December 22, 2024

“روح لعاب، مش واردة عنا”

 أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ان “الحملة التي أُطلقت ضد الجيش اللبناني منذ اسبوعين تقريبا وتبعتها مواقف الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، تمثل أكبر عملية تجنٍ وغشٍ نشهدها”. وعزا سببها الى رغبة أصحابها في تحجيم “الجيش” لانه الوحيد القادر، في المرحلة المقبلة، على سد الفراغ في الجنوب وفي كل لبنان. وذكّر في مقابلة على الـLBCI بأن “الميثاق الوطني وُضع بين المسلمين والمسيحيين لا بين الموارنة والأرثوذكس والشيعة والسنة والدروز”. وطمأن إلى أن لا  تخوف من الانزلاق الى حرب أهلية، باعتبار أنها “كلمة كبيرة وتحتاج الى قرار، علما ان ما من فريق لبناني يرغب بها”. شدد على ان “الضمانة تكمن في قيام الاجهزة الأمنية والجيش اللبناني  كل بدوره، كيلا تذهب الاشكالات الى ابعد من حدّها”.   أضاف جعجع: “هل يمكن أن نسأل المجموعات النيابية التي ترفض أن تُقدم على اي خطوة عملية في الوقت الحاضر، ما اذا كانت تؤيد ما حصل في اميركا؟ وفي حال أيدتها فلماذا لا تتجه الى اتخاذ خطوة عملية كالتوقيع على عريضة؟ هناك 127 نائباً، باعتبار ان واحدا من النواب لا يتكلم، يرددون بشكل دائم مؤكدين ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي، فلماذا لا يوقعون على عريضة يطالبون فيها بإجراء الانتخابات، ويكفي أن تتضمن تواقيع أكثر من 86 نائباً؟ وفي ظل الفراغ الرئاسي، يمكن وبحسب الدستور في أي وقت ان يجتمع 87 نائباً لعقد جلسة يترأسها كبير السن بينهم، هذا في حال بقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري على موقفه بعدم الدعوة الى جلسة قبل التوافق على اسم الرئيس”. وردا على سؤال، استغرب جعجع “مقولة من يدّعون ان تطبيق الدستور يؤدي الى إشكال، متجاهلين ان هذا هو الدستور ومتذرعين بأن ثمة من يخيفنا بهذا المفهوم، ولذلك “منعمل متل ما بدو أو بيعمل مشكل)”. واذ شدد على أن “الطائفة الشيعية كانت دائماً من الطوائف المؤسسة في لبنان… لفت جعجع الى ان “حزب الله سيطر طيلة السنوات الـ40 الماضية على قرارها لعشرين سبب وسبب، وهي أسباب لا تبدأ بالتاريخ فحسب ولا تنتهي بالجغرافيا وما بينهما، ولكن هذا لا يعني ابدا ان هذه هي الطائفة الشيعية الحقيقية”. وعما إذا كان يقبل بجلسة لانتخاب رئيس لا تشارك فيها الطائفة الشيعية، أجاب معلّلا: “نعم، الدستور يجيز ذلك والميثاق الوطني أيضا، فإذا رفض الموارنة على سبيل المثال أمراً فهل يُعطَّل البلد على أثره؟” وعن موقف بري الرافض لعقد جلسات من دون مشاركة “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، اعتبر جعجع أن “هذا الرفض يعود لعدم رغبته بعقد جلسة، وفي حال اعتمد هذا المبدأ فهو مبدأ خاطئ أدى الى التعطيل منذ 40 سنة الى اليوم وأوصل البلد الى الهاوية التي يتخبّط بها”. وأردف: “ان الحل إما في تعديل الدستور بالنظر الى الممارسات التي تتم الآن لتأسيس دستور جديد، أو البقاء على الحالي الذي ينص على اجراء انتخابات رئاسية، وبالتالي من غير المقبول المطالبة