January 11, 2025

قتل صديقه ورماه في بحر شكا.. بالتفاصيل

بتاريخ 1-8-2024، توافرت معلومات لشعبة المعلومات في قوى الأمن الدّاخلي، حول اختفاء المواطن: م. ب. (من مواليد عام ۱۹۹۸) في شكّا بالقرب من النّفق، وذلك بعد أن توجّه الى المحلّة المذكورة، في وقتٍ متأخرٍ من الليل، برفقة صديقه: ع. ر. (من مواليد عام ۲۰۰۰، لبناني).على الفور، باشرت القطعات المختصّة في الشّعبة إجراءاتها الميدانيّة والاستعلاميّة لكشف ملابسات اختفائه. بالتّحقيق مع (ع ، ر) أفاد أنّه توجّه برفقة صديقه لتناول مشروبات كحوليّة، بالقرب من النّفق، -وهي منطقة وعِرة وخالية من السّكّان- وأنّه خلال وجودهما في المحلّة تعرّضا لمحاولة سلب من قبل أشخاص مجهولين، ولدى مقاومتهما، قاما بدفعهما الى هاوية مؤدّية إلى البحر، فاستطاع هو تثبيت نفسه والنجاة فيما توارى صديقه عن أنظاره، ولم يعثر عليه على الرغم من البحث عنه مطوّلاً. وأنه تواصل مع ذوي المفقود من هاتف الأخير فلم يحضر أحد لمساعدته. كما أفاد بأنّه لم يتم سلبهما أي شيء وأنه أضاع هاتف صديقه في أثناء البحث عنه. بالتاريخ ذاته تمّ العثور على جثّة هامدة على إحدى الصّخور الملاصقة للبحر بجانب مرفأ شركة الترابة الوطنية، فتم سحبها الى الشاطئ وتبين انها عائدة للمدعو (م ، ب)، كما تم العثور على قبّعة عائدة له في “المهوار”.بنتيجة المتابعة، وبسبب التّناقض في إفادة (ع ، ر)، تم الاشتباه به. وباستماعه مجدّداً من قبل محقّقي الشّعبة، اعترف أنه حصل جدال بينه وبين صديقه بينما كانا في حالة تعاطي المخدّرات فدفعه على الجرف ليسقط في المياه ويفارق الحياة. أجري المقتضى القانوني بحقّه، وأودع مع هاتفه المرجع المختص، بناءً على إشارة القضاء. المصدر : المديريّة العـامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة

القصة الكاملة للجثث الخمس في كفرشيما: أسرار ومعطيات مروّعة !

خاص – موقع “الملفات “   قبل أشهر، وربما أسابيع، كانت الحياة في كفرشيما تسير بنمطها المعتاد، حتى بدأت تظهر علامات غريبة ومريبة في حارة الدير، أثارت الريبة والقلق في نفوس سكان الحي. لم تكن تلك التصرفات التي تصدر من المنزل القديم مجرد أفعال عابرة، بل كانت محاطة بالغموض والشبهات. ما زاد الطين بلة هو الرائحة الكريهة التي بدأت تتسرب من داخل جدران المنزل، مما دفع الجميع للتساؤل عن الأسرار المظلمة التي قد يخفيها ذلك المكان. تصرفات الشابين اللذين يسكنان المنزل مع والدتهما العاجزة أصبحت حديث الحي، فقد كانا يقومان بأعمال مشبوهة في ساعات متأخرة من الليل على حد قول الجيران، وحركاتهما الغريبة زادت من شكوك السكان، وكأن هناك شيئًا رهيبًا يحدث خلف تلك الأبواب المغلقة. وصلت هذه المعطيات المثيرة للريبة إلى الأجهزة الأمنية، وتحديدًا إلى مخابرات الجيش اللبناني، التي بدأت فورًا بعمليات مراقبة ورصد دقيقة للمنزل الغامض. تحريات مكثفة أُجريت لكشف النقاب عن ما قد يكون مخفيًا خلف جدران هذا المكان المشبوه. كانت هناك دلائل واضحة على أن شيئًا غير طبيعي يحدث، فقد عمد الشابان إلى إحاطة المنزل بأسلاك شائكة، ونصبا خيمًا وشوادر سوداء، وزودا المكان بكاميرات مراقبة، في مشهد يثير الكثير من التساؤلات، وكأنهما كانا يخفيان شيئًا خطيرًا. الروايات الأولية من السكان التي تم تداولها، أفادت بأن الشابين كانا يدفنان الموتى داخل الشقة التي يسكنان فيها، ثم لوحظت زيارات غامضة ومتكررة للمنزل، مترافقة مع أصوات غريبة وانبعاث روائح كريهة. