September 24, 2024

عمليات الاحتيال وطرقها في العالم الرقمي.. بالتفاصيل

موقع الملفات – خاص لم يعد سراً خافياً على أحد الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية المشفّرة والتكنولوجيا اللامركزية المعروفة بالبلوكشين في جميع أنحاء العالم، وقد يكون لمختلف الشرائح اللبنانية الاتجاه عينه، لا سيما أن الاستثمار من هذا النوع يُعد فرصة للحصول على عائدات مالية عالية. إلا أن هذا الإقبال على العالم الرقمي يُقابله خطراً حقيقياً داهماً يُواجه المستثمرين الذين يتعرّضون يومياً للاحتيال، وذلك بسبب طبيعة غير منظمة وغير مراقبة لبعض أجزاء هذه السوق، بحيث يمكن للمحتالين استغلال النظام لتنفيذ عمليات احتيال وأنشطة احتيالية. في بادئ الأمر وقبل الدخول إلى عمق هذه القضية، التي تعني كل الأفراد سواء الذين يستخدمون العملات الرقمية للقيام بالمعاملات المالية بطريقة سريعة وفعّالة، أو بالنسبة لعمليات الشراء والبيع أو تحويل الأموال بين الأفراد، أو بعض المستثمرين الذين يقومون بشرائها على أمل زيادة قيمتها في المستقبل وبيعها لتحقيق الربح، أو حتى التجار والشركات الذين يقبلونها كوسيلة دفع من قبل العملاء، لا بد من الإشارة إلى أن استثمارات من هذا النوع تنطوي على مخاطر عالية، إن من ناحية القيمة التي تشهد تقلبات كبيرة، أو من جهة وقوع المستثمرين على مختلف أنواعهم ضحايا لعمليات احتيالية عديدة، يذكر موقع “الملفات” البعض منها ، ويتعمق في تفاصيل بعض العمليات الأكثر شيوعاً بعد استعانته بالمستشار في أمن المعلومات والتحوّل الرقميّ، رولان أبي نجم، للحصول على معلومات أكثر دقّة حول عمليات الاحتيال وطرقها في هذا العالم الرقمي، كالتالي: احتيال العملات المزيّفة –   Fake Cryptocurrencies حيث يتم إصدار عملات رقمية وهمية أو غير قانونية بهدف خداع المستثمرين وسرقة أموالهم. قد يتم ترويج هذه العملات من خلال بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال مشروعات احتيالية تعد بعائدات مالية مرتفعة وفرص استثمارية مغرية. المستثمرون يتم إقناعهم بشراء هذه العملات بأسعار منخفضة، ولكنها في الواقع لا قيمة لها ولا يمكن تداولها. احتيال التعدين السحابي  Cloud Mining Scams- تعد خدمات التعدين السحابي شائعة في عالم العملات الرقمية، حيث يتم استئجار قوة حسابية للتعدين من شركات خارجية. ومع ذلك، يوجد بعض الشركات غير الشرعية أو غير الموثوقة التي تعد بعائدات مالية غير واقعية وتنتهي في النهاية بالاحتيال. يمكن أن يتم سحب الأموال من المستثمرين وتوقيف خدمة التعدين قبل تحقيق أي أرباح حقيقية. احتيال الاكتتاب الابتدائي –   Initial Coin Offering Scams يتم استغلال انتشار ظاهرة الاكتتاب الابتدائي لجمع التمويل لمشروعات العملات الرقمية. تعد هذه العمليات مناسبة للمحتالين لجمع الأموال بسرعة والاختفاء. قد يتم تقديم مشروع وعملة رقمية واعدة بتقنيات مبتكرة وفرص استثمارية ضخمة، ولكن في الحقيقة، الفريق القائم على المشروع غير موجود أو الوثائق المقدمة مزيفة. احتيال التبادل  Exchange Scams- تحدث عمليات الاحتيال عبر منصات التداول الرقمية، حيث يتم استغلال المستثمرين عندما يقومون بتحويل عملات رقمية لشخص آخر. قد يتم تزوير صفقات الصرف أو عدم إرسال العملات المتفق عليها، مما يؤدي إلى خسارة المستثمرين لأموالهم. احتيال المحافظ الرقمية –  Wallet Scams تستخدم المحافظ الرقمية (Wallets) لتخزين وإدارة العملات الرقمية. قد يحدث احتيال عبر إنشاء محافظ رقمية وهمية تهدف إلى سرقة مفاتيح الوصول الخاصة