اغتيال في قلب الضاحية.. قيادي بارز جدًا وعشرات الجرحى
بعد يومين فقط من الانفجارات التي ضربت لبنان، مستهدفةً بنية الاتصالات لحزب الله وأسفرت عن سقوط آلاف الجرحى وعددٍ لا يُستهان به من الشهداء، تحرك المشهد الأمني في اتجاه أكثر تصعيدًا، حيث كانت الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم مسرحًا لعملية اغتيال كبيرة، ما يفتح فصلاً آخر في سلسلة المواجهات الدموية بين إسرائيل وحزب الله ويضع البلاد فعلاً على شفير الهاوية. فهل نحن أمام مرحلة مختلفة من الحرب؟ وفي التفاصيل، غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وشهود عيان أفادوا بسماع دوي أربعة انفجارات عنيفة هزت المنطقة بأكملها، متسببةً في دمار هائل وسط حالة من الذعر والرعب بين السكان. وبحسب المعلومات المتوفرة حتى الساعة، سقطت بنايتان كاملتان بفعل الغارات الجوية، مع تصاعد سحب دخان كثيفة غطت سماء المنطقة، بينما سُمع دوي الانفجارات في أحياء بعيدة مثل الحازمية وبعبدا، ما يؤكد قوة العملية. الرقم الثاني في حزب اللهبحسب المعلومات الأولية، فإن الغارة نفذت خلال اجتماع لقيادات من حزب الله في المبنى المستهدف، وهو ما يعكس طبيعة التخطيط الاستخباراتي. ووفقًا للرواية الأولية التي سرعان ما أعلن عنها الجيش الإسرائيلي وتبناها، نُفذت غارة دقيقة وعنيفة في محيط القائم، مستهدفةً شخصية قيادية رفيعة جدًا في حزب الله، إبراهيم عقيل، قائد العمليات الخاصة للحزب، والذي يُعتبر واحدًا من أهم القادة الميدانيين. من هو إبراهيم عقيل؟إبراهيم عقيل، الهدف الرئيسي لهذه العملية، هو شخصية لها تاريخ طويل ومعقد في العمليات العسكرية والاستخباراتية لحزب الله. عقيل، المعروف باسم تحسين، يشغل منصب قائد العمليات الخاصة للحزب ويُعد خليفة للقيادي فؤاد شكر الذي تم اغتياله في وقت سابق. عقيل ليس مجرد قائد عسكري، بل هو عضو في مجلس الجهاد، أعلى هيئة عسكرية في الحزب . تصنيف إرهابي عالميإبراهيم عقيل مُدرج ضمن قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص من قبل الولايات المتحدة، وله سجل حافل بالعمليات، بدءًا من تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983 إلى اختطاف رهائن أميركيين وألمان خلال الثمانينيات – وفقًا لتقارير اعلامية غربية. وفي تموز 2015، صنّفت وزارة الخزانة الأميركية عقيل كإرهابي بموجب الأمر التنفيذي 13582، لتورطه في عمليات إرهابية نيابة عن حزب الله. وفي أيلول 2019، تم تصنيفه أيضًا “كإرهابي” عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224، مما جعل استهدافه أولوية لدى إسرائيل وأجهزة المخابرات الدولية. يُذكر أن الولايات المتحدة الأميركية كانت قد قدمت مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل أي معلومات تقود إلى اعتقال إبراهيم عقيل، كونه يُعد من بين الأهداف الأكثر أهمية في برنامج المكافآت بسبب دوره القيادي في التخطيط للعمليات الكبرى، بما في ذلك الهجمات على القوات الأميركية والأجنبية. إذًا، هذه العملية تأتي في سياق تصعيد أمني متسارع بين حزب الله وإسرائيل. بعد سلسلة من الهجمات والاستهدافات المتبادلة، يبدو أن إسرائيل قررت توجيه ضربات قاضية تهدف إلى إضعاف القيادة الميدانية لحزب الله عبر استهداف قادته الكبار. السؤال الأبرز الآن: كيف سيرد حزب الله؟ وهل سنشهد تصعيدًا أكبر قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة؟ المصدر : خاص – موقع “الملفات”