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد كان الشابان يتسببان في إزعاج مستمر للسكان من خلال إطلاق النار والسباب والشتائم، ما زاد من حدة الشكوك وأدى إلى تفاقم القلق في نفوس أهل الحي. علماً أن الشابين، وهما لبنانيان، الأول يُدعى خريستو وهو جندي سابق في الجيش، والآخر يُدعى إلياس، من أصحاب السوابق ومطلوبان بجرائم سرقة السيارات والدراجات النارية. هذه المعلومات زادت من تعقيد الصورة وأثارت مزيدًا من الشكوك حول ما يجري داخل هذا المنزل. تحركاتهما المشبوهة دفعت الأجهزة الأمنية لتكثيف مراقبتهما بهدف كشف النقاب عن الحقيقة المخيفة التي قد تكون مختبئة خلف جدران هذا البيت الغامض. وبالفعل، بعد جمع الأدلة والمعلومات الكافية، قررت قوة من مخابرات الجيش مداهمة الشقة السكنية المشبوهة. ما وجدوه داخل المنزل كان صادمًا للغاية. في إحدى الغرف، عُثر على خمس جثث، ثلاث منها تحللت بالكامل وتحولت إلى هياكل عظمية، مما يشير إلى أن الوفاة حدثت منذ فترة زمنية طويلة، بينما الجثتان الأخرتان ما زالتا تحتفظان بملامحهما، في دليل على أن وفاتهما حديثة. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الجثث تعود لأهل الشابين وبالتحديد لوالدهما وشقيقتهما وثلاث اخوة، دفنهما الشابان داخل غرفة أسفل المنزل، علما ان الجثة الأخيرة، التي لم تتحلل بعد ويبدو أن الوفاة حديثة، فهي تعود لشقيقه المدعو الياس الذي توفي منذ حوالي العشرة أيام. وسط هذه الفوضى والرعب، وُجدت الأم المسنة جالسة في مكانها، غارقة في مرض الألزهايمر، غير واعية بما يدور حولها من أحداث مأسوية. كان المشهد في المنزل يعكس صورة مروعة لعائلة طواها الزمن في ظروف غامضة ومؤلمة، تاركة وراءها الكثير من الأسئلة التي تنتظر إجابات. ومع تقدم التحقيقات، بدأت تظهر بعض الإجابات المقلقة. فقد تبين، وفقًا لمعلومات الملفات، أن العائلة كانت بالفعل قد حولت إحدى الغرف خلف المنزل في الحديقة إلى مدفن لأفرادها، بسبب وصية والدهم، التي تنصّ على دفن أفراد العائلة في المنزل، وفقًا لروايتهم. وتشير المعلومات إلى عملية دفن الجثث في الغرفة بدأت منذ عام 1986، فخلال الحرب الأهلية اللبنانية، اختلف شقيقان من العائلة داخل المنزل، فأطلقا الرصاص على بعضهما البعض وقُتلا، فدفنهما خريستو داخل المنزل. وتكشف هذه المعلومات عن أن العائلة كانت ترفض إجراء الصلوات على أرواحهم في الكنيسة. مما يضيف بُعدًا آخر لهذه المأساة المعقدة التي ظلت طي الكتمان لفترة طويلة. وفيما توارى الشابان عن الأنظار، تمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف أحد أبناء العائلة المدفونة، وهو المدعو خريستو الفتا، والتحقيق جارٍ معه، بينما شقيقه الذي كان لا يزال قيد الملاحقة، تبين أنه من بين الجثث الخمس. اذًا، لا يزال الغموض يكتنف هذه القضية التي تفجرت تفاصيلها كالقنبلة، وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة المزيد من الحقائق المخفية. فكلما تم الكشف عن جانب من القصة، بدا أن ما خفي أعظم مما تم اكتشافه حتى الآن. غرفة مليئة بالجثث قد تكون مجرد بداية لسرد طويل ومروّع، ينتظر أن تكشف التحقيقات المقبلة عن تفاصيله الكاملة. هذا الكشف الصادم أثار تساؤلات حول مدى تقبل المجتمع المحلي لهذه الممارسات الغريبة، وأعطى مزيدًا من العمق للغموض الذي يحيط بهذه العائلة وحياتها المأساوية، مؤكداً أن الشكوك حولهم لم تكن مجرد تكهنات، بل كانت تخفي وراءها حكاية مرعبة لم يكن أحد يتوقعها، ومن الصعب تقبلها، فليس بأمر طبيعي أن يسكن أحد في منزل مليئ بالجثث! المصدر : خاص – موقع “الملفات”

