كيف اغتيل السنوار وما قصة المسيّرة التي لاحقته.. ومصير جثمانه؟!
في خضم التصعيد المستمر في قطاع غزة والمجازر التي رافقت أحداث 7 أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال يحيى السنوار، رئيس حركة حماس، الذي كان يبلغ من العمر 62 عامًا. السنوار كان يعتبر من أبرز المطلوبين لإسرائيل والولايات المتحدة، وواحدًا من العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر.
عملية الاغتيال جاءت خلال اشتباك مسلح مع وحدة إسرائيلية جنوب القطاع، وفق ما أفادت به التقارير الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن التفاصيل التي كشفت لاحقًا حول ظروف مقتله ونتائج التشريح أضافت أبعادًا جديدة للقصة، وأثارت العديد من التساؤلات حول وجوده في المنطقة المستهدفة بدلاً من الأنفاق التي يُعتقد أنها تشكل ملاذًا آمنًا لقادة حماس، وكذلك حول مصير جثته بعد وفاته.
عملية الاغتيال: لم تكن متوقعة
بحسب الرواية الإسرائيلية، كانت القوات الخاصة الإسرائيلية تجري عملية تمشيط في منطقة تل السلطان جنوب غزة في إطار عملية روتينية لتعقب قادة حماس. لم تكن القوات تدرك في البداية أنها ستواجه السنوار شخصيًا، حيث اشتبكت مع ثلاثة مسلحين، من بينهم السنوار، الذي لجأ إلى مبنى مدمر بعد تبادل إطلاق النار. تم قصف المبنى بقذائف المدفعية وصاروخ، وبعد فحص الجثث، تم اكتشاف أن إحداها تعود ليحيى السنوار، وهو ما تأكد عبر تحليل الحمض النووي وبصمات الأصابع.
الطائرة المسيّرة: الشاهد الصامت
تضمنت تفاصيل العملية مشهدًا لظهور طائرة مسيّرة إسرائيلية كانت تحلق بالقرب من السنوار في لحظاته الأخيرة. أظهر مقطع فيديو تداوله الإعلام الإسرائيلي أن السنوار، المغطى بالغبار والمصاب بجروح بليغة، حاول إبعاد الطائرة المسيّرة عنه بضربها بعصا. في البداية، ظنت القوات الإسرائيلية أنه مقاتل عادي، ولكن بعد فحص الجثة، تأكدوا من أنه السنوار نفسه. وقد تم العثور معه على مبلغ مالي وسلاح، مما زاد من تأكيد هويته، بحسب ما أفادت به المواقع العبرية.
نتائج التشريح: تفاصيل القتل
بعد مقتله، تم نقل جثته إلى المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب لإجراء تشريح دقيق. وقد أظهرت نتائج التشريح بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية أن السنوار أصيب برصاصة قاتلة في الرأس، مما أدى إلى وفاته على الفور. وأشارت الفحوص إلى أن الإصابة كانت دقيقة للغاية، وكأنها من تنفيذ قناص. كما وجدت في جسده شظايا ناجمة عن الانفجار الذي دمّر المبنى الذي كان يتحصن فيه، بما في ذلك شظايا من قذائف دبابة “ميركافا” وصاروخ “ماتادور”.
التشريح كشف أيضًا عن آثار متعددة لإطلاق النار، مما يعزز الافتراض بأن السنوار حاول المقاومة قبل القضاء عليه. جروحه كانت بليغة في عدة مناطق من جسده، ما يشير إلى أنه خاض اشتباكًا عنيفًا قبل مقتله.
مصير الجثمان: الغموض مستمر
بحسب التقارير، تم نقل جثمان السنوار بعد الفحص الطبي إلى “موقع سري” لأسباب استراتيجية لم يُعلن عنها. هذا الإجراء أثار تكهنات حول إمكانية استخدام الجثة كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع حماس، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى والمفقودين.
رغم أن السلطات الإسرائيلية تؤكد أنها ضيّقت الخناق على السنوار لفترة طويلة قبل مقتله، إلا أن وجوده في تلك المنطقة بدلاً من الأنفاق المترامية تحت غزة يثير المزيد من التساؤلات. فهل فعلاً مقتل السنوار جاء بمحض الصدفة خلال اشتباك غير مخطط له؟
ماذا بعد مقتل السنوار؟
حماس نعت قائدها وأكدت أن مقتله لن يضعفها، بل سيزيدها قوة وصلابة، مشددة على استمرار المقاومة. لكن مقتل شخصية كالسنوار يطرح أسئلة حول مستقبل حماس وقياداتها، وتأثير العملية على مستقبل الصراع والمفاوضات، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
المصدر : الملفات