December 22, 2024

فضاء جهنمي.. استئجار القتلة والاتجار بالبشر

الإنترنت العميق   –   The Deep Web / الإنترنت المظلم  – The Dark Web فضاء خصب لممارسة الأنشطة الإجرامية يعتقد مستخدمو الإنترنت أن تصفحهم اليومي للإنترنت يوصلهم لكل البيانات المتاحة، إلا أنه في الواقع يوصلهم لـ 16% فقط من هذه البيانات، أما بقية البيانات فهي تكون مخفية فيما يسمى بـ الإنترنت العميق   Deep Webوهو الحد الفاصل بين الشفافية والسرية، فهو مجموع كافة المواقع الإلكترونية التي لم تدرج في محركات البحث Google. ومع الرغبة الجامحة لدى بعض الجهات في زيادة وسائل التخفي وتفادي الرقابة، ظهر ما يسمى بـ الإنترنت المظلم   Dark Webالذي يمثل جزء بسيط من الإنترنت العميق، لكنه يحظى بإهتمام كبير بسبب إحتضانه معظم الأنشطة الممنوعة على الشبكة العنكبوتية، وإرتباطه بنشر الدعاية الإرهابية على نطاق واسع حيث يسمح هذا الإنترنت بتقديم خدمات غير قانونية مثل: إستئجار القتلة وبيع الأسلحة والمخدرات والإتجار بالبشر والسرقات، ويعرِض مستخدميه للإختراق والإبتزاز، ومع ذلك فهو يحافظ على سرية هوية مرتكبي الجرائم. بعض المواقع العميقة هي أسواق غير تقليدية تقدم مجموعة مقلقة من المنتجات أو الخدمات، حيث يمكنك شراء أو التوسط في شراء العقاقير غير المشروعة والأسلحة والسلع المقَلّدة وبطاقات الإئتمان المسروقة والبيانات المخترقة، أو العملات الرقمية، أو البرمجيات الضارة وبطاقات الهوية أو جوازات السفر. يمكنك التعاقد مع الخدمات الرقمية أو الجنائية، بدءاً من حملات البريد المزعج (spam) إلى هجمات التعطيل المنتشر للخدمة (DDoS) ويمكن للمبتدئين حتى شراء الكتب الإلكترونية التي تشرح كيفية مهاجمة المواقع، وسرقة الهويات أو خلاف ذلك الربح من الأنشطة غير المشروعة. ويمكنك أيضاً إستخدام الإنترنت العميق للمشاركة بالمعلومات بشكل سري دون التعرف على هوية وموقع المرسل وذلك عبر منافذ الإعلام مثل الـ New York، Washington Post، The Intercept  وآخرون، وكذلك من خلال استخدام محركات البحث بدون التفريط بخصوصيتك، أو من خلال الاشتراك مع شبكات الاقتصاد الإلكتروني الموثوقة مثل OpenBazaar. يستخدم العديد من الشركات والمُؤسسات The Deep Web لتخزين وتبادل المعلومات الحساسة والمهمة بطريقة آمنة، دون التعرض لخطر تسرب البيانات السرية الخاصة بالشركة لشركة أخرى منافسة. غالبا ما تكون المواقع المدرجة ضمن “الإنترنت العميق” في منأى عن أي مراقبة أو إستغلال للمعطيات، سواء من قبل الحكومات أو الأجهزة الأمنية المحلية والدولية، وتستعمل من أجل ذلك تقنيات تشفير لإخفاء المحتويات وبيانات جهاز المستخدم وعناوين بروتوكول الإنترنت “آي بي” (IP).  وغالبا ما تفشل “روبوتات الزحف” التي تستعملها محركات البحث التجارية في الوصول إلى محتوى هذه المواقع. يلجأ الراغبون في الوصول إلى محتوى “الويب العميق” إلى إستخدام عناوين URL أو IP مباشرة، وغالبا ما تتضمن سلاسل طويلة من الأحرف والأرقام، وذلك من خلال برمجيات خاصة على رأسها متصفح “تور ” (Tor) ، وقد تُعزز حماية المحتوى عبر تشفيره بكلمات مرور أو إذن بالدخول. ممكن أن يشكل الإنترنت المظلم بعض المشاكل والمخاطر لمستخدميه، خاصة إذا ما تم إستخدامه بطريقة غير قانونية، ولشراء أغراض غير قانونية، على النحو التالي:   1. العنصر الجنائي يوجد إحتماليات عديدة، لأن تتمكن في العثور على بعض من مواقع الإنترنت المظلم أصحابها أصلا مجرمون، ويقومون ببيع سلع أو خدمات غير قانونية، وهو ما يمكن أن يعرضك إلى عمليات الاستغلال أو الاحتيال أو السرقة. خرق القانون يمكن أن تتم مقاضاتك على أشياء تفعلها على الويب المظلم، لذلك من المهم أن تتصرف بطريقة مناسبة وقانونية، وألا تقع في فخ أي إغراءات غير قانونية. الروابط المشبوهة إذا نقرت على أي روابط، فقد يتم نقلك إلى مادة قد لا ترغب في رؤيتها، ومن الممكن أيضًا أن يؤدي النقر على رابط أو تنزيل ملف إلى إصابة جهازك ببرمجيات ضارة. الملاحقة الأمنية يعمل مسؤولو إنفاذ القانون على الويب المظلم للقبض على الأشخاص المتورطين في نشاط إجرامي، مثل الآخرين على الإنترنت المظلم، يمكن لإنفاذ القانون القيام بعملهم تحت عباءة عدم الكشف عن هويتهم، وإذا قررت المجازفة بالدخول إلى الإنترنت المظلم، فمن الذكاء أن تكون إنتقائيًا بشأن مواقع الويب التي تصل إليها. عرضة للإستهداف يمكنك العثور على منتديات القراصنة على الإنترنت المظلم، ويمكنك إستئجار قراصنة الكمبيوتر للقيام بأنشطة غير قانونية، ولكن هذا قد يعرضك أيضا إلى خطر بالغ من أن الكثير من هؤلاء الأشخاص على إستعداد لاختراق أجهزتك. اختراق خصوصيتك يمكن أن يؤدي إستخدام الإنترنت المظلم إلى إختراق خصوصيتك بسهولة شديدة، حيث يمكن لأي هاكر إختطاف كاميرا الويب الخاصة بك بكل سهولة، وتعمل تلك الآلية عندما يسعى أي موقع موجودة على “الإنترنت المظلم” للحصول على تقنيات الإدارة عن بعد على الأجهزة الخاصة بأي شخص، والتي يطلق عليها إسم تقنية “RAT”، والتي تؤدي بدورها إلى إحتمالية إستيلاء الموقع أو صاحبه على الكاميرا الخاصة بذلك الجهاز، والسماح له برؤية ما تنوي فعله من خلال عدسة الكاميرا بجهازك، لذلك يُعد تغطية كاميرا الويب بقطعة من الورق أو الشريط اللاصق ممارسة ذكية إذا كنت لا تستخدم الإنترنت المظلم. وهكذا تكون قد تعرَّفت على الفرق بين الويب العميق والويب المظلم، وفهمت أهمَّ الجوانب الخفية والمخاطر الكامنة وراء كل منهما، بالإضافة إلى بعض الفوائد الخاصَّة بهما، كما أوضحنا لك إنَّ للإنترنت المظلم جوانب خطرة لذلك ننصحك بتجنّب الدخول إليه، وأمّا الإنترنت العميق فعليك أن تكون حذرًا جدًا وأن تتَّخذ إجراءات الأمان المناسبة في حال إحتجت إلى تصفّحه.  المصدر : الملفات –  جميع الحقوق محفوظة لمكتب المحامي روجيه نافذ يونس للدراسات والإستشارات القانونية © 2023