بالتوافق قبل الانتخابات”. وبعدما رفض جعجع ممارسة سياسة التخويف الدائم من حصول فتن واندلاع اشكالات في البلد، اوضح ان “هذا الواقع الذي زرعوه في المفهوم اللبناني ليس من الضروري أن نقبل به، فمنذ سنتين تمت الانتخابات النيابية وكانت حامية جداً على الصعد كافة وبعد صدور النتائج لم يحصل شيء في البلد، الا ان محور الممانعة هو من عطل الانتخابات الرئاسية منذ اللحظة الأولى وما زال مستمرا بذريعة أن “لا رئاسة قبل وقف اطلاق النار”، في حين أن لبنان يعاني من كارثة استراتيجية ووطنية وإنسانية ومعيشية، وبات بأمس الحاجة الى رئيس أكثر من أي وقت آخر”. وتوجّه بسؤال “إلى كل الآخرين”: “إذا كان محور الممانعة يقوم بهذه الممارسات، فأين أنتم منها بعيدا من الكلام؟ يتوجّب عليكم مطالبة الرئيس بري بالدعوة الى جلسة انتخابية وفي حال رفضه، يتوجّه 87 نائباً بشكل تلقائي إلى البرلمان لانتخاب الرئيس”. وتابع: “لا يمكن لأي مجموعة تعطيل البلد والسير خلافا للدستور وللأكثريات الأخرى كلها، علما ان هذا الأمر يجب الّا يأخذنا الى اقتتال داخلي، وفي حال حصل، فهذا يعني أن ثمة مشكلة أعمق وأكبر بكثير مما نشير اليه. وحبّذا لو نسأل إن كان يجوز أن تعطل الطائفة الشيعية الطوائف المسيحية والسنية والدرزية، بدلا من ان نسأل: هل يجوز بقاء الطائفة الشيعية خارج جلسة الانتخاب؟”. وتوقع جعجع “استمرار المعارك، في هذه المرحلة، لا بل تفاقمها أكثر من السابق، فطرفا النزاع يعتبران انهما امام فرصة لتعزيز مواقفهما قبل التوصّل الى واقع يفرض محدودية في التحرك”. ردا على سؤال، اوضح أن “منذ مجيء الموفد الأميركي آموس هوكستين الى لبنان، كان محور الحديث مطالبة اسرائيل بمنطقة عازلة تمتد من 3 إلى 5 كيلومتر حيث تتواجد التحصينات الأساسية لحزب الله، اما الآن، وللأسف، فستصل المسافة الى ما بين 8 و10 كيلومتر، فمنذ شهر احتلّ الإسرائيليون 200 كيلومتر مربع تقريبا، بينما تطلّب احتلال غزة، ومساحتها 360 كلم، مدة من 8 الى 9 اشهر، ما يعني انهم “مسبّقين كتير بلبنان” خلاف ما يسوّقه الحزب في هذا الاطار”. وهل لبنان سيصبح في موقع المقاومة اذا احتلّته اسرائيل، علّق جعجع: “إن الطروحات التي عرضت على الحكومة اللبنانية واضحة، حتى الآن، وهي استلام الجيش اللبناني الجنوب، كما يجب، مع حكومة وسلطة توحيان بالثقة ومن دون اي وجود لتنظيمات مسلحة على الأراضي اللبنانية تمتلك صواريخ توجّهها الى إسرائيل، فعلى الرغم من ان اسرائيل لديها أطماع كثيرة، ولكن المطلوب من لبنان معلوم من الجميع، وقد طرحه هوكستين امام جميع اللبنانيين وتبلّغته قيادة الحزب، ويتمثّل بانسحاب حزب الله من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني، إلا أن الجواب اتى من لبنان، قبل إسرائيل، ومضمونه (روح لعاب، مش واردة عنا)”. جعجع الذي أسف للوقوع في الأسوأ الذي سبق وحذر منه، اوضح “ماهية الزيارة الأخيرة لهوكستين الى إسرائيل، اذ طرح تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وهو ينص على انتشار الجيش اللبناني مع قوات دولية لها الحق بالإشراف على