أوروبا ضعيفة جداً أمام القرار الأميركي: ما يسري على النزوح يسري على الحرب
خاص “الملفات” – محمد علوش ورد كخبر عاجل في الساعات الماضية كلام رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي تزور لبنان برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، والذي ورد فيه أن “لبنان بلد جميل ومتنوع إلا أنّه يواجه تحديات كبيرة محلياً نتيجة للتوترات والحرب في المنطقة، وللتأكيد على دعمنا أودُّ أن أعلن عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان ستكون متاحة اعتباراً من السنة الجارية وحتى عام 2027”.ومثل رئيسة المفوضية الأوروبية كان الرئيس القبرصي الذي أعلن عن رزمة دعم شاملة للبنان، هدفها الأساسي بحسب مصادر سياسية متابعة حماية الحدود، وهذا الهدف يشكل رغبة قبرصية وأوروبية كاملة، فهذه الزيارة وما تحمله من محاولات لتقديم الرشوى للبنان أو “الضحك عليه”، هدفها الأساسي حماية الحدود اللبنانية لمنع خروج النازحين السوريين من لبنان إلى الشواطىء الأوروبية، فهنا يقولون لنا “اشتغلوا حراس حدود لنا وخذوا هذا الأجر الزهيد”. تكشف المصادر عبر “الملفات” أن المساعدات التي يعد الأوروبيون بها لبنان تؤكد أن الأوروبيين لا يُريدون المساعدة بعودة النازحين السوريين إلى سوريا، ولا حتى محاولة التوسّط أو التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية بهذا الخصوص، مشيرةً إلى أن رزمة المساعدات التي تمتد على ثلاث سنوات تكشف النوايا الأوروبية، وتكشف المستور الذي يخشى الجميع من الاعتراف به وهو أن المعنيين بمسألة النزوح لا يفكّرون بحلّ قريب لهذه المشكلة، بل يبحثون عن سبل مواجهة تداعياتها لعدة سنوات مستقبلية. عندما زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي باريس سمع كلاماً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص دعم لبنان ومساعدته للتخلّص من مشكلة النزوح التي تشكّل عبئاً “وجودياً” عليه، وقلنا يومها أن الكلام الفرنسي لا يعدو استمرار محاولات باريس للبحث عن دور ومحاولة إظهار أهميتها بالنسبة للبنان، ولكن بالحقيقة فإن ملف النازحين السوريين يعني الأميركيين بالدرجة الأولى ومن ثمّ العرب، ولا علاقة لأوروبا سوى بدفع فتات المال لأجل محاولة استيعابهم في أماكن تواجدهم. تكشف المصادر أن الأوروبيين فاتحوا الأميركيين مؤخّراً بملف النزوح فسمعوا كلاماً واضحاً بأن لا عودة إلى سوريا في المدى القريب، ولا مجال لتحديد المناطق الآمنة من أجل عودتهم، لذلك هناك شبه إجماع لبناني على ضرورة فتح باب الحوار مع الحكومة السورية لمحاولة إيجاد بعض الحلول، وسيتولى الملف المدير العام العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بتكليف مباشر من الحكومة اللبنانية. وبحسب المصادر ،بعد أن اكتشف لبنان حجم التعنّت الأميركي بملف النزوح، وقرأ الرغبات الأوروبية بمعالجة أزمة هروب النازحين إليها من دون أي اعتبار لوضع لبنان، لم يبق سوى حلّ متاح وحيد وهو التواصل المباشر مع الحكومة السورية، علماً أن المصادر تجزم بأن حلّ ملف النزوح السوري لا يمكن أن يكون كاملاً سوى بوجود قرار أميركي – عربيّ إيجابي بشأن العودة، أما كل ما هو متاح دون هذا القرار سيبقى بإطار الحلول المؤقّتة أو الموضعية. ولأن لبنان الرسميّ بات يعرف حجم القدرات الأوروبية بمواجهة الرغبات الأميركية، سيتعامل لبنان ببرودة مع الورقة الفرنسية للتعامل مع الحرب بين لبنان وإسرائيل، أولاً لأن الورقة تتضمّن نقاطاً تغيّرت بالشكل ولم تختلف عن الورقة الأولى بالمضمون، وثانياً وهو الأهم لأن القادر على التفاوض والتعاطي مع الأصيل، أي الولايات المتحدة الأميركية، لماذا يتعاطى مع الوكيل والوكلاء؟ المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش