في وقت يزداد فيه الوضع الأمني تعقيدًا وخطورة في جنوب لبنان، هناك من لا يترك فرصة إلا ويستغلّها لتنفيذ أعماله ومخططاته، وكأن الجنوبيين لا يكفيهم ما يصيبهم من ويلات حتى يأتيهم أشباه البشر ليحتالوا عليهم بما تبقى لهم من لقمة عيش.
في التفاصيل، تعمّد أحد الأشخاص شراء مواشي من إحدى العائلات الجنوبية في منطقة مرجعيون وتحديدًا الوزاني بقيمة ١٤٠٠ دولار أميركي.
الصفقة تمت، وعدد من الأغنام مقابل مبلغ من المال باستطاعته أن يعيل عائلة لأسابيع، ولكن ساعات قليلة كانت كفيلة لوضوح الصورة لدى البائع المسكين، ليكتشف أنه وقع ضحية عملية احتيال احترافية نفذها شخص يقف خلفه آخرون. حيث أن المبلغ الذي تم دفعه للبائع برحابة صدر، تبين أنه مزور.
أصداء هذه العملية وصلت إلى مسامع المعنيين في المنطقة، لتبدأ بعدها التّحريّات والاستقصاءات المكثّفة التي قامت بها مديرية النبطية الإقيليمية في أمن الدولة، وتوصلت من خلالها في فترة زمنيّة قصيرة، إلى إماطة اللثام عن تفاصيل هذه الحادثة وتحديد هويّة المشتبه فيه، ويدعى ح.ز، (سوري الجنسيّة).
وبحسب المعطيات، تبين أنه كان يقطن في الجنوب قبل بدء الحرب على الحدود الجنوبية، ثم انتقل بعد ارتفاع وتيرة القصف والاعتداءات إلى البقاع، حيث تعرّف على الرأس المدبر لهذه العمليات الاحتيالية والذي بدوره زوّده بالعملات المزوّرة ليتداول بها في السوق.
ومن خلال التّحريات والرّصد والتعقّب لكافة تحركاته، تم استدراجه من خلال خطة مدروسة ومتقنة التفاصيل للإيقاع به بالجرم المشهود.
وبالفعل، توجّه مجدداً إلى مرجعيون لإتمام صفقة أخرى، لكنه فوجئ بكمين محكم لدورية من مكتب مرجعيون وحاصبيا في بلدة إبل السقي – مخيم مرج الخوخ، قضاء مرجعيون، إذ تمكن العناصر من توقيفه وضبط بحوزته مبلغ مادي وقدره ٤٦٠٠ دولار أميركي من فئة العملات المزوّرة ليصبح المجموع ٦ آلاف دولار أميركي.
وبنتيجة ذلك، تم سوقه إلى مكتب مرجعيون وتوقيفه بجرم ترويج عملة مزوّرة بناء لإشارة القضاء المختص.
هذا ويعمل الأمنيون على التوسّع في التحقيقات بغية الإيقاع بباقي أفراد الشبكة، لاسيما أن المعلومات التي بجعبتهم كفيلة للقيام بهذه الإجراءات.