طريقة تنفيذه، الى جانب مراقبة تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، فيما ستتمتّع إسرائيل بحق التدخّل في أي وقت اذا ما رأت اي عملية تهريب، وهذا الطرح هو الأسوأ الذي وقعنا به نتيجة عدم تنفيذنا لضبط الحدود بشكل صحيح”. وعن سبب عدم تطبيق الـ1701 كما يجب، اعتبر ان “مجموعة من السياسيين، منذ 40 سنة، لا تريد مواجهة احد وتسعى الى الحفاظ على علاقة جيدة مع الجميع، الأمر الذي دمر الوضع”. وعن الحملة التي تُشنّ على الجيش اللبناني، وبخاصة بعد عملية البترون، أكد جعجع ان “ما يتعرض له الجيش منذ اسبوعين تقريبا واستُتبع بموقف الشيخ قاسم يمثل أكبر عملية تجنٍ وغشٍ نشهدها، اذ ان الجيش لم يتخذ قرار الحرب وبالتالي لا يواكب حيثياتها بل كلنا نعي ان “حزب الله” من اعلنها، لذا السؤال موجّه له: “كيف جاء هؤلاء الى البترون؟”، فهو من يمتلك القوة البحرية ومن يهمش الجيش ويضعه على حدى

ذبحة قلبية؟

علم أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بخير ويرأس اجتماعاً حزبياً في معراب، ولا صحّة لما تم التداول به من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحدّثت عن إصابة جعجع بذبحة قلبية.  

باسيل في مأزق.. وماذا طلبت السعودية من جعجع؟

يبدو أن جميع الملفات اللبنانية ومن ضمنها ملف رئاسة الجمهورية قد تم تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، ذلك أن جميع المبادرات، ومنها مؤخرًا تلك التي أطلقتها المعارضة، إما لقت حتفها قبل انطلاقها، أو لم تأتِ بنتيجة ملموسة قادرة على الخروج من الأزمة. وقد شهدت مبادرة المعارضة تعثرًا، لاسيما خلال اجتماع نوابها باللقاء الديمقراطي الذي كان له موقفاً واضحاً من المبادرة لكونها تشبه تلك التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري.  كثرت المبادرات والنتيجة واحدة والجواب واحد لا رئيس من دون حوار. إذ إن خارطة الطريق التي أعلنها نواب المعارضة، تدور في حلقة مفرغة لتعبئة الوقت الضائع، لأنهم يدركون أن المرحلة لا زالت صعبة ومعقّدة دولياً وإقليمياً، ولا حديث جدّي إلا بعد انتهاء الحرب على غزة. بالتوازي، يبدو أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لا يقوى على مخاصمة “الثنائي الشيعي”، فالعلاقة بين عين التينة وميرنا الشالوحي عادت إلى الواجهة من جديد، مع عودة المياه إلى مجاريها، فهل نشهد اتفاقاً بين الطرفين ينتج عنه انتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل من صفقة تلوح في الأفق لإنجاز هذا الاستحقاق؟ وما حقيقة طلب السعودية من جعجع رفض الحوار؟  مأزق يحيط بباسيل أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أن “باسيل لم يتخل عن تقاطعه مع المعارضة بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وهو مازال يؤكد ذلك بشكل دائم، بالمقابل، يحاول منذ اللحظة الأولى فتح قنوات مع “الثنائي الشيعي” من أجل الاتفاق معهم على مرشح غير سليمان فرنجية، ولكن لسوء حظه، أن الثنائي ما زال حتى اللحظة يتمسك ويتصلب بموقفه، لذا فإن باسيل في مأزق على هذا المستوى”. وتابع: “إذا قبل الثنائي بالتقاطع على اسم غير فرنجية فسيتخلّى باسيل عن المعارضة”، مشدداً على “عدم وجود أي صفقة، طالما أن الثنائي بتمسّك بمرشحه”. ولفت إلى أن “هناك لقاءات بين المعارضة والتيار الوطني الحر والأمور لم تتوقف”.  