January 11, 2025

جعجع: الدعوة للحوار هي دعوة لترشيح فرنجية!

أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان أنه “إذا صحّ ما نشرته الصحف اليوم عن لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنّه “مستعدّ لعقد جلسة انتخابات رئاسيّة، ولكن يسبقها دعوة إلى الحوار للاتفاق على اسم الرئيس ليعمل البرلمان على انتخابه”، فإذا صحّ ذلك يعني عود على بدء، ويكون قرار الممانعة ما زال على حاله لجهة تعطيل الإنتخابات الرئاسيّة.” وأضاف: “معلوم أنّ قنوات الحوار مفتوحة وعاملة بين الكتل النيابيّة كلّها، وقد حصل تبادل أسماء منذ ما قبل سريان المهلة الدستوريّة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ولكن كلّ هذه المحاولات اصطدمت بتبني محور الممانعة ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وإصراره على هذا الترشيح، رغم عدم قدرته على انتخابه، واستخدامه التعطيل كوسيلة لاستمرار الشغور، وما زال هذا الفريق متوقفاً تحديداً عند هذه النقطة.” كما أكد جعجع أن “الحوار بين الكتل النيابيّة لم ينقطع يومًا، ولكن للأسف، لم يسفر أيّ نتيجة، على خلفية تمسُّك محور الممانعة برئيس تيار المردة، أو لا أحد.” وختم: “من هذا المنطلق فإن الدعوة إلى الحوار هي كناية عن دعوة لتبني ترشيح الوزير فرنجية، فيما الحلّ الوحيد لملء سدّة الرئاسة يكمن في دعوة الرئيس بري في أسرع وقت ممكن، إلى جلسة انتخابات رئاسيّة بدورات متتالية. وليتمسّك بعدها محور الممانعة بمرشحه قدر ما يريد، ولتقم بقيّة الكتل النيابيّة برتشيح مَن تريد، ومَن يربح من خلال هذه الطريقة، سنهنئه جميعًا وسنتعاطى معه على أنّه رئيس الجمهورية الجديد.”

صوفي تنتصر!

أصدرت القاضي المنفرد الجزائي في المتن كارلا رحال حكم بالشكوى المقامة من قبل رئيسة لجنة التحقيقات في نقابة الأطباء كلود سمعان ضد فوزي مشلب والد الطفلة صوفي التي تعرضت لخطأ طبي في مستشفى الروم، مطالبةً بتعويض قدره 500 مليون ليرة أي 330 ألف دولار تاريخ تقديم الشكوى، مدعيةً أن والد الطفلة تخطى أصول التقاضي عندما تقدم بشكوى جزائية ضدها أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان حيث أصدرت قاضي التحقيق سندرا مهتار قرارًا ظنيًا بحق المدعية وبحق نقيب الأطباء السابق ريمون صايغ بجرم إصدار تقرير كاذب من نقابة الأطباء. وقضت القاضي كارلا رحال بحكمها أن إدعاء فوزي مشلب كان صحيحًا وأن التقرير الصادر من نقابة الاطباء لا ينطبق على الواقع الطبي للطفلة وأن التقرير أخفى معطيات أساسية بهدف منع ظهورها لأسباب الضرر الدماغي وأن التقرير هو تقرير كاذب ينطبق على المادة 466 من قانون العقوبات حيث العقوبة سنتين سجن. وخلص الحكم: – برد الدعوى أساسًا لعدم قانونيتها– بتدريك الطبيبة كلود سمعان الرسوم والنفقات كافة. وقد تمثل المدعى عليه بوكيليه المحاميان أيمن جزيني وجورج خوري.

أزمة دواء غير مسبوقة على الأبواب!

