September 24, 2024
\

من مخيمات إلى بؤر أمنية

خاص – موقع الملفات

قبل أن نتطرق إلى تحديات وآثار وجود اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان، يجب تعريف مصطلحي “النازحين” و”اللاجئين” وفهم السبب وراء استخدام عبارة “النازحين” للإشارة إلى السوريين.

اللاجئ هو شخص يفر من بلده ويعبر الحدود الدولية بحثًا عن حماية دولية بسبب مخاوف محددة تتعلق بالاضطهاد أو التهديد بالعنف أو التمييز بناءً على أسباب مثل الدين أو العرق أو الجنس أو الانتماء الاجتماعي. يحظى اللاجئ بحماية دولية وحقوق تضمنها معاهدة اللاجئين لعام 1951 وبروتوكولاتها.

اما النازح فهو شخص يضطر للتنقل داخل بلده بسبب النزاع المسلح أو الكوارث الطبيعية أو أسباب أخرى مماثلة دون تجاوز الحدود الوطنية.

يعيش مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات للاجئين في لبنان منذ عقود.ومنذ عقود ولبنان يتعرض لمجموعة من المشكلات والتحديات المتعلقة بموضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين والتي تتشدد وطأتها اليوم.

بالنسبة للسوريين في لبنان، يُطلق على معظمهم مصطلح “النازحين” وليس “لاجئين” نظرًا لأنهم عادوا إلى لبنان من سوريا بدون عبور الحدود الدولية وتسجيل لجوئهم لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبالتالي، لا يتمتعون بنفس الحقوق والحماية التي تمنح للاجئين الذين عبروا الحدود.

إضافة إلى ذلك، يشكل النازحون السوريون والفلسطينيون في لبنان تحديًا كبيرًا نظرًا لعدم التزام بعضهم بالقوانين والأنظمة المفروضة على اللاجئين، مما يؤدي إلى زيادة في التوترات الاجتماعية والأمنية وتأثير سلبي على البيئة اللبنانية بشكل عام.

إن هذا الموضوع يتطلب تحليلًا شاملاً للتحديات والمشكلات التي يواجهها لبنان نتيجة وجود هذه الجماعات وكيفية التعامل معها بشكل فعال للمحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد.

واحدة من أبرز التحديات التي تواجه لبنان هي وجود عدد كبير من الفلسطينيين والسوريين في أراضيها. حيث يعيش هؤلاء النازحين واللاجئين في بيئة معقدة ومشوبة بالتوترات، مما يطرح تحديات كبيرة على مختلف جوانب الحياة اللبنانية.

اهم التحديات:

1. الأمن والاستقرار: واحدة من أكبر التحديات التي تواجه لبنان هي تحول المخيمات التي يقطنها الفلسطينيون والسوريين إلى بؤر أمنية خارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية. يُصبح التوتر الأمني والجريمة منتشرة في بعض هذه المناطق، مما يهدد الاستقرار والأمن في البلاد.
2. الاقتصاد والأعباء المالية: وجود اللاجئين والنازحين يزيد الأعباء المالية على لبنان. حيث تضطر الحكومة إلى توفير الخدمات والدعم لهؤلاء اللاجئين، مما يؤثر على الموارد المحلية ويزيد من الضغط على الاقتصاد.
3. التوترات الاجتماعية: يؤدي وجود النازحين السوريين والفلسطينيين إلى زيادة التوترات الاجتماعية بينهم وبين اللبنانيين في بعض المناطق. تتسبب هذه التوترات في تدهور العلاقات وتصاعد الاحتكام إلى العنف.
4. تحول المخيمات إلى بؤر أمنية: هناك مخاوف من أن المخيمات السورية والفلسطينية تحولت إلى مناطق خارجة عن السلطة الشرعية وأصبحت مصدرًا لمشاكل أمنية.
5. مشاكل اجتماعية واقتصادية: النازحين يعانون من مشاكل اجتماعية متشابهة في مختلف المناطق، بما في ذلك حوادث السير والكهرباء والمياه والسرقات.
6. التهديد الديموغرافي: تزايد عدد النازحين بسرعة وزادت نسبة الولادات داخل المخيمات مما يمكن أن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي يهدد الهوية اللبنانية.
7. انعكاسات سياسية واجتماعية: هناك مخاوف من أن استمرار وجود النازحين قد يؤدي إلى تفجير الوضع السياسي والاجتماعي في لبنان.
8. تصاعد الجرائم والتوتر: تزايدت الجرائم والتوترات بين النازحين واللبنانيين في بعض المناطق اللبنانية.
9. ضغوط اقتصادية: تزيد الأعباء الاقتصادية على لبنان بسبب توفير الخدمات والدعم للنازحين.
10. تحول إلى احتلال: هناك من يعتبر أن وجود النازحين أصبح احتلالًا لبنان وليس مجرد نزوح.
11. تهجير وإجبار على المغادرة: تقديم محافظ بيروت قرارًا بطرد لاجئين سوريين من منازلهم دون إنذار مسبق.
12. تأثير سلبي على الأمن: تقدير تأثير سلبي على الأمن في لبنان بسبب تمركز النازحين بالقرب من المخيمات الفلسطينية.
 

من القوانين التي لا يخضعون لها:

1. ترخيص الإقامة: العديد من السوريين يعيشون في لبنان بدون ترخيص رسمي للإقامة، مما يجعلهم غير قانونيين من الناحية الإدارية.
2. العمل: يعاني السوريون من صعوبة في العمل بشكل قانوني في لبنان، مما يجبر البعض منهم على العمل في القطاع غير الرسمي أو حتى بدون تصريح، مما يؤثر على سوق العمل اللبناني.
 

تجمع هذه التحديات والقوانين التي لا تطبق على الفلسطينيين والسوريين في لبنان لإنشاء وضع معقد يؤثر سلبًا على مختلف جوانب الحياة اللبنانية. يجب على السلطات اللبنانية التصدي لهذه التحديات بشكل فعال والبحث عن حلول تساعد في الحفاظ على الاستقرار والأمان في البلاد، مع مراعاة الضغوط السياسية والاقتصادية الهائلة التي يواجهها لبنان حاليا.

بعض الحلول للحد من هاتين الظاهرتين في لبنان

1. تعزيز التعاون الدولي: يجب على المجتمع الدولي دعم لبنان في معالجة تدفق النازحين وتحميله مسؤوليتها الإنسانية.
2. البحث عن حلول دائمة: يجب أن يعمل المجتمع الدولي على حل النزاعات والأزمات في مناطق مثل سوريا للحد من أسباب التهجير.

في النهاية، تحتاج قضايا النازحين واللاجئين في لبنان إلى حلول مستدامة وتعاون دولي لمعالجة جذور المشكلة وتحسين وضع الأشخاص الذين يعانون من هذه الظروف الصعبة.

المصدر : خاص موقع الملفات – المحامية جويل نجيم