية اغتيال كبيرة، ما يفتح فصلاً آخر في سلسلة المواجهات الدموية بين إسرائيل وحزب الله ويضع البلاد فعلاً على شفير الهاوية. فهل نحن أمام مرحلة مختلفة من الحرب؟ وفي التفاصيل، غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وشهود عيان أفادوا بسماع دوي أربعة انفجارات عنيفة هزت المنطقة بأكملها، متسببةً في دمار هائل  وسط حالة من الذعر والرعب بين السكان. وبحسب المعلومات المتوفرة حتى الساعة، سقطت بنايتان كاملتان بفعل الغارات الجوية، مع تصاعد سحب دخان كثيفة غطت سماء المنطقة، بينما سُمع دوي الانفجارات في أحياء بعيدة مثل الحازمية وبعبدا، ما يؤكد قوة العملية. الرقم الثاني في حزب اللهبحسب المعلومات الأولية، فإن الغارة نفذت خلال اجتماع لقيادات من حزب الله في المبنى المستهدف، وهو ما يعكس طبيعة التخطيط الاستخباراتي. ووفقًا للرواية الأولية التي سرعان ما أعلن عنها الجيش الإسرائيلي وتبناها، نُفذت غارة دقيقة وعنيفة في محيط القائم، مستهدفةً شخصية قيادية رفيعة جدًا في حزب الله، إبراهيم عقيل، قائد العمليات الخاصة للحزب، والذي يُعتبر واحدًا من أهم القادة الميدانيين. من هو إبراهيم عقيل؟إبراهيم عقيل، الهدف الرئيسي لهذه العملية، هو شخصية لها تاريخ طويل ومعقد في العمليات العسكرية والاستخباراتية لحزب الله. عقيل، المعروف باسم تحسين، يشغل منصب قائد العمليات الخاصة للحزب ويُعد خليفة للقيادي فؤاد شكر الذي تم اغتياله في وقت سابق. عقيل ليس مجرد قائد عسكري، بل هو عضو في مجلس الجهاد، أعلى هيئة عسكرية في الحزب . تصنيف إرهابي عالميإبراهيم عقيل مُدرج ضمن قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص من قبل الولايات المتحدة، وله سجل حافل بالعمليات، بدءًا من تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983 إلى اختطاف رهائن أميركيين وألمان خلال الثمانينيات – وفقًا لتقارير اعلامية غربية. وفي تموز 2015، صنّفت وزارة الخزانة الأميركية عقيل كإرهابي بموجب الأمر التنفيذي 13582، لتورطه في عمليات إرهابية نيابة عن حزب الله. وفي أيلول 2019، تم تصنيفه أيضًا “كإرهابي” عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224، مما جعل استهدافه أولوية لدى إسرائيل وأجهزة المخابرات الدولية. يُذكر أن الولايات المتحدة الأميركية كانت قد قدمت مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل أي معلومات تقود إلى اعتقال إبراهيم عقيل، كونه يُعد من بين الأهداف الأكثر أهمية في برنامج المكافآت بسبب دوره القيادي في التخطيط للعمليات الكبرى، بما في ذلك الهجمات على القوات الأميركية والأجنبية. إذًا، هذه العملية تأتي في سياق تصعيد أمني متسارع بين حزب الله وإسرائيل. بعد سلسلة من الهجمات والاستهدافات المتبادلة، يبدو أن إسرائيل قررت توجيه ضربات قاضية تهدف إلى إضعاف القيادة الميدانية لحزب الله عبر استهداف قادته الكبار. السؤال الأبرز الآن: كيف سيرد حزب الله؟ وهل سنشهد تصعيدًا أكبر قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة؟ المصدر : خاص – موقع “الملفات”

اللحظات الأولى للكابوس الأسود: نظريات وفوضى وإجراءات سريعة 

 كالكابوس المخيف بدأت القصة، على الجسر الذي يربط طريق المطار بالحازمية، ويمر فوق شوارع الضاحية وأحيائها، بدأت عبر تسجيل صوتي أرسله أحد الأصدقاء يتحدث فيه عن حدث غريب على أوتوستراد السيد هادي نصر الله، “كل 20 – 30 متر هناك شخص مرميّ بالأرض مضرجاً بدمائه”، كان المشهد مخيفاً وخيال المواطنين يحاول فهمه. قناص ومسيرة وإشكال حزبيّبالتزامن مع التسجيل الصوتي الأول، إتصال هاتفي من الجنوب وفيه وقوع إصابات في بلدتي، مترافقاً مع زحمة سير أقفلت الطريق على الجسر، وسيارة تقف على جانب الطريق، بابها مفتوح، محاطة بمواطنين، وسائق تسيل منه الدماء، ومشهد على أوتوستراد هادي نصر الله، من أعلى الجسر، كفيلة بتبيان حصول حدث جلل.  مجموعات كثيرة تحوم فوق جريح، هنا وهناك، صراخ وأبواق سيارات، وحتى تلك اللحظة لا أحد يعلم بما حصل فعلاً، والكل يسأل، فكانت النظرية الأولى بوجود “قناصين على أسطح الأبنية يصتادون الشباب”، قال أحدهم، ولكن سقطت النظرية مباشرة بعدما وصلت أخبار الإصابات في الجنوب والبقاع، ومن ثم كانت نظرية أخرى تقول أن “الموساد” موجود داخل الضاحية وينفذ عمليات اغتيال لأشخاص محددين وبالتزامن، وبعدها رواية أخرى تقول أن المسيرات الإسرائيلية تطلق الرصاص على المواطنين، أما الرواية الأفضل فكانت من نصيب رجل أكد أن ما يجري سببه إشكال بين حزب الله وحركة أمل. لم يكن تحليل النظريات متوافقاً مع ما نراه على أرض الواقع، ولكن لم يكن من الوارد تخيل السبب الرئيسي، فهذه الأجهزة تُستعمل بسبب خطورة الأجهزة الإلكترونية الأخرى. بعد دقائق بدأت حقيقة الكابوس تتظهّر، “أجهزة “البايجر” تتفجّر بأيدي الشباب”.  فوضى هلع ونقل جرحىبدأ حجم الكارثة يظهر بوضوح مع التنقل بين شوارع الضاحية، وكثرة الأخبار التي تتحدث عن إصابات من بيروت الى البقاع والجنوب وصولاً الى سوريا، وعلت أصوات أبواق السيارات المحمّلة بالجرحى وأليات الإسعاف، والناس في ذهول.  توالت الإتصالات وكثُرت، فالكل يُريد الإطمئنان على ناسه وأهله، رغم الدعوات لعدم استعمال الهواتف المراقبة من قبل العدو الإسرائيلي حتماً، ولكن المشاعر تخطّت الحذر الأمني، فما حصل للآلاف خلال التفجيرات أصاب عشرات الآلاف من الأهل والعوائل والأصدقاء والزملاء. إجراءات اللحظات الأولى بعد 10 دقائق من بدء الكارثة، تحركت آليات الجيش اللبناني وعناصره في شوارع الضاحية، وفرض أمن حزب الله طوقاً أمنياً حول بعض مراكزه، وقرب المستشفيات، وسُيّرت المواكب الأمنية السيّارة التي استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل الثلاثاء الأسود.  كما اتّخذت قيادة حزب الله، بحسب مصادر متابعة، سلسلة إجراءات فورية، أولها بطبيعة الحال التخلي عن أجهزة البايجر، حتى تلك البعيدة، والتخلي أيضاً عن أجهزة إلكترونية أخرى تُستعمل في كشف المسيرات من أجل التأكد منها بعد الكارثة، وتُشير المصادر عبر موقع “الملفات” الى أن من بين الإجراءات إرسال سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية إلى الحدود اللبنانية السورية لنقل الإصابات من سوريا الى مستشفيات لبنان، مشددة على أن اللحظات الأولى للكارثة شهدت أيضاً قراراً بالتوقف عن استعمال أي نوع من أنواع الإتصالات المعروفة داخل الحزب. كان الاهتمام خلال اللحظات الأولى منصباً على أمرين، تقول