April 19, 2025

حدث أمني كبير .. 4000 جريح بصفوف حزب الله

في مشهد متفجر وغير مسبوق، شهد لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت تحديدا تصاعدًا مفاجئًا في التوترات الأمنية بعد سلسلة من الانفجارات الغامضة التي طالت أجهزة اتصالات لاسلكية تابعة لعناصر من حزب الله. ووفقًا للتقارير الأولية، فإن الجيش الإسرائيلي، استخدم تقنيات متطورة لاختراق وتفجير هذه الأجهزة، والتي تُعرف باسم “pager” أو “beeper”، فيما لم يعرف عدد الأجهزة المتفجرة حتى الآن. والجدير بالذكر أن اسرائيل لم تصدر أي موقف رسمي حتى  هذه اللحظة لتتبنى فيه هذه العملية. مصادر أمنية ترجح أن الانفجارات قد تكون ناجمة عن بطاريات الليثيوم الجديدة داخل هذه الأجهزة، حيث تفيد المعلومات أن النسخ الأحدث من هذه الأجهزة تحتوي على هذا النوع من البطاريات، بينما النسخ القديمة لا تحتوي عليها. وتشير التقارير إلى أن عملية الاختراق يرجح أنها تمت عبر عدة مراحل منها إرسال ترددات عالية أدت إلى ارتفاع حرارة البطاريات وانفجارها تلقائيًا. المصادر الأمنية وشهود العيان تحدثوا عن وقوع إصابات بالجملة، حيث تشير التقارير إلى إصابة مئات من عناصر حزب الله جراء هذه الانفجارات. وعلى إثر الفوضى، أُطلق النار في الضاحية لتفريق الحشود وتسهيل نقل الجرحى إلى المستشفيات، فيما تستمر سيارات الإسعاف في نقل المصابين وسط استغاثات عاجلة للتبرع بالدم. الانفجارات لم تقتصر على الضاحية الجنوبية فقط، بل امتدت إلى مناطق أخرى مثل النبطية، ما يعزز فرضية وجود عملية واسعة النطاق تستهدف شبكة اتصالات حزب الله في مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك بيروت، جبل لبنان، الجنوب، والبقاع. ومع استمرار توافد المصابين إلى مستشفيات العاصمة، التي باتت عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة، يبدو أن الوضع يتجه نحو تصعيد أكبر.  كما أكدت مصادر مطلعة استشهاد نجل النائب علي عمار، بالإضافة إلى إصابة السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني جراء انفجار جهاز بيجر. كما أُصيب اثنان من أبناء رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، وأيضًا نجل النائب حسن فضل الله. بدورها، كشفت وزارة الصحة اللبنانية عن 9 شهداء حتى الآن، فيما بلغ عدد المصابين نحو 3000، بينهم 200 حالة حرجة. اذا المعلومات تتكشف ببطء شديد، وسط حالة من الهلع الشعبي والترقب لمعرفة أبعاد هذا الاختراق الإسرائيلي الخطير وحجم الأضرار الناجمة عنه، لا سيما أنه يُعد الأكبر من نوعه في لبنان ويشكل تهديدًا مباشرًا لشبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله..  المصدر : خاص – الملفات 

مسيّرات إسرائيلية “نائمة” في الجنوب فاحذروها! 

