فيما يبدو ان اللعبة الرئاسية أفلتت في شكل شبه تام من يدي اللبنانيين، وباتت متروكة للاعبين الخارجيين، تُسجّل بعض المحاولات الداخلية لتغيير هذا الواقع. ابرز هذه المحاولات، تتمثل في مسعي يقوم به النائب غسان سكاف، وهدفها حصر الانتخابات بمرشحين اثنين ينزلان الى ساحة النجمة ويتنافسان، على الا يعطّل اي من داعميهما النصاب ويحتكم الجميع للعبة الديمقراطية.
مطلع الاسبوع، أشار سكاف إلى أن “هناك فريقاً قرّر من هو مرشحه وبالتالي يجب على الفريق الآخر تحديد مرشّحه”. وأعلن أنه بدأ منذ أسبوعين اتصالات مع الأفرقاء وأقنعهم بأن “استمرار الانقسام في قوى المعارضة سيؤدّي إلى الاستفراد ببعض النواب ونقلهم من ضفة إلى أخرى”. وتوقّع “التوصل إلى اسم مرشح المعارضة في نهاية الأسبوع الحالي، ليتم بعد ذلك إطلاع بكركي على نتيجة الاتصالات”. واعتبر أنّه “باقتراح فريق المعارضة مرشحا واحدا يمكن إنجاز الاستحقاق الرئاسي بتنافس ديمقراطي”، مشدداً على أن مبادرته “ليست ضد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل هي فقط للإسراع في إنجاز الاستحقاق”. ورأى أن “الاستحقاق الرئاسي سياديّ يقع على عاتق مجلس النواب ولا صلاحية لأي دولة بتسمية الرئيس المقبل”.
في الموازاة، تُسجّل ايضا حركة يقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. غير ان حتى الساعة، لم تتظهّر طبيعتها ولا الحلول التي يقترحها لكسر المراوحة الرئاسية. واذ اعلن “اننا نحاول ايجاد قواسم مشتركة والحوار مهم لايجاد مخارج داخلية للازمة التي نحن فيها”، تردد انه يحاول التسويق لاحياء الحوار بين القوى السياسية، بدعم من رئيس المجلس نبيه بري، وقيل ايضا انه يطرح اسم نائب من تكتل “لبنان القوي” لرئاسة الجمهورية يعتبره غير صدامي وقادرا على تحقيق إجماع سياسي حوله…
لكن هل يمكن لهذه الحركة الداخلية ان تكسر المراوحة الرئاسية التي دخلت شهرها السابع؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة، الجواب عن هذا السؤال في جعبة الثنائي الشيعي. فاذا تمكنت القوى المعارِضة من الاتفاق على اسم موحد كما قال سكاف، وهو امر بات مرجّحا، هل ستقبل 8 آذار بفتح ابواب مجلس النواب والركون للعبة الديمقراطية و”ليَفز من يفز”؟ ام ان بري سيبقى مصرا على عدم الدعوة الى جلسة للانتخاب الا بعد ان يكون ضمَن فوز مرشحه سليمان فرنجية؟
هذا على ضفة مسعى سكاف. اما على خط مسعى بوصعب، فالمهم ان يكون حزب الله وامل باتا منفتحين على البحث في خيارات رئاسية جديدة، خاصة وان المعارضين ابدوا استعدادا لذلك، كما ان اي حوار، كي ينجح، يجب ان يمهّد له الثنائي بالتخلي عن معادلة “فرنجية او لا احد”… فهل الحزب والحركة في هذا الوارد؟!
لا مجال اذا للخروج من الشغور الا بقرار من عين التينة والضاحية يقضي بالتنازل عن مرشحهما “الصدامي” الذي لن ترضى المعارضة بانتخابه لو مهما كانت الاثمان، سيما وان الموقف الذي كان يعوّل عليه بري لناحية تأييد “فرنجية”، والذي يروّج له الإعلام الممانع، لم يأت، تختم المصادر.