آلية غير دستورية وفي الإطار، كشف جبور أن “كل هذه المبادرات تؤكد أن المعطل هو واحد، من مبادرة الاعتدال إلى مبادرة المعارضة وجولة اللقاء الديمقراطي الأولى، وهو الثنائي الشيعي، فالمعارضة رشحت ميشال معوض، ثم تقاطعت على جهاد أزعور، وهي بالتالي منفتحة على التشاور وعلى الخيار الثالث، فيما الفريق الآخر لا يريد التخلّي عن مرشحه وعاجز عن إيصاله، ويرفض الخيار الثالث ويرفض فتح مجلس النواب”. واعتبر أن “أهمية هذه المبادرات أنها تكشف أكثر فأكثر لمن لم يتأكد بعد أن فريق الممانعة يُعطّل الانتخابات الرئاسية، ويُعطل أي فرصة للوصول إلى الرئاسة”. وفي السياق، اعتبر جبور أن “آلية الرئيس بري غير دستورية، ولا يوجد نص دستوري يؤكد إلزامية الحوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية”. ورأى أن “مبادرة المعارضة أتت لتقول أن هناك الكثير من المقاربات والخيارات لإيصال رئيس للجمهورية ضمن الدستور ولا تكن انقلابية عليه”.  طلب سعودي بعدم الحوار؟ وعن اتهام البعض بأن السعودية هي التي طلبت من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عدم القبول بالحوار، أشار جبور إلى أن “ما يقوله البعض لا يستحق الردً، فالسعودية لا تطلب من أحد أي شيء، لاسيما وأنها ضمن الخماسية ومتمسكة بالانتخابات الرئاسية وفق الدستور وهي مشكورة على ذلك”. كما لفت جبور إلى أن “ملف رئاسة الجمهورية مُحتجز في حارة حريك ويحتجزه السيد حسن نصر الله شخصياً بسبب حربه دعماً لغزة”، وقال: “الكلام الأكثر دقة هو أن ملف الرئاسة محتجز في حارة حريك من قبل طهران، إذ تعتبر إيران أن ورقة رئاسة الجمهورية هي ورقة إقليمية تفاوض عبرها مع الولايات المتحدة الأميركية ولا تريد التنازل عنها مجاناً”، لافتاً إلى أن “هذا الكلام كان قبل طوفان الأقصى ومن ثم ارتبطت هذه الورقة في الحرب على غزة وجنوب لبنان”.  المصدر : خاص “الملفات” – ميلاد الحايك

جعجع: البلد قراره مخطوف.. والتيار من مصائب لبنان الـ3

إعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أنّ البلد قراره مخطوف وحزب الله “إجريه بلبنان بس قلبًا وقالبًا في إيران”. وأضاف جعجع في حديث لـ”صار الوقت” عبر الـ”mtv”: “الجيش اللبناني اليوم موجود رمزيًّا وصوريًّا في الجنوب أمّا نحن فنُريد أن يكون موجودًا بشكلٍ فعليّ وأن يتسلّم الأمن حقًّا”. وتوجّه جعجع لحزب الله قائلًا: “فكّ عن ضهرنا شويّ تنفرجيك كيف كلّنا منصير مقاومة”. وتابع: “هل نربط كلّ مصير لبنان بالحرب لأنّ حزب الله يُريد تقوية أوضاعه الداخلية وفي المنطقة؟ هذه جريمة كبرى بحقّ أهالي الجنوب والشعب اللبناني”. وأردف: “هناك تلوّث فكري بموضوع رئاسة الجمهوريّة أكثر بكثير من التلوّث البيئي الموجود في لبنان”، مستطردًا: ميقاتي رئيس حكومة يتصرّف تبعاً لأجواء حكومته ولو كنتُ مكانه لما قبلت بتولّي هذه المهمّة و”الكارثة الكبرى هي بالحكومة وهي حكومة الممانعة وحكومة التيار”. وتابع: الحكومة في لبنان هي “حكومة العوض بسلامتك” و”طالما ما بينعسوا الحراس الحزب ما فيه يلعب”. وردًا على سؤال، قال رئيس القوات: “في حال وقوع حرب شاملة مع لبنان فنحن سنكون مع الدولة اللبنانية”. واعتبر أن “الوضع في الشرق الأوسط مجنون وهناك حكومة مجنونة في إسرائيل ووحده الله يعلم إلى أين قد تتجه الأمور”، مضيفاً “نعمل على توقيع عريضة لرئيس مجلس النواب نبيه برّي من أجل الدّعوة إلى جلسة لمُناقشة الوضع في الجنوب”. ورداً على سؤال، قال: “لا أراهن على خسارة حزب الله ولا حتى على حرب تخوضها إسرائيل لإضعاف قدرات “الحزب” فلا يمكنني المراهنة إلا على القوة التي بين يديّ”. وتابع: استلموا الحكم 6 سنوات وكانت لهم الأكثرية الوزارية والنيابية مع حلفائهم وانظروا إلى أين أوصلوا البلد “في ناس عينها بلقا”. كذلك، إعتبر أن التيار الوطني الحر من مصائب لبنان الـ3، وسأل: “ما الفائدة من اجتماع القادة المسيحيين الأربعة سويًّا مع أمين سرّ دولة الفاتيكان بيترو بارولين؟ سيجتمع معنا لبضع ساعات ثمّ يغادر إلى الفاتيكان ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيصبح جبران باسيل قديساً وهل سأصبح أنا شيطاناً؟”. واستطرد: “كلّ شغل باسيل تخبيص بتخبيص وما رح يكون معنا أفضل مما كان مع الشعب اللبناني”. وكشف جعجع: “اجتمعتُ شخصيًّا مع الموفد البابوي لأكثر من ساعة بعيداً من الإعلام وتداولنا بمواضيع عدّة ونحن و”الكتائب” تفاهمنا على حجم حضورنا في اجتماع بكركي”. وشدد على “أننا لم نرفض الحوار أبداً بل نتحاور يوميًّا مع الجميع و”برّي كتير ذكي بيعرف يسوّق الإشيا بطريقة تناسبه” ونحن ضدّ أن تُصادر رئاسة مجلس النواب رئاسة الجمهوريّة”، مضيفًا “فليدعُ برّي إلى جلسة رئاسيّة “منروح كلّنا سوا وإذا ما انتخبنا من الدورة الأولى يُعلّق الجلسة ولا يقفلها ويقول تحاوَروا في ما بينكم وعودوا لنفتح دورة ثانية” فبهذه الطريقة ننتخب رئيسًا”. ورأى جعجع أن “لو كان الأمر متروكاً إلى الرئيس بري لكان لدينا رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية”. ورداً على سؤال، أجاب جعجع: “إذا أخطأنا في اتفاق معراب هل هذا يعني أن نخطئ مرة ثانية؟ واذا وصل فرنجية إلى الرئاسة سيتصرّف محور الممانعة حينها بالبلد”. وأعلن تقديم ورقة عمل الأسبوع المقبل للجنة الخماسية حول الاستحقاق الرئاسي. وأشار إلى أن لبنان هو آخر اهتمامات الإدارة الأميركية “هيدا إذا كان موجود باهتماماتها”. وعن التحقيقات في إنفجار المرفأ، قال جعجع: “لم نؤمن منذ اللحظة الأولى للإنفجار بأن القضاء اللبناني قادر على كشف الحقيقة والدليل على ذلك ما حصل مع القاضي البيطار فحاولنا الذهاب إلى الأمم المتحدة لتشكيل لجنة تقصي الحقائق ولكن لا نية دولية لمواجهة إيران وأنا هنا لا أتهم أحداً بل أنقل مشاهداتنا للملف”. وفي ملف النازحين، ختم جعجع: “تحية للأمن العام الذي يُطبّق القوانين في ملفّ النازحين السوريين”.

وضع لبنان مخيف!