لمسيرات “الدرون” الإسرائيلية قصص كثيرة في الجنوب اللبناني، فبعد كشفنا قصة تجوّل المسيرة على نوافذ أحد المنازل التي كان بداخلها شباب من المقاتلين في مقال بعنوان: “مسيّرة إسرائيلية تفاجىء “مقاتلاً” بحزب الله: رأيتها خارج نافذة المنزل”، نستكمل اليوم الكشف عن روايات أخرى لكيفية عمل المسيرات الإسرائيلية في قرى الجنوب التي تشهد حرباً منذ 11 شهراً. من محاسن صدف عملية طوفان الأقصى، أو من حسناتها الكثيرة، نقطة إيجابية لم يتم الإضاءة عليها بشكل واف، يقول المقاتل في المقاومة، مشيراً الى أن العملية وما تلاها سمح للمقاومة بأن تكتشف ما أعدّه العدو طيلة السنوات الماضية التي تلت حرب تموز 2006 من تطور تكنولوجي ومعلوماتي كبير جداً، خصوصاً بما يتعلق بسلاح المسيرات الذي شهد تطوراً غير مسبوق في السنوات الماضية. ويُشير المقاتل في حديثه لـ”الملفات” الى أن سلاح المسيرات كان يمكن أن يشكل علامة فارقة في الحرب الكبرى لو حصلت في تشرين الأول الماضي، عندما لم تكن قيادة المقاومة قد تعرفت على ما حضّره الجيش الاسرائيلي في هذا الإطار، إذ يجهد العدو في استخدام هذا السلاح بطرق مختلفة، علماً أن انواع المسيرات التي نتحدث عنها هنا متنوعة، من المسيرات الكبيرة مثل هيرمز و”الدرونات” الصغيرة القادرة على القيام بأعمال هجومية باتجاه أشخاص والتصوير الدقيق والتجسس وتحديد المواقع بدقة بغية استهدفها من الطائرات الحربية او المسيرات الكبيرة الهجومية. “مسيرات نائمة”، بهذه العبارة بدأ المقاتل حديثه عن روايتين حديثتين حصلتا في الجنوب، في بلدة طير حرفا، وفي بلدة بيت ليف، ففي الأولى كان هناك مناسبة تشييع لامرأة من البلدة، منذ أيام قليلة، وكما جرت العادة تم التنسيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل لتوجه وفد من اهالي البلدة للقيام بإجراءات الدفن ثم المغادرة، وعندما وصل الوفد الى البلدة ترجّل أحد المواطنين من سيارته قرب الجامع للدخول، ودخل، علماً أن محيط الجامع كان تعرض اكثر من مرة للاستهداف الإسرائيلي، وعندما وصل الرجل الى منتصف الجامع وجد “درون” اسرائيلية تجلس على حافة نافذة الجامع، تصور وتتابع، وتمارس عملها التجسسي، وبحسب المقاتل فإن هذه المسيرة جلست قبل ساعات من وصول موكب المعزّين الى البلدة. من طير حرفا ينتقل الى بيت ليف، فهناك أمضت المسيرة ليلها على خزان متواجد على سطح أحد المنازل، وكان لها دور كبير بتنفيذ عملية أمنية، يقول المقاتل، مشيراً الى أن هذه المسيرة تطفىء مراوحها فلا تصدر صوتاً، وتراقب المكان الذي هبطت فيه بدقة، وتنقل وترصد التحركات، خصوصاً، أن المقاتلين يحاولون استطلاع السماء قبل تحركهم لمعرفة ما اذا كان هناك مسيرات اسرائيلية، ويتحركون عندما لا يسمعون شيئاً، وهذا ما حصل يومها، فكانت المسيرة تصور وتعطي الإحداثيات لغرفة عمليات جيش العدو الإسرائيلي. بحسب معلومات “الملفات” فإن عشرات لا بل مئات من المسيرات النائمة متواجدة في القرى الجنوبية، وبعضها تم ضبطه وتعطيله أو إسقاطه، إلا أن هذه القصص تقدّم لمحة عن صعوبة الحرب التكنولوجية، والتطور الذي لحق بطبيعة المعركة منذ الحرب في تموز 2006 الى اليوم، لذلك على كل الجنوبيين، خصوصاً أبناء القرى القريبة من الحدود، التنبه لوجود هكذا مسيرات نائمة، والحذر منها. المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش

الرواية الكاملة لتوقيف محمد شعيتو: عميل وسارق أيضاً

كثيرة هي التفاصيل التي عُرضت عن التحقيقات التي أجريت مع العميل الإسرائيلي الموقوف، واسمه المركب الكامل بحسب معلومات “الملفات” محمد قاسم عبد الخالق شعيتو، مواليد بلدة الطيري وسكان بلدة الخرايب وسجله 88، ولكن للقصة جوانب أخرى أيضاً تتعلق بتوقيفه، فالشاب لم يتم توقيفه من قبل الأجهزة الأمنية الرسمية. الاشتباه بالعمالة منتصف شهر شباط الماضي، وبعد أن أوهم شعيتو بعض أهالي الخرايب أنه يعمل في مجال تصليح أجهزة الهواتف الخلوية، حصل على جهاز هاتف لأحد الأشخاص بحجة إصلاحه، لكنه لم يُعيده إلى صاحبه، وتهرّب من كشف مصير الهاتف رغم سؤاله عنه عدة مرات، إلى أن بات الأمر غريباً، خصوصاً عندما ضُمّت عملية إخفاء الهاتف إلى مجموعة تساؤلات تُحيط بالشاب، الأمر الذي دفع أمن حركة أمل في بلدة الخرايب للتحرك، بحسب ما تكشف مصادر معنية عبر “الملفات”. يوم الإثنين، في 19 شباط 2024، قررت مجموعة من أمن “أمل” دخول منزل الشاب الذي كان يعمل حتى بداية العام 2016 في مستشفى الرسول الاعظم، وبحسب المصادر فإن الشباب لاحظوا عند مداهمتهم المنزل أمتلاك شعيتو أكثر من هاتف، كما يمتلك أجهزة ألكترونية عديدة، وعند فتح الهواتف تبين ان الشاب قام بمسح محتواها، لذلك كان هناك حاجة لاسترجاع ما مسحه، كاشفة أن استرجاع بعض “داتا” أجهزة الهواتف العائدة له، أظهرت امتلاكه صوراً وفيديوهات، وأرقام هواتف، تجعله تحت شبهة أمنية وأخلاقية، وتفتح الباب واسعاً امام احتمالية أن يكون متعاملاً مع العدو الإسرائيلي، فتم تسليمه إلى فرع المعلومات في الجنوب. سلوك أمني واخلاقي مُريبتكشف المصادر أن شعيتو كان يظهر تصرفات اخلاقية مريبة ومعيبة من خلال تعامله مع النساء، وكان يحاول السطو على هواتف أبناء المنطقة لكشف ما بداخلها من معطيات ومعلومات تُفيده بعمله، مشيرة الى أنه “من ضمن المواد المحذوفة في هواتفه، صور لعدة نقاط حساسة داخل بلدة الخرايب وخارجها، ولكن مسألة الهواتف هذه لم تكن الخطأ الأمني الوحيد الذي ارتكبه شعيتو. من أهم وأبرز وصايا المشغل للعملاء هي التحذير من التسبب بأي مشكلة قد تؤدي بهم إلى التحقيق أو التوقيف، ولكن شعيتو لم يكن يلتزم بهذه الوصايا، إذ تكشف المصادر عبر “الملفات” أن شعيتو إلى جانب عمالته، متهم بسرقة بضائع لادوات كهربائية من فيلا قيد الإنشاء في منطقة قدموس في الجنوب، فعندما كان موقوفاً، تم توقيف مجموعة من الشبان وعددهم 4 بسبب شكوى تقدمت بها الشركة مالكة البضائع، بعدما حاول أحدهم عرض البضاعة عليها للبيع. وبالتفاصيل: “بين عامي 2020 و2021، أي قبل تورطه بالعمالة، سرق شعيتو البضاعة من الورشة وخبأها وقبل توقيفه بشباط، وبعد بدء عمالته، طلب من صديق له بيع البضائع، وهو لم يكن يعلم أن شعيتو سرقها، وعندما تم ضبطه مع رفاقه الذين حاولوا تصريف البضاعة معه