ما علاقة “الهدهد” بقاعدة غليلوت؟
خاص – موقع ” الملفات” بين 30 تموز الفائت و25 آب الحالي، حبست المنطقة أنفاسها ترقباً للردّ الذي ستقوم به المقاومة اللبنانية ثأراً لاغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، فتم تأجيل بعض رحلات شركة طيران الشرق الأوسط، وأرسلت بعض من طائراتها إلى قبرص وتركيا، فيما طلبت بعض الدول الأجنبية والعربية من رعاياها مغادرة لبنان فوراً. بدأ الجميع يستعدّ للحرب من الحكومة اللبنانية والتي بدأت بتجهيز المدارس من الجنوب إلى أقصى الشمال لاستقبال النازحين وكذلك القطاعات الصحية التي رفعت جهوزيتها، حتى أن بعض سكان الضاحية الجنوبية والجنوب أخلوا منازلهم تحسباً لأي طارئ. انتظر اللبنانيون نحو 4 أسابيع وسط تهديدات إسرائيلية وصلت إلى حد الإعلان عن تنفيذ ضربة استباقية لتلافي ذلك الرد، فيما لم تغب حركة الوفود الأجنبية والعربية إلى لبنان في محاولة منها لتهدئة الأوضاع. لكن على وقع الاستنفار الإسرائيلي، جاء رد حزب الله الذي أطلقت عليه تسمية “عملية يوم الأربعين” لتزامنه مع أربعينية الإمام الحسين، فاستهدف قاعدة غليلوت التي تبعد عن “تل أبيب” بضعة أمتار بحسب بيان حزب الله. فأت الرد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه تم التصدّي لتلك الصواريخ والمسيّرات. فهل وصلت فعلاً مسيرات الحزب إلى هذه القاعدة وحقّقت هدفها؟ وهل سيكون لدى حزب الله دليل يُقنع فيه الرأي العام بنجاح تلك العملية؟ “إيران لن تردّ”… و”علامة استفهام” على ردّ الحزب في حديث لموقع “الملفات”، قال الجنرال المتقاعد جورج نادر إن “ردّ حزب الله ليس بمستوى اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر”، معتبراً أنه “ردّ باهت وهناك عدة أسئلة تتناوله، لناحية الضربة الاستباقية التي وجهها الجيش الإسرائيلي قبل نصف ساعة من الرد ونتيجتها كانت شبه معدومة، أو لجهة عدم وضوح حقيقة الخسائر لدى الطرفين”. وسأل نادر: “هل هذا متّفق عليه بين إيران وأميركا كما أشيع؟ إذ إن النتيجتين متقاربتين من حيث انعدام الخسائر، فجاء موقف حزب الله خجولاً وتراجع”. وذكّر بأن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان يقول إنه “إذا قام الجيش الإسرائيلي بضرب بيروت أو الضاحية الجنوبية سنرد رداً مزلزلاً على تل أبيب أو القدس، بالمقابل لم يكن الرد مزلزلاً ولم يُحدث أي توازن رعب بين الجهتين”. أما بالنسية للردّ الإيراني، فعبّر نادر عن عدم اعتقاده بوجود نية لدى إيران بالرد على اغتيال اسماعيل هنية، معتبراً أنه “في حال حصل لن يشارك حزب الله فيه لكونه نهى الجزء المتعلّق برده”. “هدهد” جديد… ورسالة إلى الإسرائيليين؟ وفي هذا السياق، أكد مصدر مقرّب من حزب الله أن “المقاومة استهدفت تقريباً ١٢ هدفاً إسرائيلياً منها مراكز لإطلاق الصواريخ وقواعدها وقواعد مدفعية وقيادات الوحدات للجيش الإسرائيلي، وكان الهدف من هذه الصواريخ إلهاء الجانب الإسرائيلي حتى تتمكّن المسيّرات التي أطلقت وتوجّهت إلى مركز المخابرات الإسرائيلي من اجتياز الحدود بسلام، والوصول إلى الهدف الذي أصابته”. وأشار المصدر إلى أن “المقاومة لديها مصادر خاصة بها تعتمدها، سواء عبر تقنية الفيديو على غرار مشاهد “الهدهد” أو بطريقة أخرى، لتوضّح من خلالها حقيقة النتائج وتُثبت وصول المسيرات إلى أهدافها بنجاح”، كاشفاً أن “الأيام المقبلة ستبيّن حقيقة ما جرى، حتى يتم اتخاذ القرار المناسب بشأن استكمال الردّ من عدمه، لاسيما وأن السيد نصرالله قال في خطابه الأخير أن هذه المرحلة الأولى وهنالك مرحلة ثانية في حال لم يعط الرد الأول نتيجة”. ولفت المصدر إلى أن “هناك رسالة أخرى لهذه الضربة غير الانتقام من اغتيال القائد فؤاد شكر، وتفيذ بأن إطلاق المقاومة لـ ٣٤٠ صاروخ وبضعة أسراب من الطائرات المسيّرة، دفع إسرائيل لإدخال ١٠٠ طائرة حربية في محاولة للتصدي لهذا الهجوم، وعطّلت مطارات وشلّت الحركة في البلاد، فكيف سيكون الحال إذا ما أطلقت مئات الصواريخ؟”. المصدر : خاص – موقع “الملفات