استذكر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بمناسبة عيد الام، محطات جمعته بوالدته الراحلة ماري حبيب الخوري جعجع، في حديث خاص لإذاعة “لبنان الحر”، قائلاً: “كنت ألمس في مكان ما ان والدتي فخورة بي ولو انها لم تكن سعيدة بالمسار الذي اتخذته في حياتي، لأنها كانت تفضل ان يكون لها ابن تقضي معه وقتا اكثر وتراه اكثر “ومش يكون عندا كل يوم ١٠٠ وهلة من تحت راس اذا بعدو طيّب او ميّت”. وأضاف: “لدي ذكريات كثيرة من طفولتي وأجمل ما فيها انني سواءٌ كنت حزينا او سعيدا جدًا أركض وأجلس في حضن والدتي واضعا رأسي على كتفها ولكن في عمر معين نادتني الحياة وأصبحنا في مكان مختلف كليًا”. وعن طلب والدته منه استكمال دراسته التي كان تبقّى منها سنة واحدة للحصول على شهادة في الطب، سأل جعجع: “هل كنت سأحصل على الشهادة لأعلقها على الحائط؟ لم اكن سأمارس الطب ولا أحب أن أفعل شيئًا للصورة او الشكليات، وبالتالي فلأكمل من المكان الذي انا فيه، واذا اردت العودة الى الطب أكمل السنة السابعة وأحصل على الشهادة الجامعية وأتدرج” . وعن كيفية مرور تاريخ 21 آذار من كل عام عليه في المعتقل، أجاب: “لم أكن أركز على الاعياد لانني كنت مأخوذا بما أفعله حتى قبل المعتقل، فالعيد كان يمر بشكل طبيعي. فمنذ أيام الجامعة، وعندما اتخذت سكنا معينا لانني كنت ملاحقا من النظام السوري، لم اعد اركز على الاعياد لانني كنت مأخوذا بما افعله واعتبرت انني دخلت الحياة فعلا مناضلا فيها ومواجها، وحتى عندما كنت طالب طب كنت مأخوذا بالدراسة واتذكر كل مادة وكل تفصيل حتى اليوم.” وتابع: “عندما كنت في المجتمع كنت أسمع من الناس عن حلول عيد الام، وفي المعتقل ولانني كنت في الافرادي، كان ممنوعا على احد ان يتحدث امامي، وبالتالي كنت أتذكر عيد الام حينًا وأنساه حينًا آخر”. وعما اذا شكّكت والدته ببراءته ، أجاب جعجع: “تانت ماري اكتر حدا بتعرف ابنها بالكون كلو. من يعرف الانسان فعلًا هي امه، فهي تعرفه بالطبيعة والغريزة وطبعا لم تشكك والدتي يوما ببراءتي”. وتابع: “لو كان النظام السوري مؤمنا ولو ١% بانني مجرم لكان عمل المستحيل ليأخذني إليه لانه لا يحب الا المجرمين، ولكن بمجرد انه فعل المستحيل وضغط وشغّل معه جانبا كبيرا من القضاء واجهزة المخابرات اللبنانية حتى يضعني في السجن، فهذا يعني انني ابعد ما يكون عن الاجرام”. وعن أكثر اللقاءات المؤثرة التي جمعته بوالدته في المعتقل، كشف جعجع عن أن “اللقاء الاول كان الاصعب والاكثر تأثراً “فالقصص كانت كلها بارمة من السما للأرض” ولم تتخيل الوالدة للحظة ان ترى ابنها بهذا الوضع الذي هو فيه بعدما كانت تراه قائدًا للقوات اللبنانية وفي المحافل ومع السياسيين ورؤساء الجمهورية”. وتابع: “والدي كان جامدًا على العكس من والدتي التي اعتادت بعدها على الامر واصبحت اللقاءات بيننا طبيعية” . وأشار جعجع الى “ان الصفة التي ورثها من والدته هي المبادرة اذ كانت تملك أفكارًا وتضعها موضع التنفيذ وتترجمها الى خطوات عملية، هذا فضلاً عن صلابتها”. وقال: “كنت اتمنى ألّا يتوفى الله والديّ وانا