اعترفوا أنهم أحضروها من شعيتو، فسئل عن هذا الاتهام خلال التحقيقات واعترف بقيامه بالسرقة أيضاً. شعور العميل وواجب البيئة تكشف مصادر أمنية متابعة عبر “الملفات” أن حجم ما كان يُطلب من شعيتو من معلومات حساسة ومهمة لا تتوافق مع حجم ما كان يتقاضاه، إذ أنه إلى جانب ملف الحزب والمقاومة كان يُطلب منه معلومات حول قوى الأمن الداخلي وحواجزهم ووسائل التحقيق المعتمدة لديهم، مشيرة إلى أن توقيف محمد قاسم يُفترض أن يشكل درساً لكل من يعمل أو يفكر بالعمل مع الاسرائيليين. وتضيف المصادر: “هذا العميل باع والده وعرضه للخطر، وضرب سمعة عائلته، لأجل مبالغ قليلة دفعها على أسنانه، وذلك لأن كل العملاء الذين سبق وحققنا معهم يتحدثون عن شعور دائم لديهم بأنه لا يمكن كشفهم، وبالنهاية يقعون جميعاً”، مشيرة إلى أن العمالة تضيع حياة العميل وآخرته حتى، ولا شيء يعوض الضرر الذي ينتج عن العمالة مع العدو. كذلك ترى المصادر أن هذه الحادثة دليل على أهمية وعي البيئة المجتمعية، والجيران، وهم الأقدر على التنبه لتبدلات في تصرفات الشخص أو حجم إنفاقه، أو تساؤلاته وأسئلته وكلامه، فكل مواطن هو خفير لكشف التجسس، مشيرة إلى أن العمالة تنطلق أولاً من شخص نسي تربيته وأخلاقه، لذلك يجب تعميم ثقافة التوعية من العمل مع العدو، واستعادة منظومة القيم الاخلاقية وهذه مسؤولية الأهل والمدارس ورجال الدين والاعلام. وأخيراً هذه الحادثة رسالة إلى القضاء العسكري لأن دوره أساسي بردع العملاء من خلال التشدد بالأحكام القضائية. من خلال التحقيقات تبين أن العدو كان يأمل أن يكون شعيتو عيناً له داخل مجموعات عسكرية على الأرض خلال الحرب القائمة اليوم، ولكن الوعي المجتمعي والتنبه، ومن ثم التدخل الأمني السريع أفشلا المشروع الإسرائيلي، وهذه أهمية اليقظة داخل القرى الجنوبية في هذه المرحلة. المصدر : خاص “الملفات” – محمد علوش

مسيرة” إسرائيلية تفاجىء “مقاتلاً” بحزب الله: رأيتها خارج نافذة المنزل! 

أبرزت الحرب التي اندلعت في المنطقة في تشرين الأول الماضي تطور المسيرات والتكنولوجيا العسكرية والحربية بشكل كبير، ففي حرب تموز عام 2006 كانت المسيرة التي تقوم بشكل أساسي بعمل التصوير “إم كامل” غير قادرة على تنفيذ عمليات الاغتيال، وكانت المسيرة بأفضل أحوالها محملة بصاروخين اثنين صغيرين، ويمكن “تضليلها” بمجرد التظلل بشجرة أو حائط، وهذا ما تبدل اليوم بشكل كامل، حيث هناك مسيرات يمكنها استشعار الوجود البشري حتى لو كان تحت سقف من الباطون. كثيرة هي أنواع المسيرات الموجودة اليوم في الكيان الاسرائيلي، ومهامها متعددة أيضاً، من التصوير والجمع والتحليل الى الاستهداف والاغتيال المباشر والتدمير، ومع تعدد مهامها يأتي تعدّد أحجامها وأشكالها وأنواعها.