المصادر، الأول هو ما يتعلق بالجبهة، علماً أن حاملي “البايجر” من المقاتلين على الجبهة أعدادهم قليلة جداً، فهذه الأجهزة تُمنح عادة للعاملين في القطاع التنفيذي بالحزب، داخل المكاتب بشكل أساسي، حيث كان القرار بالتحضر لأي عمل عسكري إسرائيلي، قد يكون ضمن خطة الهجوم التي بدأت بتفجير الأجهزة، وتم التواصل والتنسيق أيضاً مع حركات المقاومة في الجنوب لنفس الغاية، والأمر الثاني يتعلق بتقديم الدعم اللامحدود للقطاع الطبي، وإطلاق حملات التبرع بالدم، من أجل العناية بالجرحى. على المستوى القيادي كانت اللحظات الأولى صعبة للغاية، وبعد فهم طبيعة ما حصل بدأ البحث بما بعدها، والقرار الأول بحسب المصادر كان أيضاً متعلقاً بالجبهة، مشيرة الى أن القيادة عممت على المسؤولين في الحزب عدم الدخول في تفاصيل العدوان وعدم إعطاء أي موقف. بطاريات مفخخة عندما ظنّ الجميع أن الأمور انتهت، دوت أصوات انفجارات في الضاحية وغير مناطق بعد ظهر الأربعاء، فكان الخبر الأولي أن البايجرات القديمة تتفجر، ليتبين بعدها أن أجهزة لاسلكية من نوع أيكوم هي التي تنفجر، وآثار انفجارها كانت أقوى من انفجارات البايجر، وبحسب معلومات “الملفات” فإن الأجهزة بحد ذاتها لا مشكلة فيها، إنما المشكلة كانت ببطاريات الأجهزة حيث كان الحزب قد استقدم شحنة بطاريات ليثيوم منذ أشهر من أجل ضمان استمرار الأجهزة لفترات أطول، وكانت تلك البطاريات مفخخة، وقد أدت الانفجارات لاستشهاد ما يزيد عن 20 وجرح حوالي الـ 500 آخرين.  المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش

يوم ثانٍ من الرعب: لبنان يهتز مجددًا بموجة انفجارات وسقوط مئات الجرحى

شهد لبنان لليوم الثاني سلسلة من التفجيرات التي طالت هذه المرة أجهزة الاتصال اللاسلكية، مما خلف أضراراً جسيمة وإصابات واسعة النطاق في عدد من المناطق الجنوبية، البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. ففي مشهد غير مسبوق، تجددت الانفجارات بعد يوم واحد فقط من تفجير أجهزة البيجر، مما أدى إلى موجة من الهلع والقلق بين المواطنين. ما زاد من خطورة الوضع هو أن بعض التفجيرات وقعت داخل منازل تعود لعناصر من حزب الله، مما رفع منسوب التوتر. الهجمات استهدفت أجهزة لاسلكية من نوع “ICOM V82” التي تم توزيعها على عناصر الحزب قبل حوالي خمسة أشهر. وبينما كان الأهالي يتعاملون مع صدمة اليوم الأول، وقعت كارثة جديدة أثناء تشييع أحد الضحايا في الضاحية الجنوبية، حيث انفجرت أجهزة لاسلكية بين المشيعين، مما أدى إلى إصابات جديدة بين الحشود. ووفقاً للتقارير الأولية، فإن إسرائيل تقف وراء هذه التفجيرات المتتالية، حيث فجرت آلاف الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان. وإذا صحت هذه التقارير، فإننا نشهد تصعيداً غير مسبوق في الحرب الخفية بين إسرائيل وحزب الله، مما يفتح الباب أمام مواجهة محتملة في الأيام القادمة. بعض المصادر تشير إلى أن الانفجارات تمت نتيجة اختراق شبكة اتصالات حزب الله، حيث بثت موجات ذات تردد مرتفع أدت إلى تفجير الأجهزة عن بعد. حتى اللحظة، لم يتم إحصاء العدد النهائي للضحايا، لكن التقارير الأولية تتحدث عن أكثر من 300 جريحاً، و9 شهداء. سيارات الإسعاف تواصل التحرك في