الحرب على الأبواب والدولار يتحضّر للطيران.. هل تنهار الليرة أكثر؟

منذ العام 2019 ومع بدء التحرّكات الشعبية وما رافقها من أزمات متتالية، انهارت الليرة اللبنانية، وبات سعر صرف الدولار يتأرجح صعوداً ونزولاً. لكن منذ أكثر من سنة، أي عند رحيل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، واستلام نائبه وسيم منصوري، والمركزي متمكّن حتى اليوم من السيطرة على سعر الصرف، بعدما استطاع خفض الكتلة النقدية في السوق، وجمع الدولار في احتياطه، الأمر الذي خلق نوعاً من التوازن المالي والنقدي. وبالرغم من اشتعال الجبهة الجنوبية بعد عملية طوفان الأقصى، والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، إلا أنّ سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار لم يتغيّر وبقي ثابتاً.  أما اليوم ومع تعاظم حدّة التوتّر والتوقّعات بانفلات الأمور، فإن الأنظار متّجهة إلى الساعات والأيام المقبلة لرد حزب الله على “إسرائيل”، وما إذا كان لبنان سيدخل في حرب شاملة أم لا؟ وهنا يمكن طرح الإشكالية حول قيمة الدولار وما سيحلّ بها، لاسيما وأن الحرب تترك أثراً عميقاً على الحركة الاقتصادية، وعندها هل سيبقى المصرف المركزي قادراً على ضبط الليرة؟ في حديث لموقع “الملفات”، أشار الخبير المالي والاقتصادي الدكتور بلال علامة إلى أن سبب الاستقرار النقدي حتى الآن يعود لكون “كل نفقات الدولة وإيراداتها بدأت تصبح بالدولار، ولم يعد هناك حاجة لليرة اللبنانية، فانخفض استعمال السيولة عبرها، وبالتالي استطاع المركزي التحكّم بسعر الدولار وضبطه عند سعر محدّد”، موضحاً أنه “رغم حالة الحرب التي يعيشها البلد، إلّا أن الضغط على سعر الصرف بسيط جداً لشبه غياب الحاجة لتحويل الليرة إلى دولار”.  ولفت إلى أن “عملية ضبط السعر هي عملية مصطنعة وليست طبيعية لأن سعره أعلى بكثير من السوق، فإذا حرّر سعر الدولار سيكون بين 40 و50 ألف ليرة، فيما التسعين ألف هي “دوبل”القيمة الحقيقية”. وفيما يتعلّق بتأثيرات الحرب الموسّعة على الاستقرار النقدي، لفت علامة إلى أنه “في حال توسّعت الحرب وكبرت الخسائر، فمن الطبيعي أن يزيد الضغط على الدولار ويبدأ سعره بالارتفاع، لأن حجم الخسائر يغطّي الفارق بالسعر، وتصبح الدولة بحاجة إلى إنفاق، لذلك من المتوقّع أن يرتفع سعر الدولار أمام الليرة من دون سقف، لكن هذا يبقى مرتبطاً بالمساعدات التي قد يتلقّاها لبنان”.  وفي السياق، شرح علامة تأثيرات تداعيات مرحلة ما بعد الحرب، قائلاً إنه “إذا كانت عملية الإعمار ستأتي بالأموال من الخارج فهي لن تؤدّي إلى ارتفاع سعر الصرف، أما إذا كان الإنفاق سيتم من قبل الدولة، فإن الأمر خطير للغاية لأن الدولة غير قادرة عملياً على هذا الإنفاق، وهي في هذه الحالة إمّا ستلجأ للاستدانة من الخارج، أو ستقوم بطباعة العملة الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى ارتفاع سعر الصرف”، منبّهاً من أن “الهامش لدى مصرف لبنان لضبط الأمور ليس عالياً، ويمكن