January 8, 2025

جلسة المفاجآت الرئاسية: الموفد السعودي زاد من حيرة بعض النواب

 
 تضيق الخيارات أمام القوى السياسية اللبنانية التي تُريد انتخاب الرئيس ولا تُريده في نفس الوقت، فالكل قد يكون راغباً بالوصول إلى إنهاء الفراغ الرئاسي، والكل أيضاً يُريد للرئيس أن يكون على الصورة التي يتمناها، لذلك هناك تخبط داخلي، وعدم وضوح خارجي بما يتعلق بجلسة الخميس الرئاسية، وهو ما يفتح الباب أمام العديد من السيناريوهات. 
السيناريو الأول بحسب مصادر سياسية متابعة، وإن كان لا يحظى بحظوظ كبيرة حتى اللحظة، هو الاتفاق على تأجيل الجلسة، وهنا يُقصد بالإتفاق، توافق كل القوى السياسية الرئيسية على التأجيل لفترة زمنية محددة وقصيرة يُصار خلالها للاتفاق على إسم رئيس الجمهورية والتسوية التي ستحمله إلى بعبدا.
 السيناريوهات الأخرى كلها تنطلق من حصول جلسة الخميس، والسيناريو الأول والطبيعي هو انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية في الجلسة الاولى وحصوله على ما حوالي 100 صوت انتخابي، وهذا يعني أن الثنائي الشيعي سيوافق على انتخاب عون بعد الحصول على الضمانات المطلوبة لناحية اتفاق وقف إطلاق النار من جهة، والمسار السياسي الداخلي وكيفية التعاطي مع الفريق الشيعي في البلد من جهة ثانية، وعندها يُحشر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فيسير بانتخاب عون أيضاً علماً أن الرجل لا يفضل وصوله الى القصر، وغير صحيح ما يقوله عن نيته حماية ترشيح عون كمرشح توافقي. 
هذا السيناريو بحسب المصادر غير جاهز بعد، وربما يكون جاهزاً صبيحة الجلسة النيابية الخميس المقبل، أما السيناريو الثاني هو فشل الدورة الأولى بإيصال الرئيس والانتقال لفتح دورة ثانية يحتاج فيها الرئيس إلى 65 صوتاً، وهنا يكون خيار قائد الجيش قد سقط، وعندها قد يصوت النواب ولا ينل أحد الـ 65 صوتاً، ثم دورة ثالثة مشابهة واتفاق على التأجيل إلى جلسة أخرى قد تكون بحسب المصادر خلال 24 أو 48 ساعة من الجلسة الأولى. 
عندها تدخل القوى السياسية في حوار غير مباشر لانتاج رئيس, أما السيناريو الثالث هو حصول مثل هكذا حوار داخل أروقة المجلس النيابي بين الدورات الأولى والثانية الخميس، ويحصل أحد من المرشحين على الأصوات اللازمة لانتخابه، مع الإشارة بحسب المصادر إلى أن المعارضة لا تُقفل الباب أمام تطيير نصاب الجلسة بحال شعرت أن اتفاقاً معقوداً تحت الطاولة لتمرير انتخاب الرئيس بمعزل عن موقفها.
 وترى المصادر أنه من غير المستبعد حصول مفاجآت خلال ربع الساعة الأخير قبل جلسة الخميس، ومنها نجاح المسعى الأميركي – السعودي بالحصول على توافق على جوزاف عون، أو نجاح المسعى التركي – القطري بجمع الأصوات اللازمة للمرشح الياس البيسري، أو حتى التخلي عن المرشحين العسكريين لصالح المرشحين الاقتصاديين كجهاد أزعور أو سمير عساف. 
وتُشير المصادر إلى أن الدخول إلى جلسة الخميس دون أي اتفاق هو أمر وارد هذه المرة، ولو أن المحاولات ستكون حثيثة لعدم الوصول إلى هكذا نتيجة، لنكون أمام جلسة انتخاب حقيقية فيها مرشحين يصل عددهم إلى 5 واكثر، ولا أحد يعلم كيف تنتهي الجلسة، علماً أن الأميركيين وإن كانوا يفضلون جوزاف عون إلا أنهم لا يقفون عند الإسم بقدر وقوفهم عند المواصفات، وهو ما يؤخذ على الجانب السعودي الذي لطالما كان يؤكد اهتمامه بالمواصفات والمشروع والتوافق، وهو ما لم يلمسه بعض من التقاهم الموفد السعودي يزيد بن فرحان، كاشفة أن بن فرحان أبلغ النواب الذين التقاهم أن السفير السعودي في لبنان يبلغهم بالمستجدات بين الثلاثاء والأربعاء حيث كان واضحاً أن الامير يعول على زيارة هوكستين إلى بيروت، وبالتالي ما كان منتظراً من بعض النواب من الموفد السعودي لتوضيح الموقف زاده غموضاً بالنسبة إليهم.

المصدر : خاص موقع “الملفات” – الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش