December 24, 2024

دعم عسكري – مالي للقضاء على الحزب!

 خاص “الملفات” – ميلاد الحايك
 
في الوقت الذي وصل عدد الشهداء خلال الحرب المستمرّة على غزة إلى أكثر من 40 ألف، وبلغ عدد الجرحى أكثر من 89818 إصابة منذ السابع من تشرين الأول العام 2023، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الفائت، أمام أعضاء الكونغرس الأميركي خطاباً حظي بترحيب واسع وتصفيق حاد من المشرعين الذين حضروا تلك الجلسة التي وُصفت بـ “التاريخية”.
وعلى دماء الأطفال والأمهات والشيوخ الذين قُتلوا بدم بارد في القصف والمجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، صفق أعضاء الكونغرس الذين استمعوا إلى كلمة القاتل، وكأن الذي يحصل في غزة لا يستحق أي إدانة أو حتى اعتراض، وكأن شيئاً لم يكن. وعلى ما يبدو، أن خلف هذا المشهد المرحّب، قد يكون ثمّة اتفاقات في الكواليس لم تتكشّف ملامحها بعد، وأصبحت الأنظار موجّهة إلى احتمالية اتّساع رقعة الحرب ومصير الهدنة. 
 
دعم مالي وعسكري لنتنياهو
في حديث لـ “لملفات”، أشار الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي إلى أن “نتنياهو ربط مصير المنطقة بخطابه أمام الكونغرس بعدما كان التعويل عليه”. وسأل: “هل سيستحصل نتنياهو على الدعم العسكري والمالي من الكونغرس ليشن عدواناً واسعاً على لبنان ويوسّع دائرة حربه لتشمل الداخل الفلسطيني، وربما وصولاً إلى الجولان وسوريا؟”، معتبراً أنه “قد يكون هناك دعم عسكري مالي للقضاء على حزب الله وإعادة سكان المستوطنات في الشمال، وهذا ما يسعى إليه نتنياهو، فتهجير 100 ألف مستوطن شكّل ضربة قاسية له وللوجود الإسرائيلي”. 
 
واستطراداً، رأى العريضي أن “هذا الخطاب مرّ مرور الكرام، من دون أن ننسى أن واشنطن لم تتخلى يوماً عن إسرائيل، بدليل أن الرئيس الأميركي جو بايدن جاء إلى إسرائيل بعد السابع من تشرين الأول، وكان هناك جسر جوي بين واشنطن وتل أبيب لدعم إسرائيل”.
ولفت إلى أن “عملية طوفان الأقصى كانت نوعية وقضت على هالة إسرائيل الاستخباراتية وعلى الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وإن خطاب نتنياهو هو محطة مفصلية في هذه المرحلة ولكن سننتظر ونترقّب الأيام المقبلة”. وأضاف: “قد يكون هناك لقاءات سرية ودعم حصل عليه نتنياهو من الكونغرس، وإلا فإنه سيعود إلى تل أبيب كما غادرها، من أجل استئناف المفاوضات وصولاً إلى هدنة في غزة، والتي ستنسحب تلقائياً على جنوب لبنان، ومن بعدها المفاوضات الشاملة”.
وتابع: “حتى الساعة ليس هناك أي شيء يدل على أن الحرب ستتوقف، لأن نتنياهو وبعد خطابه في الكونغرس، وكل ما أحاطه به إلى دوره السياسي في إسرائيل، سيجعله محط أنظار الرأي العام الإسرائيلي، وبالتالي إما دفعه إلى الاستقالة أو القيام بعمل عسكري واسع من أجل استعادة وجود إسرائيل القوي”.
 
وهنا سأل العريضي: “هل تستطيع إسرائيل مواجهة حزب الله؟ الأمور والمقاربات والمعادلات تغيّرت اليوم، لأن الحزب بات يمتلك قوة ضاربة، وهذا الأمر يدركه نتنياهو جيداً”. وفي السياق، لفت العريضي إلى أن ” هناك كلام صدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن خلال معلومات موثوقة استقاها أحد الذين التقوا به من مسؤولين لبنانيين، تفيد بأن فرنسا ومن خلال ماكرون شخصياً تتولّى اتصالات رفيعة المستوى مع واشنطن ودول العالم من أجل منع وقوع الحرب الشاملة”.
واعتبر أنه “في حال توسّعت الحرب في لبنان ستكون بمثابة حرب عالمية ثالثة ومدمّرة للجميع، وأوروبا لا تتحمل مثل هذه الحرب في ظل ظروفها السياسية والاقتصادية، كما أن أميركا وإسرائيل لا تريدان الحرب، كذلك حزب الله وإيران”.
وكشف العريضي عن “أجواء تشي بإمكانية إقدام إسرائيل على عمل عسكري لأيام معدودة، وربما بضرب منشآت مدنية وحيوية في لبنان وإلّا ستبقى الأمور على ما هي عليه من خلال حرب استنزاف”. وأردف، “إسرائيل تُدرك أنها إذا حاولت الدخول برياً إلى لبنان ستُواجه بمقاومة ضارية”، وقال: “بحسب معلوماتي فإن حزب الله قادر على أن يجتاح الجليل، ويستهدف مطار بن غوريون”. 
ورأى العريضي أن “هذه المساندة الذي يقوم بها الحزب أعطت ثمارها، بمعنى أن الحزب الذي يمتلك سلاحاً نوعياً قادر على ردع إسرائيل”، متوقعاً أن “تتوسّع دائرة بيكار القصف، وذلك مرتبط بالتكتيك العسكري والسياسي وحسب مقتضيات المرحلة”.
 
أمور ما زالت طي الكتمان
 وأشار العريضي إلى أن “كل الأهداف الإسرائيلية باتت في متناول حزب الله، وهناك بنك أهداف لا يستهان به، وبعض الأمور ما زالت طي الكتمان عن ما يمتلكه الحزب من أجواء ومعطيات ومنظومة صاروخية وسلاح نوعي قادر أن يضرب إسرائيل ضربات موجعة”.
 
المفاوضات فشلت وقبة باط أميركية
أما، فيما يتعلّق بمسار المفاوضات للتوصل إلى هدنة، فقال “حتى الساعة ليس هناك ما يؤكد وجود مؤشرات إيجابية، لذا سننتظر ونترقّب، هل تم إقناع نتنياهو في واشنطن للوصول إلى هدنة وطي مرحلة الحرب الشاملة، أم أنه أخذ الضوء الأخضر الأميركي، و”قبة باط” أميركية لشن حرب على حزب الله؟”.

المصدر : خاص موقع “الملفات” – ميلاد الحايك