اتهامات وتشهير.. قضية الأقساط في مدرسة جبيلية تتفاعل
منذ الصباح الباكر ومنطقة جبيل تضج بمقالات تهاجم مدرسة الوردية – جبيل ومديرتها بسبب عدم حصول بعض الطلاب على نتائج إمتحانات آخر السنة الدراسية. هذه المدرسة التي يتلقى فيها عدد لا يستهان به من الطلاب مساعدات مادية لتغطية الأقساط المدروسة أصلاً نسبةً لباقي المدارس في لبنان.وبالتدقيق في ما حصل، علم موقع “الملفات” من بعض الأهالي، أن مدرسة الوردية قد أعلمتهم منذ فترة بوجوب تسديد الأقساط المدرسية المكسورة قبل موعد صدور نتائج الإمتحانات لأن برنامج إصدار النتائج يحجب تلقائيًا النتائج عن المتخلفين عن تسديد الأقساط ومن لديه أسباب جدّية تمنعه من تسديد القسط عليه مراجعة الإدارة لبحث الموضوع، إلا أن بعض الأهالي أصرّوا على عدم القيام بواجبهم تجاه أولادهم وتمنعوا عن تسديد القسط بالرغم من ملاءتهم المادية كنوع من التحدّي للإدارة ضاربين بعرض الحائط كافة القيم الإنسانية.أما الأهالي، فقد رفض عدد منهم ما قامت به الإدارة لجهة حجب العلامات النهائية عن الطلاب، معتبرين أن الأمر غير منصف بحق أولادهم لا بل جائر، وقد يعرّضهم لأزمات نفسية نتيجة الخوف من انتظار علاماتهم. بالمقابل رفض عدد كبير منهم الأوصاف التي أُطلقت بحق مديرة المدرسة الأخت رومانا بو طانوس، إذ أكدوا إنسانيتها وحسن استقبالها للأهالي ومعاملتها لهم وتفهمها الدائم لتأخّر الأهالي المتعثّرين ماديًا عن تسديد القسط، بالإضافة إلى مساعدتهم سرًا من دون أن يعلم أحد بذلك حين يُضطر الأمر. واللافت في الأمر ، هي حادثة نقلها أحد الأهالي عبر موقع “الملفات”، تفيد بأن سيدة امتنعت عن تسديد القسط وهي من مالكي السيارات الفاخرة التي تُقدّر بعشرات آلاف الدولارات، بحجة أن صديقاتها الميسورات لا يدفعن القسط، وبالتالي هنّ لسن أفضل منها، ولتفعل الإدارة ما شاءت بهذا الخصوص. فهل أصبح التخلّف عن دفع القسط المدرسيّ مادة للتحدي بين نساء الصالونات وللتباهي به، حتى لو لم تتّخذ الإدارة أي إجراء بحقهم، فهذه ليست “شطارة” بل إنها ظلم للأهالي المتعثرين فعلاً عن الدفع بسبب وضعهم الاجتماعي والاقتصادي في الفترة الأخيرة. وتجدر الإشارة هنا، إلى أنه على بعض المواقع الإخبارية أن تستمع إلى وجهتي النظر لدى الأهالي والإدارة قبل أن تنشر كلاماً مسيئاً بحق راهبة أو أي كائن كان. فهذه المدرسة تُقاتل باللحم الحي منذ بداية الأزمة في لبنان لتأمين مصاريفها ورواتب الأساتذة والموظفين، وللمحافظة على استمراريتها وإبعاد شبح الإقفال عن أبوابها. وهنا، يطرح السؤال نفسه: كيف لمدرسة أن تستمر في التعليم من دون تحصيل الأقساط ؟؟إن مدرسة الوردية جبيل كغيرها من المدارس تضم آلاف الطلاب ،ومسؤوليتها التربوية والتعليمية تجاههم، تُحتم عليها اتخاذ بعض الإجراءات لحثّ الأهالي على تسديد الأقساط لاسيما المقتدرين منهم مادياً، مع العلم أن الإجراء الذي اتّخذته الإدارة هو سرّي، ولا يمكن لأحد أن يعلم به لكون الحسابات على تطبيق eschool خاصة، ولا يمكن لأحد غير المعني معرفة ما إذا كانت علاماته صدرت أم لا. وهذه البلبلة التي حصلت ليست سوى نتيجة قرار مُسبق مُتّخذ من بعض الأهالي الذين يرفضون دفع القسط. في الختام، لا بد من كلمة منصفة بحق مدرسة الوردية جبيل التي ستبقى أبوابها مفتوحة في بلاد الحرف، وحاضنةً لطلابها، ومراعيةً الأوضاع الاقتصادية الصعبة من دون أن تتردد لحظة بإتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على المصلحة العامة لطلابها وأساتذتها. كما أنها لن تتأثّر ببعض الأصوات التي تهاجمها لغاية في نفس يعقوب. المصدر : خاص – موقع “الملفات”