شهد لبنان اليوم الأحد تصعيدًا خطيرًا تمثل في سلسلة غارات مكثفة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي وقصف مدفعي عنيف طال مناطق واسعة في الجنوب اللبناني. الغارات التي بدأت منذ ساعات الصباح الأولى استهدفت عدة بلدات وأحياء، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية، ما ينذر بتفاقم الوضع الأمني في ظل التصعيد المستمر.
البداية كانت مع استهداف الطيران الحربي بلدتي شمع والبازورية، حيث أفادت المعلومات الأولية عن وقوع إصابات نتيجة القصف. وتوالت الغارات بعد ذلك لتشمل بلدات طير حرفا ورأس العين، تزامنًا مع قصف مدفعي عنيف طال أطراف البازورية، مجدل رون، الجبين، شيحين، علما الشعب، المنصوري، وبيوت السياد، ووادي حامول في الناقورة.
ولم يتوقف القصف عند ذلك، إذ أغارت الطائرات الإسرائيلية عصر اليوم على مبنى في حي الزرافيل عند مدخل بلدة أنصار من جهة البابلية، كما استهدفت مبنى بلدية خربة سلم، مما أدى إلى تدميره بالكامل. وفي تصعيد إضافي، استهدفت غارة منطقة القصر – الهرمل، وغارة أخرى بطائرة مسيّرة طالت فريقًا من “الهيئة الصحية الإسلامية” في بلدة حناوية، ما أسفر عن إصابات.
وفي بلدة الخرايب، استهدفت غارة جوية مبنى أدى إلى أضرار جسيمة، بينما تسبب قصف مدفعي في سقوط شهداء وإصابات في منطقة الماري – حاصبيا. كما استهدف الطيران بلدة الشبريحا، حيث انتشلت فرق الإنقاذ جثث ثلاثة أشخاص استشهدوا في الغارة.
المشهد في النبطية لم يكن أقل حدة، إذ تعرض محيط مهنية النبطية لغارة بصاروخين موجهين أطلقتهما طائرة مسيّرة، في حين استهدفت غارة أخرى مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في حومين التحتا بمنطقة إقليم التفاح.
أما مدينة صور، فقد شهدت غارات استهدفت مبنيين في شارع قرطاج قرب دوار جنبلاط وشارع أبو ديب، بينما أُبلغ عن وقوع شهيد وجريحين نتيجة غارة أخرى على بلدة المروانية. ولم تسلم بلدة تول – النبطية من الاستهداف، حيث طالت غارة مبنى نصار قرب محلات رحال.
التصعيد الإسرائيلي هذا اليوم، الذي شمل مناطق واسعة وأدى إلى استشهاد سوري وزوجته في الماري – حاصبيا وإصابة آخر، يعكس نذر مواجهة متصاعدة قد تحمل في طياتها تطورات خطيرة على الساحة اللبنانية. الجنوب اللبناني الآن يشهد حالة من التوتر والترقب، وسط تخوفات من استمرار التصعيد في ظل غياب أي أفق لحلول تهدئة قريبة.