December 24, 2024

نتانياهو امتلك “صورة الانتصار”: هل يسلّم محور المقاومة؟

خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش

مع إعلان وزير الحرب الاسرائيلي غالانت عن نجاح عملية اغتيال محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، يمكن القول أن عناصر صورة الانتصار قد اكتملت بالنسبة للإسرائيليين، وبات بإمكانهم تعميم هذا النصر على الداخل الاسرائيلي والخارج الدولي والقبول بإنهاء الحرب بظل ضغوطات دولية ستزداد عليه بعد اقتراب المنطقة من التحول الى بركان حرب مشتعل، فهي تمكنت من اغتيال القائد السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، والقائد العسكري لحماس محمد الضيف، وتمكنت من اغتيال القائد العسكري الاعلى في حزب الله، ولكن هل يمكن لمحور المقاومة أن يسلّم بهذه النتيجة؟

من حيث المبدأ، يمكن بالتأكيد القول إن نتانياهو يستطيع أن يعلن اليوم عن تحقيق إنتصارات، بعد عمليات الإغتيال التي حصلت، خصوصاً أن في الداخل الإسرائيلي أثبتت استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً إرتفاع في شعبيته بعد الذي حصل، وبالتالي يمكن التوجه نحو إنهاء الحرب، علماً ان بعض المعلومات تتحدث عن أن رفع مستوى التصعيد الى هذه الدرجة قد يمثّل المرحلة التي تسبق عملية التهدئة وسيجعل كل القوى الدولية التي تخشى الحرب تزيد من ضغطها على اسرائيل، لكن في المقابل من المستبعد أن تنتهي الأمور عند هذا الحد، على قاعدة أن ما قام به لا يمكن أن يبقى دون رد من قبل محور المقاومة الذي لا يمكن أن يرضى بأن تنتهي الحرب ويد إسرائيل هي الأعلى في المنطقة.

إنطلاقاً من ذلك، قد يكون من المنطقي الحديث عن أن نتانياهو أراد من خلال التصعيد الكبير جر المنطقة إلى الحرب الواسعة لا الذهاب إلى تحقيق إنتصار يقوده إلى إعلان وقف الحرب، لا سيما أنه يدرك أكثر من غيره أن ما قام به لا يمكن أن يبقى دون رد، وهو ما من المفترض أن يحصل خلال الساعات أو الأيام المقبلة.

في هذا السياق، تُشير مصادر سياسية مطلعة عبر “الملفات” الى أنه من المستبعد أن يقبل محور المقاومة أن تبقى الأمور دون رد كبير من قبله، لأن هذا الأمر سيكون بمثابة هزيمة له وتضييعاً لكل الإنجازات التي كان قد حققها في الأشهر الماضية، بالإضافة إلى تكريس معادلات عسكرية تصب في صالح إسرائيل، حتى ولو كان ذلك سيأتي في إطار الأعمال التي لا تقود إلى إندلاع الحرب الشاملة، لكن في المقابل الوصول إلى هذه الحرب ستكون كلفته أقل من كلفة السكوت عن ما حصل في الأيام الماضية.

بالمقابل تلفت المصادر النظر الى وجود وجهة نظر أخرى تقول أن المحور الذي كان يتفادى الحرب الشاملة منذ تشرين الاول الماضي، لن يسمح لنتانياهو بتحقيق هدفه بجر المحور الى الحرب مع اسرائيل واميركا وبعض الدول الأوروبية أيضاً، خاصة أنه ارتكب عملية اغتيال اسماعيل هنية في طهران بعد أيام قليلة على خطابه في الكونغرس الاميركي حيث ركز على ايران وضرورة ضربها وخوض الحرب معها من قبل الأميركيين وما أسماه التحالف الابراهيمي في المنطقة، وبالتالي فإن نجاحه بالوصول الى هدفه الأساسي المتمثل بإنهاء الحرب قد يكون الحل الأمثل، لأنه يعتبر أن تداعيات طوفان الأقصى الكبيرة وتأثيرها على كيان العدو ومستقبله لن تسقط، وهي ستظهر مع مرور الزمن، ويمكن البناء عليها للمستقبل.

من هذا المنطلق فإن المنطقة تعيش اليوم أصعب لحظاتها منذ عشرة أشهر وربما بتاريخها الحديث، فما هو على المحك يتعلق بمصير محور المقاومة والمنطقة ككلّ، والقرار لن يكون سهلاً على الإطلاق.

المصدر : خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش