April 29, 2024

ولو عانق الرصاص لحمنا

من التراب إلى السماء

انتظر مركبة تقلني من التراب الى السماء
مركبة تأخذني لأعانق أهلي في العلا
أو سفينة ترسلني فوق موج بحور الدم

لألعب مع أختي وأعانق أخي في جنان الخلق
استشهد وما يحييني الا الموت والنوم
أغمضت عيناي لأبد الخلق وروح الحياة تحت نجوم الشهداء
أسمع صوتهم وانا قد مت، أشعر ولا أشعر، أدمع وانا في كفن يلفه أحدهم ويفتحه فوق رسول الله
أشم ريح التراب والنخوة والعزة والعروبة وانا مدفونة في الحياة تحت حجار الدمار وأشلاء الأبطال
امي ،،امي! اسمع صوت يناديني، انها ابواق الجنة، ملاءكة تعزف لحن الموت وشلالات من كوثر يستحم منها أبطال النار والقلب والصور المعلقة على جدران القدس، في ذكرى النسور المحلقة فوق جثث الأبطال
انا نورة، تحلل جسدي وغمر تراب فلسطين ودابت عيناي في جوف أجدادي ولامست تربة من سبقوني وسقيت من دمي أرض عطشانة لمياه نقية من ارحام طاهرة ممزوجة بأقوال أنزلت وما تهزها عاصفة آدم ولا سخط الحكايات
شهيدة انا، واحدثكم من حيث لا تدرون ولا يفهم العقل، انشد في اذنكم نشيد وطني الجديد وأتمايل في نومي على آذان التكبير والتمجيد والأنصار
انا هي، تحت حجارة بيوت القدس والرسل والإنسان، نموت ولا نموت، نسكت ولا نسكت، نغمض عيوننا ونراكم، نسكت الشفاه بالموت وصوتنا يرعب الكبير الصغير
لو قتلنا، وتجردنا من جسدنا ولحمنا ودمنا، ولو طار طيران يقصف، ففوقه حمام وطيور الله ولو عانق الرصاص لحمنا، عاهدنا الرسول والرسل بأنا رسالة للأديان والأجيال والأحرار وأنا سنعود مع مسيح بيت لحم وزلزال الإسراء والمعراج وموسيقى النصر والأوطان والأحباب.

المصدر : سانيا فنيش