بـ “التاتو”.. “الإيدز” يجتاج بيوت اللبنانيين
خاص – موقع “الملفات” ما كان ينقص المواطن اللبناني إلّا أمراضاً جديدة تفتك بصحته ومستقبله، بسبب الفوضى وانعدام التنظيم وغياب المحاسبة. وها هو اليوم مرض “الإيدز” ينتشر كالنار في الهشيم بعدما سجّل ارتفاعاً مفاجئاً ومقلقاً بعدد الإصابات الذي فاق الألف، بحسب تقارير صحية من جهات رسمية كشفت عنها بعض وسائل الإعلام مؤخراً، فيما كان لبنان يحتلّ سابقاً أدنى المراتب بين دول العالم.هذا الأمر أثار جدلاً واسعاً وفتح الأبواب أمام نقاشات عن مصدر وأسباب هذه الإصابات، لاسيما وأن العلاقات الجنسية غير المحمية لم تُسجّل أرقامًا كبيرة في لبنان، فيما أشارت التقديرات وملاحقة أسباب الإصابات لدى المرضى إلى نتائج صادمة لم تكن في الحسبان، بالرغم من أنها محط تحذيرات عالمية منذ أعوام، وقد رست تلك التقديرات على المشاكل الصحية الناتجة عن قلة النظافة، وعلى عمليات رسم الوشم “التاتو”.عملياً، قد لا يكون مستغرباً ما أشارت إليه التقارير الصحية، نظراً لأن هذا القطاع أصبح من ضمن القطاعات التي تُسجّل إقبالاً كبيراً للبنانيين الذين أظهروا تعلّقاً في رسم الوشم على أجسامهم في السنوات الأخيرة، إضافةً إلى أنه قطاع غير منظّم، والعمل فيه يتم بصورة عشوائية، وذلك لأن مطلق أي شخص يستطيع العمل في هذه المهنة، إذ لا تحتاج لأي ترخيص بسبب عدم وجود أي نقابة وقانون داخلي لتنظيمها، وأصبحت صالونات “التاتو” منتشرة بكثرة وفي كل مكان، وبات كل من يمتلك موهبة الرسم لبناني أو أجنبي، ينخرط في هذا المجال سواء كان عارفاً بشروط السلامة الصحية أم لا.هذه الحقائق لا تعني عدم وجود أشخاص مختصين وحملة شهادات في هذه المهنة، والذين يؤكّدون أن هناك معايير للنظافة والسلامة يجب اتباعها. وفي هذا الإطار، شرحت فاطمة خليل، وهي إحدى الفنانات العاملات في هذا المجال، تلك المعايير وكيفية تطبيقها،إذ شددت على ضرورة تعقيم الآلة التي يتم رسم الوشم بها قبل كل استعمال وبعد الانتهاء من الرسم، كما يجب استخدام إبرة جديدة و”رول” جديدة ( تُلف بها الآلة منعاً للانزلاق خلال الرسم) لكل زبون، بحيث يتم فتحهما أمامه ومن ثم رميهما فوراً بعد الانتهاء من الرسم.كما أشارت خليل إلى ضرورة عدم استخدام الوعاء الصغير الذي يتم سكب الحبر فيه لأكثر من مرة ولأكثر من زبون، إذ يجب رميه بعد كل استخدام، إضافة إلى تغيير القفازات بشكل مستمر وعدم استعمالها لأكثر من مرة، وتعقيم الغرفة وكل الأدوات والأثاث قبل كل عملية رسم وبعدها حرصاً على عدم انتقال الفيروسات من شخص لآخر.خليل كشفت أن هناك من يمتهن هذا العمل وبحرفية، لكن لا يراعي أدنى المعايير الصحية، إذ إنهم يتسخدمون الرول والإبرة ووعاء الحبر لأكثر من زبون، وحتى القفازات، حيث قد يكون هناك ترسّبات من الدم ولو تم غسلها، ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى مخاطر انتقال الأمراض بين الأشخاص وتعريض حياتهم للخطر. والجدير ذكره هنا، أن إجراء الوشم في مكان يفتقر إلى شروط النظافة والرعاية الصحية قد يتسبّب بنقل فيروسات معدية تتطور إلى أمراض مثل التهاب الكبد ونقص المناعة البشرية المكتسب، كما أن الأحبار والأصباغ المستخدمة يشتبه في تسبب بعضها بالسرطان، لاسيما وأن بعض الصالونات الخاصة بالوشم تستخدم أصباغاً غير مخصصة للاستخدام البشري، بل مصنّعة لتستخدم في طلاء السيارات، بحسب الدراسات العلمية والطبية العالمية. لهذا فإن الإتباع الصارم للمعايير الصحية أمر ضروري ويجب التقيد به لزاماً، لكن المؤسف أن هذا القطاع لا يتبع وزارة الصحة ولا أي نقابة تنظمه، وبالتالي لا رادع لمنعدمي الضمير الذين يستهترون بصحة الناس لقاء تخفيف أعباء الصرف على أنفسهم وعدم شراء كميات وافرة من مستلزمات عملية رسم الوشم، حتى يتمكنوا من تحصيل أرباح إضافية. المصدر : خاص – موقع “الملفات”