أوضحت نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان، أن “سياسة الدّعم، صائبة كانت أم خاطئة، هي سياسة رسميّة اعتمدتها الدّولة اللبنانية، التي قرّرت أن تدعم سلعًا حيويّة عديدة من بينها الدواء. وقد ساهمت هذه السياسة في مساعدة المستهلك على تحمّل ثمن السّلع في ظلّ الأزمة وانهيار الليرة اللبنانية وانخفاض القدرة الشرائية. في هذا الإطار، اقتصر دور الشركات المستوردة ولا يزال على تسهيل عملية وصول الدواء المدعوم إلى المستهلك وتطبيق سياسة الدولة، حسب التسعيرة القانونيّة التي تحدّدها وزارة الصّحة العامّة حصرًا”. وأضافت النقابة في بيان: “وبالتّالي، فإنّ الشركات عملت تحت مظلة سياسة اعتمدها لبنان رسميّا، وهي لم تستفد بتاتاً من الدعم الذي افاد المستهلك الذي اشترى الدواء حسب السعر المحدّد من وزارة الصحّة، اي بجزء بسيط من قيمته الفعليّة. إضافة الى ذلك، فإنّ الشركات العالميّة المصنّعة هي التي استوفت ثمن الادوية المدعومة خارج لبنان عبر تحويلات مباشرة من المصرف المركزي. ونتيجةً لهذه الأزمة، تعرّض قطاع الدواء إلى هبوط حادّ وغير مسبوق في المبيعات”، مشيرة إلى أن “حجم سوق الدواء السنوي كان يفوق المليار دولار، وقد انخفض في ظلّ الأزمة الى حدود 400 مليون دولار. فكيف يمكن لشركات تجارية “الاستفادة” في سوق فقد حوالي 60٪؜ من حجم أعماله؟”. وأفادت بأنه “نتيجة لسياسة الدعم هذه، تعرضت الشركات المستوردة ومعامل تصنيع الدواء في الخارج، التي ثابرت على تسهيل وصول الدواء إلى لبنان، لتراكم مستحقاتها كما ولتطبيق حسومات عشوائية خلال هذه الفترة. ويشكّل هذا الواقع أزمةً كبيرة بحدّ ذاتها. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأموال المستحقّة ما زالت عالقة، وما زالت هذه الشركات والمعامل تطالب لبنان بحقوقها، فكيف بالحري إذا تمّ فرض غرامات إضافية عليها، ستكون نتيجتها الحتمية تعليق الاستيراد ووضع قطاع الدواء في لبنان أمام خطر غير مسبوق؟”. وسألت: “من ناحية قانونية واقتصادية واخلاقية بحتة، وبعيدًا عن مسألة الدواء بشكل محدّد، كيف يُمكن فرض غرامات على شركات خاصة وشرعيّة تحترم القوانين، وتبيع حسب التسعيرة القانونيّة وضمن الآلية التي اعتمدتها الدولة؟”. وشددت على أن “أرباح الشركات المستوردة واضحة، وآلية بيعها للأدوية محدّدة من قبل وزارة الصّحة العامّة. وهذه الارباح التي تحققت كانت فعليا على اساس سعر صرف 1500 ل.ل، اي اقلّ بكثير من الكلفة التشغيلية للشركات”، مذكّرة “باعتماد وزارة الصحّة العامة لنظام تتبّع دقيق للتوزيع، ومراقبة عمليّات البيع وصرف الأموال، كما وبتعقّب كلّ حبّة دواء ابتداءً من المستودعات ووصولًا إلى المستهلك النهائي. وهذا الأمر ينطبق بشكل خاصّ على أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة. وبالتّالي، فإنّ الشركات والمعامل تعمل تحت مظلة وزارة الصحّة العامّة، وتطبق قراراتها وقوانين استيراد وتوزيع الدواء المرعيّة الإجراء. وهذا يعني أنّ كلّ أرباح الشركات قانونية بالكامل، ولا سبب اطلاقًا لفرض أيّ غرامات عليها. وإذا ثبت وجود اي فريق استفاد من الدعم بطريقة مخالفة للقانون، أكان عبر التهريب أو غيره، فلتتمّ ملاحقته جزائيّا وإنزال اقصى العقوبات به، وليس فقط غرامة نسبتها 10%؜”. وطالبت النقابة “المعنيين بالتدّخّل السريع، بغية وضع حدّ لكلّ المشاريع العشوائية وغير المبنيّة على أي أساس اقتصادي وقانوني. ان اعتماد هذه الغرامة سيؤدي حتمًا الى ضرب القطاع الدوائي الشرعي بالكامل، وسوف يعرّض أمن المواطن الصحي ويهدّد وجود الدواء في لبنان”.

ارتفاع في الأسعار ونقص مؤقت في البضائع.. ماذا ينتظر اللبنانيين؟

خاص – موقع الملفات تتوالى التحذيرات من جهات مختلفة بسبب تفاقم الأزمة الأمنية في البحر الأحمر، خاصة بعد العملية العسكرية التي نفّذتها القوات الأميركية والبريطانية ضد مواقع تابعة للحوثيين في اليمن رداً على قيامهم باستهداف سفن تجارية تابعة أو تنقل بضائع إلى “إسرائيل”. يؤكد الخبراء الاقتصاديون أن الاضطرابات في البحر الأحمر تأخذ منعطفاً نحو الأسوأ، وباتت تشكل تهديداً جديداً على سلاسل التوريد والإمدادات العالمية التي تعاني أصلاً من حالة عدم استقرار منذ أزمة “كورونا”، ما يعني تضخم الأسعار نتيجة اضطرابات حركة الشحن التي تُطيل أوقات الشحن كما ترفع من التكاليف. تلك التحذيرات جزء منها خرج من لبنان، الذي سيتأثر حكماً بهذه الأزمة، لاسيما أنه يعتمد على الاستيراد بشكل أساسي لتلبية حاجات السوق والمستهلكين. رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي، كان من الأوائل الذين حثّوا على ضرورة التنبّه لتداعيات تفاقم الصراع في البحر الأحمر وتأثيراته على لبنان. وفي حديث لموقع “الملفات”، جدّد بحصلي التعبير عن خشيته من تأثير هذا الصراع على ارتفاع الأسعار وتراجع العرض على مشارف شهر رمضان والفصح، مذكراً بأنه حذّر “من هذا الأمر منذ بدء المناوشات في البحر، وأن كل تلك التحذيرات حصلت وهذا هو الواقع لأن الأمور تدهورت كثيراً، و90% من البواخر غيّرت مسارها، فنحن في حرب اقتصادية عالمية”. وتحدث بحصلي عن التأخير المتوقّع في استلام البضائع، موضحاً أن “ما يجب استلامه اليوم لا يمكن أن يصل إلا بعد شهر وما وصل اليوم كان من المفترض أن يُسلّم قبل شهر، وذلك بسبب المسار الجديد للشحن”. ولفت إلى أن “المشكلة أبعد من ذلك بكثير لأننا مقبلين على شهر رمضان والفصح، وهذا شهر تموين، وبالتالي الطلب يكون مرتفعاً، مقابل تراجع في العرض بسبب التأخير”. وأضاف: “عندما يحدث تأخير في وصول البضائع سيؤدي ذلك إلى نقص في العرض مقابل الطلب الكثير، وبالتالي سترتفع الأسعار، وهذا ما سيلمسه الناس خلال الشهرين المقبلين لاسيما مع ازدياد الطلب على بعض البضائع الموسمية”، مشدداً على أن ذلك لا يعني أنه سيكون هناك انقطاع في البضائع إنما اضطرابات في سلسلة الإمداد، خصوصاً وأن الأمر متعلّق بسلع معينة وليس بكل ما يتم استيراده إلى لبنان. وهنا أشار بحصلي إلى أنهم  كتجار، لم يعد لديهم الإمكانية المادية لتأمين البضائع لفترات زمنية طويلة كوسيلة لتفادي ما تقدّم، حيث أن “طلبياتهم” تتم بحسب قدرتهم التي لم تعد كما السابق نتيجة لضعف السيولة. وفي ما يتعلّق بارتفاع الأسعار المرتقب، شدّد بحصلي على أنهم ليسوا دعاة ارتفاع أسعار، إلا أنهم مضطرون لرفعها عندما يلزم ذلك في الظروف الحالية بعدما ارتفعت تكاليف الشحن، مؤكداً أن التجاوزات ومحاولات استغلال الظروف من قبل البعض هي من مسؤولية المعنيين في وزارة الاقتصاد والبلديات. وأوضح أنهم حدّدوا إطار الارتفاع الذي سيتراوح ما بين 2 إلى 15 بالمئة لأصناف معينة، مؤكداً أنه تم تحديد تلك الأصناف وأُبلغ المدير العام لوزارة الاقتصاد بالأمر، حيث اضطلع على كل الحيثيات والتفاصيل. وشدد بحصلي على أنهم لا يغطون مرتكبي التجاوزات ومن يقوم برفع الأسعار بشكل غير منطقيّ، قائلاً: “نحنا ما عم نهوّل على الناس هيدا الواقع وكل مين يعمل دوره”. المصدر : خاص – موقع الملفات

