حراس ليل جبيل.. وعمليات تهريب البشر!
ستة أشهر مضت، ربما أكثر، منذ أن بدأ حراس ليل جبيل مهامهم الأمنية. تسمية قد تكون غريبة للبعض ومريبة للبعض الآخر ممّن يهوون الصيد في الماء العكر بحجة أنهم يتخوّفون من الأمن الذاتي ويرفضونه، لكن الشيء الوحيد والمؤكد أن هؤلاء الحرّاس لا يتصرّفون على هواهم ولم يتم تشكليهم عبثاً أو من عدم، إنما هم عناصر قانونيين ومنظمين جرى فصلهم من شرطة بلدية جبيل بقرار من وزارة الداخلية ليمارسوا مهاماً محددة وواضحة. وكما يؤكد أحد كبار الأمنيين، أنّ الأمن في لبنان يمرّ بظروفٍ صعبة وحساسة جدًا، وهي أوضاع تعيشها المناطق اللبنانية كافة، وجبيل التي لم يجف دماء شهيدها بعد، واحدة منها.
حواجز ثابتة وجوّالة، دوريات ليلية بين الأحياء تمتد حتى ساعات الصباح، ملاحقات ومطاردات لعصابات السرقة بمؤازرة من الأمنيين وعمليات تعقّب ورصد للمخالفين وغير الشرعيين، وغيرها من المهام المولجة بتنفيذها مجموعة مؤلفة من ثلاثة عشر شخصًا مدرّبين ومجهزين لحراسة المنطقة، ومكافحة أي تهديدات قد تطال المواطنين، وذلك بالتعاون والتنسيق التام مع الأجهزة الأمنية كافة.
آخر عمليات هؤلاء، كانت فجر اليوم السبت حوالي الساعة الخامسة والنصف، بعدما تم الاشتباه بسيارة كانت بصدد المرور على أحد حواجز الحراس، وبعد رصدها تبين أنها سيارة الأجرة تحمل لوحة سورية وتحاول الدخول في طريق فرعية في جبيل بغية إيصال من بداخلها إلى الموقع الحدد، وفقاً للاتفاق بين المهرب والعصابة.
ووفقًا للمعلومات، كان بداخل السيارة “ترتيل.ك” زوجة ناطور أحد المحال التجارية في جبيل، بالاضافة إلى حماتها “نهله.ح يعمل زوجها أيضاً في جبيل وطفلين.
معلومات موقع “الملفات” تؤكد أن العصابة السورية لتهريب السوريين إلى الداخل اللبناني تمتلك أكثر من سيارة أجرة منها يحمل لوحات سورية وأخرى لبنانية، أما طريقة عملها فهي متقنة وتتم على الشكل التالي:
يبرم الاتفاق بين ذوي الأشخاص الذين يريدون إدخالهم إلى لبنان بواسطة التهريب وبين العصابة، ثم يُسدد هؤلاء المستحقات المتوجبة عليهم لإتمام العملية، بعدها يتم نقلهم بواسطة سيارة أجرة سورية إلى معبر العريضة الحدودي، حيث يتم ختم أوراقهم وإخراجهم من سوريا وتركهم بعد الحاجز بمسافة قليلة، وهناك يتم التسلم والتسليم بين المهرب السوري أو السائق وآخر لبناني الجنسية حيث يكون بانتظارهم، ريثما يختم المهرّب الأول أوراقه الثبوتية على الحدود اللبنانية ثم يعود أدراجه حتى يستلم ركابه من المهرب اللبناني، فيأخذهم من هناك ويُكمل طريقه بهم إلى المكان المتفق عليه لتركهم فيه، حيث تنتهي من بعدها مهمته وينتظر الزبائن الآخرين ليعيد الكرّة.
تشير المعلومات إلى أن عملية توقيف هذه العصابة بعد رصدها، شملت إلى جانب “عبدو.ح” سائق سيارة الأجرة وركابه، ابن صاحب سيارات الأجرة “أحمد.ف” الذي تم التواصل معه وزيارته في حالات للاستدلال على الموقع الذي يُفترض على السائق إيصالهم إليه.
ثم تم توقيف لاحقًا 3 أشخاص، بينهم أحد أفراد عصابة التهريب “علي.ف” وهو شقيق صاحب سيارة الأجرة، بالإضافة إلى الناطور وشخص آخر على صلة بالناطور.
إلى ذلك لا تزال التحقيقات جارية مع الموقوفين الذين تم تسليمهم إلى الجهات الأمنية المختصة لكشف النقاب عن هذه الشبكة وتحديد هوية كافة المتورطين، لا سيما أن المهرب اللبناني الذي يلعب دوراّ رئيسياً في العصابة متوار عن الأنظار وقيد الملاحقة.
المصدر : خاص موقع “الملفات”