أن يصمد شهر أو شهرين ولكن ليس أكثر من ذلك، لكن إذا طالت الأمور وكبرت الخسائر، فإن المركزي وسيناريوهاته والاتفاقات السياسية التي عقدها، ستسقط أمام الواقع الذي سيفرض نفسه”. وفي الإطار، أكد علامة أن “الحرب الموسّعة ستكون كارثة على الوضع الاقتصادي والخسائر ستكون كبيرة جداً، وقد تأخذنا إلى تراكم عجز في الدولة سيستمر لسنوات، فحتى الآن خسائر لبنان نتيجة الحرب تبلغ حوالي 4 مليار دولار وتطال كل القطاعات”، لافتاً إلى أن “تراكم هذه الخسائر يزيد عندما تقوم الدولة بإعفاء أهالي القرى المدمّرة من الضرائب والرسوم والأمور الأخرى التي كانت تجني منها الإيرادات، ما يعني تراجعها وتراجع المداخيل والتدفقات المالية بالدولار، وقد يكون هناك شح بالدولار، وبالتالي تفلّت وارتفاع في سعره”. المصدر : خاص – موقع “الملفات “

بعد طرد عون واستقالة أبي رميا: 4 خيارات أمام كنعان وباسيل ماضٍ بمشروعه

بعد طرد النائب آلان عون من التيار الوطني الحر، تجرأ النائب سيمون أبي رميا على تقديم الإستقالة في خطوة يمكن وصفها بالذكية، فالرجل كان يعلم أنه التالي على لائحة رئيس التيار جبران باسيل، ففضل الخروج “بكرامته” على أن يتم إخراجه بقرار الطرد، ولكن “المعارك” داخل التيار لن تنتهي هنا. كان في التيار الوطني الحر صقور يلتفّون حول المؤسس ميشال عون، وهؤلاء يمكن تقسيمهم الى قسمين، القسم الاول هو القسم الذي خرج أو تم اخراجه من التيار منذ سنوات، ولم يعد لديهم أي تأثير اليوم، لأن خروجهم بحسب مصادر سياسية مطلعة لـ “الملفات” كان على زمن ميشال عون، وفي ذلك الزمن كان يمكن احتواء أي خروج لأي قيادي، فكان التيار قوياً يشكل مظلة لمن يقف تحتها، بينما اليوم قد اختلف الحال. أما القسم الثاني من الصقور استمروا طيلة المرحلة الماضية، رغم اعتراضهم على “تسليم” التيار من قبل ميشال عون الى جبران باسيل، ولكنهم مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون قرروا التحرك، فكانت البداية من خلال الاعتراض على قرارات التيار التي يتم التحكم بها من قبل باسيل، فظهرت الخلافات على العلن بعد أن كانت مخفية طيلة أشهر، تُشير المصادر عبر “الملفات” الى أن باسيل أدرك بعد انتهاء ولاية عون مباشرة أن تحكمه بالتيار لن يكون كاملاً ما لم يتخلص من هؤلاء الصقور، الذي من بينهم من هو مرشح لرئاسة الجمهورية، ومن هو مرشح لرئاسة التيار. مباشرة بدأ باسيل محاولته من خلال مشروعين، المشروع الأول بحسب المصادر هو السيطرة على الصقور بشكل كامل، والمشروع الثاني إخراجهم بحال لم ينجح المشروع الأول وهو ما حصل، فأخرج الياس بو صعب ومن ثم آلان عون، واستقال سيمون أبي رميا، فماذا عن البقية؟ بحسب المصادر فإن التالي على لائحة باسيل هو رئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان، واليوم يقوم كنعان بتقييم الوضع، وتكشف المصادر عبر ” الملفات” أن الخيارات امام كنعان أربعة، إما اللحاق بصديقه أسعد درغام والبحث عن طريقة لاسترضاء باسيل، وإما الاستقالة بنفسه كما فعل سيمون أبي رميا الذي نفذ ما كان وعد به آلان عون وابراهيم كنعان، وإما الاعتراض والاعتكاف، وإما انتظار ما يقرره باسيل بخصوص مصيره. تؤكد المصادر أن باسيل سيمضي في مشروعه حتى النهاية، فبالنسبة إليه يجب الانتهاء من مرحلة الصقور والتفرغ لإعادة بناء التيار وفق رؤيته الكاملة، وهو بدأ هذا