انتشر خبر الأسبوع الماضي يتحدث عن مسيرة إسرائيلية قامت باحتجاز مواطن من بلدة الخلوات الحدودية في قضاء حاصبيا، داخل سيارته لدقائق، حيث يقول المواطن: “المسيّرة حاصرتني لفترة من الوقت، ووجهت إلي أشعة خضراء قوية لإجراء مسح شامل لي وللسيارة، وهذه الأشعة تسببت بألم حاد في عينيّ”، وبحسب مصادر في المقاومة لـ”الملفات” فإن هذا النوع من المسيرات قد شوهد سابقاً في الجنوب، حيث كانت المسيرة تنخفض الى حدود الأرض، وفي بعض الحالات كانت تلتف حول المنزل الذي تريد مسحه، ولكن ما يُشاع عن أشعة لايزر لمسح الوجوه هو أمر غير دقيق، فالمسح لا يتم باللايزر بل بالتصوير. في الأسابيع الأولى للحرب، كان بلال، وهو مقاتل في حزب الله، يتواجد في منزل مكون من طابق واحد أرضي في بلدة حدودية، ولم يكن لوحده، بحسب ما يروي عبر “الملفات”، وكان الجو ظلاماً حيث كان ممنوعاً عليهم استخدام أي إضاءة داخل المنازل خلال الليل، بل الاستقرار بهدوء الى حين الانتقال قبل طلوع الشمس الى النقاط العسكرية المطلوب منهم الانتقال إليها. “فجأة سمعنا طنيناً خفيفاً”، يقول بلال، ويضيف: “ظننّا في البداية أن الصوت يعود لمسيرة في السماء، ولكن الطنين كان مصدره قريباً، وما ظنناه بعيداً كان على نافذة المنزل المتواجدين فيه، فطلبت الصمت الكامل، وإذا امكن منع التنفس حتى، وهذه كانت المرة الأولى التي نصادف فيها هذا النوع من المسيرات، صغيرة الحجم، فقامت بجولة حول المنزل وفوقه، ثم غادرت”. بحسب المصادر فإن هذه المسيرات لا تمتلك القدرة على إطلاق النار، ولكنها قادرة على تحديد الهدف لتقوم مسيرة اخرى أو طائرة حربية اخرى بضربه وبسرعة، وهي مجهزة بكاميرات متطورة موصولة بغرف التحكم المركزية داخل الكيان الاسرائيلي، وربما ما حصل مع المواطن في قضاء حاصبيا كان بسبب هذا النوع من الطائرات القادرة على الطيران على علوّ منخفض للغاية. تؤكد المصادر أن المسيرات لا تُجري مسحاً بأشعة مرئية، بل بواسطة الكاميرا، وعندها يمكن خلال ثوان تحديد طبيعة الهدف بعد مقارنة الصور بما تمتلك أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية من داتا، علماً ان ما تمتلكه هذه الأجهزة يتخطى كل ما يمكن أن يتصوره عقل. لا تكتفي اسرائيل بما لديها من مسيرات، بل تستعين بمسيرات أميركية واخرى بريطانية، في لبنان كما في غزة أيضاً، مسيرات قادرة على تحديد بصمات الوجه والصوت، لذلك تكشف المصادر أن في بعض الاماكن، لا يستعمل القادة أصواتهم بالتواصل ولو عبر شبكات الهاتف الخاصة بالمقاومة.  المصدر :خاص موقع “الملفات – محمد علوش

ما علاقة “الهدهد” بقاعدة غليلوت؟

خاص –  موقع ” الملفات”  بين 30 تموز الفائت و25 آب الحالي، حبست المنطقة أنفاسها ترقباً للردّ الذي ستقوم به المقاومة اللبنانية ثأراً لاغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، فتم تأجيل بعض رحلات شركة طيران الشرق الأوسط، وأرسلت بعض من طائراتها إلى قبرص وتركيا، فيما طلبت بعض الدول الأجنبية والعربية من رعاياها مغادرة لبنان فوراً. بدأ الجميع يستعدّ للحرب من الحكومة اللبنانية والتي بدأت بتجهيز المدارس من الجنوب إلى أقصى الشمال لاستقبال النازحين وكذلك القطاعات الصحية التي رفعت جهوزيتها، حتى أن بعض سكان الضاحية الجنوبية والجنوب أخلوا منازلهم تحسباً لأي طارئ. انتظر اللبنانيون نحو 4 أسابيع وسط تهديدات إسرائيلية وصلت إلى حد الإعلان عن تنفيذ ضربة استباقية لتلافي ذلك الرد، فيما لم تغب حركة الوفود