من عرسال إلى حوش السيد علي فعكار.. خفايا التهريب والمهرّبين والخطر الأمني

خاص “الملفات” – الفريق الاستقصائي التهريب حكاية عمرها من عمر الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا، وهي ليست وليدة الأمس وأزمة اليوم. عقود من الزمن وعشرات العائلات التي تسكن المناطق الحدودية والمتداخلة بدءاً من السلسلة الشرقية، فعرسال والهرمل وصولاً إلى عكار في الشمال، تعيش من التهريب. عملياً، لم تكن العين على هذا الملف في السنوات التي سبقت الحرب السورية، ومن بعدها بدء الأزمة اللبنانية في مرحلة ما بعد 17 تشرين، فالظروف كانت مختلفة وأسباب توسّع رقعة وحجم التهريب لم تكن موجودة كما هي عليه اليوم، بالرغم من الظروف الأمنية الحالية والحرب الدائرة على الحدود الجنوبية. وما تكبّده لبنان واللبنانيون في السنوات الثلاث الماضية من خسائر مالية على مستوى الدعم وفقدان السلع وصولاً إلى الارتفاع الجنوني في الأسعار، بسبب جشع التجار والتهريب، سعياً لكسب أرباح طائلة، كان مخيفاً.  “حوش السيد علي”.. تفاصيل وخفايا التهريب عبر المعابر غير الشرعية جولة استقصائية لـ “الملفات” على الحدود شمالاً، وتحديداً المنطقة الممتدة من عرسال باتجاه الهرمل، كشفت الكثير حول طرق التهريب وخفايا ما يحدث على المعابر غير الشرعية هناك. وفي الإطار، يشرح أحد الذين عملوا لفترة طويلة في التهريب بمنطقة حوش السيد علي – الهرمل (فضّل عدم الكشف عن هويته)، كيفية التهريب، حيث أن أراضي تلك المنطقة متداخلة بين الحدود السورية واللبنانية، تقطعها “ساقية مياه” يبلغ عرضها حوالي الـ 100 متر، متى اجتزاها الشخص انتقل من بلد إلى بلد. وبعض هذه الأراضي يملكها مهرّبون يستثمرونها في تهريب شتّى أنواع البضائع، إضافة إلى الأشخاص والسلاح مقابل المال. وهؤلاء المهربون يشكّلون عصابات خطيرة تضم عدداً كبيراً من الشباب “الطفّار” المدججين بمختلف أنواع الأسلحة (الدوشكا، الأسلحة الرشاشة، القذائف، القنابل، الهاون، الـ بي 7، وغيرها)، حيث أن تلك العصابات مهيئة لفتح معركة في أي لحظة قد تشعر فيها بالخطر الأمني. “الخال”، ملك المهربين، الرجل الأقوى على الأرض والمسيطر في كل تلك المنطقة، يجمع حوله جيش من الرجال، ويعمل في مختلف أنواع التهريب، كسائر المهربين أمثال (أبو حسن وأبو علي بحسب ما يتم مناداتهم)، حيث يقوم هؤلاء بتهريب المازوت والبنزين والمواد الغذائية من لبنان إلى سوريا لاسيما عندما كانت مدعومة، والدواء والسلاح من سوريا حيث توافره بأسعار أرخص إلى لبنان، إضافة إلى الأشخاص الذين يعبرون خلسة بلا أوراق رسمية والسيارات المسروقة. وكل ذلك لقاء مبالغ مالية تبدأ من 160 دولار فريش على الشخص أو ما يعادلها بحسب سعر الصرف، وترتفع تدريجياً على البضائع تبعاً لحجم الحمولة ونوعيتها. أمّا بالنسبة لكيفية التهريب، فتتم على الشكل التالي: تصل الشاحنات من نوع (بيك آب لعدم لفت النظر حول حجم الحمولة)، إلى المعبر عند حدود “ساقية المياه” من الجهة اللبنانية، حيث يضع المهرب صاحب الأرض جسر حديدي متحرّك، بالمقابل تنتظر شاحنة أو أكثر على الجهة المقابلة السورية، حيث يقوم رجال المهرب بنقل البضائع من الأولى إلى الثانية عبر الجسر، ومن بعدها تنطلق الشاحنة إلى الداخل السوري وتجتاز بسهولة أغلب حواجز ما يُعرف بـ “الهجانة” (فرقة عسكرية سورية). أما سبب هذا التسهيل السوري، فيعود بحسب ما نقل أحد العاملين سابقاً، في التهريب لـ “الملفات” إلى الرشاوى التي يُنفقها المهرّبون على العسكر السوري، لدرجة أن بعضهم يعمل معهم خلسة بهدف كسب الأموال. هذه الطريقة تنطبق على مختلف أنواع البضائع بما فيها السلاح، فيما الأشخاص يجتازون الجسر فقط، أما السيارات المسروقة فخُصص لها جسر حديدي أكبر تجتازه من ضفة إلى أخرى.  