شوارع الضاحية الجنوبية، بينما تعمل فرق الصليب الأحمر على الاستجابة للطوارئ في مناطق مختلفة، بما في ذلك الجنوب والبقاع، وسط مخاوف من وقوع المزيد من الانفجارات. لم تتوقف الانفجارات عند الأجهزة اللاسلكية فحسب، بل طالت، بحسب المعلومات المتداولة والتي لم يتم التأكد من صحتها بعد، معدات تقنية أخرى لا علاقة لها بالاتصالات المباشرة، مثل الهواتف، وأجهزة البصمة، وحتى الأجهزة التي تعمل بالطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم. ووفقاً للرواية الأولية، زادت هذه الهجمات من تعقيد الموقف، حيث بات من الصعب التنبؤ بما قد يحدث في الساعات أو الأيام المقبلة. وفي تصعيد إضافي، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين على بلدة كفركلا وأطراف بلدة حلتا، مما يزيد من حالة التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. هذه الغارات تأتي في ظل موجة التفجيرات التي تضرب الداخل اللبناني، مما يشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على حزب الله لا يقتصر على عمليات تفجير الأجهزة اللاسلكية فحسب، بل يتسع ليشمل ضربات عسكرية مباشرة. ما يحدث في لبنان ليس مجرد سلسلة من التفجيرات العشوائية، بل هو جزء من عملية استخباراتية معقدة تهدف إلى إضعاف بنية حزب الله الأمنية. فمع تزايد الهجمات والغارات الجوية، يخشى كثيرون أن يكون لبنان قد دخل مرحلة جديدة من التصعيد الأمني قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على البلاد والمنطقة. المصدر : خاص – موقع “الملفات “

الرواية الكاملة لتوقيف محمد شعيتو: عميل وسارق أيضاً

كثيرة هي التفاصيل التي عُرضت عن التحقيقات التي أجريت مع العميل الإسرائيلي الموقوف، واسمه المركب الكامل بحسب معلومات “الملفات” محمد قاسم عبد الخالق شعيتو، مواليد بلدة الطيري وسكان بلدة الخرايب وسجله 88، ولكن للقصة جوانب أخرى أيضاً تتعلق بتوقيفه، فالشاب لم يتم توقيفه من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية. الاشتباه بالعمالة منتصف شهر شباط الماضي، وبعد أن أوهم شعيتو بعض أهالي الخرايب أنه يعمل في مجال تصليح أجهزة الهواتف الخلوية، حصل على جهاز هاتف لأحد الأشخاص بحجة إصلاحه، لكنه لم يُعيده إلى صاحبه، وتهرّب من كشف مصير الهاتف رغم سؤاله عنه عدة مرات، إلى أن بات الأمر غريباً، خصوصاً عندما ضُمّت عملية إخفاء الهاتف إلى مجموعة تساؤلات تُحيط بالشاب، الأمر الذي دفع أمن حركة أمل في بلدة الخرايب للتحرك، بحسب ما تكشف مصادر معنية عبر “الملفات”. يوم الإثنين، في 19 شباط 2024، قررت مجموعة من أمن “أمل” دخول منزل الشاب الذي كان يعمل حتى بداية العام 2016 في مستشفى الرسول الاعظم، وبحسب المصادر فإن الشباب لاحظوا عند مداهمتهم المنزل أمتلاك شعيتو أكثر من هاتف، كما يمتلك أجهزة ألكترونية عديدة، وعند فتح الهواتف تبين ان الشاب قام بمسح محتواها، لذلك كان هناك حاجة لاسترجاع ما مسحه، كاشفة أن استرجاع بعض “داتا” أجهزة الهواتف العائدة له، أظهرت امتلاكه صوراً وفيديوهات، وأرقام هواتف، تجعله تحت شبهة أمنية وأخلاقية، وتفتح الباب واسعاً امام احتمالية أن يكون متعاملاً مع العدو الإسرائيلي، فتم تسليمه إلى فرع المعلومات في