جعجع: 6 أشهر كافية لنزع السلاح… وحزب الله؟ لم أسمعه يهدّد بحرب أهلية

أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، اليوم الخميس، أن وزير الثقافة غسان سلامة يتمتع بالأخلاق والثقافة، إلا أن تصريحاته الأخيرة بشأن مسألة السلاح لم تكن موفقة، مؤكدًا أنه لا يتفق مع رؤيته في هذا الملف.
وفي مقابلة مع قناة “MTV”، أوضح جعجع أن حكومة الرئيس السابق نجيب ميقاتي كانت الجهة التي وافقت على قرار وقف إطلاق النار، والذي ينص صراحة على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وأكد أن رئيس الجمهورية جوزاف عون لا يسعى لإعادة فتح النقاش حول السلاح، بل دعا إلى حوار مع “الثنائي الشيعي” لوضع خطة واضحة وجدّية لنزعه.
وأشار إلى أن كلاً من رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس الجمهورية، وحزب القوات، يتفقون على هدف مشترك يتمثل في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل تسليم السلاح للجيش اللبناني.
ولفت إلى أنه حين بدأ البعض الحديث مجددًا عن “حوار واستراتيجية دفاعية”، شعر بالقلق، مضيفًا: “لكن هذه المرة لا مجال للمزاح، لا يوجد جنوب وشمال الليطاني، والدولة يجب أن تفرض سلطتها بالكامل”.
وأسف جعجع لكون “ثقافة أحمد السعيد” لا تزال حاضرة في لبنان، مؤكدًا أن الحل الواضح هو التطبيق الكامل للقرارات الدولية، لا سيما 1701، 1559 و1608.
وطالب جعجع الدولة اللبنانية بإبلاغ الجانب الأميركي بضرورة تحديد مهلة زمنية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل التزام الولايات المتحدة بالضغط لطرد إسرائيل من النقاط الخمس الحدودية ووقف ضرباتها.
وشدد على أن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المخولة بوضع استراتيجية الأمن الوطني، على أن تُعرض هذه الخطة على مجلس الوزراء لإقرارها.
وردًا على سؤال حول إمكانية استخدام السلاح في الداخل، قال: “إسرائيل تقوم بما تقوم به دون أي مواجهة حقيقية، فهل المطلوب أن يُستخدم السلاح في الداخل؟”.
وأضاف: “لم أسمع حزب الله يهدد بحرب أهلية، ولا أعتقد أن أحدًا في لبنان يريد ذلك أو قادر على خوضها، وأستغرب الحديث عنها – بين من ومن؟”.
وأردف قائلاً: “إيماني لم يتزعزع، ليس فقط بسبب الأحداث الراهنة، بل منذ دخولي السجن، كنت على يقين بأن الحقيقة ستظهر في النهاية”.
ولفت إلى أن وضوح وثبات مواقف حزب القوات اللبنانية هو ما يدفع الوفود الدولية، ومنهم الأميركيون، إلى لقائهم فور وصولهم إلى لبنان.
وأكد جعجع أنه لا يضع “فيتو” على الحريرية السياسية، بل على العكس، فهي من القلائل التي قدمت شيئًا للبنان خلال الثلاثين عامًا الماضية، مشددًا على أن الرئيس رفيق الحريري اغتيل لأنه كان يصرّ على حصر السلاح بيد الدولة.
وبالنسبة للانتخابات البلدية، شدد على أن المعيار الأساسي هو المناصفة، خصوصًا في بيروت، وإن لم تُحترم، فسيسعون إلى قانون بلدي بديل. وأوضح أنهم بدأوا اتصالات مع التيار الوطني الحر، حزب الكتائب، وسائر الأحزاب المسيحية لتشكيل لائحة موحدة. في المقابل، يعمل النائب فؤاد مخزومي على تشكيل تحالف من جهته.
كما أعلن عن تحالفهم في جونية مع نعمة افرام، فريد هيكل الخازن، ومنصور البون، وفي البترون ضمن تحالف واسع مع التيار الوطني الحرّ، مشيرًا إلى اعتبارات محلية تحكم التحالفات في المنطقة. أما في زحلة، فهناك تحالف مع ميريام سكاف وبداية تفاهم مع حزب الطاشناق.
وأضاف أن التحالفات في الانتخابات البلدية لا تعني بالضرورة تحالفات نيابية لاحقًا، معتبرًا أن القانون الانتخابي الحالي يؤمن المناصفة، رغم حاجة بند اقتراع المغتربين لتعديل.
وعن بشري، قال: “النائبة ستريدا جعجع قامت بعمل مميز، ونتوقع الفوز في ما لا يقل عن 10 بلديات من أصل 12”.
وأكد جعجع أننا “لا نحتاج لأكثر من ستة أشهر لتسليم سلاح حزب الله، بشرط بدء حوار مباشر مع رئيس الجمهورية لتنفيذ هذه الخطوة”.
كما رأى أن خطوات العهد والحكومة الحالية ليست مثالية، لكنها إيجابية في ظل الظروف الصعبة التي تعمل فيها الدولة.
وعن سوريا، قال إنه يفكر في زيارتها لاحقًا، لكن ليس في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن الإدارة السورية الجديدة لا تزال في طور التشكيل.
وختم جعجع حديثه بالتأكيد على أن المواجهة مستمرة بأشكال وظروف مختلفة، في سبيل قيام دولة حقيقية، قائلاً: “ولا ممكن نرتاح”.
المصدر : رصد الملفات