الأجنبية والعربية إلى لبنان في محاولة منها لتهدئة الأوضاع. لكن على وقع الاستنفار الإسرائيلي، جاء رد حزب الله الذي أطلقت عليه تسمية “عملية يوم الأربعين” لتزامنه مع أربعينية الإمام الحسين، فاستهدف قاعدة غليلوت التي تبعد عن “تل أبيب” بضعة أمتار بحسب بيان حزب الله. فأت الرد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه تم التصدّي لتلك الصواريخ والمسيّرات. فهل وصلت فعلاً مسيرات الحزب إلى هذه القاعدة وحقّقت هدفها؟ وهل سيكون لدى حزب الله دليل يُقنع فيه الرأي العام بنجاح تلك العملية؟ “إيران لن تردّ”… و”علامة استفهام” على ردّ الحزب في حديث لموقع “الملفات”، قال الجنرال المتقاعد جورج نادر إن “ردّ حزب الله ليس بمستوى اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر”، معتبراً أنه “ردّ باهت وهناك عدة أسئلة تتناوله، لناحية الضربة الاستباقية التي وجهها الجيش الإسرائيلي قبل نصف ساعة من الرد ونتيجتها كانت شبه معدومة، أو لجهة عدم وضوح حقيقة الخسائر لدى الطرفين”. وسأل نادر: “هل هذا متّفق عليه بين إيران وأميركا كما أشيع؟ إذ إن النتيجتين متقاربتين من حيث انعدام الخسائر، فجاء موقف حزب الله خجولاً وتراجع”. وذكّر بأن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان يقول إنه “إذا قام الجيش الإسرائيلي بضرب بيروت أو الضاحية الجنوبية سنرد رداً مزلزلاً على تل أبيب أو القدس، بالمقابل لم يكن الرد مزلزلاً ولم يُحدث أي توازن رعب بين الجهتين”. أما بالنسية للردّ الإيراني، فعبّر نادر عن عدم اعتقاده بوجود نية لدى إيران بالرد على اغتيال اسماعيل هنية، معتبراً أنه “في حال حصل لن يشارك حزب الله فيه لكونه نهى الجزء المتعلّق برده”. “هدهد” جديد… ورسالة إلى الإسرائيليين؟ وفي هذا السياق، أكد مصدر مقرّب من حزب الله أن “المقاومة استهدفت تقريباً ١٢ هدفاً إسرائيلياً منها مراكز لإطلاق الصواريخ وقواعدها وقواعد مدفعية وقيادات الوحدات للجيش الإسرائيلي، وكان الهدف من هذه الصواريخ إلهاء الجانب الإسرائيلي حتى تتمكّن المسيّرات التي أطلقت وتوجّهت إلى مركز المخابرات الإسرائيلي من اجتياز الحدود بسلام، والوصول إلى الهدف الذي أصابته”. وأشار المصدر إلى أن “المقاومة لديها مصادر خاصة بها تعتمدها، سواء عبر تقنية الفيديو على غرار مشاهد “الهدهد” أو بطريقة أخرى، لتوضّح من خلالها حقيقة النتائج وتُثبت وصول المسيرات إلى أهدافها بنجاح”، كاشفاً أن “الأيام المقبلة ستبيّن حقيقة ما جرى، حتى يتم اتخاذ القرار المناسب بشأن استكمال الردّ من عدمه، لاسيما وأن السيد نصرالله قال في خطابه الأخير أن هذه المرحلة الأولى وهنالك مرحلة ثانية في حال لم يعط الرد الأول نتيجة”. ولفت المصدر إلى أن “هناك رسالة أخرى لهذه الضربة غير الانتقام من اغتيال القائد فؤاد شكر، وتفيذ بأن إطلاق المقاومة لـ ٣٤٠ صاروخ وبضعة أسراب من الطائرات المسيّرة، دفع إسرائيل لإدخال ١٠٠ طائرة حربية في محاولة للتصدي لهذا الهجوم، وعطّلت مطارات وشلّت الحركة في البلاد، فكيف سيكون الحال إذا ما أطلقت مئات الصواريخ؟”. المصدر : خاص – موقع “الملفات