الجنوب. سلوك أمني واخلاقي مُريبتكشف المصادر أن شعيتو كان يظهر تصرفات اخلاقية مريبة ومعيبة من خلال تعامله مع النساء، وكان يحاول السطو على هواتف أبناء المنطقة لكشف ما بداخلها من معطيات ومعلومات تُفيده بعمله، مشيرة الى أنه “من ضمن المواد المحذوفة في هواتفه، صور لعدة نقاط حساسة داخل بلدة الخرايب وخارجها، ولكن مسألة الهواتف هذه لم تكن الخطأ الأمني الوحيد الذي ارتكبه شعيتو. من أهم وأبرز وصايا المشغل للعملاء هي التحذير من التسبب بأي مشكلة قد تؤدي بهم إلى التحقيق أو التوقيف، ولكن شعيتو لم يكن يلتزم بهذه الوصايا، إذ تكشف المصادر عبر “الملفات” أن شعيتو إلى جانب عمالته، متهم بسرقة بضائع لادوات كهربائية من فيلا قيد الإنشاء في منطقة قدموس في الجنوب، فعندما كان موقوفاً، تم توقيف مجموعة من الشبان وعددهم 4 بسبب شكوى تقدمت بها الشركة مالكة البضائع، بعدما حاول أحدهم عرض البضاعة عليها للبيع. وبالتفاصيل: “بين عامي 2020 و2021، أي قبل تورطه بالعمالة، سرق شعيتو البضاعة من الورشة وخبأها وقبل توقيفه بشباط، وبعد بدء عمالته، طلب من صديق له بيع البضائع، وهو لم يكن يعلم أن شعيتو سرقها، وعندما تم ضبطه مع رفاقه الذين حاولوا تصريف البضاعة معه اعترفوا أنهم أحضروها من شعيتو، فسئل عن هذا الاتهام خلال التحقيقات واعترف بقيامه بالسرقة أيضاً. شعور العميل وواجب البيئة تكشف مصادر أمنية متابعة عبر “الملفات” أن حجم ما كان يُطلب من شعيتو من معلومات حساسة ومهمة لا تتوافق مع حجم ما كان يتقاضاه، إذ أنه إلى جانب ملف الحزب والمقاومة كان يُطلب منه معلومات حول قوى الأمن الداخلي وحواجزهم ووسائل التحقيق المعتمدة لديهم، مشيرة إلى أن توقيف محمد قاسم يُفترض أن يشكل درساً لكل من يعمل أو يفكر بالعمل مع الاسرائيليين. وتضيف المصادر: “هذا العميل باع والده وعرضه للخطر، وضرب سمعة عائلته، لأجل مبالغ قليلة دفعها على أسنانه، وذلك لأن كل العملاء الذين سبق وحققنا معهم يتحدثون عن شعور دائم لديهم بأنه لا يمكن كشفهم، وبالنهاية يقعون جميعاً”، مشيرة إلى أن العمالة تضيع حياة العميل وآخرته حتى، ولا شيء يعوض الضرر الذي ينتج عن العمالة مع العدو. كذلك ترى المصادر أن هذه الحادثة دليل على أهمية وعي البيئة المجتمعية، والجيران، وهم الأقدر على التنبه لتبدلات في تصرفات الشخص أو حجم إنفاقه، أو تساؤلاته وأسئلته وكلامه، فكل مواطن هو خفير لكشف التجسس، مشيرة إلى أن العمالة تنطلق أولاً من شخص نسي تربيته وأخلاقه، لذلك يجب تعميم ثقافة التوعية من العمل مع العدو، واستعادة منظومة القيم الاخلاقية وهذه مسؤولية الأهل والمدارس ورجال الدين والاعلام. وأخيراً هذه الحادثة رسالة إلى القضاء العسكري لأن دوره أساسي بردع العملاء من خلال التشدد بالأحكام القضائية. من خلال التحقيقات تبين أن العدو كان يأمل أن يكون شعيتو عيناً له داخل مجموعات عسكرية على الأرض خلال الحرب القائمة اليوم، ولكن الوعي المجتمعي والتنبه، ومن ثم التدخل الأمني السريع أفشلا المشروع الإسرائيلي، وهذه أهمية اليقظة داخل القرى الجنوبية في هذه المرحلة. المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش

مسيرة” إسرائيلية تفاجىء “مقاتلاً” بحزب الله: رأيتها خارج نافذة المنزل! 

