December 22, 2024

بقّ الفراش… هل يغزو لبنان؟

خاص- موقع الملفات قيل أنها اختفت من المدن منذ خمسينيات القرن العشرين، ولكن ها هي اليوم تعود لتثير الرعب والذعر في النفوس، لا سيّما في فرنسا والعديد من بلدان العالم حيث تم رصدها في المدارس والمستشفيات، بعض دور السينما، الفنادق، وسائل النقل العام وحتى مطار شارل ديجول. وازاء هذا الانتشار السريع هناك مخاوف من تخطيها الحدود الأوروبية، فهل سنشهد تأهّبًا في البلدان العربية سيّما لبنان لمواجهة أي غزو محتمل لبقّ الفراش؟ وهل من إجراءات وقائية فعالة تمنع تفشيه؟ في بادئ الأمر ولمن يجهل ما هو بقّ الفراش، نقدم شرحاً مفصلاً لماهية هذا الموضوع. بقّ الفراش، هو نوع من الحشرات الطفيلية التي تتغذى على دم الإنسان والحيوانات الأخرى، تعدّ مصدرًا للإزعاج والتهيج للأشخاص الذين يعانون من لسعاتها وقد تنقل بعض الأمراض أيضًا. تنتمي هذه الحشرة إلى فصيلة القمليات وتعرف أحيانًا بإسم “القمل السريري”، وعادة ما تعيش في شقوق الأسرة والأثاث والأماكن المظلمة والضيقة، تختبئ نهارًا فيها وتخرج ليلاً للتغذية، أما عملية تكاثرها فتعتبر من الأسرع فيما التخلص منها بشكل نهائي صعب نوعًا ما. هكذا ينتشر! بق الفراش موجود في جميع أنحاء العالم وينتشر في معظم البلدان أي لا يقتصر وجوده على بلد أو منطقة محددة، ومع ذلك، يمكن أن تكون درجة انتشاره مختلفة من بلد لآخر بناءً على عدة عوامل، في مقدمتها السفر، إذ قد يتم نقل بق الفراش من مكان إلى آخر عن طريق السفر، حيث يمكن للحشرات أن تلتصق بأمتعة السفر أو الملابس وتنتقل من فندق أو مكان إقامة إلى آخر. يلي السفر عامل آخر يتمثل بالأثاث والمفروشات المصابة ببق الفراش والتي تعدّ وسيلة لنقل هذه الحشرات، فعندما يتم نقل قطع الأثاث المصابة من مكان إلى آخر، يمكن للبق أن تنتقل معها. والأمر عينه ينطبق على الزوار، فعندما يأتي شخص زائرًا إلى منزل يحتوي على بق الفراش، يمكن للحشرة الالتصاق بملابسه وأمتعته ومن ثم نقلها إلى منزله. وبالطبع، لا ننسى الفنادق والمباني السكنية المشتركة التي قد تكون مكانًا لانتقال بق الفراش بين النزلاء نظرًا للاستقبال المستمر للضيوف.كما يمكن لبق الفراش أن تلتصق بالمقاعد والملابس في وسائل النقل العامة مثل الحافلات والتاكسي، وبالتالي يمكنها الانتقال بين المكانين. ولعل الأخطر من كل ما أتي على ذكره اعلاه، هي عملية غسل الملابس، فإذا كان هناك بق الفراش في الملابس أو الفراش أثناء الغسيل، يمكن للحشرات البقاء على قيد الحياة والانتقال إلى مكان آخر عندما يتم تجفيف أو غسيل الملابس. ناقل للعدوى والأمراض؟ قد لا تسبب لسعتها بالموت، لكن هذا لا يعني أن لا آثار صحية لها، نعدد البعض منها: لدغات بق الفراش يمكن أن تسبب حكة شديدة وتورمًا على الجلد، فاللسعات غالبًا ما تكون صغيرة ومؤلمة، وتترك آثارًا جلدية، أما اللسعات المتكررة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الجلد، وخاصة إذا قام الشخص بحك الجلد المصاب. وفي بعض الحالات، قد يتسبب بق الفراش في التهاب العيون إذا دخلت الحشرات إلى منطقة العين أو الجفون أثناء النوم. أما التعرض المستمر للإزعاج واللسعات يمكن أن يسبب القلق والاكتئاب لبعض الأشخاص، حيث يصبحون قلقين من النوم ويعانون من اضطرابات النوم، فيما بعض الأشخاص قد يكونون أكثر حساسية للرد الجلدي لبق الفراش، مما يجعل التأثيرات الصحية أكثر حدة بالنسبة لهم. بالإضافة إلى الآثار المباشرة على الصحة، يُعتقد أن بق الفراش يمكن أن يكون ناقلاً للعدوى والأمراض. على الرغم من أن انتقال الأمراض من خلال بق الفراش نادرًا، إلا أنه يمكن أن يحدث في بعض الحالات. الوقاية ممكنة؟ للوقاية من انتقالها، يُفضل غسل الملابس والمفروشات بشكل منتظم بمياه ساخنة وعلى حرارة مرتفعة تصل إلى 120 درجة مئوية، والتحقق من الأمتعة والأثاث عند السفر، كما التخلص من الأثاث المصاب إذا كان ذلك ضروريًا، واتخاذ الاحتياطات اللازمة عند الإقامة في أماكن أخرى عبر استخدام مبيدات حشرية وغيرها من المواد التي تقتل الحشرات والبكتيريا، أما العلاجات فهي محصورة حتى الساعة بالأدوية التي تستخدم لعلاج عدوى الطفيليات والجرب وتفشي القمل كحبوب ايفرمكتين وليندان، مع العلم أن الاصابة لا يتم اكتشافها أو التأكد أنها ناتجة لدغة بق الفراش لا حشرات أخرى إلا من خلال إجراء زرع في المختبرات المتخصّصة. هذه الطفيليات وصلت رسميًا إلى لبنان، وانتشرت تباعا في المناطق الآتية: جبيل، بيروت، كسروان، الكورة وطرابلس التي شهدت انتشارا كثيفا. اذا، التوعية ضرورية لأخذ الحيطة والحذر، فاحتمال تسربها إلى كل البلاد وارد جدًا، لذا لا يسعنا إلا الاستعداد لمواجهتها، كيف؟ أقلهُ عبر اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ووضع خطة طوارئ لمعالجة هذه الآفة من خلال متابعة الرصد وتتبعها في المناطق الموجودة فيها وبأي طريقة تتكاثر، فهل سيكون للبنان حصة الأسد من هذا البقّ؟ المصدر : خاص – موقع الملفات