تطورات متسارعة في المشهد اللبناني-الإسرائيلي.. وشروط تثير الجدل
تتوالى التقارير الإعلامية التي تكشف عن تطورات في المشهد اللبناني-الإسرائيلي، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعقد مباحثات استشارية حول إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان. وتأتي هذه الخطوة في ظل تقديرات إسرائيلية تشير إلى قدرة “حزب الله” على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد. وفي تصريحات ذات صلة، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن هدف إسرائيل في لبنان يختلف عن هدفها في غزة، حيث تسعى إسرائيل في لبنان إلى نزع سلاح “حزب الله” من الجنوب حتى الليطاني، وعدم السماح بتجدد قوته دون السعي إلى تدميره بالكامل. واعتبر ساعر في تصريحاته أنه إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق يعيد السكان ويلبي شروط إسرائيل، فسيكون ذلك من مصلحتهم. وفي السياق نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي عن سحب إحدى الفرق العسكرية من جنوب لبنان، مع إبقاء ثلاث فرق في المنطقة، مؤكدًا أن قواته ستتصدى لأي محاولة لتهريب أسلحة إلى “حزب الله” من سوريا وستعمل على الحد من كل قدراته التصنيعية. من جهة أخرى، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية. وكشفت مصادر لبنانية عن شروط محددة لواشنطن، منها إخطار “اليونيفيل” في حال حدوث أي خرق من جانب “حزب الله”، ليتولى الجيش اللبناني معالجة الوضع، وإلا يحق لإسرائيل التدخل، وهو ما يرفضه لبنان حتى الآن. كما أفادت تقارير بأن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، تلقى رسالة من السفيرة الأميركية ليزا جونسون حول القرار 1701، تضمنت نقاطاً إيجابية ونقاطاً أخرى رفضها الجانب اللبناني. أما موقع “أكسيوس”، ونقلاً عن مسؤول أميركي، فقد شدد على أنه لا يوجد موعد لزيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، مؤكدًا أنه لن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل إلى اتفاق. وأشار الموقع إلى أن محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن عالجت معظم الخلافات مع تل أبيب بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وإسرائيل متوافقتان بشأن هذا الاتفاق. ولكن يبدو أن التصريحات حول التوصل إلى تسويات ووقف إطلاق النار لا تتوافق مع الواقع الحالي على الأرض، إذ تواصل الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان مواجهة دمار واسع نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة. ورغم الأحاديث الرسمية عن إمكانية التهدئة، يعكس المشهد تصعيدًا ميدانيًا ممنهجًا، مما يضع التسويات المحتملة في إطار التطمينات الإعلامية فقط. المصدر : الملفات