في المعتقل، وهذا امر تخطيناه وشكرت ربي عليه. لم ينكسر فيّ شيء بموت والدتي خصوصًا انني أرى الحياة كما هي وبالتالي سنصل الى يوم وينتقل فيه أهلي وننتقل جميعًا، وبالتالي فان والداي ماتا ميتة طبيعية غير مفاجئة، وعندما تقترب الشيخوخة يشعر الانسان بان الوقت يحين للانتقال، وعندها نفقد عنصر المفاجأة ولا نشعر بالكثير من الفراغ”. وعما اذا كان جعجع يتقدم بأي اعتذار من والدته اليوم، أجاب: “لا أعلم ما اذا كان يجب ان أعتذر عن امر محدد، ولكن كانت والدتي تتمنى أن اقضي معها وقتا أطول، فالاهل يحبون الجلوس مع اولادهم والكلام معهم لساعات وهذا امر طبيعي”. وقال: “انا طبقت قول جبران خليل جبران، ” اولادكم ليسوا لكم انهم أبناء الحياة”، لانني كنت أثق بأن كل دقيقة في الحياة هي مهمة لاترجم الأشياء التي أؤمن بها. لم يكن ينقص أهلي اي شيء، بقدر ما أعطاني الله للوقوف إلى جانبهما، وكنت اتابعهما لحظة بلحظة من مكاني، لكن ظروفي الامنية كانت تمنعني من زيارتهما كما أريد، حيث كان منزلهما نوعًا من المصيدة، فهو منزل معروف ويمكن ان اتوجه اليه في اي وقت، وهذا هو الشيء الوحيد الذي كان ينقصهما، ان يقضيا وقتًا أكثر مع ابنهما، وهو ما كنت أتمناه ايضًا”. واعتبر رئيس القوات أنه “بقدر ما تخاف الامهات على اولادهن بقدر ما يعرّضنهم للخطر”. وقال: “ما بدها خوف. الاكيد ان وضع لبنان مخيف وصعب وانا لا أقلل من محاذيره، ولكن على الانسان ان يتمالك نفسه ويتصرف بوعي وحكمة اكبر وهدوء وصلابة، فبقدر ما يخاف المرء أمام الدنيا بقدر ما هي” تأكله “. على المرء ان يفعل ما ينبغي فعله، فهذا هو الدواء لكل شيء. أمّا الخوف فلا يحقق شيئا الا انه يقرّب الخطر أكثر” . وتمنى أن “تنتبه كل أم في لبنان لهذه الامور وألا تخاف على ابنها “حتى ما يطلع خوّيف وما بيعود يعرف يعمل شي” وان تضبط نفسها و”تسلّمها” الى الرب، فأفضل طريقة ان تتكل على الله بعد اتمام واجباتها كلها، ومن لا يتكل على الله، يصبح في مكان آخر كليًّا”. ووجه رئيس القوات رسالة الى الامهات في عيدهنّ قائلًا: “وضع الأم في لبنان صعب وقاسٍ وفي الظروف التي نعيش اليوم، على الام ان تبذل جهودًا مضاعفة واضافية عما ينبغي في ما لو كنا في مجتمع طبيعي، لكن لا يمكن حل هذا الوضع الصعب اذا هربنا منه او شتمناه او لعنّاه. الحل ان تعلّم الامهات أبناءهنّ ما يلزم، وان يمتلك الأبناء الايمان ويعملوا ما يجب كي يساهموا في تغيير الوضع الصعب حتى يصبح طبيعيًا كما هي الحال في باقي المجتمعات في الوقت الحاضر”. وأردف: “أعلم ان ما أقوله ليس سهلًا لكنني أعني كل كلمة، والّا لأصبحنا نتخبط في الأزمة خارج هذا الإطار. فمثلا اذا أُلقِيَ أحدهم في البحر، فأسوأ ما يحصل ان يتخبط في الماء، فعندها يغرق أكثر فأكثر، والأفضل ان يحافظ على نفسه ويسبح شيئًا فشيئًا للوصول الى شاطئ الأمان.” وختم: أقول للأم في لبنان: “نحن نحاول الاقتراب وتقريب شطّ الأمان بكل ما استطعنا، ولكن يجب ان تضعن ايديكنّ بايدينا من خلال تنشئة الاولاد، حتى نستطيع الوصول معًا الى شاطئ الأمان اذا شاء الله.” المصدر : لبنان الحر