تصعيد جنوني.. وسيناريو حرب تموز إلى الواجهة!
رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً عسكرياً خطيراً طال العاصمة بيروت والمناطق المحيطة بها، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع حيوية ومناطق مكتظة بالسكان. هذا التصعيد، الذي جاء قبيل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، رفع مستوى التوتر إلى ذروته واستدعى مخاوف كبيرة بشأن هشاشة الاتفاق المعلن.
شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل الثلاثاء – الأربعاء، سلسلة غارات مكثفة استهدفت مناطق عدة في ضاحية بيروت الجنوبية، وذلك قبل ساعات من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ . واستهدفت الغارات مناطق برج البراجنة، الغبيري، الليلكي، وشويفات العمروسية، تزامناً مع توجيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إنذارات للسكان بضرورة الإخلاء الفوري زاعمًا في تصريحاته أن المباني المستهدفة تقع بالقرب من منشآت وصفها بأنها تابعة لحزب الله. وحث السكان على الابتعاد لمسافة لا تقل عن 500 متر عن هذه المواقع لضمان سلامتهم.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد شنت اليوم أكثر من تسع غارات جوية متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت في تصعيد يعد الأخطر منذ بداية الأزمة، مستهدفة: حارة حريك، الغبيري، برج البراجنة والحدث. هذه الغارات جاءت في أعقاب تحذيرات إسرائيلية باستهداف مواقع جديدة في العاصمة، من بينها رأس بيروت، المزرعة، المصيطبة، وزقاق البلاط.
ومن أبرز المواقع المستهدفة اليوم في الضاحية:
- منطقة النويري – بربور: غارة استهدفت مركز جمعية القرض الحسن.
- شارع الحمرا: قصف مبنى قريب من وزارة الداخلية ومصرف لبنان.
- محيط السفارة الكويتية: استهداف مبنى مجاور للسفارة.
- حي المزرعة: غارة على حي سكني، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.
لم تقتصر الغارات على بيروت وحدها، بل امتدت إلى مناطق أخرى في لبنان، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع متعددة في البقاع، الجنوب، وحتى المعابر الحدودية. ففي بعلبك، تعرض حي العسيرة لقصف عنيف أدى إلى سقوط جرحى، بينما شنت الطائرات غارات على مجمع الأحلام في مدينة صور، أحياء النبطية، وبلدة زفتا. في الجنوب، تعرضت مدينتا بنت جبيل وعيناتا لغارات مكثفة، وأصيب سكانها بحالة من الذعر وسط دمار واسع.
في السياق نفسه، استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق حيوية في البقاع، أبرزها حي الفيكاني الذي شهد سقوط ثلاثة شهداء، وبلدة علي النهري حيث أصيب أربعة أشخاص بجروح متفاوتة. كما طالت الغارات بلدة مزرعة بيت مشيك، وأسفرت عن استشهاد أربعة أشخاص.
وفي مدينة الهرمل، أدت الغارات إلى سقوط ثلاثة شهداء وجرحين، بينما أودت غارة أخرى في الصرفند بحياة شخص واحد وأصابت سبعة آخرين، بينهم ثلاثة في حالة حرجة.
الهجوم الإسرائيلي امتد إلى المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث استهدفت الطائرات معابر الدبوسية والعريضة، إضافة إلى منطقة وادي خالد في عكار قرب مركز الأمن العام. هذه الغارات أثارت قلقاً متزايداً بشأن تداعيات استهداف هذه المعابر التي تعد شريان حياة لكثير من المناطق الحدودية.
كما استهدفت شقة سكنية في منطقة بربور، ما أدى إلى استشهاد محمود شري وإصابة شقيقه عماد شري، وهما شقيقا النائب أمين شري.
هذا التصعيد الإسرائيلي، الذي وصف بـ”الجنوني”، أعاد إلى الذاكرة سيناريوهات حرب تموز 2006، خاصة في أيامها الأخيرة قبيل وقف إطلاق النار. ومع استمرار تحليق الطائرات الحربية والاستطلاعية فوق لبنان وتصاعد الدمار، تبدو الأوضاع أكثر هشاشة مما كانت عليه، وتزداد المخاوف من احتمال خرق وقف إطلاق النار في أي لحظة.
المصدر : الملفات