الاعداد من خلال بعد المواقف السياسية التي تتعلق برؤيته للتيار للمرحلة المقبلة، فالرجل الذي خسر شعبية واسعة خلال المرحلة الماضية، أيقن أن التيار لا يمكنه أن يغلب القوات في لعبة التجييش الطائفي، ولكنه يمكنه أن يغلبها في لعبة بناء علاقات سياسية على كامل مساحة الوطن. لا شكّ ان مشروع باسيل فيه مخاطرة كبيرة، فمن يخرج اليوم من التيار هم شخصيات وازنة داخله، ويمكن أن يؤثروا في المستقبل القريب على خروج قيادات اخرى من التيار، تعمل في اللجان أو المناطق، ويعلم أن هؤلاء يمكن أن يشكلوا في المستقبل حالة سياسية معينة، ولكن بحسابات الخسارة والربح يعتبر باسيل انه لم يكن أمامه خيار سوى هذا الخيار، لان الخيار الآخر قد يعني خسارة التيار، أو نشوء تيارات داخل التيار الذي يرأسه. المصدر : خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش

كيف تتمكن “اسرائيل” من اغتيال قادة حزب الله؟.. بالتفاصيل

لم يكن المسؤول في حركة حماس صالح العاروري قد استخدم الشقة التي تم استهدافه فيها منذ ما قبل أشهر من بداية الحرب كونها شقة معروفة، ومحيطها السكاني يعلم بأن هذه الشقة تعود لحركة حماس، ولكنه عندما قرر الدخول إليها وعقد اجتماعات فيها تم استهدافه في اليوم نفسه، وفي تلك الحادثة الكثير من علامات الاستفهام حول “وسائل أمن” الرجل والتهاون فيها، ولكنها تؤكد أن اسرائيل لا تلغي أي هدف من جدول مراقبتها الدقيقة حتى لو استمر فارغاً لأشهر طويلة.   اليوم تتكرر الحادثة ولكن مع مسؤول لبناني بحزب الله، هو السيد محسن، واسمه فؤاد شكر، وهو يشغل المنصب العسكري الأعلى في الحزب حالياً، فالسيد لم يكن، بحسب المعلومات المتاحة لـ”الملفات”، قد قصد الشقة التي تم اغتياله فيها منذ فترة طويلة، وهي عبارة عن مكتب كان يستخدمه لعقد لقاءات واجتماعات، وعندما قرر قصدها الثلاثاء الماضي تم استهدافها واغتياله، وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة حول كيفية وصول العدو الاسرائيلي الى قيادات حزب الله.   نفّذ العدو الاسرائيلي منذ بداية الحرب عمليات اغتيال كثيرة، في لبنان وسوريا، وصولا الى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، وهذه نقطة سنعود إليها لاحقاً خلال البحث، فعلى صعيد لبنان، تمكن العدو من استهداف قادة كبار في الحزب أمثال وسام الطويل، وطالب عبد الله، ومحمد ناصر، وأخيراً فؤاد شكر، وغيرها الكثير من العمليات التي استهدفت عناصر فاعلة في المقاومة، ولكن هل نجحت اسرائيل بهذه العمليات بسبب وجود خرق أمني داخل الحزب؟   بحسب مصادر مطلعة لـ” الملفات” فإن اسرائيل نجحت خلال هذه الحرب بتنفيذ عمليات اغتيال مهمة، ولكن الحديث عن خرق أمني لقيادة المقاومة هو أمر مبالغ فيه، والسبب هو أن الحرب التي مرّ عليها عشرة أشهر لم تشهد سوى بضع عمليات اغتيال كبيرة، مع العلم أن المستهدفين وخاصة أولئك الذين استهدفوا قبل السيد محسن كانوا يعملون على الجبهات، وبالتالي هم لم يكونوا مختبئين، بل كانوا يعرفون أنهم في دائرة الاستهداف وخرجوا الى عملهم، ونجحوا بتفادي الاغتيال لأشهر قبل أن ينجح العدو بعمليته.   أما بخصوص كيفية معرفة العدو بهويات هؤلاء، فهنا تكشف المصادر أن هذه الفئة من القادة تعتبر من مؤسسي الحزب وبنيته العسكرية، وبالتالي هم معروفون منذ عشرات السنوات، كنا أن للحرب السورية دور كبير بذلك، فتلك الحرب كانت مغايرة تماماً لما اعتادت عليه المقاومة سابقاً، وبالتالي تمكن العدو الاسرائيلي من جمع الكثير من المعلومات والمعطيات خلال تلك الحرب.    