أبرزت الحرب التي اندلعت في المنطقة في تشرين الأول الماضي تطور المسيرات والتكنولوجيا العسكرية والحربية بشكل كبير، ففي حرب تموز عام 2006 كانت المسيرة التي تقوم بشكل أساسي بعمل التصوير “إم كامل” غير قادرة على تنفيذ عمليات الاغتيال، وكانت المسيرة بأفضل أحوالها محملة بصاروخين اثنين صغيرين، ويمكن “تضليلها” بمجرد التظلل بشجرة أو حائط، وهذا ما تبدل اليوم بشكل كامل، حيث هناك مسيرات يمكنها استشعار الوجود البشري حتى لو كان تحت سقف من الباطون. كثيرة هي أنواع المسيرات الموجودة اليوم في الكيان الاسرائيلي، ومهامها متعددة أيضاً، من التصوير والجمع والتحليل الى الاستهداف والاغتيال المباشر والتدمير، ومع تعدد مهامها يأتي تعدّد أحجامها وأشكالها وأنواعها.انتشر خبر الأسبوع الماضي يتحدث عن مسيرة إسرائيلية قامت باحتجاز مواطن من بلدة الخلوات الحدودية في قضاء حاصبيا، داخل سيارته لدقائق، حيث يقول المواطن: “المسيّرة حاصرتني لفترة من الوقت، ووجهت إلي أشعة خضراء قوية لإجراء مسح شامل لي وللسيارة، وهذه الأشعة تسببت بألم حاد في عينيّ”، وبحسب مصادر في المقاومة لـ”الملفات” فإن هذا النوع من المسيرات قد شوهد سابقاً في الجنوب، حيث كانت المسيرة تنخفض الى حدود الأرض، وفي بعض الحالات كانت تلتف حول المنزل الذي تريد مسحه، ولكن ما يُشاع عن أشعة لايزر لمسح الوجوه هو أمر غير دقيق، فالمسح لا يتم باللايزر بل بالتصوير. في الأسابيع الأولى للحرب، كان بلال، وهو مقاتل في حزب الله، يتواجد في منزل مكون من طابق واحد أرضي في بلدة حدودية، ولم يكن لوحده، بحسب ما يروي عبر “الملفات”، وكان الجو ظلاماً حيث كان ممنوعاً عليهم استخدام أي إضاءة داخل المنازل خلال الليل، بل الاستقرار بهدوء الى حين الانتقال قبل طلوع الشمس الى النقاط العسكرية المطلوب منهم الانتقال إليها. “فجأة سمعنا طنيناً خفيفاً”، يقول بلال، ويضيف: “ظننّا في البداية أن الصوت يعود لمسيرة في السماء، ولكن الطنين كان مصدره قريباً، وما ظنناه بعيداً كان على نافذة المنزل المتواجدين فيه، فطلبت الصمت الكامل، وإذا امكن منع التنفس حتى، وهذه كانت المرة الأولى التي نصادف فيها هذا النوع من المسيرات، صغيرة الحجم، فقامت بجولة حول المنزل وفوقه، ثم غادرت”. بحسب المصادر فإن هذه المسيرات لا تمتلك القدرة على إطلاق النار، ولكنها قادرة على تحديد الهدف لتقوم مسيرة اخرى أو طائرة حربية اخرى بضربه وبسرعة، وهي مجهزة بكاميرات متطورة موصولة بغرف التحكم المركزية داخل الكيان الاسرائيلي، وربما ما حصل مع المواطن في قضاء حاصبيا كان بسبب هذا النوع من الطائرات القادرة على الطيران على علوّ منخفض للغاية. تؤكد المصادر أن المسيرات لا تُجري مسحاً بأشعة مرئية، بل بواسطة الكاميرا، وعندها يمكن خلال ثوان تحديد طبيعة الهدف بعد مقارنة الصور بما تمتلك أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية من داتا، علماً ان ما تمتلكه هذه الأجهزة يتخطى كل ما يمكن أن يتصوره عقل. لا تكتفي اسرائيل بما لديها من مسيرات، بل تستعين بمسيرات أميركية واخرى بريطانية، في لبنان كما في غزة أيضاً، مسيرات قادرة على تحديد بصمات الوجه والصوت، لذلك تكشف المصادر أن في بعض الاماكن، لا يستعمل القادة أصواتهم بالتواصل ولو عبر شبكات الهاتف الخاصة بالمقاومة.  المصدر :خاص موقع “الملفات – محمد علوش