April 17, 2025

قنبلة من العيار الثقيل.. تهريب السلاح للحزب عبر مرفأ بيروت!؟

بعد ساعات من انتهاء زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، واستمرار البحث اللبناني في خلفيات الزيارة ونتائجها والفوارق من حيث الشكل بينها وبين زيارات سابقة، فجرت قناة “العربية” قنبلة من العيار الثقيل بوجه اللبنانيين من خلال نشرها خبراً يتحدث عن استخدام حزب الله لمرفأ بيروت لإدخال السلاح إلى لبنان من إيران.
وتكشف العربية نقلا عن مصدر أمني غربي أن “فيلق القدس الإيراني سيعتمد عبر الوحدتين 190 التي يقودها “شهرياري” و700 التي يقودها “غل فرست” على عمليات التهريب عبر البحر بشكل مباشر إلى لبنان أو باستخدام دول وسيطة”، مشيرة إلى أن حزب الله يتصرف في مرفأ بيروت بحرية تامة من خلال شبكة متعاونين في جهاز الجمارك وآليات الرقابة بالمرفأ يديرها المسؤول الأمني وفيق صفا الذي يسعى بحسب المصدر عبر عملائه في مرفأ بيروت لتسهيل تهريب المعدات والأسلحة والأموال دون أي تفتيش أو رقابة”.
 
كذلك ألمحت القناة إلى مسألة إنفجار مرفأ بيروت ومسؤولية حزب الله عنه من خلال قولها أن استمرار هذه الأفعال قد يكرر كارثة آب 2020، ولكن بعيداً عن صحة الخبر والتي يجب على الدولة اللبنانية أن تتحدث عنه بشكل عاجل، ما هي الأهداف منه وماذا عن التوقيت؟
 
كان لافتاً تزامن الحديث عن عمليات تهريب أسلحة عبر مرفأ بيروت من إيران لحزب الله مع الزيارة الأميركية للبنان للتشديد على مطلب نزع السلاح وضرورة قيام الحكومة اللبنانية بما عليها لتطبيق القرار 1701، والحديث عن التفاوض بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وتُشير مصادر سياسية بارزة إلى أن الترويج لهذه الأخبار في هذا التوقيت له عدة أهداف أساسية هي:
أولاً الضغط على الحكومة اللبنانية وتحميلها مسؤولية إستمرار الإحتلال واعتداءاته على لبنان، حيث كانت أورتاغوس واضحة بأن الحكومة تتحمل مسؤولية استكمال الإجراءات التي تؤدي إلى وقف الأعمال العدائية، وما هذا الخبر سوى محاولة لإحراج الحكومة اللبنانية وإظهارها بمظهر العاجز عن ضبط المعابر الشرعية، ودعوة لتشديد الرقابة على المعابر الجوية والبحرية والبرية.
 
ثانياً، الضغط على حزب الله من بوابة المرفأ هذه المرة، بعد الضغط عليه من بوابة المطار منذ فترة، وبعد أن توقف لبنان عن استقبال الطيران الإيراني، وبعد حملة الطرد التي طاولت بحسب المعلومات موظفين مقربين أو منتمين أو مؤيدين للحزب من مطار بيروت، وعددهم تخطى الثلاثين، يعملون في خدمة حمل حقائب المسافرين من الخارج إلى الداخل وبالعكس وخدمة حمل الحقائب إلى الطائرات وتفريغها منها، وفي قسم تفتيش الحقائب وضبط المفقودات، سيكون هناك حملة مشابهة في مرفأ بيروت، حيث ستكثر اليوم الدعوات لتشديد الرقابة على المرفأ وطرد الموظفين “المقربين” من الحزب، وهو ما قد يطال مجموعة من الموظفين المنتمين لطائفة محددة.
ثالثاً، يشكل هذا النوع من الأخبار تبريراً لبقاء الإحتلال الإسرائيلي في لبنان واستكمال كل عدوانه عليه، فهو يشبه ذريعة إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، ويتكامل مع الحديث الأميركي الإسرائيلي عن عدم التزام حزب الله والدولة اللبنانية بواجباتها تجاه إتفاق وقف إطلاق النار الذي يُخرق يومياً من قبل إسرائيل.
رابعاً، خارج الحدود اللبنانية يهدف الخبر أيضاً للضغط على إيران قبل أيام من بدء المفاوضات غير المباشرة مع أميركا، حيث ترى المصادر عبر “الملفات” أن علاقة إيران بحزب الله وغيره من التنظيمات في المنطقة ستكون ملفاً يسعى الأميركيون للتفاوض بشأنه مع إيران.
لا شكّ أنه لا يمكن التعامل مع هذا الموضوع باستخفاف، فالأمر يشبه ما كانت نشرته صحيفة “تلغراف” في حزيران الماضي عن تخزين الصواريخ في مطار بيروت الدولي، وبالتالي على المعنيين بالحكومة اللبنانية متابعة المسألة وتوضيحها.

المصدر : خاص “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش