مع تصاعد الضغوط على القوى اللبنانية للتوصل إلى توافق يُفضي إلى انتخاب رئيس جديد، يُعبر محللون سياسيون متابعون للمباحثات الرئاسية عن قلقهم إزاء احتمال أن تكون الجلسة المقررة في 9 كانون الثاني غير حاسمة. تأتي هذه المخاوف في ظل استمرار حالة عدم وضوح الرؤية السياسية، التي تعكس تعقيدات المشهد اللبناني الراهن.
ويرى المحللون أن اجتماع الأمس لا يعدو كونه خطوة أولى على طريق التنسيق بين الأطراف المعنية، في وقت تشير التقديرات إلى أن مسار الاستحقاق الرئاسي قد يعود إلى نقطة الصفر. فقد بات واضحًا أن المعطيات التي كانت قائمة قبل الحرب لم تعد قابلة للتطبيق، مما يستدعي إعادة صياغة الطروحات بما يتماشى مع التحولات الراهنة.
وفي الوقت الذي تبقى فيه مواصفات فريق المعارضة ثابتة، شهد الطرف الآخر بحسب المحللين تغييرات تُبرز الحاجة إلى قبول الخيارات السيادية والتوصل إلى أرضية مشتركة بعيدًا عن مفهوم الربح والخسارة. ويُتوقع أن يكون طريق التوافق مليئًا بالتحديات، وسط الحاجة إلى إرادة سياسية قادرة على تجاوز العقبات وتقديم حلول تراعي التوازنات الداخلية والخارجية في البلاد.
يترافق هذا الجمود السياسي مع تخوفات متزايدة من تدهور الوضع الأمني وخرق اتفاق وقف إطلاق النار. فقد طلب لبنان الرسمي من الولايات المتحدة وفرنسا التدخل للضغط على إسرائيل للتوقف عن انتهاكاتها المتكررة، حيث تم تسجيل أكثر من 54 خرقًا للهدنة منذ دخولها حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد أعلن في وقت سابق أن وقف إطلاق النار مع حزب الله لا يعني انتهاء الحرب، مؤكدًا أن إسرائيل سترد بقوة على أي انتهاك للاتفاق.