April 28, 2024

رسالة من “التيار” إلى جمهور “الحزب”!

خاص “الملفات” – المحرر السياسي

إشكالية تردّي العلاقة بين “التيار الوطني الحرّ” و”حزب الله”، يبدو أنّها تتّسع أكثر فأكثر، لاسيما بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، والتي على ما يبدو لم تمرّ مرور الكرام لدى جمهور الحزب تحديداً.

تصريحات عون التي حملت انتقادات مباشرة للحزب بشأن الحرب الدائرة، ومن بعدها تصريح رئيس التيار النائب جبران باسيل بشأن رفضهم الزج بلبنان في حرب غزة، اعتُبرت تحوّلاً كبيراً في موقف التيار وانعطافاً واضحاً في العلاقة التي يجهد الطرفان منذ فترة ما قبل 7 تشرين الأول 2023 لإعادة ترميمها وتطويرها.

تلك المواقف أثارت موجة غضب لدى جمهور الحزب الذي انفجر بالتعبير على مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطه من ما قاله الرئيس عون، واعتبر البعض أن موقفه تغير من المقاومة وكل ذلك للضغط على الحزب في سبيل ملف رئاسة الجمهورية. بالمقابل، وخلافاً لما كان عليه في السابق يلتزم حزب الله الصمت حيال تلك المواقف حتى الآن، إذ يرى مراقبون أن ذلك يعود لانشغاله في الميدان أولاً، ولأن لا ملف ولا علاقة اليوم تعلو على ملف الحرب، وبالتالي لا كلام أو التفاتة لأي أمر آخر.

جمهور التيار رد أيضاً على جمهور الحزب، ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ذهب البعض لتأكيد انتهاء اتفاق مار مخايل كلياً. في هذا السياق يشير نائب رئيس التيار الوطني الحرّ للشؤون الوطنية ربيع عواد في حديث لـ “الملفات” إلى أن “كلام الرئيس عون لا يستدعي الرد والإيضاحات، فالتعبير عنه أتى من ضمن سياق واضح ولا يحتمل الأخذ والرد، وهو عبّر عن موقفه علناً وليس ضمن الغرف المغلقة”.

ورداً على الكلام حول الانسلاخ عن التحالف والتباعد عن الحزب، لفت عواد إلى أنه “في بعض المواضيع هناك تطابق بالموقف، وفي بعضها هناك اختلاف، ولكن هناك بعض المواضيع التي لا نسمح المسّ بها ومنها موضوع حماية لبنان وثرواته الطبيعية، ونعتبرها حق مكرّس لا يمكن التفريط به، أما في موضوع الداخل فهناك الكثير من الاختلافات والتباينات التي لا تخفى على أحد”.

وأوضح أن “الاختلاف القائم اليوم هو على أكثر من نقطة، لعل أبرزها البند الرابع من وثيقة التفاهم الذي ينص على بناء الدولة، وهنا يمتد الاختلاف إلى مكافحة الفساد والأولويات، ولكن يبقى الحوار عنوان الحلّ لكل تلك الاختلافات، فهو الأساس وعليه نبني المستقبل من دون أن ننسى نقاط الاختلاف التي نحاول دائماً العمل عليها عبر تقريب وجهات النظر”.

وتابع: “بطبيعة الحال نحن حزبان مختلفان ولكن متفاهمان، نختلف على الأولويات وهذا ما أصبح واضحاً للجميع، نحن نحاول بلورة وتعميم نظرتنا لكيفية بناء الدولة القوية القادرة على حماية حقوق أبنائها ومكافحة الفساد الذي يقضي شيئاً فشيئاً على أمال الشباب اللبناني، وهم لهم نظرتهم المختلفة، ففي بعض المحطات دعمنا الحزب، ولكن في العديد من المحطات تفاجأنا بعدم مناصرتهم للحق في بعض المواضيع، ويبدو أن أولويتهم أصبحت أكبر من لبنان، وهنا بيت القصيد بالاختلاف”.

وبشأن التباين في الملف الرئاسي، قال: “لبنان واللبنانيون يعانون من وضع اقتصادي سيئ، ينعكس على الوضع الاجتماعي والسياسي والأمني، ولأننا نتعلم من الماضي، نطالب برئيس صاحب شخصية إدارية للبلد ولديه علاقات عربية ويمتلك رؤية اقتصادية ومالية تؤهله العمل على تحسين الوضع الحالي، وبالتالي ما يهمنا هو البرنامج وليس الأسماء، فهي من تقربنا وهي من تبعدنا عن المرشح”.

وفيما يتعلّق بالموقف من الحرب الدائرة جنوباً اليوم، والتي علّق عليها كل من عون وباسيل، شدد عواد على أن خيارات التيار واضحة ومعلنة لجهة الوقوف إلى جانب الشركاء في الوطن. وأضاف: “نحن من مدرسة قال مؤسسها “أن تُهزَم مع أخيك، خير من أن تَنتصر مع عدوك”، وفي العام 2006 وقبل أشهر قليلة من حرب تموز وقّعنا وثيقة التفاهم، وفي خضّم الحرب تمسكنا بها، رفضاً منا لعزل مكوّن لبناني، وإرادةً منا لتجنيب لبنان الحرب الأهلية، ولهذا موقفنا دائماً سيكون لمصلحة لبنان واللبنانيين”، مشدداً على أن الموقف من المقاومة لا يتغير إنطلاقاً من الإرادة لحماية الأرض، ولكونه نابع من الإحساس بالمسؤولية الوطنية.

وفي إطار الهرج والمرج الحاصل بين جمهور التيار وجمهور الحزب وغيرهم من الأحزاب، وجّه عواد رسالة لهم ولكل المؤمنين بلبنان عبر موقع “الملفات”، دعا من خلالها للبناء على الإيجابيات، واستذكار التاريخ من أجل التعلّم للمستقبل. وقال: “الوجع واحد والهمّ واحد، لا يلغيه دين أو طائفة أو حزب أو رأي، ففي الأمور الوطنية يجب أن نكمّل بعضنا من أجل مصلحة لبنان أرضاً وشعباً ودولةً”.

المصدر : خاص “الملفات” – المحرر السياسي