سمسار النافعة المزوّر.. إليكم قصّته مع ضحاياه
خاص “الملفات” – الفريق الاستقصائي “علقانة، وفش موظفين وهني قابضين حقها ومنيمينها…” كلمات تجسّد ببساطتها وعفويتها الواقع المرير الذي يرزح تحته اللبنانيون، وتختصر جشع وفساد بعض من هم في سدّة المسؤولية، على اختلاف حجمها ومهامها، فالفساد لا يحتاج دائماً إلى كبار الموظفين لتسيير الأعمال المشبوهة، بل إن صغارهم باستطاعتهم أحياناً فعل ما يعجز عنه الآخرون، ففي بلد “كل من إيدو إلو، العترة دايما على جيبة المواطن” شبه الفارغة. فساد اليوم، مرتبط بسمسار غير لبناني، ولكنه “عتيق” في السوق ولبنان، عَرف كيف يستغلّ الوضع الراهن لمصلحته. وباعتباره “قديم في الكار”، تمكّن من كسب ثقة الناس، ليتبين لاحقاً أنهم ليسوا إلا ضحايا. عبد الرحمن.ش، شاب لم يبلغ سن الرشد بعد، أقلّه على الهوية، وبحسب ما يتضّح من أفعاله، فإن عقله تخطى عمره بكثير. هو سوري الجنسية ومقيم منذ سنين في لبنان، يعمل في إحدى مكاتب تخليص المعاملات في النافعة في النبطية، جنوب لبنان. توفرت لدى مديرية النبطية الإقليمية في أمن الدولة معلومات حول وقوع عدد من المواطنين ممن يريديون تسجيل سياراتهم، ضحية عملية احتيال ونصب، وبناء على هذه المعطيات تسارعت وتيرة التحقيقات والاستقصاءات لإماطة اللثام عما يجري داخل إحدى إدارات الدولة، وبعد عملية رصد وتعقّب، تمكّنت المديرية من توقيف المشتبه الرئيسي. وبالتحقيق معه اعترف أنه يقوم بتزوير هذه الاستمارات مقابل مبالغ مالية، فتم توقيفه وإجراء المقتضى القانوني بحقه، وذلك بالتنسيق مع القضاء المختص. بالعودة إلى التفاصيل التي استحصل عليها موقع “الملفات”، والتي تؤكد أن هذا العمل هو عمل فردي ولا يوجد متورطين آخرين ذات مراكز عالية وحساسة، يتبين التالي:استغل عبد الرحمن ما يجري داخل النافعات في لبنان، لا سيما عدم قدرة صاحب الآلية على الاستحصال على دفتر عقب تسجيلها، وذلك لعدم توفّرها أصلاً، أو أن العدد المتوفر قليل جداً، وبالتالي بعد التسجيل يستحصل على شهادة تسجيل بانتظار أن يتوفر الدفتر، فيبلّغ بذلك ويتسلّمه. أكثر من ضحية، أعطوا أوراقهم للشاب لتسجيل سياراتهم، فما كان من الأخير إلا أن استغل ثقتهم على النحو التالي: استخدم إحدى الاستمارات الصادرة عن هيئة إدارة السير لشهادة سيارة منجزة مسبقاً والتي تحمل توقيع رئيس النافعة، وقام بتزويرها من خلال استبدال المعلومات الموجودة عليها بمعلومات كل ضحية، ليرسلها من بعدها عبر خاصية الواتساب لهم، واهماً إياهم بأن المعاملات أنجزت وتم تسجيل السيارة، وما عليهم إلا انتظار الدفتر، ما أن يتوفر في النافعة حتى يرسله لهم. “وهيك بكون عبد الرحمن قبض مصرياتو والمواطن أكل الضرب، وسيارتو ما تسجلت“. المصدر : خاص موقع الملفات – الفريق الاستقصائي