إن عدم وجود خرق أمني داخل قيادة المقاومة، لا يعني أن عمليات الاغتيال بسيطة وسهلة، فالعدو بحسب المصادر من أكثر الأطراف تطوراً في العالم، وهو بكل تأكيد يمتلك وسائل تكنولوجية عالية المستوى تمكنه من المراقبة وتحديد الهدف والتنفيذ، وقد قيل الكثير عن البصمة الصوتية وتتبع الهاتف وحتى البصمة الحرارية للشخص، واختراق كامل داتا اللبنانيين واتصالاتهم الأرضية والخلوية وشبكات الانترنت وكاميرات المراقبة الموجودة في كل مكان وموصولة على الانترنت، ولكن هناك أيضاً وسائل أخرى، فعلى سبيل المثال تكشف المصادر عبر “الملفات” أن حتى شبكة الاتصالات الداخلية للمقاومة قد تعرضت سابقاً لخرق اسرائيل في بقع معينة في الجنوب، مشيرة إلى أن تلك الخروقات عولجت ولكن هذا لا يعني أن العدو سيتوقف عن المحاولة.    كذلك لا تخفي المصادر عبر “الملفات” دور العملاء على الأرض، ولو أنها تقلل من دورهم عندما يتعلق الأمر باغتيال قادة كبار، فجرائم الاغتيالات عادة تحتاج الى داتا معلومات كبيرة أولاً، والكثير من عمليات الرصد والمراقبة التي تمتد لسنوات، مشيرة الى أن الاعتماد على العملاء تقلص مع تطور التكنولوجيا، فاليوم مساحة لبنان بأكملها متاحة للعيون الالكترونية الاسرائيلية من خلال المسيرات المتطورة، والأقمار الصناعية العسكرية والمدنية الموضوعة بخدمة العدو الاسرائيلي، ولكن يبقى للعملاء على الأرض دور ما يلعبونه، إما بجمع بعض المعلومات حول أهداف محتملة، وإما بمراقبة المكان كل الوقت الى أن يدخله أحد، أو بتصوير المكان ومحيطه وأزقته وشوارعه لتفعيل طرق مراقبته جواً.   تؤكد المصادر أنه لو كانت قيادة المقاومة مخترقة أمنياً لكنا شهدنا ليس فقط عمليات اغتيال كالتي حصلت إنما استهداف لمراكز ونقاط حيوية واستراتيجية أساسية، وهو ما لم يحصل، ولكن ما تواجهه المقاومة اليوم من تطور تكنولوجي أكبر من يستوعبه العقل البشري، فالتطور في مجال تتبع حركة الاشخاص قد بلغ مستويات غير مسبوقة، واسرائيل تمتلك كل هذه الأدوات.   تحدثنا في بداية البحث عن عمليات الاغتيال التي حصلت خارج لبنان، وكلها كانت عمليات معقدة للغاية، وتحديداً تلك التي حصلت في سوريا لمسؤولين إيرانيين خلال عقدهم اجتماعات خاصة، فهل لذلك علاقة باختراق الحزب أمنياً؟ تقول المصادر بأن ذلك يؤكد أن اسرائيل تعول على تفوقها التكنولوجي في ملف الاغتيالات قبل أي شيء آخر. منذ بداية الحرب يحاول حزب الله مواجهة هذا التطور الاسرائيلي، بدءاً من وقف استخدام الهواتف الذكية، علماً أن الشخص اذا ما تخلى عن هاتفه ولم يفعل ذلك كل الدائرة المحيطة به فستكون النتيجة وكأنه لم يفعل شيئاً، مروراً باستعمال وسائل تواصل مربوطة بأقمار صناعية “الكثريا”، ووسائل اتصال قديمة مثل “البيجر” وهو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات لأغراض الاتصالات الطارئة، ويعمل على مبدأ إرسال إشارات رقمية عبر المتردد اللاسلكي للشخص، وصولاً الى التواصل الشفهي المباشر، وقد ساهم ذلك بحسب المصادر بخفض نسبة عمليات الاغتيال، ولكنه لم يوقفها، فهذه الحرب الامنية، هي حرب ضمن الحرب، وهي مستمرة بين العدو الاسرائيلي وحزب الله.   المصدر : خاص موقع “الملفات” – محمد علوش