تداعيات الحسم الأمني قد تكون خطيرة التهريب لم تكن تداعياته على المستوى الاقتصادي والاجتماعي فحسب، لما تسبب به من هدر لأموال اللبنانيين التي أنفقت في الدعم وذهبت هدراً إلى الخارج لاسيما الفيول والطحين والقمح، إنما المسألة تصل إلى حد الخطر الأمني منذ ما قبل انتهاء الحرب السورية وحتى يومنا هذا، لجهة الأشخاص الذين يدخلون إلى لبنان من دون التدقيق بهوياتهم ووجهتهم، الأمر الذي يهدد أمن اللبنانيين في ظل استمرار خطر الإرهاب. ما يعني أن الحسم الأمني كان يجب أن يحصل منذ زمن، وهو لا يزال أمراً ملحاً، إضافة إلى صلة هذا الأمر بملف النازخين. وفي هذا السياق، يقول أهالي المناطق المحازية للمعابر غير الشرعية، في دردشة مع “الملفات” إن هذا الملف يحتاج إلى قرار سياسي يعطي الضوء الأخضر للجيش للتدخل كما يجب وتعزيز مراكزه ونقاطه الأمنية التي يجب أن تكون ثابتة، لاسيما وأن المنطقة يحكمها قانون العشائر وبعض المهربين منهم، ما يطرح فرضية المخاطرة في أي مداهمة من دون خطة محكمة، فالمهربون ورجالهم مطلوبون للعدالة، وبالتالي هم مستعدون للاشتباك مع الجيش، فضلاً عن أنهم يتمكنون من الفرار بسهولة بمجرد القفز إلى الجهة السورية، ما يوقف تقدم الجيش بكل الأحوال. ويشير الأهالي إلى أن ضبط التهريب 100% لا يمكن أن يتم تبعاً لديموغرافيا المنطقة، لكن الوصول إلى نسبة ضبط تتخطى الـ 90% ممكنة في مناطق السهل وصولاً إلى عكار، لاسيما وأن بعض المناطق الجبلية المفتوحة والممتدة على طول السلسلة الشرقية صعبة ووعرة وخطرة، وفي الأصل عمليات التهريب عبرها قليلة.  الحكومة تمثل دور المتفرّج في مسلسل التهريب ممّا لا شك فيه أن ملف التهريب كان حاضراً في أروقة مجلس النواب واللجان وفي الجلسات الحكومية، إضافة إلى التصريحات اليومية للسياسيين، إلا أن كتلتي اللقاء الديمقراطي والجمهورية القوية كانتا الأكثر متابعة لهذا الملف لاسيما على مستوى تقديم الإخبارات ومسائلة الحكومة. وفي سياق الحديث عن الملف وتداعياته وسبل معالجته، اعتبرت مصادر نيابية مطلعة أن عمليات التهريب التي تجري عند الحدود، لجهة حجمها، لا يمكن لشخص أن يقوم بها، إنما هناك جسم منظّم يدعم تلك العمليات. ورفضت المصادر عبر “الملفات” ما أسمته “ذريعة” العشائر في المنطقة لعدم حسم الملف، مؤكدةً أن وجود قرار سياسي بالتحرك من شأنه أن يثمر نتائج إيجابية. ورأت أن قوى الأمر الواقع تستغل العشائر والعائلات المعروفة تاريخياً لعملها بالتهريب في لقمة عيشها، وتُهدّدهاً بتوقيف عملها إذا لم تتموضع سياسياً وانتخابياً إلى جانبها. وهنا تكشف المصادر النيابية أن المطلوب اليوم هو عدم إقفال هذا الملف ليبقى أداة سياسية تُستخدم للضغط عند الحاجة، وبالتالي كل ما يُحكى من تبريرات مرتبطة بوضع المناطق والعشائر هو “مجرد حجج لتبرير العجز، لأن لا منطق يجب أن يعلو على منطق الدولة والسيادة”.  الخسائر بالمليارات شددت المصادر النيابية لموقع “الملفات” على أن لا أرقام إجمالية حقيقية حصل عليها مجلس النواب لحجم الخسائر التي تكبّدها لبنان من أموال اللبنانيين، وصرفت في الدعم خلال السنوات الماضية من دون أن يستفيد منها المواطنون، إلا أنه خلال سنة ونصف فقط صُرف حوالي 24 مليار دولار من أموال المودعين على الدعم الذي ذهب إلى التجّار والتهريب، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في استهلاك العملة الأجنبية التي كانت في الاحتياطي. المصدر : خاص “الملفات” – الفريق الاستقصائي