القتل الرحيم: جريمة أم خدمة؟
موقع الملفات – خاص القتل الرحيم مصطلح يُستخدم لوصف حالة قتل شخص مريض أو يعاني من ألم شديد أو مرض لا يمكن عالجه، بنية إنهاء معاناته بطريقة سريعة وخالية من الألم. يشمل ذلك عادة حقن مريض بجرعة فتاكة من المخدرات أو توفير سم مميت بهدف تسهيل وفاته بطريقة مريحة ومهيأة. تثير قضية القتل الرحيم العديد من الأسئلة الأخلاقية والقانونية، حيث يناقش الناس حق المرضى في اختيار إنهاء حياتهم إذا كانوا يعانون من ألم لا يُطاق أو حالة صحية غير قابلة للتحسن. ومع ذلك، يواجه هذا الموضوع تحديات قانونية في العديد من البلدان حول العالم، حيث يُعتبر القتل الرحيم جريمة في كثير من الأحيان. تختلف وجهات النظر بشأن القتل الرحيم، فالبعض يعتبره خيارًا إنسانيًا يحترم إرادة المرضى ويخفف معاناتهم، بينما يرونه آخرون انتهاكًا للقانون والقيم الأخلاقية التقليدية التي تعتبر الحفاظ على حياة البشر قيمة أساسية. تعالج قضية القتل الرحيم في القوانين اللبنانية، وتحديدًا في قانون العقوبات وقانون الآداب الطبية، حيث تنص المادة 552 من قانون العقوبات اللبناني على أن القتل الرحيم يعاقب بالإعتقال المؤقت لمدة 10 سنوات على الأكثر، إذا توفرت عدة شروط، مثل وجود فعل مادي إيجابي أو سلبي قام به الفاعل، وإلحاح الضحية بطلب وضع حد لحياتها، وحدوث وفاة الضحية كنتيجة لهذا الفعل، ووجود رابطة سببية بين الفعل والنتيجة. أما فيما يتعلق بالعنصر المعنوي، فقد وضع المشرع شرطين ليتمكن الفاعل من الاستفادة من التخفيف في عقوبة القتل القصدي المشدد. أولا- يجب على الفاعل أن يقدم عمله بقصد ومدفوعًا بعامل الشفقة. وتستمد الشفقة من ظروف القضية ووضع الضحية، لمعرفة ما إذا كانت تستحق الشفقة، بالإضافة إلى وضع الفاعل وعلاقته بالضحية. ثانيًا- يجب أن يكون هناك إلحاح حقيقي من الضحية لوضع حد لحياتها، ولا يجب أن يكون هذا الطلب رد فعل عابر على الألم الشديد وغير المحتمل. ويجب أن يكون الطلب من المريض نفسه وليس من أفراد عائلته. من ناحية أخرى، يمنع القانون الطبيب بموجب الفقرة العاشرة من المادة 27 في قانون الآداب الطبية من التسبب بشكل متعمد في وفاة المريض، ويُلزمه بتقديم العالج المناسب للحفاظ على حياته . إن القتل الرحيم أو الموت الرحيم قضية مثيرة للجدل من الناحية الاجتماعية والقانونية، حيث تتأرجح بين القوانين والعواطف ومصلحة المجتمع والإنسانية. وقد دفع هذا الجدل المشرع إلى معالجة الموضوع بحذر، خشية من تفلت الرقابة واستغلال بعض الأشخاص للشفقة لأغراض أخرى. ولذلك، جرم المشرع هذا النوع من القتل وعاقب عليه بعقوبة مخفضة نسبيًا، وذلك في حال توفر بعض الشروط التي ذكرت سابًقا. يظل القتل الرحيم موضوعًا مثيرًا للجدل والخلاف التشريعي والفقهي والاجتماعي، ومن الصعب حسمه في المستقبل القريب، خاصة في ظل اختلاف القوانين حول العالم في هذا الشأن. وإن الاعتبارات الأخلاقية والقانونية تلعب دورًا مهمًا في تشكيل وجهات النظر والقرارات المتخذة بشأن هذه القضية المعقدة. فهل هو بنظركم جريمة أم خدمة يجب أن لا يعاقب عليها الفرد؟ المصدر : الملفات – المحامية جويل نجيم