Slider > نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب: بين التحديات والتهديدات الإسرائيلية
أكتوبر 29, 2024
نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب: بين التحديات والتهديدات الإسرائيلية
بعد مرور أكثر من شهر على اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، يواجه حزب الله مرحلة جديدة من التحديات بتعيين الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً. هذا التعيين، الذي جاء استناداً إلى “الآلية المعتمدة” داخل الحزب، يسلط الضوء على شخصية سياسية لعبت دوراً بارزاً في بناء وتعزيز الحزب منذ سنواته الأولى. وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل مختلفة على الساحة الإقليمية، بما في ذلك التهديدات الإسرائيلية، التي اعتبرتها قيادات الحزب مجرد تهديدات فارغة لا تؤثر على مسارهم.
في 27 سبتمبر الماضي، فقد حزب الله أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، مما خلق فراغاً في القيادة استوجب تفعيل إجراءات الحزب الخاصة بانتخاب أمين عام جديد. وبعد مشاورات داخلية، أعلنت شورى الحزب، الثلاثاء، انتخاب الشيخ نعيم قاسم خلفاً له. قاسم، الذي شغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991، يُعد من أبرز القادة البارزين في الحزب، وكان دائماً في الخطوط الأمامية، خاصة بعد اغتيال عباس الموسوي عام 1992.
ولد الشيخ نعيم قاسم عام 1953 في منطقة البسطة التحتا ببيروت، وتعود أصوله إلى بلدة كفرفيلا الجنوبية. بدأ نشاطه السياسي في حركة أمل، إلا أنه سرعان ما انشق عنها في عام 1979، ليلتحق بصفوف حزب الله منذ تأسيسه عام 1982، ليصبح جزءاً من النواة الأولى للحزب بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني. من موقعه كنائب الأمين العام، قاد قاسم حملات الحزب الانتخابية وبرز كمتحدث إعلامي دائم، وأجرى مقابلات عديدة مع وسائل الإعلام الأجنبية، ليُعرف كأحد الوجوه الأكثر شهرة للحزب على المستوى العالمي.
بعد اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، الذي كان يُعتبر المرشح الأبرز لخلافة نصر الله، بات قاسم الخيار الأوحد لتولي القيادة. في الثلاثة خطابات المتلفزة التي ألقاها قاسم منذ توليه القيادة، دعا إلى وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الحزب مستمر في مقاومته.
لم تكن التهديدات الإسرائيلية لتتأخر؛ فوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، صرح عبر منصة “إكس” أن “تعيين قاسم مؤقت”، في إشارة إلى نية إسرائيل استهدافه، غير أن قادة حزب الله وصفوا هذه التهديدات بأنها “كذب محض” وأكدوا استعدادهم للتضحية. في السياق ذاته، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان دعمه لتولي قاسم القيادة، معرباً عن أمله في أن يعزز ذلك إرادة المقاومة ويحقق السلام في لبنان والمنطقة.
وبينما يبقى مصير قاسم محور تهديدات إسرائيلية، يستمر الحزب في تعزيز موقفه، مشدداً على أن القادة لا يخشون المخاطر، بل يرون في المناصب القيادية طريقًا للشهادة.