بالمستثمرين وبالتالي سرقة أموالهم. احتيال الرسائل يتم إرسال رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية تستهدف المستثمرين وتطلب منهم تقديم معلومات شخصية أو إرسال أموال إلى حسابات مشبوهة. وبالطبع، لا يمكن أن ننسى بعض الأمثلة الشهيرة عن عمليات احتيالية حدثت عبر العملات الرقمية في الماضي، أبرزها بحسب روبوت الذكاء الاصطناعي، ما يلي: احتيال Bitconnect  كان Bitconnect منصّة استثمارية مشبوهة تعدّت الحدود مع وعود بعائدات مالية ضخمة للمستثمرين. تمتلك Bitconnect عملتها الخاصة (BCC) وكانت تعد بأنظمة تداول آلية تضمن أرباحًا كبيرة. ومع ذلك، تم الكشف في عام 2018 عن أن Bitconnect كانت نظام بيونزي، حيث تم استخدام أموال المستثمرين الجدد لدفع العوائد للمستثمرين القدامى. انهارت المنصة وخسر المستثمرون مبالغ هائلة. احتيال Mt. Gox كانت Mt. Gox في السابق واحدة من أكبر منصات تداول بيتكوين في العالم. وفي عام 2014، تعرّضت لاختراق أمني وتم سرقة حوالي 850,000 بيتكوين من حسابات المستخدمين، بقيمة تقدر بمئات الملايين من الدولارات. تعتبر هذه واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ العملات الرقمية. احتيال OneCoin كانت OneCoin عملة رقمية ومشروع استثماري مشبوه تم ترويجه على أنها عملة منافسة لبيتكوين. تعددت الشكاوى حول OneCoin، حيث تم الكشف في عام 2017 عن أنه ليس لديها أي تكنولوجيا أو بلوكشين حقيقي، وتم تشغيلها كنظام بيونزي لاستخدام أموال المستثمرين الجدد لدفع عمولات المستثمرين القدامى. أما من يقف وراء العمليات الاحتيالية في عالم العملات الرقمية، فيمكن أن تكون نتاجًا لعدة أطراف وأفراد. ومن بعض الجهات المحتملة التي قد تكون خلفها، هناك القراصنة الإلكترونيين أو ما يعرف بالـHackers الذين يعمدون إلى اختراق منصات التداول والمحافظ الرقمية وسرقة العملات الرقمية ومعلومات المستخدمين، بالإضافة إلى العصابات المنظّمة التي تعمل على تنفيذ عملياتها الاحتيالية بالتعاون مع خبراء تقنيين ومحتالين لتنفيذ خططهم. وقد يكون هناك أيضًا مطورين أو فرق تطوير تقوم بإنشاء عملات رقمية ومشاريع استثمارية مزيفة بهدف جمع الأموال من المستثمرين والاختفاء، كما قد يشارك بعض المستثمرين في عمليات احتيالية عن طريق تضليل الآخرين وترويج مشاريع وهمية للحصول على أموالهم. وعن قيمة هذه العملات الرقمية المشفرة والمتاحة حاليًا، يؤكد أبي نجم أن سوق العملات الرقمية متقلّب ومتغيّر بشكل كبير، ولا يمكن التنبؤ بدقة بمصير أي عملة رقمية معينة. أما مصيرها سواء في المستقبل القريب أو البعيد، فيعتمد على عدة عوامل وقد يتفاوت من عملة إلى أخرى، وبالتالي هناك سيناريوهات عدة محتملة، كالاستمرار والاعتراف، بما معناه أن بعض العملات الرقمية قد تظل قوية ومستدامة على المدى الطويل وقد يتم قبولها واعترافها كوسيلة شرعية للتبادل والتخزين والاستثمار، في حين قد تواجه بعض العملات صعوبات في البقاء وتنخفض قيمتها بشكل كبير، مما يؤدي في النهاية إلى اندثارها، وهذا يمكن أن يكون نتيجة لنقص الاهتمام أو التبنّي الضعيف أو القيود القانونية أو تقنيات قديمة غير فعّالة. في الختام، يمكن أن يظهر تطور وتغيير في العملات الرقمية مع مرور الوقت، فقد تظهر تقنيات جديدة أو نماذج اقتصادية جديدة تغير طريقة عملها وقد يؤدي الابتكار إلى ظهور عملات رقمية جديدة تحل محل العملات القديمة أو تعمل جنبًا إلى جنب معها. إلا أن المؤكد، أن لا شيء مؤكد في هذا العالم، فبين ليلة وضحاها قد يتغير كل شيء. المصدر : موقع الملفات – خاص